مرّت ثلاث سنوات منذ آخر مرة رأى فيها القصر النور الحقيقي، منذ أن غمرته أصوات الضحكات والفرح، ولامس جدرانه نبض الحياة.
الآن، القصر يبدو مثل ظلٍ ينسحب تدريجياً مع كل لحظة تمر، محاطًا بصمت يثقل كالصخور على صدر إيلينا.
إيلينا، التي اقتربت لتبلغ الثامنة عشرة، كانت تجلس في غرفتها الصغيرة، تعانق وسادتها وكأنها تبحث عن شيء يخفف ثقل الليل.
قلبها ينبض بعنف، كما لو أنه يحاول الهروب ، بينما عقله يغوص في بحر من الأفكار المتشابكة والقلق الذي لا يهدأ.
لم تستطع النوم منذ ساعات، فقد كانت تحبس أنفاسها طوال هذه الأيام، تنتظر تلك اللحظة التي ستغير كل شيء.
هروب إيثان لم يعد مجرد حلم بعيد، بل أصبح خطة ناضجة رسمتها بدقة على مدار شهرين، وكل شيء فيها موجه نحو حرية ذلك الشاب الذي سُجن ظلماً في أعماق القصر.
لكن مع اقتراب الليلة، بدأ خوف غير معلن يزحف في أعماقها.
كانت تعرف تمامًا ما ينتظر إيثان في ذلك القبو البارد المظلم، كانت تعرف كم كان وحيدًا، وكيف كان يقاوم الوحدة والعتمة، وكيف أن كل دقيقة في ذلك المكان كانت تقتل جزءًا من روحه.
وكانت تعرف أيضاً كم كان يحاول أن يلمس العالم من خلال الكتب التي تهبها له، كأنه يحاول أن يلتقط خيطًا من الحياة خارج زنزانته.
ولكن، هذه الليلة لم تكن كأي ليلة.
كانت ليلة الانطلاق، بداية حياة جديدة لا يريدها القصر أن تُكتب على صفحته.
أخذت إيلينا نفسًا عميقًا من عباءتها الداكنة، وارتدت ثوبها ثم خرجت من غرفتها بخطوات خفيفة متسللة.
الممرات الحجرية الباردة احتضنت صمتها، بينما الضوء الخافت للقمر ينثر ظلّه على الأرض، مذكرًا إياها ببرودة الواقع الذي تخطته ليلاً من أجل هذا الحلم الكبير.
اقتربت من باب القبو، حيث تنتظر عيون إيثان، كانت عيونًا لا تخلو من الحزن، لكنها تحمل بريق أمل نادر.
دخلت ببطء، واستقبلها الهواء البارد الذي يحمل رائحة الرطوبة القديمة، تلك الرائحة التي أصبحت بالنسبة لها تذكارًا للمعاناة والصبر.
هناك، في الظلال، جلس إيثان بهدوء، كما لو أنه يقرأ من كتاب لا ينتهي، تحيط به صفحات مصنوعة من صمت الزمن وألم الأسر.
رفع رأسه عندما سمع خطواتها، وعندما التقت عيناه بعينيها، كان فيها مزيج من التعب العميق، الحذر، والأمل المتردد.
وضعت له الطعام، وتركت الكتب التي كانت قد جلبتها له قبل أيام.
جلسا في صمت، ذلك الصمت الذي يعبر عن ألف كلمة لم تستطع قلوبهما نطقها.
همست إيلينا بصوت منخفض، مختنقة بمشاعرها
إيلينا: إيثان، أعلم كم كان هذا المكان قاسيًا عليك… لكن الليلة، ستبدأ حياتك من جديد، حياة لا تستحق سوى الحرية.
رفع إيثان رأسه، وعيونه تعكس مزيجًا من الحيرة والفرح المختلط بالخوف.
إيثان: كيف؟ ،هل تعتقدين أنني أستطيع حقًا أن أعيش حياة حقيقية؟
سألها بصوت خافت، وكأنه يخشى أن يُكسر الحلم بالكلمة.
ابتسمت له.
إيلينا: أعدك، لن تكون وحيدًا أبدًا، سأكون معك في كل خطوة. ولكن عليك أن تتذكر… الماضي ليس سوى درس، لا يُعرّف من أنت.
ثم بدأت تشرح له بنبرات هادئة مليئة بالحنان، كيف سيبدأ، وأين سيهرب، وكيف سيواجه الحياة الجديدة دون خوف.
إيلينا: لا تخف من طلب المساعدة، لا تترك وحدتك تُخفي قوتك. عش بطريقتك، لا تدع أحد يحدد من تكون.
تبادلا النظرات، وفي كل نظرة كان هناك وعد غير منطوق بأنهم سيظلون معًا رغم المسافات.
مع أول خيوط الفجر، بدأ القبو يغرق في الضوء، وهما يخططان للمستقبل، مستقبل لا يعرف سوى الحرية والأمل.
كانت هذه البداية، بداية موسم جديد، قصة تُكتب بدموع .
يتبع…
لقد عدتُ إليكم…
بعد انتظارٍ طويل، ها نحن نبدأ معًا فصلاً جديدًا، وموسمًا مختلفًا من “خفايا القصر المؤلم”.
اشتقت إلى هذه اللحظات، إلى الكتابة من القلب و اشتقت لكم، وإلى كل من كان ينتظر هذا الموسم بشغف ومحبة.
مضت ثلاث سنوات على الشخصيات، وتغيّر كل شيء…
إيلينا لم تعد تلك الفتاة صغيره ، وإيثان بات أقرب من أي وقت مضى للحرية التي يستحقها.
هذا الموسم سيكون أكثر نضجًا، أكثر وجعًا، وأكثر صدقًا
وحشتونيي 🫂❤️❤️
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 51"
وانتي بعد وحشتينا 💞💞💞