كل يوم كان يحمل معه تدريبا جديدًا، توجيهاتٍ أكثر صرامة، وخطوات محسوبة بدقة من أجل لحظة واحدة…
لحظة الليلة.
في صباح ذلك اليوم، بدا القصر وكأنه يستعد لعاصفة لا ينجو منها أحد.
الخدم يركضون جيئةً وذهابًا في الممرات، يحملون أقمشة لامعة، وأواني مطلية بالذهب، ويهمسون بأسماء ضيوف لم تسمع بها إيلينا من قبل.
رائحة الزهور الجديدة التي نُثرت على درجات السلالم كانت تغمر المكان بنكهةٍ من الفخامة المصطنعة، وكأنها تحاول إخفاء توتر الحقيقة
استيقظت إيلينا قبل شروق الشمس بقليل، حين كان القصر لا يزال يتنفس ببطء تحت عباءة الصمت، لكن قلبها لم يشارك الهدوء.
وقفت إيلينا في شرفتها، تنظر إلى الساحة الواسعة حيث تُنصب خيمة بيضاء ضخمة، وعلى ملامحها ظل من الترقب.
كان حفل ظهورها للمجتمع على الأبواب، ولأول مرة، سيكون اسمها بين أسماء النبلاء رسميًا.
لكن داخلها لم يكن ثابتًا.
كان قلبها كقارب صغير في بحرٍ متقلب.
منذ متى أصبحت “آنسة إيلينا”؟ منذ متى بدأ الجميع يخفض رؤوسهم احترامًا؟
لا أحد يناديها باسمها فقط بعد الآن، حتى خادمتها المفضلة أصبحت تقول “سيدتي الصغيرة”.
كان ينبض بقوة وكأنه يريد أن يخرج من صدرها.
الستائر انسدلت بتوهج ذهبي مع أول خيط نور، وحين فتحت عينيها تمامًا، رأت ثلاث خادمات يقفن عند باب غرفتها، أنفاسهن متسارعة وأيديهن ممتلئة بالقماش والدبابيس.
آنا: سيدتي، اليوم هو يومكِ… عيد ميلادك وحفل ظهورك. لا وقت لنضيعه!
قالت إحداهن، وابتسامة صغيرة توشك أن تنفلت من توترها.
سُحبت من السرير دون أن تشعر. لم يكن هناك وقت للتأمل أو التردد.
الماء الدافئ ملأ الحوض بالعطر، وغاصت فيه إيلينا كأنها تهرب من نفسها.
بينما كانت الخادمات يسرّحن شعرها، كانت عيناها تراقبان الحركة خلف النوافذ. القاعة…
القاعة التي لم تدخلها من قبل، الآن علي قيد تجهيزات.
الزهور البيضاء، الثريات المتلألئة، والموائد التي بُسطت عليها أقمشة حريرية وأدوات فضية لماعة…
كل شيء بدا كما في القصص، لكنها لم تكن متأكدة إن كانت بطلتها.
دخلت جينيا، المصممة التي أصبحت مألوفة بعض الشيء، وهي تحمل الفستان بين يديها كما لو أنه كنز .
جينيا: حان الوقت، آنستي. فلنريكِ العالم.
الفستان…
لم يكن مجرد فستان.
كان امتدادًا لكل ما لم تقله إيلينا منذ سنين.
بلون أزرق باهت و لامعن كأنها تنبت من قلبها.
حين ارتدته، شعرت كأنها تلبس لحظة فارقة، لا قماشًا فقط.
جلست أمام المرآة، والخادمات يضعن لمسات أخيرة من الزينة في شعرها، وبعض البودرة الخفيفة على وجنتيها.
ولكن انعكاسها لم يكن هادئًا.
كانت هناك نظرة في عينيها…
شيء يشبه الخوف، ويشبه الترقب، ويشبه الفقد.
آنا: كل شيء سيكون بخير، سيدتي.
قالت إحدى الخادمات بهدوء، تضع عقدًا خفيفًا من الماس حول عنقها.
لكن إيلينا لم تجب.
كانت تنظر إلى نفسها في المرآة، وتحاول أن تضع قلبها في مكانه.
اليوم، ستبتسم أمام الغرباء.
اليوم، ستقف وحدها في وسط دائرة الضوء.
واليوم…
ربما، ستكتشف من تكون حقًا.
يتبع…..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "39"