كان البخار يتصاعد ببطء من المياه الدافئة، يغلف الغرفة برائحة زهور اللافندر والصابون المعطر.
كانت إيلينا في الحوض الرخامي، وذقنها مستندة إلى ركبتها، تنظر إلى انعكاس وجهها على سطح الماء.
لم تكن تشعر بالراحة.
رغم دفء الماء وهدوئه، كانت داخلها تمور بالمشاعر المختلطة.
منذ استيقاظها ذلك الصباح، وكل شيء يسير بسرعة غريبة.
كانت بالكاد قد فتحت عينيها عندما دخلت الخادمات على عجل، وجوههن متحمسة، وأصواتهن عالية.
آنا: آنستي، استيقظي! يجب أن تبدأي حميتك الخاصة، عيد ميلادك يقترب، وحفل ظهورك أيضًا! والدكِ طلب من مصممة مشهورة أن تأتي لتفصيل فستان لكِ!
كانتا تتحدثان وكأن الأمر احتفال جميل، بينما قلب إيلينا بدأ يخفق بتوتر. عيد ميلادها…
حفل ظهورها للمجتمع…
لم تكن تلك اللحظات تحمل لها أي فرح، بل عبئًا.
أعتقد أن ذاكرتي بدت تتلاشى قليلا، لكنني أذكر أن عندما دخلت مجتمع لم أكن راضيه و كنت خائفة من الأشخاص
لقد قضت حياتها كلها تحت سقف هذا القصر، محاطة بجدرانه العالية، واحتفلت بكل أعياد ميلادها بين الخدم، برقصات بسيطة وضحكات صادقة، لم يكن هناك حاجة لمأدبات فخمة أو أضواء.
حتى الهدايا كانت أحيانًا ورودًا مجففة، أو كتبًا منسية من جناح قديم. لكنها كانت تكتفي.
إيلينا: هل عليّ أن أبدو سعيدة؟ تمتمت لنفسها وهي تخرج من الحوض، والماء يقطر من أطراف شعرها الوردي الطويل.
بعد أن ساعدتها الخادمات في ارتداء رداء قطني ناعم، جلست أمام مائدة صغيرة في ركن الغرفة.
وُضعت أمامها صحن صغير يحوي سلطة من الخضروات الطازجة، وقُدّم معها كوب ماء بارد فيه شرائح ليمون.
حدقت في السلطة للحظات، ثم التفتت نحو الخادمة وسألت
إيلينا: أهذا فطوري؟
أومأت الخادمة بحماس،
آنا: أجل، آنستي. من اليوم ستبدأين حمية خفيفة لتنحيف الخصر، المصممة ستأخذ قياساتك غدًا، ويجب أن تكوني بأفضل شكل ممكن.
أخذت إيلينا شوكة الطعام ببطء، وغرزتها في قطعة خيار.
في نفسها: ما هذا ليس طعام ياكله أرنب
(تضحك)
ثم توقفت فجأة عندما سمعَتْ طرقًا خفيفًا على الباب.
دخلت خادمة أخرى بسرعة، تنحني باحترام،
فاني: عذرًا على المقاطعة، آنستي، لكن تم اختيار معلمة آداب خاصة بكِ. ستبدأ بتعليمك فنون الرقص والمشي والحديث أمام النبلاء من اليوم.
شعرت إيلينا بانقباض في قلبها.
لم تعترض، فقط أومأت بهدوء، لكن تلك الكلمات زرعت في نفسها خوفًا دفينًا.
منذ متى أصبحت سيدة نبيلة؟
كانت تعرف أنه سيأتي يوم تظهر فيه أمام المجتمع، كابنة للماركيز، ولكنها لم تكن تشعر أنها تنتمي إليه.
كل شيء كان يحدث فجأة.
كأن حياتها تغيرت في أسبوع.
“هل كان يجب أن أحتفل بعيد ميلاد إيثان”
همست لنفسها وهي تنظر من النافذة، حيث الغيوم تتسلل ببطء إلى السماء.
لقد فعلت ذلك بدافع من قلبها، بدافع الرغبة، والرغبة في أن يشعر بقيمته.
لكنها نسيت تمامًا أن عيد ميلادها سيأتي بعد أسبوعين، وها هو الآن يفرض نفسه عليها بقسوة.
مرت الدقائق ببطء، وانتهت من طعامها الصغير دون رغبة حقيقية في الأكل.
كل ما أرادته هو النزول إلى القبو، رؤية إيثان، الحديث معه، لا شيء آخر يهم.
لكن يومها لم ينتهِ بعد.
في المساء، دخلت غرفة جلوسها بصحبة الخادمات، وهناك، وقفت امرأة طويلة، أنيقة المظهر، ذات عيون ثاقبة وابتسامة راقية.
جينيا: أنتِ إيلينا، أليس كذلك؟ قالت المرأة بصوت ناعم لكنه ثابت.
إيلينا: نعم أنا إيلينا ابنة الماركيز غورين.
ردت إيلينا بهدوء.
جينيا: أنا المصممة جينيا، والدك طلب مني أن أصنع لك فستان حفل الظهور. اليوم سنختار التصميم، وغدًا نبدأ بالتفصيل.
حاولت إيلينا أن تبدو مهتمة، لكنها كانت تشعر أن الأرض تتحرك تحت قدميها.
جلست جينيا، وفتحت دفترًا صغيرًا فيه رسومات فساتين.
أخذت تُري إيلينا تصاميم أنيقة، مليئة بالتفاصيل، بعضها مرصع بالأحجار، وبعضها ناعم بلون واحد.
جينيا: تصميم يعجبك؟ سألتها وهي ترفع عينيها نحوها.
أخذت إيلينا نفسًا عميقًا، وأشارت بتردد إلى تصميم جميل، بلون أزرق فاتح، بأكمام شفافة وتنورة تتماوج كالماء.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "33"