في ذلك اليوم، لاحظت إيلينا شيئًا مختلفًا في عيني إيثان.
كان هناك عمق غريب في نظرته، وكأن ظلالًا من أفكار لم تعتد رؤيتها قد بدأت تتشكل فيه.
لم يكن الأمر متعلقًا بكلامه أو حركاته، بل بتلك النظرات الخفيفة، بتلك اللمحات العابرة التي كانت تسرقها منه حين ينشغل في قراءة كتاب أو تأمل نقطة فارغة في الجدار.
مرّ عام على لقائهما الأول.
عام من الأحاديث الهادئة، من الضحكات الخافتة، من التغيير البطيء الذي طرأ على قلبين تعلّما أن يكونا لبعضهما ملاذًا.
إيثان لم يعد ذلك الفتى الذي كان يرتجف في الزاوية، تملؤه الظلال.
لقد بدأ ينمو، جسدًا وروحًا.
عيناه صارتا أكثر وعيًا، وكلماته تحمل نضجًا لم يكن موجودًا من قبل.
لقد أصبح شابًا، — رغم أنه نفسه لا يعرف ذلك.
في صباح ذلك اليوم، كانت إيلينا جالسة في غرفتها تحدّق من النافذة.
كانت الأوراق تتساقط من الأشجار مع الريح الباردة، وهي تحتضن نفسها ببطانية خفيفة، تفكر.
فكرت في شيء بسيط، ولكنه بدا لها ضروريًا فجأة:
عيد ميلاد إيثان.
هي تعرف أنه لا يعرف متى وُلد.
لم يُسجل يوم مولده في أي دفتر.
لم يحتفل به أحد، لم يشعل له أحد شمعة.
كيف له أن يعرف؟ عاش سنواته في قبو مظلم، بلا ضوء، بلا احضان، بلا حتى تقويم يُذكره أن الوقت يمر.
ولكن إيلينا كانت ترى أنه يستحق أكثر من ذلك. يستحق يومًا يُقال فيه
“أنا سعيد لأنك وُلدت.”
يومًا يُشعره بأنه إنسان، وأنه لا يُقاس بظله، بل بنوره.
قررت أن تصنع له مفاجأة.
بهدوء تسللت إلى المطبخ الليلي، حين كان الجميع نائمين.
استعارت من كتب الوصفات القديمة التي كانت تحب قراءتها معه، واختارت وصفة كعكة بسيطة بالشوكولاتة.
لم تكن تعرف كيف ستكون النتيجة، لكنها كانت تصنعها بكل قلبها.
يدَاها ارتجفتا قليلًا وهي تخلط المكونات.
تلطخ طرف وجهها بالدقيق، وانسكبت قطرة فانيليا على ملابس نومها، لكنها ابتسمت.
كانت سعيدة.
كانت تفكر فيه، في عينيه حين يراها، في ردة فعله حين يعرف أن الكعكة له.
عندما اقترب الفجر، أخفت الكعكة الصغيرة في صندوق خشبي مزين بزهور مجففة، ثم حملته بخفة ونزلت الدرج المؤدي إلى القبو.
فتح إيثان الباب لها عندما سمع خطواتها.
كانت عيناه هادئتين كعادته، لكن ابتسامته حين رآها جعلت قلبها ينبض بسرعة.
إيثان: كيف حالكِ اليوم؟ سألها بصوته الدافئ.
أجابت، وهي تخفي الصندوق خلف ظهرها
إيلينا: أنا بخير، وأنت؟
إيثان: أنا بخير أيضًا.
أجاب، لكنه كان يحدق بها، وكأنه يشعر أن هناك شيئًا غريبًا.
جلست على الطاولة الصغيرة، ووضعت الصندوق أمامه.
إيلينا: هذا… لك. قالت بصوت هادئ.
حدق بالصندوق، ثم نظر إليها.
إيثان: ما هذا؟
فتحت الغطاء برفق، وانبعثت رائحة الشوكولاتة الدافئة في المكان.
إيثان: كعكة؟ قال بدهشة.
أومأت برأسها، ثم قالت بابتسامة صغيرة
إيلينا: عيد ميلاد سعيد، إيثان.
سكت، نظر إلى الكعكة، ثم إليها مجددًا.
عيناه كانتا مليئتين بالحيرة.
إيثان: عيد ميلاد؟ أنا لا أعرف متى وُلدت.
قالتها برقة، وكأنها تخشى أن تؤذيه بكلماتها.
إيلينا: أعرف. لكن… بالنسبة لي، هذا اليوم هو يومك.
أردت أن أحتفل بحياتك، لأنه في مكان ما، في مثل هذا الوقت من السنة، وُلدت روح جميلة اسمه إيثان.
ظل صامتًا للحظة.
كان يحدق بالكعكة وكأنها شيء غريب، شيء لم يفهمه بعد.
إيثان: لم يحتفل بي أحد من قبل. همس بصوت بالكاد يُسمع.
قالت بسرعة، وكأنها تحاول أن تمسك قلبه قبل أن يسقط
إيلينا: أنا أحتفل بك الآن. وأريد أن تعرف، أن حياتك مهمة. وجودك هنا… مهم. لي.
ارتجف صوته قليلًا حين قال
إيثان: إيلينا… هل تعنين ذلك؟
نظرت إليه مباشرة، وعيناها تلمعان بشيء يشبه الدموع…
إيلينا: أعني ذلك.
جلسا سويًا، وقطع هو أول شريحة من الكعكة.
أخذ قضمة صغيرة، ثم نظر إليها ببطء.
إيثان: طعمها… جيد جدًا.
ضحكت، وقالت
إيلينا:حقًا؟ ظننت أنها ستتحول إلى كارثة.
أجاب بهدوء، وهو يأخذ قضمة أخرى
إيثان: أي شيء منكِ سيكون جيدًا.
شعرت بشيء دافئ يغمرها، لكنه لم يكن مجرد خجل.
في تلك الليلة، لم يكن هناك موسيقى أو شموع كثيرة، لم يكن هناك زينة أو ضيوف.
كان هناك فقط شاب فقد تاريخه، وفتاة قررت أن تعطيه بداية جديدة.
وهكذا، وُلد عيد ميلاد إيثان، ليس بيوم محدد، بل بشعور جديد.
شعور أنه ليس وحده.
شعور بأنه محبوب.
شعور بأن للحياة طعمًا مختلفًا، حين يكون هنالك من يهتم بك.
{ولأول مرة منذ أن تذكر، شعر أن قلبه ينبض من أجل شيء غير الخوف.}
من أجل إيلينا.
يتبع…..
من كثر ما إن فصل كيوت بعلق رسميا أن ذا فصل كيوتتت🥹🌷
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل "31"