كانت المكتبة هادئة كما اعتادت دائمًا، الهواء معبأ برائحة الورق القديم والحبر المعتق، بينما خيوط الشمس المتسللة عبر النوافذ ترسم خطوطًا ذهبية على الأرفف الخشبية الممتلئة بالكتب.
تحركت بين الرفوف ببطء، تستمتع بهذا المكان الذي كان دائمًا ملجأً لها من ضوضاء العالم الخارجي.
اليوم لم تأتِ للقراءة فقط، بل جاءت بحثًا عن شيء محدد… شيء يمكن أن يكون مفيدًا لشخص آخر.
إيثان.
كان شخصًا لم يعش حياة طبيعية يومًا، لم يختلط بالناس، لم يرَ العالم كما ينبغي، لم يعرف حتى القراءة بشكل صحيح.
شعرت إيلينا أن الكتب قد تكون نافذته الأولى نحو فهم الحياة خارج القبو الذي كان محتجزًا فيه طوال سنواته الماضية.
لكن السؤال كان
ما نوع الكتب التي يجب أن تعطيها له؟
البحث عن الكتب المناسبة
مررت أصابعها على عناوين الكتب، تتأمل كل واحد منها قبل أن تقرر إذا كان مناسبًا أم لا.
لم يكن من المنطقي أن تعطيه كتبًا معقدة أو قصصًا خيالية، بل أرادت أن تمنحه شيئًا يوسع معرفته عن العالم الذي لم يختبره بنفسه بعد.
وأخيرًا، وقعت عيناها على كتاب بعنوان
“حياة النبلاء و العامة”.
كان كتابًا يتحدث عن العائلات النبيلة و عائلات عامة، طريقة عيشهم، قوانينهم، مسؤولياتهم، وأدوارهم في المجتمع.
رأت أنه سيكون مثاليًا له، لأن هذا الكتاب قد يمنحه نظرة أعمق عن المكان الذي ينتمي إليه دون أن يدري.
سحبته من الرف وتأملته لوهلة، ثم قررت إضافة كتاب آخر، هذه المرة عن “التاريخ الملكي”، يتحدث عن الحكام والدوقات والأحداث السياسية التي شكلت الممالك عبر الزمن.
أمسكت الكتابين وسارت نحو الطاولة القريبة، وضعت الكتب أمامها وجلست تفكر.
إيثان… كيف سيكون رد فعله عندما تعطيه هذه الكتب؟
هل سيشعر بالفضول؟
حاولت أن تتخيله وهو يقلب الصفحات، وهو يحاول فهم المعاني، وهو يرفع عينيه نحوها ليسألها عن شيء لم يفهمه.
فكرة أنه قد يجد نفسه يومًا ما بين هذه الكلمات جعلتها تشعر بشيء من الرضا.
إن كان سيتعلم شيئًا عن العالم، فمن الأفضل أن يبدأ من هنا.
مر الوقت دون أن تشعر، وبينما كانت تفكر، التقطت الكتاب الأول وبدأت في قراءته.
كان ممتعًا، مليئًا بالمعلومات التي لم تكن حتى هي تعرف بعضها.
لكن عقلها كان مشغولًا بشيء آخر.
هذه اللحظة، وسط الكتب والهدوء، جعلتها تفكر في الأيام القادمة.
في إيثان، في الطريقة التي تغيرت بها حياتها منذ أن قابلته. لم تكن تفكر فيه كشخص مقرب، بل كمسؤولية. شخص يحتاج إلى من يرشده، وهي الوحيدة التي يمكنها فعل ذلك الآن.
أغلقت الكتاب أخيرًا، ونهضت من مكانها، تحمل الكتب بين يديها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات