“القائد بريندان.”

كاسل، بصفته المنتصر، يمد يد المصالحة. سيكون زواجكِ من الأمير لارس حجر الزاوية في هذه الوحدة. مع أن الأمير بعيد كل البعد عن خط الخلافة، إلا أنه لا يزال زواجًا مشرفًا لشخص ذي سجل خطوبة ملطخ، ألا توافقينني الرأي؟

كانت كلماته دقيقة وقاسية. لم يكن وصفها بالأميرة سوى سخرية. فهمت أدلين الأمر؛ لم يكن رأيها مهمًا، والقرار قد اتُخذ بالفعل.

كانت خطوبتها السابقة نقطة خلاف. اختفى خطيبها في معركة وأُعلن عن وفاته. هذا جعلها، من الناحية الفنية، امرأةً فُسخت خطوبتها. لم تكن كذبة، لكنها لم تُخفف من ألم التقييم.

ابتلعت أدلين كبرياءها وحزنها، وقبضت قبضتيها. كانت على قيد الحياة فقط لأنهم كانوا بحاجة إليها حية. وإدراكًا منها لخطورتها، كبتت مشاعرها واستعدت.

كان أصغر أمراء كاسل، لارس روزنبري، سيئ السمعة. انتشرت شائعاتٌ عن فجوره وانغماسه في الرذيلة على نطاقٍ واسع. تجنّب النبلاء عرض بناتهم عليه، إذ كانت سمعته فضيحة.

وهكذا، اختيرت أدلين عروسًا له – ليس حبًا، بل كشريحةٍ في استراتيجية كاسل الكبرى.

كانت تعتقد ذات يوم أن الموت أفضل من هذا الإذلال. ولكن من أجل كولين، كان عليها أن تعيش.

“لا تفكري حتى في الهروب يا أميرة. سيتم الانتهاء من رحيلكِ قريبًا. إلى ذلك الحين، من فضلكِ كوني حكيمة ومتعاونة.”

وهكذا، سارت الأمور على ما يرام. بعد أسبوع، استقلت أدلين قطارًا متجهًا إلى كاسل. استغرقت الرحلة أسبوعين، حيث عبر القطار الحدود ولم يتوقف أبدًا.

عندما وصلت أخيرًا، شعرت أن كل شيء غريب. كان الفرق الصارخ بين ازدهار كاسل الذي لم يمسسه شيء وخراب ليتشرن لا يُنكر.

بمجرد وصولها إلى القصر الملكي، طُلب من أدلين الانتظار لمقابلة زوجها المستقبلي، الأمير لارس. انتظرت لساعات، لكنه لم يأتِ أبدًا. في النهاية، أبلغها خادمٌ بتأجيل الاجتماع.

عادت أدلين إلى غرفتها المنعزلة، وجلست بجانب نافورة في الفناء غارقةً في أفكارها. بدا مستقبلها قاتمًا، لكنها تمسكت بأضعف أملٍ من أجل كولين.

وبينما كانت دموعها تتساقط بصمت على خديها، لاحظت فجأةً صوت خطواتٍ غريبة. التفتت، فرأت رجلاً يقف بالقرب منها، شعره الأسود يلمع تحت أشعة الشمس. سيجارةٌ مشتعلةٌ تتدلى من أصابعه وهو يراقبها.