1
**الفصل الأول**
* جميع الشخصيات، الأماكن، المنظمات، والأحداث في هذا العمل خيالية، ولا علاقة لها بالأسماء الواقعية. نرجو أخذ ذلك في الاعتبار أثناء الاستمتاع بالقراءة.
—
«لقد توفيت الأميرة.»
ابنتي ماتت.
ابنتي الوحيدة، أميرة هذا البلد، غرقت في الماء وصعدت روحها.
تقدمت سورين، بخطوات واهنة، عبر حشد من أهل القصر الذين كانوا يبكون بنحيب مرير. كلما مرت، انفرجت أمامها الجموع المذهولة، التي كانت تمسح دموعها، كما ينفرج البحر الأحمر.
لم يمض وقت طويل حتى وقعت عيناها على جسد ابنتها الممدد. طفلة كانت، لو كانت على قيد الحياة، لهرعت نحوي تحتضنني وترحب بي. لكن رؤية جسدها الساكن، بلا حراك، كانت غريبة ومخيفة.
«جلالة الإمبراطورة…»
ناداها أحد أهل القصر بصوت مغرق في الحزن، لكن ذلك لم يوقف خطواتها.
اقتربت سورين من السرير، وأطرقت برأسها. يدها، المرتجفة، لامست وجه ابنتها الذي كان شاحبًا، بل مزرقًا، كأنه قطعة ثلج.
«سي-هي…»
لمست الطفلة بيد مرتعشة. بشرتها، التي كانت دائمًا ناعمة ودافئة، أصبحت باردة كالجليد. لا ينبغي أن يكون جسدها بهذا البرد. كان عليّ أن أدفئها أكثر. سارعت بإعادة ترتيب الغطاء فوقها، لكن لا شيء تغير.
«سي-هي…؟»
مهما نادت، لم يأتها رد من الطفلة الساكنة. وأخيرًا، انهار جسد سورين.
«جلالتها!» هرع أحد أهل القصر ليسندها وهي تترنح.
صرخت سورين نحو الفراغ، وصدى صوتها المفجوع يتردد في أرجاء القصر: «لماذا… لماذا؟»
قبل ساعات قليلة فقط، كانت الطفلة على قيد الحياة، تودعني قبل خروجي من القصر. كانت تعد أصابعها الصغيرة، تطلب مني أن أقرأ لها كتابًا عند عودتي. فكيف أصبحت جثة باردة ترحب بي الآن؟
تحت وطأة صراخ سورين، ركعت جونغ-آي، مربية الأميرة، وقالت بنبرة مكسورة: «لقد ارتكبت جريمة تستحق الموت، جلالة الإمبراطورة. فجأة، طلبت الأميرة أن نلعب لعبة الاختباء…»
كانت دموع جونغ-آي تنهمر، ووجهها مشوه بالأسى. «تطوعت لأكون الباحثة، وبدأت أبحث عن الأميرة. لكن…»
تلعثمت المربية، وكأن الكلمات ترفض الخروج. أخفضت رأسها، عاجزة عن متابعة الحديث. فأكمل أحد أهل القصر الواقفين بجانبها:
«عندما وجدناها، كانت الأميرة تطفو بلا حراك في بركة معبد هيانغوون…»
«آه…» أفلتت سورين تنهيدة مكتومة، غير قادرة على تحمل الألم.
معبد هيانغوون، ذلك المكان في وسط البركة، محاط بمياه عميقة. كم مرة حذرت ابنتها من الاقتراب منه، لأنه خطر؟ لكن الأميرة، التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، كيف كان لها أن تفهم تحذيراتها؟
حادث مروع، لا يحتمل.
«ارتكبت جريمة تستحق الموت، جلالة الإمبراطورة!» صرخت جونغ-آي وهي تضرب جبهتها بالأرض، تبكي بمرارة.
لم ترغب سورين في لوم مربية الأميرة. بل، لم يبقَ فيها قوة لمحاسبتها. فحتى لو فعلت، لن تعود ابنتها إلى الحياة.
بعد ذلك، سمعت أصوات أهل القصر وهم يتحدثون، لكن شيئًا لم يستقر في ذهنها. كان عقلها خاويًا، وصدرها ينهار تحت وطأة الحزن.
في تلك اللحظة، دخل زوجها.
«جلالته.»
كان إي-جون، زوج سورين، إمبراطور إمبراطورية كوريا العظمى، التي تمتد تاريخها لـ133 عامًا حتى عام 2030. بدا وكأنه هرع إلى القصر فور سماعه خبر ابنته، إذ كانت ملابسه في حالة فوضى.
«أين الأميرة؟» سأل، وهو يقترب من جسد ابنته الذي فارقته الحياة.
مثل سورين، ظل إي-جون يمرر يده مرات ومرات على وجه ابنته. ثم، فجأة، نهض واقفًا.
صفعة!
دون سابق إنذار، لطم خد سورين. نسي وجود الأعين التي تراقب، وصاح بنبرة مشتعلة: «ما الذي كنتِ تفعلينه، أيتها الأم؟ كيف لم تعرفي أن ابنتك تموت؟ ماذا كنتِ تفعلين؟»
احترق خدها من الصفعة. شعرت بالمرارة، ليس فقط من الألم، بل من توجيه اللوم إليها بدلاً من مواساتها. لكنها لم تستطع الدفاع عن نفسها. كانت تشعر فعلاً أن موت ابنتها خطأها.
كانت سي-هي طفلة ثمينة، حصلوا عليها بعد سنوات من محاولات أطفال الأنابيب. لا توجد طفلة غير ثمينة في هذا العالم، لكن سي-هي كانت الحفيدة الإمبراطورية التي جاءت بعد جهد عظيم.
صحيح أنها لم تكن ولدًا، مما جعلها تواجه بعض الانتقادات في الأوساط الإمبراطورية، لكنهما أحباها بصدق. بل إنهما عملا على تغيير القوانين لتتمكن الأميرة من اعتلاء العرش يومًا ما. كانت سي-هي، بالنسبة لهما، كنزًا لا يُضاهى.
لم يكتفِ إي-جون بلطم خدها، بل واصل توجيه اللوم إليها: «علمتُ منذ البداية، عندما بدأتِ بتأسيس تلك المنظمة النسائية الغريبة.»
كانت منظمة حقوق المرأة التي أسستها سورين تهدف إلى تحسين وضع المرأة، لتتمكن سي-هي يومًا ما من اعتلاء العرش. لكن الإمبراطورة الأم، والدة إي-جون، لم ترَ ذلك بعين الرضا.
«توقفي عن هذه الأفعال العبثية، وكوني زوجة مطيعة في القصر. عندما تتدخل النساء، تنهار الأمم.»
تحت وطأة توبيخ زوجها، لم تجد سورين كلامًا تقوله. شعرت أن كل شيء خطأها. حتى لو كانت أفعالها من أجل ابنتها، فقد أدت في النهاية إلى فقدانها.
لو لم أغادر القصر اليوم.
لو أخذت سي-هي معي.
لكانت ابنتي الآن على قيد الحياة.
بكت سورين بصمت، ودموعها تنهمر.
—
في قاعة تايوون، حيث أُقيمت مراسم الجنازة، كان الجو كئيبًا ثقيلاً. جلست سورين أمام نعش ابنتها، مذهولة، غير قادرة على تقبل موتها. كانت الأمة بأكملها تحزن على الأميرة، وفي الوقت ذاته، كانت الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ باللوم والشفقة تجاه سوريون.
شعرت بالاختناق. لم تكن تهتم كثيرًا بانتقادات الإعلام، التي طالما استهدفتها. لكن كلما سمعت أن ابنتها ماتت بسببها، شعرت وكأن يدًا تخنقها. كانت تشعر أن هذه المأساة، فعلاً، حدثت بسببها. أن ابنتها ماتت بسببها.
انهمرت الدموع الساخنة على خديها. لم تكن تتخيل كيف ستعيش في عالم خالٍ من ابنتها.
نهضت، متكئة على الأرض، ومررت يدها على النعش وهي تهمس: «أمي آسفة…»
قبل أن تودع ابنتها للمرة الأخيرة، نظرت إلى وجهها المغلق عينيه، وقالت: «في حياتك القادمة، التقِ بأم أفضل مني.»
أم لا تكون مشغولة دائمًا مثلي، و تجد وقتًا للعب معك. أم تقرأ لكِ كل ليلة، تأخذ بيدك إلى الملعب…
بلل النعش قطرة دمع كانت تتدلى من ذقنها. تردد صوت سورين الخاوي في أرجاء قاعة تايوون.
في تلك اللحظة، دخلت الإمبراطورة الأم، السيدة مين، حماتها. نظرت إلى سورين، التي بدت كأن روحها فارقتها، وأصدرت صوتًا ينم عن الاستياء: «لهذا السبب يجب اختيار أهل البيت بعناية. دخلت امرأة واحدة خاطئة، فإذا بنا في هذا المأتم.»
لم تظهر الإمبراطورة الأم أي أسى على فقدان حفيدتها. منذ البداية، لم تكن تهتم بالأميرة، التي لا يمكنها وراثة العرش. حتى عندما وُلدت سي-هي، لم تزُرها إلا بعد أن ذهبت سورين بنفسها لعرض الطفلة عليها.
وجهت الإمبراطورة الأم كلامًا قاسيًا لها: «بعد انتهاء الجنازة، اذهبي إلى مكان هادئ ذي هواء نقي للراحة والاستشفاء.»
كلمات تبدو ودية، لكنها في الحقيقة تعني النفي. ثم أضافت بنبرة حادة: «من يرغب في رؤية زوجة أودت بحياة ابنتها؟»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "1"