استمتعوا 

 

في اليوم الذي بدأ فيه المهرجان الإمبراطوري،

كنت أتوق إلى الانغماس في الأجواء الاحتفالية. 

 

في العربة، وجدت نفسي وحدي مع شيل، 

متجهين نحو نقطة انطلاق المهرجان.

 

سألت شيل وهي ترمقني بنظرة استفهام:

“ما الأمر؟.”

 

“لا شيء.”

 

ترددت،

وكان ذهني مشغولاً بالخطة التي كنت أخطط لها لفترة من الوقت. 

 

كان المهرجان الإمبراطوري يمثل المرحلة الأولية من استراتيجيتي، مما جعلني متوترًا ولكن مصممًا في الوقت نفسه.

 

‘لن يكون سيد برج السحر وولي العهد هناك، أليس كذلك؟‘

 

طمأنت نفسي، معتقدًا أنهم غادروا بحثًا عن مكونات العلاج، وسيغيبون أثناء المهرجان. 

 

إذا تمكنت من الاستمتاع بالاحتفالات مع شيل وتحقيق هدفنا المشترك، فسوف يقع كل شيء في مكانه الصحيح.

 

“ماذا عن والدنا؟“

 

“هل قلت والد؟“

 

‘هل تتحدث عن الدوق إزران؟‘

 

لم تبدو شيل محرجة من سؤالي على الإطلاق. 

 

كان سلوكها غير المبالي مثيرًا للإعجاب.

 

“يبدو أنه سيعود قريبًا. 

أعتقد أنه يمكننا رؤيته بعد انتهاء المهرجان الإمبراطوري.”

 

كنت أتطلع إلى تلك اللحظة أيضًا. 

 

إذا كانت الذكرى التي لمحتها بعد كسر سوار كلاي صحيحة، 

فقد دفع الدوق إزران ثمنًا باهظًا من أجلنا.

 

في الوقت نفسه، أصابني حزن شديد. 

 

لو كان إنقاذ الأرواح بتكلفة أقل – فماذا كان من الممكن أن يقدم لملك الشياطين؟

 

‘يمكنك معرفة ذلك بمجرد النظر إلى مدى كآبة قصر عائلة باسليت، وهو مختلف عما رأيته في ذاكرتي.’

 

كانت والدة إران باسليت حاضرة في ذكرياتي لكنها غائبة الآن. 

 

طغت الفكرة علي، ودفعت تلك المشاعر جانبًا للتركيز على شيل.

 

“هل أنت بخير؟“

 

“…؟“

 

“أفكر فقط في والدي.”

 

كان كل لقاء مع والدي محفوفًا بالحرج، خانقًا تقريبًا. 

 

بعد أن عشت مع خالتي قبل أن أُنقل إلى هذا العالم، 

كان التواصل مع أحد الوالدين تحديًا.

 

تحدي يجب التغلب عليه في المستقبل. 

 

أثارت الفكرة المفاجئة ذكريات الأحداث قبل الاستحواذ.

 

‘أتساءل عما إذا كانت خالتي بخير.’

 

استولى الشوق على قلبي، وأدخل شعورًا بالتعقيد والحزن. 

 

مرة أخرى، بحثت عن العزاء من خلال تحويل انتباهي إلى شيل.

 

بعد ما بدا وكأنه أبدية، توقفت اهتزازات العربة.

 

لقد وصلنا أخيرًا إلى وجهتنا.

 

* * *

 

نظرًا لأهمية المهرجان الإمبراطوري،

كانت المنطقة المحيطة بالقصر الإمبراطوري تعج بالنشاط.

 

حصل التجار الأثرياء على مقاعد للأعمال،

وأقامت العائلات أكشاكًا لعرض منتجاتها الفريدة.

 

لم تكن عائلتا باسليت وأزبيل استثناءً.

 

وجدنا أنا وشيل أنفسنا وسط خدم عائلة باسليت، نستعد للمهرجان.

 

“لقد كنت مشهورًا بمهارتك في المبارزة بالسيف.”

 

“نعم، هذا صحيح.”

 

“ولكن لماذا تبيع الطعام وليس السيوف؟“

 

“أعرف انسة نبيلة معينة من عائلة سحرة مشهورة تفضل الحلوى على السحر.”

 

صمتت شيل.

 

أدخلتها إلى الداخل، وأرشدت الخادمات، 

ثم جمعت المكونات لصنع حلوى القطن لشيل.

 

“هل ترغبين في تجربتها؟“

 

“لا أعتقد أنها ستكون مذاقها رقيقًا…”

 

على الرغم من احتجاجها، أثبتت الرائحة الحلوة أنها لا تقاوم لشيل. 

 

تكشفت النتيجة الحتمية عندما استسلمت للبهجة السكرية.

 

“أوه، إنه لذيذ.”

 

“سيكون لذيذًا جدًا لدرجة أنه سيصبح فيروسيًا.”

 

وافقت شيل، لكن الارتباك استمر. 

 

بيع حلوى القطن ليوم واحد لا يمكن أن يغطي تكلفة استئجار مثل هذا المبنى الضخم.

 

“الطعام ليس كل شيء. وإلا لما كنا لنستأجر مبنى بهذا الحجم.”

 

“ماذا لديك غير ذلك؟“

 

“انظري بنفسك.”

 

بجوار كشك الطعام البسيط، كانت هناك مساحة تشبه قاعة القمار.

 

رفعت شيل حاجبها، وهو أمر مفهوم بالنظر إلى الصعوبات المالية التي تواجهها عائلة باسليت التي أصبحت فقيرة مؤخرًا.

 

“هناك ساحة مراهنات. تراهن عائلة باسليت بمبلغ كبير.”

 

في منتصف حلوى القطن الثالثة، أمسكت شيل بيدي.

 

لم أتأثر، ضحكت بحرارة عندما خرجنا من المبنى.

 

“الآن، دعنا نذهب ونستعد.”

 

أثبت التنقل عبر الحشود الصاخبة أنه أمر صعب، 

ولكن بفضل وجود مبنانا في المركز، لم نضطر إلى السفر بعيدًا.

 

استقبلتني وجوه مألوفة من الكنيسة المقدسة، بما في ذلك دينيس من دوقية أنيدن، الذي كان يستمتع بالمهرجان مع زوجته الظاهرة.

 

ربما رآني، فاقترب دون تردد.

 

“أليس هذا السيد الشاب إران؟“

 

“من الرائع مقابلتك. آمل ألا تكون قد نسيت رهاننا.”

 

“هاهاهاها، بالطبع. لكن الفائز قد تم تحديده بالفعل، لذا من الأفضل أن تكون مستعدًا.”

 

غادر دينيس أنيدن بعد التحدث بتعبير واثق.

 

متجاهلاً وجهه المتغطرس، نظرت حولي، وأدركت مدى روعة المكان. 

 

لا يمكن وصف حجمه إلا بأنه عملاق. 

 

وكان أيضًا المكان الذي سيقام فيه الحدث الذي سيحدد أنقى عشاق الإمبراطورية.

 

‘يجب أن نفوز!’

 

لا، كنت متأكدًا من أننا سنفوز. 

 

حتى مجرد النظر إلى الحبكة الأصلية للرواية، يمكنني التأكد من ذلك لأن الحدث كان يُعامل على أنه مهم للغاية. 

 

سيكون هناك تمثال حجري يحدد ما إذا كنت عاطفيًا حقًا في الحب، بالإضافة إلى سيف يحدد مدى نقاء حبك.

 

ليس هذا فقط. 

 

سيتم إخراج العناصر التي يمكن أن تقيس مقدار الحب من مخزن القصر الإمبراطوري، وسيتم استخدامها في المهرجان الإمبراطوري.

 

كان هناك الكثير من الكنوز التي لم أستطع حتى تذكرها بشكل صحيح، لذلك لم أكن متأكدًا مما قد يُستخدم في المهرجان. 

 

الشيء الوحيد المؤكد هو أنهم سيستخدمون بعضًا من أكثر العناصر روعة للتأكد من عدم وجود أي شك حول النتائج.

 

كان هذا هو الإعداد الفريد لعالم الخيال الرومانسي الذي كنت أعيش فيه الآن. 

 

إعداد يعطي الأولوية للمتعة بدلاً من المنطق.

 

ومع ذلك، أحببت الإعداد على وجه التحديد لأنه كان ممتعًا.

 

على أي حال، كان لدي أنا وشيل قناعة بأننا سنفوز بالمهرجان الإمبراطوري في قلوبنا.

 

بينما كنت أفكر في المهرجان الإمبراطوري،

شعرت بشيل تستريح على ذراعي. 

 

هل شعرت بعدم الارتياح بشأن الرهان مع دينيس؟

 

أردت أن أخفف من مخاوفها، وقلت، 

“لا تقلقي، سنفوز بالتأكيد.”

 

“أعتقد ذلك أيضًا.”

 

تنهدت شيل للحظة قبل أن تواصل كلماتها، 

 

“لم يبدو أنهم قلقون على الإطلاق…”

 

“أليس هذا لأنهم متأكدون بشكل أحمق من أنهم سيفوزون؟” 

 

عندما رددت على كلمات شيل، فكرت في دينيس، 

الذي كان على وجهه تعبير واثق.

 

‘لا بد أن يكون ذلك بسبب الثقة التي لا أساس لها؟‘

 

لا بد أن يكون كذلك. 

 

بالطبع كان كذلك!

 

“ستدير عائلة أنيدن المكافآت.”

 

لا بد أن شيل قالت ذلك من باب القلق، لكن كلماتها لم تنته عند هذا الحد.

 

“سمعت أنهم ساعدوا أيضًا في الاستعدادات للمهرجان الإمبراطوري…”

 

“هل هذا صحيح؟“

 

حبست أنفاسي عند سماع كلمات شيل المرعبة.

 

ماذا لو كان ما قالته شيل صحيحًا؟

 

عندها لم أستطع استبعاد احتمال أن دينيس يعرف تفاصيل المهرجان الإمبراطوري.

 

“إذا ساعدت عائلة أنيدن في تنظيم المهرجان، 

ألا ينبغي منعهم من المشاركة في المهرجان؟“

 

“لا يهم. حسنًا، المكافأة على الفوز ليست مهمة على أي حال.”

 

كاد رد شيل أن يجعلني أختنق. 

 

المكافأة هذه المرة ستكون جرعة حب نادرة كما تعلمين! لقد كان ذلك مهمًا جدًا!

 

حسنًا، كان من الطبيعي أن تفكر في ذلك، نظرًا لأن المكافآت من جميع المهرجانات الإمبراطورية السابقة لم تكن لها أي قيمة خاصة في نظر النبلاء.

 

علاوة على ذلك، تم تنظيم المهرجان لغرض التسلية فقط،

لذا لم يكن حدثًا يؤكد على العدالة. 

 

وهذا يعني أن دينيس يمكنه المشاركة في المهرجان على الرغم من كونه جزءًا من المنظمين.

 

‘هذا مزعج للغاية…’

 

إذا خسرت الرهان، فسوف أضطر إلى الركوع وتحقيق أمنية الفائز.

 

بالطبع، أنا، الذي لم يكن لدي أي حس بالشرف، لن أضعه موضع التنفيذ أبدًا… ولكن كان من الصحيح أيضًا أن هذا سيضر بسمعتي.

 

ليس هذا فحسب، 

بل إن عائلة باسليت ستخسر الأموال التي كانت تراهن عليها.

 

الأمر الأكثر أهمية هو أنني سأخسر جرعة الحب!

 

‘حتى لو كان اختبارًا لإثبات الحب الخالص، 

فإن القصة ستكون مختلفة إذا كنت تعرف المحتويات مسبقًا.’

 

كان من الطبيعي أن تحصل على نتائج جيدة من خلال التحضير.

 

من ناحية أخرى، لم أستطع أيضًا تذكر تفاصيل المهرجان الإمبراطوري من الرواية. 

 

كان ذلك لأنني لم أهتم إلا بالأجزاء التي ظهرت فيها شيل في القصة.

 

حتى لو تذكرت كل تفاصيل الحدث، فإن محتويات المهرجان الإمبراطوري كانت ستتغير بسبب تدخلي.

 

بعبارة أخرى، لم يكن هناك حل لهذه المشكلة.

 

تذكرت وجه دينيس الواثق من قبل، وشعرت بالتوتر الشديد. 

 

لذا كان هناك سبب يجعله يبدو واثقًا جدًا!

 

والآن، كل ما يمكنني فعله هو أن أتمنى أن يكون شيل وحبي ضخمين بشكل ساحق.

 

“هل تعتقد أن يديك وقدميك ترتعشان عند التفكير في الأموال التي راهنت بها على من سيكون أفضل العشاق في الإمبراطورية؟“

 

“ليس الأمر كذلك.”

 

“لا. قرأت في كتاب أن الجسد المرتجف هو أحد الآثار الجانبية لإدمان المقامرة.”

 

وكأن شيل كانت تهددني، واصلت، 

 

“ولكي أعاقب مثل هذا الإدمان على المقامرة،

هل يجب أن اخسر عمدا بالمهرجان؟“

 

“هل هذا صحيح؟ إذًا، بما أنني قلق بشأن إصابة شخص ما بمرض السكري، فسأتوقف أيضًا عن تحضير الحلويات.”

 

“هذا ليس عادلاً!”

 

عندما استمعت إلى صوت شيل المزعج، شعرت ببعض الراحة،

وقمت بقرص خدود شيل المنتفخة. 

 

لقد ساعدني ذلك على تهدئة أعصابي،

بينما كنت أنتظر بدء المهرجان الإمبراطوري بجدية.

 

– تَـرجّمـة: شاد. 

~~~~~~

End of the chapter