2
” كما تعلم الإمبراطورة ، لطالما اختارت إمبراطورية لاهفسدين خليفتها بناءً على اختيار الإمبراطور ، وليس من خلال توريث الابن الأكبر “
” ومع ذلك …”
” وفقًا للجريدة الملكية ، بمجرد أن سمع الإمبراطور بحمل بلوبيل ، قدم لها عقد الياقوت ، الذي هو هدية تُمنح دائمًا للإمبراطورة عندما تنجب وليّ العهد “
” هذا …”
” كان يُطلق على العقد قديمًا اسم ‘أم الإمبراطور’، وقد قام الإمبراطور بتسليم العقد للإمبراطورة الثانية بلوبيل ، أنتِ تعرفين ما يعنيه ذلك “
“…”
عضّت سيينا على شفتها السفلى عند سماع هذه الكلمات .
من لا يعرف ذلك ؟، كان أمرًا تعرفه ولكنها لا تستطيع فعل شيء بشأنه .
” حياة الأمير الذي لا يمكن أن يصبح إمبراطورًا … أعتقد أنكِ تعرفين ما يعنيه ذلك حتى دون أن أشرحه لكِ “
غامت عينا سيينا عند كلمات آريا ، مما اضطرها إلى كبح رغبتها في البكاء .
لقد عانى كارل ، الإمبراطور الحالي ، هذا النوع من المحن .
وحتى وإن لم يعاني الآن ، فإن كلمات الأمير الذي لم يحظَ بحبّ الإمبراطور كانت حاضرة بوضوح في صفحات التاريخ .
كان جوزيف طفل سيينا ، ولم تكن لديها أي سلطة سياسية .
انحنت سيينا يائسة وهي تفكر في الصعوبات التي تنتظرها .
وسالت عيناها المليئة بالدموع .
‘ لو لم أقع في حبّك في ذلك اليوم ، لو كنت قد وافقت على طلبك بالطلاق في اليوم الذي التقينا فيه للمرة الأولى بعد زواجنا ، لما شعرت بكل هذا البؤس … لا ، هذا بالتأكيد أقل من البؤس الذي سيعيشه جوزيف ‘
تذكرت سيينا اليوم الذي التقت فيه بكارل في حفل بلوغها الثامنة عشرة .
في مأدبة بلوغ السن ، كان يتكئ على جدار قاعة الحفل ، وحتى وهو في الزاوية ، كان يلفت الأنظار .
شعره الذهبي الذي يتلألأ كأشعة الشمس هو أول ما لفت انتباهها .
أما عيناه ذات اللون المشابه للون الزيتون ، فقد بدتا خاليتين من أي مشاعر ، وكأنهما غير مكترثتين ، في نظر العديد من النساء .
ظنت سيينا أنه سيكون من الحميل لو نظر إليها وانعكست سيينا على عينيه الزيتونية .
لقد كانت هذه بالتأكيد اللحظة التي شعرت فيها أنها وقعت في حبّ قدرها .
لهذا السبب ، قبلت بسعادة عرض الملكة آريا عندما طلبت منها أن تكون أميرة لكارل .
لم يكن ذلك بسبب رغبتها في حياة ملكية فاخرة ، ولا لأنها أرادت أن تحتل المكانة الأسمى كالأميرة .
لقد أرادت سيينا فقط أن تكون بجانب كارل وأن تكسب قلبه .
ظنت سيينا أنه يمكنه أن يسمع أجراس القدر داخله أيضًا .
لكن سواء كانت ملعونة من حاكمة القدر أم لا ، كانت تلك مشاعر سيينا من طرف واحد .
سيينا ، الفتاة البسيطة التي نشأت في إحدى زوايا الشمال ، لم تعرف إلا بعد الزواج أن كارل كان لديه خطيبة بالفعل ، وأن زواجهما لم يكن أكثر من زواج سياسي .
أمضت سيينا وقتًا طويلًا تفكر في الأمر ، مئات ، بل آلاف المرات .
‘ لو كنت أعلم مسبقًا أن كارل لديه خطيبة تُدعى بلوبيل ، هل كنت سأرفض الزواج منه ؟، ولو علمت أنني مجرد أداة سياسية ، هل كنت سأتحمل كراهيته لي بسبب عدائه تجاه آريا ؟’
رغم إدراكها أنها لا تستطيع العودة إلى ذلك الوقت ، كانت سيينا تسأل نفسها نفس السؤال مرارًا وتكرارًا .
ولكن الإجابة كانت دائمًا لا .
حتى لو عادت بها الأيام ، كانت ستختار الزواج منه مرة أخرى .
‘ ربما قصّرتُ في جهدي ، لو بذلتُ جهدًا أكبر … لو حاولتُ بقوة أكبر من التي بذلتها للتقرب منه وكسب ثقته حين كان يحاول الابتعاد … حتى لو لم أستطع كسب قلبه وعقله بالكامل ، ألم أكن لأحصل على جزء صغير منه ؟، ألم يكن بإمكاني رؤية ولو قطعة صغيرة من ابتسامته الحقيقية ؟’
لكن سيينا لم تتخلَ بعد عن مشاعرها العالقة تجاه كارل .
‘ لماذا فكرت بالماضي أنني قد أصبح محبوبة لأنني أنجبت طفل لكارل ؟’
مزقها الحزن عند التفكير في الحياة التعيسة التي سيواجهها جوزيف بسبب مشاعرها العالقة وهوسها .
بالكاد استطاعت أن تكبح دموعها ، رغم علمها أن الملكة آريا أمامها وأن الانفجار في البكاء أمام الآخرين قد يُلحق ضررًا بكرامة العائلة الإمبراطورية .
” الإمبراطورة سيينا “
نادت آريا اسمها بودّ واقتربت منها .
ثم أمسكت بطرف ذقن سيينا بيدها ، لترغمها على النظر إليها .
وتحدثت بلطف وهي تمسح دموع سيينا التي غطت وجنتيها بمنديل من الحرير الأرجواني .
” ما فائدة الدموع ؟، لقد أخبرتكِ من قبل أن من تجلس على عرش الإمبراطورية لا تذرف الدموع بسهولة ، بدلًا من الدموع ، عليكِ أن تبتسمي وتبحثي عن وسيلة لتوبيخ من أحرجك “
رغم أن كلماتها بدت وكأنها تعاتب سيينا ، إلا أن صوتها كان مليئًا بالحنان .
لهذا السبب ، لم تستطع سيينا أن تُبعد آريا .
كلما اعتمدت عليها أكثر ، كانت تعلم أن كارل سيكرهها أكثر ، لكنها كانت الوحيدة التي أبدت اهتمامًا بسيينا في هذا القصر الذي لم يهتم بها فيه أحد .
ابتسمت آريا برفق وقالت لسيينا .
” إذا قدمتِ لي معروفًا ، أعدكِ بأنني سأجعل الأمير جوزيف الإمبراطور القادم “
ابتسمت الملكة آريا بثقة .
لكن سيينا حدقت بها بصمت .
كلماتها لم تكن تبدو كعرض لجعل جوزيف إمبراطورًا ، بل لجعله محبوبًا من كارل .
” هل ستجعلين جوزيف محبوبًا من كارل بدلًا من أن يكون مكروهًا منه ؟”
كانت كلمات آريا تبدو أكثر غرابة من قصة عن تنين منقرض يسقط من السماء مع القمر .
ومع ذلك ، أرادت سيينا فقط أن تصدق ما قالته .
” كيف …”
” الأمر بسيط جدًا ، هل ستقومين به ؟”
أومأت سيينا برأسها ، مسحورة بكلمات الملكة الأرملة .
كانت ستومئ حتى لو كان من طلب منها هو الشيطان نفسه ، ناهيك عن الملكة آريا .
ستفعل كل شيء لأجل أن لا يعيش جوزيف نفس الحياة التي عاشتها …
” سأجهز رقصة بمناسبة حفل ولادة الأمير جوزيف ، إذا سأل الإمبراطور عنها ، قولي له إنكِ أنتِ الإمبراطورة سيينا هي من دعتهم شخصيًا للاحتفال بعيد ميلاد الأمير جوزيف ، أنا متأكدة أنها ستكون هدية كبيرة للأمير جوزيف “
كيف يمكن لجوزيف أن يصبح الإمبراطور القادم بمجرد قبولها طلبًا صغيرًا كهذا ؟
لكن سيينا أومأت بصمت ، دون أن تسأل آريا أي أسئلة إضافية .
” وأيضًا ، إذا سأل الإمبراطور عن الصندوق الكبير الموجود بين الراقصين ، قولي له إنه مهد أعده الدوق ووترز ، والدكِ ، للأمير جوزيف “
في ذلك اليوم ، شعرت الإمبراطورة وكأن عيني آريا تشبهان عيني أفعى سامة ، لكن سيينا بذلت جهدًا كبيرًا لتطرد هذه الفكرة من رأسها .
كانت آريا هي المرأة التي دائمًا ما تضمد الجراح التي تتلقاها سيينا بسبب كارل الذي لم يفهم أبدًا مشاعرها .
سيينا كانت بحاجة لأن تثق بها .
* * *
أقيمت مأدبة عيد ميلاد الأمير جوزيف بسلاسة .
ةاختارت سيينا فستانًا أزرق مطرزًا بالزنابق .
” هل سيكون عقد اللؤلؤ الأبيض مناسبًا ؟، أم تفضلين العقد الأحمر ؟”
قالت الخادمة هاين وهي تضع القلائد حول رقبة سيينا بالتناوب .
” عقد اللؤلؤ يعطي مظهرًا بريئًا ورقيقًا ، أما العقد الأحمر فسيكون جريئًا وجذابًا لأنه يتماشى مع شعر الإمبراطورة الأحمر ، أيهما تفضلين ؟”
لم تجب سيينا على سؤال هاين .
‘ لا يهم أي عقد سأرتدي … فهو لن ينظر إليّ مهما فعلت ، فما الحاجة للعقد إذًا ؟’
نظرت سيينا إلى نفسها عبر المرآة .
انعكاسها كان جميلًا ؛ شعرها الأحمر المموج المنساب على كتفيها ، وعيناها الزرقاوين اللامعتان .
وعلى جسر أنفها كانت هناك بعض النمش الباهت الذي أضفى عليها حيوية أشبه بالشمس ، لكنها بدت أكثر نقاءً وهدوءًا من المعتاد بسبب المساحيق التي وضعتها هاين بعناية .
لكن سيينا لم تكن ترى نفسها جميلة في المرآة .
قد تبدو عينيها الزرقاء الجميلة ، لكن بداخلها لم يكن هناك سوى اليأس والاستسلام .
‘ كانت هناك أيام امتلأت فيها هذه العيون بالأمل …’
كانت هناك أيام حينما كانت سيينا تأمل أنه إذا حاولت ، ستتمكن من الاقتراب من كارل ، لكنها كلما حاولت الاقتراب ، لم تحصل سوى على السخرية والازدراء .
بغض النظر عن مدى أملها ، إذا استمرت في الفشل ، فإنها ستصبح مليئة اليأس والخوف حتى من المحاولة .
هذا ما حدث لسيينا .
كانت متعبة وخائفة من أن يُستهزأ بها أو يُكرهها كارل .
فكرت أنها قد تفضل البقاء في غرفتها بالقصر بدلًا من أن يراها .
” جلالتكِ ، ولي العهد سيدخل “
عند كلمات هاين ، أومأت سيينا برأسها .
لكنها الآن ، أصبحت أمًا لطفل .
مهما كانت جراحها بسبب كارل ، كانت ترغب في أن تهب جوزيف حياة سعيدة .
ومع ذلك ، لم يمنعها ذلك من ذرف دموع اليأس .
أحضرت هاين جوزيف ، الذي سلمته إليها المربية ، إلى سيينا .
كان الطفل صغيرًا ولطيفًا للغاية لدرجة أن رؤية أنفاسه كانت تبدو غريبة .
مع كل نفس يتنفسه جوزيف بأنفه الصغير ، كانت كفاه الصغيرتان ترتعشان .
” هاين ، سأحمل جوزيف “
” لكن فستانكِ سيتجعد “
” نجم اليوم اليوم هو جوزيف ، أنا متأكدة أن أحدًا لن يهتم بفستاني المجعد ، أو عقدي ، أو أي شيء آخر “
” ولكن …”
ظهرت نظرة قلق على وجه هاين .
كانت تدرك جيدًا أن الإمبراطورة التي تخدمها لا تحظى باهتمام الإمبراطور .
بطريقة ما ، كانت تشعر بذلك أكثر حساسية من سيينا نفسها .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 2 - الامراة التي احرقها الحبّ (٢) 2025-05-04
- 1 - الامراة التي احرقها الحبّ (١) 2025-05-04
التعليقات لهذا الفصل " 2"