### الفصل التاسع
تجاهلتُ النظرات من حولي وابتسمتُ بهدوء لأوفيليا وصوفيا.
ثمّ استقرّت عيناي على رقبة صوفيا.
كانت ترتدي العقد ذا الياقوت الأحمر الذي كان مخصّصًا لي في الأصل.
عندما رأيتها ترتديه بفخر، ابتسمتُ بلطف وقُلتُ:
“إذن، قرّرتِ ارتداء عقدي في النهاية.”
ارتجفت صوفيا لكنّها ردّت بسرعة وبثقة:
“ماذا؟ هل تقولين إنّكِ لا تستطيعين حتّى إعارة أختكِ عقدًا؟”
نظرتُ إليها بابتسامة هادئة وقُلتُ:
“صوفيا، أخذ شيء دون إذن صاحبه لا يُسمّى استعارة. يُسمّى سرقة.”
“م-ماذا؟”
احمرّ وجه صوفيا خجلاً.
تدخّلت أوفيليا، التي كانت تقف بجانبها، بنظرة غير راضية:
“كلير، أنتِ الأخت الكبرى. لماذا تتصرّفين بتافهة؟”
الأخت الكبرى؟
لم تعاملني كعائلة من قبل، والآن تريد أن تتصرّف كأمّي؟
أطلقتُ ضحكة ساخرة لا إراديّة.
في تلك اللحظة، صرّت صوفيا على أسنانها، وهي لا تريد الاستسلام، وقالت بحدّة:
“أصبحتِ متعجرفة فقط لأنّ ابنة الماركيز لطيفة معكِ! اعرفي مكانكِ! لم تستطيعي حتّى منع خطيبكِ من الخيانة! ربّما هي تراكِ مجرد تابعة!.”
يا إلهي. كنتُ أرغب جدًّا في صفعها.
بينما كنتُ أفكّر هل أفعل ذلك، سمعتُ صوتًا مألوفًا من الخلف:
“من قال ذلك؟ إنّ كلير مجرّد تابعة لي؟”
استدرتُ ببطء.
كانت ليليان تنزل الدّرج.
كانت ترتدي فستانًا أنيقًا باللونين الأزرق والفضّي، تبدو كملكة الشّمال.
كان شعرها الفضّي مصفّفًا بأناقة، وتعبيرها البارد جعلها تبدو أكثر رهبة.
اقتربت ليليان من صوفيا وأمالت رأسها وهي تتفحّص العقد على رقبتها.
“يبدو هذا مثل العقد الذي أعطيته لكلير كهديّة…”
تحرّكت ببطء ومدّت يدها نحو رقبة صوفيا.
قبل أن تتمكّن صوفيا من الرّد، أمسكت ليليان بالعقد وانتزعته.
“طَقّة—”
انكسر العقد بسهولة، وأمسكته ليليان بيدها.
سقطت بعض الجواهر على الأرض وتدحرجت بعيدًا.
أمسكت صوفيا برقبتها، تنظر إلى ليليان بذهول.
نظرت ليليان إليها باشمئزاز وابتسمت ببرود:
“جوهرة بلا صاحبها الحقيقي مجرّد قمامة.”
أرسل صوتها البارد قشعريرة في جسدي.
ارتجفت صوفيا وهربت من قاعة الرّقص بعيون دامعة.
“صوفيا!”
صاحت أوفيليا واستدارت لتنظر إليّ بغضب.
مهلاً؟ لماذا كانت تنظر إليّ؟
بينما كنتُ أقف مذهولة، اقتربت ليليان إلى جانبي.
أشاحت أوفيليا بنظرها بسرعة وتبعت صوفيا خارج القاعة.
نظرتُ إليهما وهما تغادران وتنهّدتُ بعمق.
همست ليليان: “آسفة. لم أكن أنوي التدخّل، لكنّني لم أطق رؤيتكِ تُعاملين هكذا…”
قبل لحظة، كانت كملكة جليد، لكنّها الآن تبدو خجولة مرّة أخرى.
نظرتُ إليها بذهول.
ثمّ سألتني بصوت خافت:
“لكن… هل كنتُ جيّدة؟ هل بدا تمثيلي طبيعيًّا؟”
مهلاً. كان ذلك تمثيلاً؟
ما زلتُ أشعر بالقشعريرة في ذراعيّ.
نظرتُ إليها فارغة العينين ثمّ رفعتُ إبهامي ببطء.
احمرّت ليليان خجلاً.
أوه، صحيح—كان من المفترض أن تكون سابرينا في الحفل أيضًا.
سألتُ: “أين سابرينا؟”
نظرت ليليان حولها وقالت:
“لم تصل بعد. لم أرسل لها عربة لأنّني لم أرد أن يلاحظها الشرير.”
كان من الصعب تصديق أنّها نفس الشخصيّة من قبل.
طمأنتُها: “ستكون بخير. سابرينا تستطيع البقاء في أيّ مكان.”
“أنتِ محقّة.”
بينما كنتُ أتحدّث معها، لاحظتُ الناس يتهامسون وينظرون إلينا.
ربّما كانوا متفاجئين لرؤية مضيفة الحفل، ليليان، تتصرّف معي بألفة.
بدا ليليان قلقة وقالت بهدوء:
“أم… ربّما يجب أن نحتفظ ببعض المسافة الآن.”
أومأتُ موافقة.
“سأخرج لأستنشق بعض الهواء.”
ربّما إذا اختفيتُ قليلاً، ستهدأ الأمور.
أومأت ليليان بتفهّم، وغادرتُ القاعة.
ما زلتُ أشعر بالإحباط، فتوجّهتُ نحو الحديقة.
كان هناك حفل خارجي قريب، لكنّني تعمّدتُ السير نحو مكان أكثر هدوءًا.
ثمّ رأيتُ شخصًا مألوفًا.
كان رجل قد خرج لتوّه من عربة ويتّجه نحو المبنى.
ماتيو—خطيبي السيّئ.
اصطدمتُ به وجهاً لوجه ولم يكن لديّ فرصة لتجنّبه.
تحت الأضواء الخافتة، تقدّم نحوي بخطواته الواثقة المعتادة.
تحدّث أوّلاً:
“التقينا في الحديقة من قبل، أليس كذلك؟”
ما زال لا يعرفني.
رغم أنّني لم أخفِ وجهي بمروحة اليوم.
بابتسامة مشرقة—لم يُظهرها لي من قبل—تابع:
“جميل أن أراكِ هنا.”
تشنّج جسدي بالكامل.
هذا الرجل الذي كان دائمًا ينظر إليّ باشمئزاز.
والآن، فقط لأنّني أبدو مختلفة قليلاً، يبدي اهتمامًا؟
شعرتُ بالغثيان.
أكثر اشمئزازًا من أيّ وقت مضى، استدرتُ بعيدًا.
سمعتُ خطواته خلفي.
دون أن أعرف لماذا أهرب، أسرعتُ خطاي.
ثمّ أمسك بمعصمي.
“أوه، آسف.”
أطلق سراحي بسرعة كما لو أدرك خطأه.
“لكن قبل أن تذهبي، هل يمكنكِ على الأقلّ إخباري باسمكِ؟”
كنتُ ما زلتُ أعطيه ظهري.
ماتيو العظيم يتنازل ليسأل امرأة عن اسمها؟
كدتُ أضحك.
شعور غريب تحرّك بداخلي.
عند التفكير في الأمر، لم يكن هناك سبب للهرب.
ليليان وسابرينا لم تكونا هناك.
استدرتُ ببطء لأواجهه.
ثمّ، بابتسامة ساخرة، نظرتُ في عينيه مباشرة:
“تريد معرفة اسمي؟”
وأنا أقف تحت ضوء القمر، رأيته يحدّق بي مفتونًا.
حملت نسمة الليل رائحة الزهور.
كان المشهد كأنّه من رواية رومانسيّة.
لكنّني شاهدتُ وجهه الوسيم يتحوّل ببطء إلى صدمة.
“…كلير؟”
ارتجف صوته بعدم تصديق.
ابتسمتُ بلطف:
“أخيرًا تعرفتَ عليّ.”
“إذن، في الحديقة… كنتِ أنتِ أيضًا؟”
كان صوته مشوشًا كأنّه يتحدّث إلى نفسه.
أجبتُ بصراحة:
“نعم، كنتُ أنا أيضًا.”
احمرّ وجهه.
ثمّ، استدار ومرّر يده في شعره بإحباط.
مهلاً. هل احمرّ ماتيو للتّو؟
لكنّه لم يبدُ احمرارًا جيّدًا.
بعد أن أخذ أنفاسًا عميقة ليهدأ، استدار لينظر إليّ بغضب:
“هل كان ذلك ممتعًا؟ اللعب بي؟”
ماذا؟ هل كان يتصرّف حقًا كضحيّة؟
ضحكتُ ساخرة ونظرتُ إليه بنفس الطريقة:
“اللعب بك؟ أنتَ من أسأتَ الفهم وافترضتَ أشياء.”
“كان عليكِ أن تكشفي عن هويّتكِ في الحديقة.”
“حسنًا…”
في ذلك الوقت، كان عليّ إخفاء أنّني قريبة من ليليان وسابرينا. لم يكن لديّ خيار.
لكنّني لم أستطع شرح ذلك له، فأبقيتُ فمي مغلقًا.
“لماذا جئتِ إلى هذا المأدبة؟ هل أنتِ هنا للتجسّس عليّ؟”
كنتُ مذهولة لدرجة أنّني لم أستطع الردّ.
هل يعتقد حقًا أنّ العالم يدور حوله؟
“بالطبع لا. لا تهتمّ بي، استمتع بوقتكَ فقط.”
لهذا جئتُ هنا أصلاً.
بعد أن قُلتُ ذلك، استدرتُ ومشيتُ بهدوء بعيدًا.
لم يحاول ماتيو إيقافي أو متابعتي بعد ذلك.
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 9"
ليه ذا المقرف بطل لييييه
ليليان ما امل من قول إنها سو كيوت
شكرا على الترجمة الجميلة، 🌹🌹🌹🌹
متى تظهر سابرينا و الشرير متحمسة لكوبلهم
لحد الان ممصدكة إن ماثيو البطل لكن حبيت التغيير احسن من الابطال التوكسك و السامين
و يلي يوجع الخاطر يكون البطل 💔💔