### الفصل 05
بعد انتهاء تسوّق ليليان لفستانها، جرّتنا إلى صالون، حيث تلقّينا تدليكًا والآن يتمّ وضع مكياجنا.
راقبت ليليان بينما كان موظّفو الصّالون يعملون على وجوهنا، لكن شيئًا ما بدا يزعجها. تقدّمت وسألت،
“هل يمكنني فعلها بنفسي؟”
عند طلبها اللّطيف، انحنى الموظّفون وتراجعوا.
“لا داعي لكلّ هذا…” تمتمتُ بإحراج، لكن ليليان قاطعتني بحزم.
“ما الذي تقولينه؟ الموضة تكتمل بالوجه! المكياج هو الجزء الأهم!”
أعني… سنعود إلى المنزل بعد هذا على أيّ حال…
لكن رؤية ليليان متحمّسةً، قرّرتُ أن أتركها تفعل ما تشاء.
“كلير، ملامحكِ تميل إلى اللّطافة، لذا من الأفضل إبرازها بدلًا من مظهرٍ ثقيل. لون بشرتكِ بارد، فالألوان الباستيل ستناسبكِ أكثر.”
بينما كانت ليليان تشرح بعناية وتضع المكياج، لا بدّ أنّني غفوتُ للحظة، لأنّها انتهت قبل أن أدرك. نظرت إليّ بتعبيرٍ مسرور.
“انظري! يناسبكِ تمامًا! لقد تغيّرتِ كليًا—كأنّكِ تغيرتِ 360 درجة!”
أم… إذا قمت بالدوران 360 درجة، ألن اعود كما كنت…؟
حسنًا، إن كانت ليليان سعيدة، فلا بأس.
نظرتُ إلى المرآة بلا انتباه، وكما قالت، اختفت الفتاة العاديّة الباهتة من قبل. بدلًا منها، حدّقت بي شابّةٌ جميلة.
همم… ليس سيئًا، في الواقع…؟
استدرتُ إلى جانبي ورأيتُ سابرينا، التي كانت قد غفوت أيضًا، تستيقظ فجأة.
مهلًا… أنتِ أيضًا؟!
“سابرينا سيناسبها مكياجٌ أثقل، لكن بما أنّ مفهوم فستان اليوم أكثر جدّيّة، اخترتُ مظهرًا أنعم،” شرحت ليليان.
كما قالت، أعطاها المكياج الطّبيعيّ الخفيف هالةً غامضة—كبطلةٍ بماضٍ مأساويّ.
بالمناسبة، كانت ليليان قد انتهت من مكياجها أيضًا. لم يكن مظهرها النّاعم الرّقيق المعتاد—بل اختارت شيئًا أجرأ قليلًا.
الآن وقد أصبحنا جميعًا مرتدياتٍ ومُزيّنات من الرّأس إلى أخمص القدمين، انتهى بنا الأمر في وسط المدينة بطريقةٍ ما.
كانت ليليان قد أمرت لخدمها وسائقي العربات بتوصيل الفساتين الضّخمة إلى منازلنا، لكن مع ذلك، كانت أذرعنا مملوءةً بأكياس تسوّق تحوي إكسسوارات ومستحضرات تجميل.
لم أكن متأكّدةً كيف انتهى بي الأمر بحمل هذه، لكن قبل أن أشتكي، تحدّثت سابرينا، التي لا تطيق المواقف المزعجة، أوّلًا.
“ألا يجب أن نعطي كلّ هذا للسّائق أيضًا؟”
ابتسمت ليليان ببساطة.
“كان هذا حلمي في الواقع. مثل النّساء المتألّقات في المسلسلات الأجنبيّة، يمشين بثقةٍ في المدينة وأذرعهنّ مملوءة بأكياس التّسوّق.”
نظرت إليها سابرينا كأنّها لا تفهم لمَ يحلم أحدٌ بشيءٍ كهذا، لكن قبل أن تقول شيئًا، دفعتُ جانبها بمرفقي.
‘ هيا، دعيها تستمتع بهذه اللّحظة! ‘
أدركت سابرينا نيتي وأجبرت نفسها على ابتسامةٍ محرجة.
“أوه… صحيح! حمل الأكياس الثّقيلة في الشّوارع! كان هذا حلمي أيضًا دائمًا!”
أشرقت ليليان وتشبّثت بذراعينا بحماس.
“إذًا لنعيد شحن طاقتنا ببعض الحلويات! أعرف مكانًا راقيًا رائعًا للحلوى!”
مع ذلك، قادت الطّريق، تبدو أكثر إشراقًا من أيّ وقتٍ مضى. رؤيتها هكذا جعلتني أنا وسابرينا نبتسم أيضًا.
بصراحة؟ لم يكن شعورًا سيئًا.
متى آخر مرّةٍ سأتمكّن من المشي بثقةٍ في الشّارع وأكياس تسوّق فاخرة في يديّ؟
كان شيئًا لم أستطع فعله بمفردي أبدًا، لكن بطريقةٍ ما، معنا نحن الثّلاث معًا، بدا طبيعيًا.
أنا بفستانٍ ورديّ أنيق، ليليان بفستانٍ أصفر ليمونيّ راقٍ، وسابرينا بفستانٍ أسود أملس—ثلاث نساءٍ متأنّقات، يحملن أكياس تسوّق فاخرة، يتمشّين بثقةٍ في أكثر أجزاء المدينة ازدحامًا.
حدّق النّاس.
“…هل أنا وحدي، أم أنّ الجميع ينظرون إلينا؟” همستُ.
ابتسمت ليليان بشراسة.
“لستِ وحدكِ. نحن مذهلات اليوم.”
مهلًا… هل تستمتع حقًا بهذا النّوع من الانتباه؟
“دعيهم ينظرون. من يهتمّ بما يفكّر به الآخرون؟ طالما نحن سعيدات، هذا كلّ ما يهمّ،” أعلنت سابرينا بثقة.
تبادلتُ أنا وليليان ابتساماتٍ مستمتعة.
بصراحة… كنتُ أشعر وكأنّني وحيدةٌ في هذا العالم، لكن…
مع هاتين بجانبي، شعرتُ فجأةً أنّ لديّ حلفاء—كأنّنا نستطيع مواجهة أيّ شيءٍ معًا.
قبل أن أدرك، استقمتُ بظهري، ابتسمتُ بإشراق، ومشيتُ بثقةٍ أكبر.
نقرت بعض النّساء النّبيلات الرّاقيات ألسنتهنّ بانزعاج، وألقت فتياتٌ في سنّنا نظراتٍ غيورة. لكنّنا لم نهتمّ.
نظر إلينا الرّجال، بعضهم حتّى صفّر.
لم أتلقَّ هذا الكمّ من الانتباه في حياتي من قبل، لكن بغرابة، لم أكره ذلك.
مقارنةً بروتيني الباهت من التّنقّل بين العمل والمنزل، أعيش كشبحٍ دون معرفة السبب… كان هذا مختلفًا تمامًا.
أعطاني هذا التّمرّد الصّغير شعورًا غريبًا بالإثارة.
ثمّ—
ربّما لأنّنا بدونا كنساءٍ نبيلات يتمشّين دون حرّاس، حاملات أكياسًا باهظة—اندفع رجلٌ فجأة نحو ليليان.
“آه!” صرخت.
تجمّدتُ مصدومةً.
لكن قبل أن تصل يداه إليها—
كانت قدم سابرينا أسرع.
برفعتها تنّورتها قليلًا، وجّهت ركلةً قويّةً نظيفةً إلى فكّه.
انقلب المهاجم للخلف وسقط فاقدًا للوعي تمامًا.
وقفتُ أنا وليليان في صمتٍ مذهول، غير قادرتين على استيعاب ما حدث.
في هذه الأثناء، عدّلت سابرينا فستانها بهدوء واستدارت إلينا بتعبيرٍ غير مبالٍ.
“أوه، ألم أذكر؟ في حياتي السّابقة، كنتُ حارسةً شخصيّة.”
…ماذا؟!
ممثّلة وحارسة شخصيّة؟!
شعرتُ فجأةً أنّني، موظّفة المكتب العاديّة، يجب أن أصمت.
دون تردّد، قلبت سابرينا الرّجل الفاقد للوعي وربطت معصميه بمنديلٍ بدقّة.
جعلت الأمر يبدو سهلًا لدرجة أنّني لم أستطع إلّا أن أتمتم،
“…أنتِ امرأة، صحيح؟”
عبست سابرينا.
“ما المقصود بذلك؟”
“حسنًا، فقط لأنّكِ استيقظتِ في جسد امرأة لا يعني بالضّرورة أنّكِ كنتِ امرأةً في حياتكِ السّابقة.”
“كنتُ امرأة، حسنًا؟”
ثمّ أضافت ليليان، لا تزال متأثّرةً قليلًا، بصوتٍ خافت،
“من حسن الحظّ… لم أكن أختار فساتين لرجل…”
تجمّدت سابرينا، صامتةً، فحاولتُ بسرعة تغيير الجوّ.
“هاها، متجر الحلوى ليس بعيدًا، صحيح؟ أنا جائعة—هيّا نذهب!”
بعد تناول الطّعام في متجر الحلوى الذي أخذتنا إليه ليليان، عدنا كلّ واحدةٍ إلى منزلها. لحسن الحظّ، أخذنا عربةً للعودة، فلم يحدث شيء في الطّريق.
عندما توقّفت العربة أمام قصر الكونت، نزلتُ حاملةً أكياس تسوّقي.
داخل القصر، كانت زوجة أبي تنتظرني وذراعاها متقاطعتان.
بدا عليها الانزعاج، لكن قبل أن أسأل، لاحظتُ شيئًا خلفها.
كان الصّالون مملوءًا بالفساتين المسلّمة من المتجر، مرتّبةً بعناية.
كانت صوفيا جالسةً على الأريكة أمامها، تقلّب الفساتين بتعبيرٍ متعجرف.
عبستُ، محدّقةً في أوفيليا وصوفيا.
“هل فتّشتما فساتيني دون إذن؟”
سخرت أوفيليا، كأنّني أبالغ.
“من أين جاءت كلّ هذه الفساتين؟” سألت بشكّ.
تنهّدتُ بعدم تصديق.
“كانت هديّة.”
تحرّكت عينا أوفيليا إلى أكياس التّسوّق في يديّ، وأظلم تعبيرها.
“الدّوق الشّاب أهداكِ كلّ هذا؟ إن كان سيرسل هدايا، كان يجب أن يرسلها إلى إقطاعيّة الكونت. الزّواج ليس بين شخصين فقط—بل يشمل العائلتين. تعرفين كم هو صعبٌ وضع الإقطاعيّة، ومع ذلك لم تفكّري حتّى بقول شيء؟”
لمَ يجب أن تذهب هداياي إلى إقطاعيّة الكونت؟
على أيّ حال، الدّوق الشّاب لم يرسل شيئًا من هذا.
ذلك الرّجل لن ينفق عليّ ولو بنسًا واحدًا.
شعرتُ بالضّيق وصرّحتُ بأفكاري.
“سواء كانت هدايا أو أشياء اشتريتها بنفسي، ليس شيئًا يجب أن تتدخّلي فيه.”
شهقت أوفيليا متظاهرةً بالغضب.
“أوه، اسمعي نفسكِ! كيف تقولين ذلك؟ أنا أمّكِ.”
ثمّ أعطتني نظرةً مشكّكة.
“مهلًا… هذه ليست من الدّوق الشّاب، أليس كذلك؟ هل اشتريتيها بنفسكِ؟ من أين حصلتِ على كلّ هذا المال؟”
استدرتُ لأغادر، مدركةً أنّه لا جدوى من النّقاش.
لكن أوفيليا سدّت طريقي بسرعة مجدّدًا.
“هل أعطاكِ والدكِ مالًا؟ لا أصدّق! هل يعرف حال الإقطاعيّة ومع ذلك أعطاكِ مالًا؟”
تقدّمت بعصبيّة، عيناها تحترقان غضبًا.
“حتّى لو فعل، ما الذي كنتِ تفكّرين به؟ كيف يمكنكِ إهدار المال بلا مبالاة؟ هل فقدتِ عقلكِ؟”
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 5"
شكرا على الترجمة الجميلة 😊😊😊
ليليان كيوت و حلمها كبوت
زوجة اب البطلة كريهة