وهكذا، بدأت الخطّة الثّانية لـ”العيش كما يحلو لي”.
عمليّة إنهاء أيّ مشاعر للخطيب السابق، أو بالأحرى، الخطيب المنتهي.
من أجل هذه الخطّة، جرّتني ليليان للتسوّق هنا وهناك.
“سنغيّر صورتكِ المنعشة والجميلة تمامًا! إلى امرأةٍ ساحرةٍ وفتّاكة!”
‘امرأةٌ فتّاكة؟’
أغمضتُ عينيّ بقوّة وأنا أنظر إلى فستانٍ أحمر ضيّق يكشف نصف صدري.
‘كيف وصلتُ إلى هذا؟’
في الأصل، أردتُ مناقشة حدثٍ لصالون كلينا مع ليليان وسابرينا.
فكّرتُ في اقتراح عرض أزياء، مستفيدةً من ذوق ليليان الرّاقي ومتجر الأزياء الّذي يُحضّر للافتتاح في الطّابق الثّاني من الصّالون.
في وقتٍ تسيطر فيه متاجر الأزياء الشهيرة على أذواق النبلاء، كان من الصّعب أن ينجح متجرٌ في أطراف المدينة.
لكن، إذا جمعنا بين حدث الصّالون ومتجر الأزياء؟
سيستفيد كلاهما.
بالطّبع، كان هذا الاقتراح يعتمد على ذوق ليليان الجمالي.
رغم أنّها لا تصمّم بنفسها، إلّا أنّ المصمّمين والموظّفين الّذين اختارتهم بإمكانهم إثارة الضجّة.
“عرض أزياء؟”
ردّت ليليان، المنشغلة باختيار فستانٍ لي، بدهشة.
تدخّلت سابرينا بحماس:
“سيكون ممتعًا!”
لكن ليليان بدت متردّدة:
“لكن متجر الأزياء لم يُفتتح بعد.”
“لهذا سنثير الفضول قبل الافتتاح. من أين هذا الفستان؟ أريده! هكذا.”
“لكن… لم أفعل سوى تزيينكِ أنتِ وسابرينا، لم أدخل في مثل هذه الأمور بشكلٍ احترافي.”
“كلّ ما عليكِ هو التّوجيه بذوقكِ كما تفعلين مع المتجر.”
بعد تفكيرٍ طويل بتعبيرٍ خجول، سألت ليليان:
“وماذا عن العارضات؟”
أجبتُ بحماس:
“سنبدأ بالبحث عنهنّ الآن.”
بعد تردّدها، أومأت ليليان بتصميم:
“حسنًا، لكن الأمر سيستغرق وقتًا. الفساتين تحتاج شهرين على الأقلّ لتكتمل.”
لم يكن ذلك مشكلة، فالبحث عن عارضات وتحويل مساحة كبار الزّوار إلى منصّة عرض سيستغرق وقتًا.
“هذا كافٍ. سنحتاج وقتًا للبحث عن العارضات أيضًا.”
نظرت ليليان إليّ بهدوء وتمتمت:
“يجب أن تكون العارضات مناسباتٍ للفساتين…”
شعرتُ بثقل نظرتها، فأشحتُ بنظري وقلتُ بنبرةٍ جافة:
“سأحاول جاهدةً إيجادهنّ. هه…”
اقترحت سابرينا، الّتي كانت صامتة:
“يمكن أن تشارك ليليان في اختيار العارضات، فذوقها هو الأهمّ.”
أومأتُ بحماس:
“فكرةٌ رائعة. يمكنكما أنتِ وليليان مساعدتي.”
أومأت ليليان على مضض، وكأنّ شيئًا ما لا يروقها.
تمتمت سابرينا بتفكير:
“لكن، ألا يبدو عرض الأزياء عاديًّا؟ صحيح أنّه سيكون جديدًا في هذا العصر، لكن…”
وافقتُ على رأيها.
عرض أزياءٍ عاديّ لن يكون كافيًا كحدث.
لكن، لم يكن لديّ فكرةٌ واضحة بعد.
“سنفكّر في ذلك لاحقًا.”
أومأت سابرينا وليليان.
لكن المشكلة أنّ عرض الأزياء سيستغرق شهرين، بينما الحدث القريب هو المشكلة الآن.
‘عدنا إلى نقطة الصّفر.’
في هذه الأثناء، أكملت ليليان تزييني، من الفستان إلى المكياج، ثمّ أوقفتني بحماس:
“انتهى! تحفتي! امرأةٌ فتّاكة تستطيع إغواء أيّ رجلٍ بنظرةٍ في عشر دقائق!”
وقفتُ أمام المرآة بدهشة.
حتّى أنا، بلا ذوقٍ جمالي، أدركتُ أنّ هذا موهبة.
‘كيف يمكن تحويل شخصٍ هكذا بسهولة؟’
بينما كنتُ أحدّق في نفسي، المرأة السّاحرة ذات النّظرات الفتّاكة، أومأت سابرينا، الجالسة خلفي، برضا:
“مسلّحةٌ تمامًا! لم يبقَ سوى النّصر في ساحة المعركة!”
بنبرةٍ حماسيّة كقائدٍ يحفّز جنوده، أحرجتني سابرينا، فتململتُ وقُلتُ:
“لكن، أليس هذا مبالغًا فيه؟”
قاطعتني ليليان بتعبيرٍ حازم:
“هل نسيتِ؟ هذا بالضّبط ما نريده.”
ابتسمت بمكر:
“امرأةٌ جدًّا جدًّا مثيرة!”
* * *
بعد التسوّق الطّويل مع ليليان وسابرينا، دخلتُ القصر لتستقبلني زوجة أبي أوفيليا بوجهٍ ودودٍ غير معتاد.
“عدتِ؟ أنتِ متعبة، أليس كذلك؟ لقد طلبتُ من الخادمة إعداد الشّاي.”
رددتُ ببرود، واضحًا أنّها تراقب ردّة فعلي:
“سأذهب إلى غرفتي مباشرةً، لا داعي لذلك.”
حين حاولتُ تجاوزها، وقفت أوفيليا أمامي فجأة.
كانت تفرك يديها بنظرةٍ متردّدة، فعبستُ:
“هل لديكِ ما تقولينه؟”
تحدّثت أوفيليا كأنّها تنتظر الفرصة:
“الأمر يتعلّق بحفل عائلة لورنتينو…”
‘آه.’
أدركتُ ما تريده وتنهّدتُ بخفّة.
تلقّيتُ دعوة الحفل من ماتيو مباشرة، لكن والدي، الكونت، أعلن أنّني، كوريثته، سأرافقه في جميع المناسبات الاجتماعيّة، لذا كانت تتصرّف هكذا.
“حسنًا… ألا تشعرين أنّ حضور حفل خطيبكِ السابق محرجٌ بعض الشّيء؟”
استمعتُ إلى كلامها المضحك بهدوء.
“لا داعي لإجبار نفسكِ على الحضور. ربّما ينبغي أن أحضر أنا كمرافقة الكونت بدلاً منكِ…”
“حسنًا.”
تصلّب وجه أوفيليا عند ردّي الحاسم.
واصلتُ ببرود:
“أحضر كوريثة ديفونشاير، وليس كخطيبة الأمير الصّغير.”
كوريثةٍ لعائلة الكونت، وكمديرةٍ لصالون كلينا، كان حفل الدّوقيّة فرصةً مغرية.
كان مليئًا بالزّبائن المحتملين لأعمالي المستقبليّة.
مع ردّي المتغطرس، بدت أوفيليا قد وصلت إلى حدود صبرها، وتصلّب وجهها أكثر.
نظرتُ إليها بسخرية:
“لمَ لا تتوسّلين إليّ لأصطحبكِ؟”
“ماذا؟”
“إن توسّلتِ، قد أفكّر في أخذكِ كمرافقة.”
لم تتحمّل أوفيليا أكثر، فخلعت قناعها ورفعت صوتها:
“هل تنوين الذّهاب إلى حفل الدّوقيّة بهذا المظهر الفاضح؟”
رددتُ ببرود على إهانتها لمظهري الّذي أعدّته ليليان بعناية:
“وما المشكلة؟”
“تريدين إحراج من بهذا المظهر؟ والدكِ سيوبّخكِ بالتّأكيد!”
صحيح أنّ الفستان مكشوفٌ وبرّاق بعض الشّيء، لكنّه ليس فاضحًا بما يكفي ليثير النّفور.
ذوق ليليان ليس رخيصًا إلى هذا الحدّ.
هززتُ كتفيّ بلامبالاة أمام هجوم أوفيليا:
“لقد رآه بالفعل.”
“ماذا؟”
في تلك اللحظة، دخل الكونت، الّذي التقيته صدفةً في المدينة وعدنا معًا بالعربة، بعدما أعطى تعليماتٍ لرئيس الخدم.
“ما الّذي تقولينه عن مظهر كلير؟”
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 41"