“سأختبئ حتّى يهدأ. هناك خادماتٌ أخريات في القصر، فهل سيطاردني إلى الأبد؟”
تبادلت أنا وليليان نظرةً قلقة، شعرتُ بإحساسٍ سيّء.
لاحظت سابرينا نظراتنا وصاحت:
“ما هذا؟ توقّفا عن هذه النّظرات المشؤومة!”
ثمّ غيّرت الموضوع كأنّها لا تريد التّفكير في الأمر:
“على أيّ حال، كلير، هل ستحضرين حفل عائلة لورنتينو حقًّا؟”
كانت تشير إلى يوم زيارة الشرير، عندما جاء ماتيو بنفسه ليسلّم دعوة الحفل.
في الحقيقة، ناقشتُ الأمر مع الكونت بالفعل.
الخلاصة أنّه، كوريثة لعائلة ديفونشاير، لا يمكنني قطع العلاقات تمامًا مع عائلة لورنتينو، شريكتنا التّجاريّة.
تنهّدتُ بخفّة وأجبتُ سابرينا:
“كوريثة لعائلة الكونت، من المرجّح أن أحضر الحفل.”
عبست سابرينا واعترضت:
“نظرات ذلك الخطيب السابق القذر لم تكن عاديّة. نواياه واضحة!”
ضحكتُ بسخرية على كلامها المبالغ فيه:
“ليس الأمر كذلك.”
ضربت سابرينا صدرها بنفاذ صبر:
“أقول لكِ إنّه كذلك!”
تدخّلت ليليان بفضول:
“نوايا واضحة؟ هل حدث شيء مع الأمير الصّغير؟”
ردّت سابرينا بحماس:
“ألم أخبركِ؟ لقد جاء إلى قصر كلير أمس!”
“الأمير الصّغير؟ لماذا؟”
“قال إنّه جاء ليسلّم دعوة الحفل. لمَ يأتي بنفسه إن لم يكن له نوايا؟”
هززتُ رأسي باستسلام لاستنتاجات سابرينا.
لكن ليليان بدت مهتمّة وأضافت:
“من الغريب أن يأتي بنفسه بدلاً من إرسالها بالبريد عبر رئيس الخدم.”
“أليس كذلك؟ وحتّى أنّه أساء فهم ذلك الشرير وهو يتحدّث إلى كلير، وأثار ضجّةً بنفسه! ماذا قال؟”
ردّدت سابرينا كلام ماتيو:
” ‘أبعد يدكَ! أعرف كلير جيّدًا، وهي تكره الرّجال المتطفّلين’، أو شيء من هذا القبيل؟”
تذكّرتُ تلك اللحظة المحرجة، واضطررتُ لتغطية وجهي المحمّر:
“سابرينا، كفى…”
لكن ليليان فكّرت بجديّة:
“بالفعل، هذا غريب. ليس تصرّفًا متوقّعًا أمام خطيبةٍ سابقة.”
‘حتّى ليليان…’
شجّعها تأييد ليليان، فرفعت سابرينا صوتها:
“أليس كذلك؟ أنا أقول هذا! كم تعبنا للتّخلّص من ذلك القذر! إن عاد ليتشبّث بكِ، كلّ شيء سيذهب هباءً. كلير، هل تريدين أن تموتي بشكلٍ غامض بسبب ارتباطكِ به؟”
“بالطّبع لا!”
بينما كنتُ أرفض بشدّة، تمتمت ليليان، الغارقة في التّفكير:
“إن كان يتشبّث، يجب التّخلّص منه نهائيًّا.”
التفتت أنا وسابرينا إلى ليليان:
“كيف؟”
ابتسمت ليليان بلطف وأضافت:
“ما رأي الأمير الصّغير عندما رأى كلير، الّتي كانت تتبعه بإخلاص، تتغيّر فجأة 180 درجة؟”
أجبتُ دون تفكير:
“لا أعرف… ربّما شعر أنّه غريب؟”
لكن سابرينا، بتعبيرٍ جامد، قالت ببرود:
“حان وقت موته؟”
“…”
حدّقت أنا وليليان بها، فهزّت سابرينا كتفيها:
“أليس من المعروف أنّ الشّخص الّذي يتصرّف بشكلٍ غير معتاد يكون على وشك الموت؟”
‘ما هذا الكلام؟’
نظرتُ إلى سابرينا بحنق، فكحّت ليليان وانتقلت إلى صلب الموضوع:
“ربّما لا يزال الأمير الصّغير لا يصدّق أنّ كلير، الّتي أحبّته لعشر سنوات، لم تعد معجبةً به.”
‘حقًّا، قال ماتيو شيئًا مشابهًا.’
“هل أنتِ جادّة؟”
كان تعبيره يحمل شكًّا عندما أخبرته أنّني لم أعد أحبّه.
ما نوع المرأة الّتي كنتَ تعتقد أنّني كنتُها؟’
‘امرأةٌ حمقاء لطيفة بشكلٍ مفرط.’
ربّما لا يزال يعتقد أنّني تلك المرأة الحمقاء اللطيفة الّتي أحبّته.
وربّما يظنّ أنّ تصرّفاتي الحاليّة مجرّد تمثيل.
عبستُ وأنا أفكّر في هذا.
كأنّها تقرأ أفكاري، أضافت ليليان بهدوء:
“ربّما يعتقد الأمير الصّغير أنّ كلير تمرّ بمرحلةٍ مؤقّتة، وأنّها لا تزال تحبّه في النّهاية.”
رددتُ بحزم:
“مستحيل. أكره رجالاً مثل ماتيو.”
لقد اختبرتُ ذلك بالفعل.
قبل أن أصبح كلير، كانت آخر ذكريات حياتي السّابقة هي خيانة حبيبي بعد خمس سنوات من العلاقة.
رأيتُ الخيانة، هربتُ من المنزل في ذهول، وصدمتني سيّارة فمتُّ.
لذا، لم يكن ليحظى ماتيو، الزّير النسائي مثله، بأيّ تقدير منّي، مهما كانت نواياه الحقيقيّة.
نظرت ليليان إلى تعبيري القاسي وقالت بلطف:
“لهذا سنستغلّ ذلك.”
“ماذا تقصدين؟”
ابتسمت ليليان على سؤالي المحيّر:
“كيف سيكون شعور الخطيب السابق إن اكتشف أنّ الّتي ظنّ أنّها تحبّه هي في الحقيقة لعوبة توزّع الغزل يمينًا ويسارًا؟”
عبست سابرينا وردّت:
“سيفقد أيّ إعجابٍ بها.”
لكنّني، غير مستوعبة، أمالت رأسي:
“لكن ماتيو نفسه زير نساء.”
ابتسمت ليليان بهدوء:
“ليس ماتيو.”
نظرت أنا وسابرينا إليها بحيرة، فأضافت ليليان بابتسامةٍ ماكرة:
“كلير هي من ستلعب دور الشخصية التي تلعب يمينًا ويسارًا.”
ظننتُ أنّني سمعتُ خطأً وسألتُ:
“ماذا؟ أنا؟”
ابتسمت ليليان بإشراقٍ كالشمس:
“ألا تريدين سحق وهم الأمير الصّغير تمامًا وإنهاء أيّ مشاعر متبقّية؟”
—
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 40"