### الحلقة 28: السيدات المتمردات.
نظرتُ إلى الأمير الإمبراطوري وهو جالسٌ بابتسامةٍ مهذّبة، وفكّرتُ في نفسي:
‘الآن فهمتُ لماذا تخلّى هذا الرجل عن حبّه الأول المحدود الوقت ووقع في غرام البطلة.’
حتى بعد ارتباطه بالبطلة، ظلّ يعاني من مشاعر الذنب أو التردّد تجاه ليليان، مما أزعج البطلة كثيرًا.
يبدو أنني أصبحتُ الآن في موقع ليليان…
لكن، بما أن هذه العلاقة ستنتهي عند ظهور البطلة، سأتبع نصيحة ليليان وأستغلّ هذا الوضع قدر الإمكان.
من منظورٍ آخر، الأمير الإمبراطوري هو العميل المحتمل الأكثر فائدةً لأعمال الصالون.
“شكرًا لأنك خصّصتَ وقتًا لي، يا آنسة كلير.”
نظرتُ إلى ميخائيل وهو يبتسم بجاذبية، ورددتُ الابتسامة.
“لا شكر على واجب. أنا من تشكرك لمجيئك.”
“سعدتُ عندما تواصلتِ معي أولًا.”
نظرتُ بعيدًا بإحراج وأنا أرى ابتسامته الأنيقة.
‘هل يفرح حقًا بمثل هذه الأمور؟’
‘لن يفكّر بي كأكثر من صديقة، أليس كذلك؟ لأن ذلك سيكون محرجًا…’
“في الحقيقة، أجريتُ بعض التحرّيات عنكِ، يا آنسة كلير.”
تفاجأتُ بكلامه غير المتوقّع.
“ماذا؟”
“أعتذر إن أزعجكِ هذا. ظننتُ أن عائلة ديفونشاير ربما اقتربت مني عمدًا لإقامة علاقات مع القصر.”
‘أنتَ من اقترح أن نكون أصدقاء أولًا!’
“كان سيحزنني لو كان الأمر كذلك، لكنه لحسن الحظ ليس كذلك.”
“بالطبع!”
ابتسم ميخائيل باعتذار على ردّي الحاد.
“أرجو أن تتفهّمي. هذه أول مرة أطلب فيها من أحدهم أن يكون صديقي.”
‘إذن، لستَ معتادًا على مثل هذه العلاقات.’
ربما لأن كلّ علاقاته كانت مبنيةً على مصالح العائلات. هذا يجعله يبدو… نوعًا ما يستحقّ الشفقة.
بينما كنتُ أشعر ببعض اللين، سأل ميخائيل بحذر:
“هل ما زلتِ تعتقدين أنني اقتربتُ منكِ بسبب ليليان؟”
‘نصف الوقت، نعم؟’
لم أجب على الفور، بل نظرتُ إليه بحيرة، فابتسم ميخائيل بإحراج.
“يبدو أن تكوين الصداقات ليس بالأمر السهل. سأبذل جهدًا أكبر في المستقبل.”
‘لا داعي لكلّ هذا الجهد. يبدو شخصًا طيّبًا، رغم ذلك…’
“إذا كنتِ فضوليةً أو متشكّكةً بشأن شيءٍ عني، اسأليني متى شئتِ.”
‘مقارنةً بماتيو، هو كالملاك.’
“لا حاجة لكلّ هذا الجهد. إذا كان عليكَ بذل مجهودٍ للاقتراب من أحدهم، فهذه ليست صداقة.”
كنتُ أتحدّث دون تفكير، لكنني شعرتُ بنظرات ميخائيل الثابتة عليّ.
تنحنحتُ وحاولتُ تغيير الموضوع.
“على أيّ حال، أنا أعرف الكثير عنكَ بالفعل.”
اتسعت عينا ميخائيل الجذّابتان بدهشة.
“عني أنا؟”
“نعم. في الصيف، تحبّ قيادة القوارب للاستجمام، وفي الشتاء، تستمتع بالصيد في غابات الشمال، أليس كذلك؟ لكنكَ مؤخرًا مشغولٌ بتدريب الخلافة، فلم تتمكّن من فعل هذا كثيرًا.”
كنتُ فقط أردّد ما قرأته عابرًا في الرواية.
لكن ميخائيل بدا متأثرًا، ونظر إليّ بتعبيرٍ مذهول.
“تعرفين عني أكثر مما توقّعتُ.”
‘هل كشفتُ عن معرفتي الزائدة؟’
“حسنًا، أنتَ شخصيةٌ مشهورة جدًا.”
ابتسمتُ لأواري أيّ شكوك، فضحك ميخائيل بمرح.
“أنا سعيد. لم أتوقّع أن تكوني مهتمّةً بي لهذا الحد.”
حاول ميخائيل إخفاء وجهه المحمرّ وهو يمسّ شفتيه.
‘يفرح بهذا القدر لهذا الأمر؟ ربما هو أكثر براءةً مما ظننتُ.’
بينما كنتُ أفكّر، رفع ميخائيل عينيه فجأة ونظر إليّ مباشرةً.
“أنتِ، يا آنسة كلير، تبدين صريحةً ومفعمةً بالحياة، على عكس ما قاله الدوق الصغير.”
‘بالطبع، لأنني لستُ نفس كلير التي عرفها ماتيو.’
شعرتُ بثقل نظرات ميخائيل، فحاولتُ مرةً أخرى تغيير الموضوع.
في الحقيقة، هذا كان جوهر حديثي.
“بالمناسبة، صديقةٌ لي ستفتتح صالونًا قريبًا. هل يمكنكَ زيارته إذا سمحتَ لكَ الفرصة؟”
قلتُ ذلك وأنا أقدّم دعوةً كنتُ قد أعددتها مسبقًا.
كانت دعوةً لصالون كلينا، الذي سيفتتح بعد أسبوع.
أخذ ميخائيل الدعوة بسرور.
“بالطبع. هل ستكونين موجودةً في الصالون، يا آنسة كلير؟”
تفاجأتُ بسؤاله، لكنني ابتسمتُ بهدوء.
“ربما؟ حتى لو كنتُ هناك، سأرتدي قناعًا، فلن تتعرّف عليّ بسهولة.”
ابتسم ميخائيل بغموض.
“أظنّ أنني سأتعرّف عليكِ.”
فقدتُ الكلام للحظة أمام ابتسامته الواثقة.
‘إذا تعرّفتَ عليّ، سيكون ذلك محرجًا…’
* * *
في حانةٍ راقيةٍ يرتادها أبناء النبلاء غالبًا، كان ماتيو يقضي أيامه الأخيرة جالسًا على البار.
كان يتجنّب شرب الخمر في القصر خوفًا من أن يصل الخبر إلى والده الدوق، فكان هذا ملاذه.
كعادته، كان ماتيو جالسًا على البار يشرب مع صديقه أليكس.
فجأة، فُتح الباب، وسُمع صوتٌ مألوف.
“كما توقّعتُ، أنتم هنا.”
كان الأمير الإمبراطوري ميخائيل.
دهش أليكس من ظهوره المفاجئ.
“ما الذي أتى بسموّك؟ كنتَ دائمًا مشغولًا جدًا لدرجة أننا نادرًا ما نراك!”
كان الثلاثة أصدقاء مقربين منذ الطفولة، لكن منذ أن أصبح ميخائيل أميرًا إمبراطوريًا، أبعدته واجباته وتدريب الخلافة عن لقاءاتهم.
كان اجتماعهم الدوريّ للركوب هو الفرصة الوحيدة للقاء.
ابتسم ميخائيل بودّ على نبرة أليكس الممزوجة بالدهشة والترحيب، وجلس بجانب ماتيو.
“تدريب الخلافة مهمّ، لكنني أريد الآن تخصيص وقتٍ لأفكّر فيما أريده حقًا.”
قال ميخائيل ذلك وهو يمدّ كأسًا فارغًا إلى ماتيو.
“صبّ لي كأسًا.”
نظر ماتيو إلى الكأس بلامبالاة وردّ ببرود:
“لديكَ المال الكثير، فلمَ لا تطلب مشروبًا جديدًا؟”
كان ماتيو يعلم أن ميخائيل التقى كلير مؤخرًا.
لم يكن يريد معرفة ذلك، لكن الشائعات تنتشر بسرعةٍ مخيفة، فوصلت إلى أذنيه.
كان مجرّد لقاءٍ لتناول الشاي، لكنه شعر بالانزعاج بطريقةٍ غريبة.
كأنه شاهد زوجته تخونه.
لهذا، كان نبرته مع ميخائيل حادّة.
“أليس لدينا المال بالقدر ذاته؟”
ردّ ميخائيل بابتسامةٍ واثقة، فنظر إليه ماتيو ببرود.
“ألم تكن تتجنّب الشرب خلال أيام الأسبوع؟”
“أريد الآن أن أعيش كما أريد.”
كان هذا سلوكًا قد يغضب الدوق لو رآه، لكن بما أنهم أصدقاء مقربون منذ الطفولة، بدا ميخائيل مرتاحًا.
كان استخدامه للألقاب الرسمية مجرّد نتيجة لتتويجه أميرًا إمبراطوريًا.
لم توثّر تعليقات ماتيو الحادّة في ميخائيل، الذي ابتسم وأخذ زجاجة الخمر من أمام ماتيو، ثم صبّ لنفسه دون تردّد.
على غير عادته، أفرغ ميخائيل الكأس دفعةً واحدة، ثم وضعه وأخذ يتذمّر:
“حتى وقتٍ قريب، كنتُ أظنّ أنني سأتزوّج ليليان بطبيعة الحال، بسبب العلاقة الوثيقة بين القصر وماركيز سنكلير.”
كان ميخائيل هذا النوع من الأشخاص. على عكس ماتيو، الذي تمرّد ضد مصيره المرسوم، كان ميخائيل يتقبّل ويستسلم.
كان ماتيو يرى هذا الموقف خانقًا.
عبس ميخائيل بسخرية وهو يملأ كأسه الفارغ بالخمر.
“دون أن أفكّر في مشاعري الحقيقية أو في رغبة ليليان.”
هزّ ميخائيل الكأس ببطء، محدّقًا في السائل الكهرماني بداخله.
“قالت لي ليليان إن عليّ أن أجد بطلتي الخاصة، تلك التي ستجعل قلبي يخفق.”
استمع ماتيو إلى كلامه بصمت.
“في البداية، شعرتُ بالحيرة، لكن بفضل شخصٍ ما، استمررتُ في التفكير في كلامها.”
ضحك ميخائيل بخفة وكأنه يتذكّر أحدهم.
“مشاعري تجاه ليليان ليست سوى ألفةٍ وراحة.”
ابتسم ميخائيل براحة وقال:
“بفضل ذلك، تمكّنتُ من التفكير أكثر في مشاعري.”
نظر ميخائيل إلى ماتيو مباشرةً.
“وأظنّ أنني وجدتُ تلك البطلة التي تحدّثت عنها ليليان.”
لأسبابٍ مجهولة، بدأ قلب ماتيو يخفق بقوة.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 28"
يع ما عجبني ميخائيل ينتقل من بنت لبنت واضح ميحبش ليليان وهو اناني ماثيو ارحم منه على أقل هو صريح مش زي ميخائيل يلعب تحت تحت
لا لا ميخائيل ابعد عنها ما ناقصنا طرف ثالث