### السيدات المتمردات – الحلقة 23
والأكثر من ذلك، من كان يتوقّع أن يظهر الأمير الإمبراطوري في الحفل اليوم!
كان غالبًا يتغيّب عن الحفلات بسبب دروسه كوريث العرش، لذا افترضتُ أنّه لن يحضر هذا الحفل أيضًا.
لم يتمكّن ميمائيل من رؤية لون شعري بوضوح بسبب الستارة المعلّقة نصفيًا على الشرفة، ولم يدرك خطأه إلّا بعد أن دخل الشرفة.
“آه، أعتذر عن ذلك.”
إذا دخل قاعة الحفل الآن، سيقابل ليليان!
إذا بدأ الأمير، الذي لم يتعافَ بعد من ألم الرفض العاطفي، بالتشبّث بليليان، ستتعقّد الأمور.
حتى ليليان لن تستطيع تجاهل الأمير في مناسبة رسمية كهذه.
سارعتُ للوقوف أمام الأمير الذي كان يستدير للمغادرة.
نظرتُ إليه بعينين متسعتين وابتسمتُ بإحراج:
“القمر واضح اليوم، ألا تريد كوبًا من الشاي قبل الدخول؟”
عبس الأمير باستغراب، ثمّ ابتسم بلطف وقال:
“أشكركِ على اللفتة، يا سيّدتي.”
عندما حاول تجاوزي مجدّدًا، أمسكتُ بسرعة كوب شاي الأعشاب الذي كان معي وقدّمته له.
أمسك ميخائيل الكوب المفاجئ بعينين متسعتين وقال:
“إنّه شاي بلسم الليمون. يدفئ الجسم ويهدّئ الأعصاب.”
رأيتُ سابرينا تقترب من الشرفة بحثًا عنّي.
أعطيتُها إشارة بعينيّ دون أن يلاحظ الأمير.
فهمت سابرينا الإشارة، وبعد أن تأكّدت من ظهر الأمير، استدارت بسرعة لتنبّه ليليان.
“شكرًا، لكنّني بخير حقًا.”
عندما حاول إعادة الكوب، أمسكتُ يده فجأة لأعطي سابرينا وقتًا للوصول إلى ليليان.
امتلأت عينا الأمير بالحيرة من تصرّفي المفاجئ.
“سيّدتي، يبدو أنّ هناك سوء فهم. لقد ظننتُكِ شخصًا أعرفه…”
أيّ سوء فهم؟ إذا دخلتَ الآن، ستتعقّد الأمور مع ليليان!
“جرّب رشفة واحدة فقط، رشفة واحدة.”
أصبحت نظرة الأمير مشككة بسبب إصراري.
لأطمئنه، أخذتُ رشفة من الكوب وابتسمتُ له:
“لا يحتوي على سمّ.”
نظر إليّ الأمير بذهول، ثمّ ابتسم باستسلام وقال:
“حسنًا…”
لحسن الحظ أنّه أمير لطيف الطباع، وإلّا لو كان ماتيو، لكان قد نفض يدي وقال إنّني مجنونة.
لكن، لا يمكن القول إنّ الأمير لطيف تمامًا، فهو متردّد بعض الشيء.
بينما كنتُ أبتسم بإحراج، أخذ الأمير رشفة بطيئة من الشاي.
يبدو أنّ الشاي كان جيّدًا، إذ استرخى وجه ميخائيل قليلاً.
تأكّدتُ من اختفاء سابرينا من الرؤية، ثمّ تحدّثتُ مبتسمة بجهد:
“يديك باردتان جدًا. لا شيء يدفئ الجسم مثل الشاي.”
ابتسم الأمير ردًا على ابتسامتي المتصنّعة.
تألّق شعره الأحمر تحت ضوء القمر، وانحنت شفتاه الجميلتان بأناقة.
“قلتِ إنّه يهدّئ الأعصاب، ويبدو أنّه يهدّئ قلبي أيضًا.”
أذهلتني تلك الابتسامة للحظة دون وعي.
يا هذا، لماذا توزّع ابتسامتكَ الوسيمة هكذا بدلاً من الاحتفاظ بها للبطلة؟
استعدتُ رباطة جأشي بسرعة، سعلتُ، وغيّرتُ الموضوع:
“الآن يمكنكَ الدخول إذا أردتَ.”
بحلول الآن، ربّما أخبرت سابرينا ليليان.
عبس الأمير باستغراب وقال:
“هل هذا كلّ شيء؟”
“ماذا؟ ماذا تقصد؟”
“هل أوقفتِني حقًا فقط لأشرب كوب شاي؟”
“نعم… حسنًا، بدوتَ بحاجة إليه أكثر منّي.”
دهش الأمير للحظة، ثمّ بدا وكأنّه يفكّر في شيء، وابتسم لي بمرارة:
“أنتِ سيّدة طيبة القلب.”
لم أقصد أن أصبح في موقع الجدّة التي تقدّم الشاي لحفيدها، لكنّني ابتسمتُ بإحراج فقط.
“بالمناسبة، ما اسمكِ؟”
تردّدتُ للحظة عند سؤاله المفاجئ، ثمّ فتحتُ فمي على مضض.
لا داعي لإخفاء هويّتي على أيّ حال.
“كلير. كلير فون ديفونشاير.”
“ديفونشاير…؟ هل أنتِ… خطيبة الدوق الشاب لورنتينو السابقة…؟”
ابتسمتُ بإحراج عند سؤاله المرتبك:
“آه، نعم… حسنًا، هاها…”
“أنتِ تختلفين كثيرًا عمّا قاله الدوق الشاب…”
ما الذي كان يقوله عنّي بحقّ خالق السماء…
في تلك اللحظة، سُمع صوت مألوف:
“ميخائيل.”
التفتُّ أنا والأمير معًا، فرأينا ماتيو يقف عند باب الشرفة، متكئًا عليه وذراعاه متشابكتان.
كان قد نادى ميخائيل، لكن عينيه كانتا تحدّقان بي مباشرة.
ما الخطب؟ تلك النظرة كأنّه يراقب خطيبة خائنة؟
لاحظ ميخائيل أنّ نظرة ماتيو موجّهة إليّ، فتحدّث بوجه مرتبك:
“آه، ماتيو. كنتُ على وشك الدخول للتوّ.”
ثمّ نظر إليّ الأمير بابتسامة آسفة وقال:
“شكرًا على الشاي، يا آنسة كلير.”
“على الرحب.”
بينما كنتُ أبتسم وأنحني بأدب، نظر إليّ ماتيو بامتعاض وقال:
“ألم تكوني تتغزّلين مع الماركيز الشاب لبوكلرود منذ قليل؟”
تحوّلت أنظار ميخائيل وأنا إليه في وقت واحد.
واصل ماتيو بنظرة غير راضية:
“هل تنوين الآن الطمع في منصب زوجة الأمير الإمبراطوري أيضًا؟”
لم أتحمّل، فعبستُ واعترضتُ:
“ما الذي تقصده بهذا الكلام…”
“ماتيو، لا تسيء الفهم. الآنسة كلير فقط قدّمت لي كوب شاي.”
عند دفاع ميخائيل عنّي، تجعّد جبين ماتيو وقال:
“لماذا؟”
“ماذا يعني لماذا…”
نظر ماتيو إلى ميخائيل المذهول، ثمّ حدّق بي وقال:
“هل هناك سبب لشرب الشاي معًا هنا في الشرفة بمفردكما؟”
كأنّه يستجوب زوجة خائنة.
بينما كنتُ متجمّدة من الذهول، أطلق ماتيو ضحكة ساخرة وقال:
“يبدو أنّ تغيير مظهركِ جذب الرجال، فظننتِ نفسكِ شيئًا مهمًا؟ لم يكفِكِ الماركيز الشاب، فها أنتِ تتغزّلين بالأمير الإمبراطوري أيضًا.”
كنتُ مذهولة لدرجة أنّني لم أغضب، لكن الأمير تحدّث نيابة عنّي:
“ايها الدوق الشاب! أليس كلامكَ قاسيًا جدًا؟”
“لا تتدخّل، يا سموّكَ.”
“لا، لا يمكنني السكوت. ما هذه الوقاحة تجاه سيّدة! إذا فكّرنا بمنطق، أنتَ من فسخ الخطوبة مع الآنسة كلير، فأنتما غرباء الآن، أليس كذلك؟ لا أفهم سبب استجوابكَ هذا!”
لماذا أنا صامتة وهما يتشاجران؟
لم أتوقّع هذا الموقف، فلم أشعر حتى بالغضب.
تنهّدتُ، وانحنيتُ للأمير وقالت:
“المزيد من البقاء لن يجلب شيئًا جيّدًا، لذا سأدخل الآن.”
استقمتُ واستدرتُ بثقة لأغادر، فناداني ماتيو بسرعة:
“كلير! لم أنتهِ من كلامي بعد!”
حين حاول اللحاق بي كأنّه سيوقفني، وقف ميخائيل في طريقه وقال:
“ما الذي يحدث معكَ؟ ألا تعلم أنّ تصرّفكَ هكذا بعد الانفصال مهين؟”
ارتجف كتف ماتيو عند توبيخ ميخائيل الحادّ، وأدرك أخيرًا أنّه تجاوز الحدّ، فمرّر يده على جبهته بنزق.
نظر إليه ميخائيل وتنهّد وقال:
“هل شربتَ كثيرًا؟”
“أنا في كامل وعيي.”
“وأين أليكس؟”
“ربّما يكون قد انهار بالفعل.”
تذكّر ميخائيل أليكس الذي ربّما يكون قد انهار على أريكة بعد شرب كثير مع ماتيو، فتنهّد مجدّدًا وقال:
“هيّا ندخل أوّلاً.”
ربت ميخائيل على كتف ماتيو، ثمّ تحوّلت عيناه إلى شيء يلمع على حافة الشرفة.
اقترب ببطء ورفع زينة شعر كهرمانية تركتها كلير.
كانت تتناسب تمامًا مع فستانها الذي ارتدته منذ قليل.
تردّد ميخائيل للحظة وهو ينوي مناداة ماتيو الذي دخل القاعة، ثمّ أدخل زينة الشعر بهدوء إلى جيبه الداخلي.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 23"
لما مسك زينة الشعر يدي صارت ترجف
شكرا على الفصول 💗 💓 💗
شكرا على الدفعه الجميلة و في إنتظار المزيد من الفصول
فاليريان متى يظهر
شكله ناوي يخلص الرواية نايم بالدوقية
زينة الشعر وراها مشكلة
ماتيو عايش دور المغدور و المجروح بكل جوارحه
كلير و ميخائيل اشم ريحة سوء فهم لطيف