### السيدات المتمردات – الحلقة 20
أخذتُ الرسالة باستغراب، وعندما رأيتُ اسم العائلة المكتوب على الظرف والختم المطبوع عليه، اتّسعت عيناي بدهشة.
قال الكونت: “بما أنّ خطة عملكِ تعتمد على علاقات الأوساط الاجتماعية، فاذهبي إلى حفل عائلة دوق بيلفور كممثّلة لديفونشاير.”
كانت الدعوة التي كان من المفترض أن تُسلَّم لأوفيليا، سيدة القصر، قد وصلت إلى يديّ.
دعوة إلى حفل عائلة دوق بيلفور.
كانت عائلة بيلفور تُعدّ واحدة من الدوقيات الثلاث الكبرى في الإمبراطورية، إلى جانب لورنتينو وفاليريان، وهي عائلة مرموقة للغاية.
وأيضًا…
سيمونا فون بيلفور. عائلة سيمونا، الشريرة في هذه الرواية.
باعتبارها أميرة من بين النبلاء، كانت متعجرفة جدًا، ولم أقابلها من قبل في أيّ حفل عادي. لم تظهر إلّا في الحفلات التي تجمع النخبة العليا من النبلاء.
والآن، سأذهب إلى حفل تظهر فيه تلك السيمونا.
شيء لم يحدث أبدًا لكلير في الرواية الأصلية.
في القصة الأصلية، كانت سيمونا الشريرة التي تكره البطلة وتتمنّى أن تأكلها، لكن ذلك كان موجّهًا للبطلة فقط.
ماذا لو أصبحتُ صديقة لأميرة تُلقّب بملكة الأوساط الاجتماعية؟
ليليان وسابرينا على جانبيّ، وسيمونا الأميرة أمامي؟
أليس هذا شعورًا لا يُضاهيه جيش من الآلاف؟
ابتسمتُ بثقة، ثمّ وجّهتُ شكري إلى الكونت:
“شكرًا، يا أبي.”
ربت الكونت على كتفي، ومسح دموعه المتلألئة بأصابعه مرة أخرى.
“أنا من يشكركِ. لقد كبرتِ بشكل رائع حقًا.”
ابتسمتُ بإحراج، فقد كنتُ أستخدم مهارات وظيفتي السابقة فقط.
يبدو أنّ الكونت يظنّ أنّني درستُ كثيرًا لمساعدة العائلة، لكن لم يكن هناك داعٍ لتصحيح ذلك.
* * *
عندما خرجتُ من المكتبة، تراجعت صوفيا التي كانت ملتصقة بالباب بسرعة.
كان واضحًا لأيّ أحد أنّها كانت تتنصّت، فتجعّد جبيني بشدّة.
“ما الذي تفعلينه؟”
عند سؤالي المنزعج، عبثت صوفيا بحافة تنّورتها بإحراج وتجنّبت نظراتي.
“كنتُ فقط أمرّ من هنا؟”
نظرتُ إليها، أطلقتُ زفرة قصيرة من لساني، ثمّ استدرتُ ببرود.
لكن، لسبب ما، تبعتني صوفيا بعد تردّد قصير.
“أمم، كلير.”
“…”
واصلتُ المشي دون أن ألتفت إلى ندائها، فتردّدت صوفيا ثمّ قالت:
“أختي.”
توقّفتُ عن المشي فجأة.
لم يكن لأنّ كلمة “أختي” التي لم تقلها من قبل أثّرت بي.
بل كنتُ أتساءل فقط عمّا تريد قوله بكلّ هذا التظاهر المفاجئ.
“ما الأمر؟”
عند ردّي، عبثت صوفيا بأطراف أصابعها متردّدة، ثمّ سألت بحذر:
“هل أعطاكِ والدي دعوة عائلة دوق بيلفور…؟”
أوه، فهمتُ.
“وماذا في ذلك؟”
تردّدت صوفيا عند سؤالي القاطع، ثمّ رسمت ابتسامة لا تليق بها وقالت:
“بالطبع ستأخذين أمي وأنا معكِ، أليس كذلك…؟”
لم أستطع كبح ضحكتي التي انفجرت عند سماع ذلك.
“ولماذا أفعل؟”
“ماذا يعني لماذا؟ أمي سيدة هذا القصر!”
“همم، إذًا يمكنني أخذ زوجة أبي فقط وترككِ هنا.”
“ماذا؟؟”
كان منظرها وهي تغضب لكن لا تستطيع الردّ كالمعتاد ممتعًا.
مررتُ بجانبها وتركتُ كلماتي بلا مبالاة:
“إذا كنتِ تريدين الذهاب لهذا الحدّ، تعالي الي غرفتي وترجينني.”
“…”
تركتُ صوفيا متجمّدة من الصدمة خلفي، وواصلتُ طريقي بهدوء.
ابتسامة منعشة تعلو وجهي.
* * *
في المساء المتأخر، نزلت صوفيا من العربة مرتدية عباءة، وتفحّصت المكان حولها.
ثمّ دخلت بحذر إلى مبنى بدا فاخرًا.
كما هو معتاد للداخلين إلى هذا المكان، كانت صوفيا ترتدي قناعًا على وجهها.
فجأة، وقف نادل ضخم الجثة عند المدخل أمامها.
“هل لديكِ دعوة؟”
عند سؤاله، أخرجت صوفيا دعوة من صدرها بسرعة وقدّمتها.
كانت دعوة إلى نادٍ اجتماعي حصلت عليها بالصدفة في حفل عائلة نبيلة رافقت فيه أوفيليا.
كان الداخل فخمًا وأنيقًا كأيّ حفل نبيل، لكن باختلافات طفيفة: الجميع يرتدون أقنعة، والمكان مملوء بدخان – ربّما من السيجار أو شيء آخر.
على عكس الحفلات الرسمية، بدا الناس هنا أكثر تحرّرًا وجرأة بفضل الأقنعة.
رجال ونساء يجلسون مختلطين على الأرائك يضحكون، طاولات مليئة بالمشروبات والسيجار حيث يلعب الرجال الورق، ونساء يتجمّعن خلف الأقنعة والمراوح ينهشن القيل والقال بضحكات عالية.
اقتربت صوفيا من مكان تجمّع النساء المقنّعات وجلست.
“يبدو أنّكِ جديدة هنا؟”
خاطبتها امرأة ترتدي قناعًا أحمر.
توترت صوفيا للحظة، ثمّ أخذت رشفة من البراندي الذي قدّمته المرأة وسعلت.
« البِرَندي أو براندي أو القِنديد أو الباذَق هو مشروب كحولي مستخلص من تقطير العنب .»
“أوه، من أيّ عائلة هذه الفتاة اللطيفة؟”
“أليس الكشف عن الهوية ممنوعًا هنا؟”
عند ردّ صوفيا الحذر، ابتسمت المرأة بمكر وقالت:
“تعرفين جيدًا. هذا ما يجعل المكان ممتعًا. قد يكون بيننا عدوّي أو خطيبي يخونني معكِ. ليس حظرًا، بل قاعدة غير مكتوبة.”
مالت المرأة بكأسها بتكاسل وسألت:
“إذًا، ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟ لا يبدو أنّه المشروبات أو المال… الرجال؟ القيل والقال؟”
كانت امرأة فضولية جدًا، وهذا كان مريحًا لصوفيا بطريقة ما.
ابتلعت صوفيا البراندي القويّ، وضعت الكأس جانبًا، وتنفّست بعمق.
“هل تعرفين عن حفل عائلة دوق بيلفور القادم؟”
نظرت المرأة إلى صوفيا بفضول عند سماع ذلك الردّ غير المتوقّع.
“بيلفور؟ هل تُدعين إلى حفلهم؟ يبدو أنّكِ شخصية كبيرة أكثر ممّا ظننتُ!”
جذب صوت المرأة العالي انتباه النساء الأخريات حولها.
“دعوة إلى حفل بيلفور؟ أليس ذلك محصورًا بالعائلات النبيلة العليا فقط؟”
“سمعتُ أنّهم يضعون رقائق ذهبية على الدعوات، أصحيح؟”
“بل سمعتُ أنّهم يضيفون رقائق ألماس!”
عندما تجمّعت الأنظار عليها، سعلت صوفيا بثقة وواصلت:
“كنتُ سأذهب، لكن ظروفًا منعتني.”
عبست النساء بخيبة أمل وأدرن رؤوسهنّ كأنّهنّ توقّعن ذلك.
عبست صوفيا بدورها، ثمّ فتحت فمها فجأة:
“لكن، هل سمعتُنّ تلك الشائعة؟”
عند ذكر كلمة “شائعة”، عادت أنظار النساء إلى صوفيا مجدّدًا.
هؤلاء النساء اللواتي يطاردن القيل والقال في النوادي الاجتماعية.
بالنسبة لمن لديهنّ أزواج مملّون، خطباء عاجزون، وحياة رتيبة، كانت شائعات الأوساط الاجتماعية أشهى وليمة وحلوى.
خاصة إذا كانت عن المجتمع النبيل العالي.
“يقال إنّ ابنة كونت ديفونشاير تتفاخر بأنّها ستكون ‘زهرة الحفل’ في حفل عائلة دوق بيلفور.”
عند كلام صوفيا، رفعت امرأة تجلس في الزاوية ذقنها بيديها، عيناها تلمعان باهتمام.
زهرة الحفل.
كما يوحي الاسم، كانت تُطلق على السيّدة الأكثر تألقًا وشعبية في الحفل.
عادةً، كانت ابنة العائلة المضيفة تُسمّى بزهرة الحفل.
فامرأة تعلن بجرأة أنّها ستسرق هذا اللقب،
وأمام أميرة بيلفور تحديدًا!
كانت تعابير الجميع بين الذهول والاهتمام الشديد.
“ديفونشاير؟ أليست تلك العائلة التي تعيش من بضعة أعمال تجارية فقط؟ هل حصلوا على دعوة إلى حفل بيلفور؟”
“حسنًا، سمعتُ أنّ كونت ديفونشاير صديق مقرب لدوق لورنتينو، فربما ليس من الصعب حصولهم على دعوة.”
“حتى لو كان كذلك، أن تصبح ‘زهرة الحفل’ أمام أميرة بيلفور؟ يا لها من جرأة!”
“يقال إنّ ابنة الكونت تتجوّل متعجرفة مع ابنة ماركيز سنكلير مؤخرًا.”
“صحيح، سمعتُ ذلك أيضًا. منذ فترة، لعبت في الماء على الشاطئ شبه عارية!”
“يا إلهي، لا شكّ أنّها مجنونة تمامًا.”
ابتسمت صوفيا بارتياح.
في مثل هذه الأماكن، لم تكن صحّة الشائعات مهمّة.
كلّ ما يحتاجونه هو قطعة لحم لينهشوها.
—
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 20"
شكرا على الترجمة الجميلة ذات الجودة العالية و في إنتظار المزيد من الفصول
المهم سابرينا متى تتخلص من فاليريان احس الكاتبة سحبت على قصتهم لإن فاليريان الوحيد من بين الشخصيات الذكورية إلي ما سجل ظهور
الإمبراطورية بيها ثلاث دوقات
لورنتينو وريثها زير نساء
فاليريان دوقها شرير
بيلفور إبنتهم شريرة
اربد عائلة وحدة بيها خير ماكو
صوفيا كلملة كلبة ما تعطيك حقك يا حيوانة