Chapters
Comments
- 3 - الفصل الثالث منذ ساعتين
- 2 - الفصل الثاني منذ 9 ساعات
- 1 - المقدمة منذ 9 ساعات
قراءة ممتعة~~~
الفصل الثالث
بريانا إيفرت.
الشيء الوحيد الذي كان لوسيوس يعرفه يقينًا عن مظهرها هو أن شعرها بني. وذلك لا يكاد يعني شيئًا. ومع ذلك، لم يكن ثمة شكٌّ في أنه الشخص الذي يعرف بريانا إيفرت أكثر من أي أحد آخر في باستون. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، لم يمر يومٌ واحد دون أن يحدّثه فلوريان عنها.
فلوريان، في طفولته، كان ضعيف البنية، وقضى بعض الوقت في نقاهة في قصر عمّته الكبرى، الأرملة الكونتيسة لينايريس. كان القصر في هارزن، مسقط رأس بريانا. ومنذ أن كان في الحادية عشرة وحتى الخامسة عشرة، نشأ الاثنان معًا كالأشقاء.
كان والد بريانا مرتزقًا يعمل في قلعة هارزن. وبعد أن فقد زوجته في وقتٍ مبكر، اضطر لترك ابنته الصغيرة في القلعة كلما خرج في رحلات صيد الوحوش. ولحسن حظه، تولّت زوجة اللورد، الكونتيسة الأرملة لينايريس، رعايتها. فقد كانت وحيدة في شيخوختها، فأغدقت على بريانا حنانها. وبعد أن لقي والدها حتفه في إحدى تلك الرحلات، تبنّت الكونتيسة الأرملة الطفلة وكأنها ابنتها.
ومن خلال تلك الصلة، ورغم اختلاف طبقاتهما الاجتماعية، أصبح فلوريان وبريانا صديقين منذ الطفولة. وكان فلوريان يعتز بذكرياته في هارزن حتى أنه، بعد التحاقه بالأكاديمية، ظل يقضي إجازاته هناك.
ومضت أربع سنوات على هذا الحال.
ومع دخولهما سن المراهقة، تحوّلت مشاعر فلوريان نحو صديقته إلى ما هو أعمق. ولوسيوس، الذي شهد هذا التحوّل، عرف الكثير عن بريانا—شخصيتها، ماضيها، ما تحب وما تكره.
لكن، رغم كل ذلك، لم يرَ وجهها قط. فما الذي عليه فعله الآن؟
تنهد لوسيوس بهدوء وهو يتأمل المشهد من نافذة العربة. فعند وصوله إلى محطة القطار، كان عليه أن يجد بريانا إيفرت، فتاة لم يرها من قبل.
حاول أن يفكر بإيجابية. فلا بد أن عدد الفتيات ذوات الشعر البني المنتظرات وحدهن في المحطة سيكون قليلاً.
لكن ما إن وصل إلى الساحة حتى تبددت آماله. فقد كان هناك أكثر من اثنتي عشرة امرأة بشعر بني واقفات بمفردهن، ينتظرن. ولم يكن ذلك غريبًا، إذ إن البني هو اللون الأكثر شيوعًا في المملكة، ولعله يزيّن نصف سكانها.
“صاحب السمو؟ هل هناك ما يقلقك؟” سأل السائق بوجل، وقد لاحظ أن لوسيوس لم يبرح مقعده رغم وصولهم.
تنهد لوسيوس باستسلام، ثم ترجّل من العربة قائلاً:
“انتظر هنا. سأعود قريبًا.”
قرر مواجهة الأمر مباشرة. قد يستغرق الأمر وقتًا، لكن إن سأل كل واحدة عن اسمها، سيجدها في النهاية.
اقترب من أقرب امرأة ذات شعر بني كانت تنتظر بجانب النافورة.
رفعت المرأة بصرها إليه بدهشة، وعيناها تتسعان لرؤية رجل وسيم طويل القامة يتقدم نحوها.
تفحّص لوسيوس ملامحها سريعًا. كان شعرها مضفورًا وطويلًا، وثيابها وقبعتها بعيدة كل البعد عن آخر صيحات الموضة، وتحمل حقيبة كبيرة—مما يوحي بأنها من الريف. وهذا ما زاد احتمال كونها بريانا إيفرت.
لكن، من داخله شعر أنها ليست هي. فقد كان في عينيها خمود يخالف وصف فلوريان الذي قال إن عيني بريانا دائمًا تتلألأان.
ومع ذلك، وجب عليه أن يتأكد. فاستأذن بأدب:
“عذرًا، هل لي أن أزعجك للحظة؟”
ارتبكت المرأة، وحدّقت حولها قبل أن تنظر إليه ثانية. “أ-أنا؟”
ابتسم لها ابتسامة مهذبة، غير أن فمها انفتح في ذهول.
“لماذا… تتحدث إليّ؟” تمتمت.
قال بهدوء: “أنا لوسيوس كارلايل، الابن الثاني لدوق كارلايل. أعتذر على الإزعاج المفاجئ، لكنني أرجو أن تمنحيني دقيقة من وقتك.”
وضعت المرأة يديها على فمها تكتم شهقة. ولم تكن وحدها؛ إذ سرعان ما تعالت همسات الحاضرين من حولهم.
“هل سمعتم؟ إنه من عائلة كارلايل!”
“لماذا يتحدث رجل نبيل معها؟”
“ألا تفهم؟ لا بد أنه أحبها من النظرة الأولى!”
أصبحت العيون كلها موجهة إليهما. وأدرك لوسيوس أن تصرفه قد يُساء فهمه. فحاول أن يوضح بسرعة:
“أود فقط أن أسألك إن كان اسمك هو—”
لكن صرخات تعالت من الحشد فجأة. استدار ليرى عربةً مسرعة تخترق الساحة، وطفلًا صغيرًا يقف في مسارها.
كان بعيدًا جدًا عن التدخل. لكن قبل أن تصطدم العربة بالطفل، اندفعت امرأة بشعر بني، احتضنته وتدحرجت على الأرض بعيدًا. مرت العربة بجانبهما بأعجوبة، مثيرة سحابةً من الغبار.
بعد لحظات، رفعت المرأة رأسها ببطء، ما زالت تحتضن الطفل. وما إن ارتفعت رموشها حتى التقت عيناهما بعينيها.
كانتا أشبه بخليط ساحر من خضرة الغابة وزرقة البحر، متألقتين حتى وسط الغبار.
“هل أنتي بخير؟” صاح أحدهم.
“ماذا حدث للتو؟” تساءل آخر.
أسرع الناس نحوها، وجوههم ممتلئة بالقلق. فأجابتهم بابتسامة مشرقة مطمئنة، مؤكدة أنها بخير.
وعندها، أدرك لوسيوس. هذه هي بريانا إيفرت.
الشعر البني، والعينان المتلألئتان كما وصفهما فلوريان. لكن كان هناك ما هو أكثر—شجاعتها. فقد قصّ عليه فلوريان مرارًا كيف أن بريانا، وهي طفلة، أنقذته من الغابة المظلمة.
“تاهت بي السبل في الغابة، وحلّ الظلام، وظننت أنني هالك. لكن بري أنقذتني.”
فتاة شجاعة خاطرَت بنفسها لتخلّص صديقها من الخطر. ولذا لم يكن غريبًا أن تخاطر بنفسها الآن لتنقذ طفلاً.
تنهد لوسيوس بارتياح، ممتنًا لأنها بخير. كان على وشك التقدم نحوها حين شعر بشدّة على معطفه.
“أ-أنت كنت تسأل عن اسمي في وقت سابق…” كانت المرأة التي تحدث إليها في البداية تنظر إليه بعيون يملؤها الأمل.
فقط أفراد العائلة المالكة والنبلاء رفيعو المستوى يجرؤون على التحدث إليه بمثل هذه الألفة، ناهيك عن لمسه. ومع ذلك، فعلت هذه الغريبة ذلك دون تردد.
اشتدّت ملامحه، فسحبت يدها على عجل، مرتجفة. “آسفة، لقد ظننتُ فقط—”
“أنتِ لستِ الشخص الذي أبحث عنه،” قاطعها لوسيوس.
“ماذا؟ لكنك سألتني عن اسمي…” اعترضت بصوت ضعيف.
قال ببرود: “أعتذر عن الإزعاج. وداعًا.” ثم استدار مبتعدًا عنها، تاركًا خيبة الأمل على وجهها، ومتجهًا إلى الطرف الآخر من الساحة.
وفجأة لمح رجلًا يفرّ مسرعًا بحقيبة خضراء كانت قد سقطت من المرأة حين أنقذت الطفل.
لم يتردّد لحظة. فبعد أن تأكد من سلامتها، كان عليه الآن أن يستعيد الحقيبة.
انطلق لوسيوس في إثر اللص، الذي اندسّ في زقاق ضيق. لحسن الحظ لم يكن الزقاق متشعبًا، فما لبث أن وجده جاثمًا في أحد أركانه، يقلب محتويات الحقيبة.
يتبع في الفصل القادم^^
تابعوني انستا اذا عندكم اي استفسار @ninanachandesu
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
أسباب زواجنا التعاقدي
تحتوي القصة على موضوعات حساسة أو مشاهد عنيفة قد لا تكون مناسبة للقراء الصغار جدا وبالتالي يتم حظرها لحمايتهم.
هل عمرك أكبر من 15 سنة
التعليقات