قد يبدو تصرفه مبالغاً به، لكنهما لم يسخرا منه لأنهما يعرفان مدى تعلقه به.
“وماذا عنك، مالك؟”
“أنا لا أحتاج شيئاً، لقد صنعت سيفي منذ وقت قريب.”
“على أي حال، أنت لست بحاجة للمشاركة في مسابقة الإختيار.”
تمتم فرانسيس بصوت منخفض.
كما قال، مالك ليس بحاجة للمشاركة في مسابقة الإختيار ليصبح الفارس المُرافق.
بفضل مهاراته وخدمته لإيليا لسنوات منذ طفولتها، حصل على هذا الإمتياز.
“سأفوز به بشرف.”
كان فرانسيس مليئاً بالحماس.
شجعاه إيليا ومالك على بذل قصارى جهده.
بعد إنجاز جميع المهام، تجول الثلاثة على الطريق الرئيسي بجانب النهر كنزهة.
لم يكن لديهم وجهة محددة، فساروا حيث قادتهم أقدامهم.
بدأت الطرق الجميلة والمنازل يختفون تدريجياً.
ولم يلاحظوا أن المكان أصبح أقل ازدحاماً بالناس بسبب انشغالهم بالحديث.
ثم ظهرت مباني متداعية تبدو وكأنها ستنهار في أي لحظة.
كانوا عند مدخل الأحياء الفقيرة.
“سيدتي.”
نادى مالك إيليا بهدوء. كان تحذيراً خفيفاً بألا يتقدموا أكثر.
إن الأحياء الفقيرة ليست آمنة، وعليهم الحذر وأن يبقوا يقظين.
توقفت إيليا عند المدخل ونظرت إلى فرانسيس.
كان يحدق بصمت في الأحياء الفقيرة.
أزقة مظلمة لا يصلها ضوء الشمس، شوارع مليئة بالقمامة، ومنازل متلاصقة كخلية نحل.
هنا المكان الذي وُلد وعاش فيه فرانسيس منذ وقت طويل.
الآن أصبح أنيقاً لا يتناسب مع هذه الأحياء، لكن عندما التقت به إيليا أول مرة كان طفلاً مُتسخاً.
“لولاكِ، لكنتُ لا أزال أعيش هنا، أليس كذلك؟”
تمتم فرانسيس لنفسه وهو يلمس غمد سيفه دون سبب.
ربما تذكر الماضي، لأن عيناه أظلمتا قليلاً، لكنهما سرعان ما استعادتا إشراقهما.
“سيدتي، هيا نغادر.”
تحدث فرانسيس أولاً بعد أن أنهى تذكر ذكرياته.
عندما كانوا سيستديرون للمغادرة، فجأة، ركض طفلان من داخل الأحياء الفقيرة.
صبي وفتاة، يبدو أنهما أخوة، وكانا متحمسين جداً.
“سنشتري الكثير من الخبز!”
عندما سمعت إيليا صيحة الطفل، نظرت نحوهما.
في تلك اللحظة، تعثرت الفتاة الصغيرة وسقطت أثناء ركضها بحماس.
رأت إيليا عملة معدنية تتدحرج من يد الفتاة وانزلقت بسرعة من خلال شبكة الصرف الصحي إلى المجاري.
“أختي! هل أنتِ بخير؟”
ركض الصبي الصغير نحوها بذعر.
تجاهلت الفتاة ركبتها المجروحة، ونظرت إلى يدها الفارغة.
“عملتي!”
لم يريا العملة تسقط في المجاري، فبدأ الطفلان بالبحث عنها على الأرض.
عندما لم يجداها، عبسا بحزن.
شاهد فرانسيس كل شيء وشدد على قبضته.
إنه يعرف واقع الأحياء الفقيرة أكثر من أي أحد.
بالتأكيد، تلك العملة كانت الوحيدة لشراء الطعام.
في تلك اللحظة، اقتربت إيليا من الطفلين.
“هل هذا ما تبحثان عنه؟”
حملت عملة ذهبية لامعة في يدها.
هز الطفلان رأسيهما، فهما لم يريا عملة ذهبية من قبل.
“في الحقيقة، لقد التقطتُ عملتكما للتو. أنا أحتاجها، فهل يمكنني استبدالها بهذه؟”
“لكننا نريد شراء خبز……”
تمتم الصبي بتردد. لم يدرك أن العملة الذهبية تكفي لشراء خبز أكثر.
“إذن، لنستبدل الخبز بهذه العملة.”
نظر الطفلان إلى بعضهما البعض.
بما أن الهدف هو نفسه، أومآ دون تردد
أخذتهما إيليا إلى مخبز قريب.
بما أن المخبز قريب من الأحياء الفقيرة، لم يكن فاخراً كالمخابز في المناطق التجارية.
لكنه يحتوي على تشكيلة جيدة من خبز الجاودار إلى قطع الكعك المغطاة بالشراب.
تفحص الطفلان الخبز الذي على الرفوف بخجل.
ابتلعا لعابهما عند رؤية خبز القمح الأبيض.
بعد تردد طويل، اختارا خبز الشوفان الأرخص.
كان بإمكانهما شراء أربعة منه بسعر خبز قمح أبيض واحد.
“هيا، ضعا كل ما تريدانه على الصينية.”
مدت إيليا صينية نحوهما، بعد أن شاهدتهما يكافحان للإختيار.
ولكي تريهم أن الأمر مقبول، بدأت تملأها بخبز القمح الأبيض بسرعة.
تمتمت الفتاة مندهشة.
“لكن الخبز الأبيض غالي……”
“لا بأس.”
قالت إيليا وهي تلتقط أغلى قطعة كعك في المتجر.
“أختكما لديها الكثير من المال.”
فتح الطفلان فمهما بدهشة في نفس الوقت.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 42"