1
كانت أصوات الأقدام تتردد في أروقة المدرسة الثانوية كإيقاع ثابت، بينما تصطف الطلاب في صخب مستمر بين الصفوف. سامي، الواقفة عند مدخل القاعة، شعرت بثقل اللحظة، كما لو أن كل خطوة تخطوها تكشف لها جزءًا من حياتها التي اختارت الابتعاد عنها.
بعد وفاة والديها، تركت سامي وراءها حياة الثراء، وتشبثت بالاستقلالية التي لم تعتدها، لكنها علمت أن الحرية تأتي بثمن. كانت حقيبتها على كتفها، وأعينها تراقب المشهد من حولها بحذر، تحاول أن تبقى غير مرئية وسط الحشود.
في الصف، جلس تشان، جارها منذ الطفولة، مبتسمًا بطريقة لا يمكن تجاهلها، يرسل نظرات خفية نحوها، لكنه لم يجرؤ على الاقتراب بعد. كان تشان معروفًا بين الطلاب بذكائه وسحره الطبيعي، لكنه يحمل سرًا داخليًا يختلط بالمشاعر التي بدأ يشعر بها تجاه شخص آخر… بيوجون.
بيوجون، الشاب الوسيم والهادئ الذي يثير فضول سامي منذ اليوم الأول، جلس على الطرف الآخر من القاعة. عيناه الداكنتان كانتا تراقبان كل حركة، كأنهما تحاولان قراءة أعماق الآخرين. وكلما التقت عيناه بعين سامي، شعرت بقشعريرة غريبة، مزيج من الخوف والإثارة.
بينما كانت سامي تحاول التكيف مع هذه البيئة الجديدة، كان هناك شيء آخر يربطها بماضيها: تذكار والدتها الوحيد، قلادة بسيطة لكنها غالية الثمن، معلقة حول عنقها. كانت القلادة تذكّرها دومًا بما فقدت، لكنها تمنحها أيضًا القوة لتواجه كل ما يأتي.
اليوم، بدأ الصراع على الفور. تشان، بابتسامته الخجولة، حاول التحدث معها، لكنه سرعان ما توقف عندما اقترب بيوجون فجأة، يحيي سامي بطريقة غير متوقعة. شعرت سامي بالدوار، وكأن العالم كله يتقاطع عندها بين هذين الشابين.
“سامي، هل أنتِ جاهزة للامتحان اليوم؟” سأل بيوجون، صوته هادئ لكنه يختبئ وراءه شيء من التحدي.
“أظن ذلك…” ردت سامي بصوت منخفض، محاولة التحكم في ارتعاش قلبها.
لم تمر دقائق حتى اكتشفت سامي أن الأمور لم تكن بسيطة كما تبدو. تشان، الذي بدا هادئًا طوال الوقت، كان يكن مشاعر مختلطة لبيوجون، مما جعل كل نظرة وكل كلمة تصبح فخًا عاطفيًا محيرًا لسامي.
تتسارع الأحداث مع مرور اليوم، فبين الحصص والممرات، بدأت سامي تشعر بأن كل خطوة تخطوها تكشف أسرارًا عن علاقاتهم المعقدة، وعن نفسها. كانت تعلم أن قلبها أمام اختبار لم تكن مستعدة له، وأن أي قرار خاطئ قد يغير كل شيء.
مع نهاية اليوم الدراسي، جلست سامي على مقعدها المفضل في الحديقة، تنظر إلى القلادة المعلقة حول عنقها، تتذكر كلمات والدتها:
“قوتك في قلبك، سامي… لا تدعي أحدًا يحدد لك مصيرك.”
لكن، مع هذا التذكير، كانت تعلم أن المدرسة لم تكن مجرد مكان للتعلم، بل ساحة معركة للمشاعر والصراعات التي لم تكن مستعدة لها… ولم تكن ميزانيتها، أو حتى خبرتها في الحياة، لتجهزها لها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 1 - تقاطعات المصائر منذ يومين
التعليقات لهذا الفصل " 1"