” والدي، الدوق الأكبر السابق، حصر والدتي في الطابق الخامس الذي تم تجهيزه وإدارته بدقة وتمكن من قمع الشائعات المنتشرة في القلعة. “
المعنى أن والدته مسجونة في الطابق الخامس.
” لكن كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ الآن أنت الدوق الأكبر. ومع ذلك، ما زلتَ تخفي والدتك هكذا؟ “
لم أفهم على الإطلاق.
” أتعلمين. أنّكِ الوحيدة التي تغضب دائماً نيابةً عن والدتي. “
نظر إليّ بابتسامة خفيفة. بدتْ عيناه حزينتين وهما تنظران إلي. شعرتُ وكأنني ألقيتُ نظرة خاطفة على أحد الأسرار التي أراد إخفاءها.
” لكن أليس…… ما هذا بحق الجحيم؟ “
أشار كاين بإصبعه إلى صدري.
قبل دخول غرفة والدته مباشرة، وضعتُ قطعتي الخبز العالقتين في يدي في صدري بعجلة.
نظر إلى قطعتي الخبز العالقتين في صدري، ثم نظر إلى وجهي وصدري بالتناوب بتعبير متفاجئ.
لم أستطع تحمل الحرج وأغمضتُ عينيّ بشدة.
***
” لابد أنكِ كنتِ متفاجئة جداً اليوم، فلتأخذِ قسطاً من الراحة. سأعود غداً. “
” ولكن إذا كنا زوجَين، فـلماذا نستخدم غرف منفصلة؟ “
كان من الغريب أنهما لا يريا بعضهما إلا لفترةٍ وجيزةٍ في الصباح والمساء، رغم أنهما زوجَين. سألتُ بدون تفكير بدافع الفضول.
ومع ذلك، اتّسعت عيناه قليلاً بعد أن سمعني، ويبدو أن فمي قد أخطأ مرة أخرى. تجعّدت زوايا عينيه.
” إذا أردتِ، سأتشارك الغرفة معكِ من الآن فصاعداً. “
اقترب مني. لم أسأل لأحصل على هذه الإجابة.
” ك، كلا! أن، أنا مرتاحةً بالنوم وحدي! “
تلعثمتُ وأنا محرجةً من سلوكه المفاجئ. بغض النظر عن مدى رغبتي في تجربة أشياء كهذه مع رجل وسيم، هناك ترتيب معين بالتأكيد.
‘ لم أمسك يده بشكل صحيح بعد! ‘
” أتعلمين. لقد كنتِ من اقترح استخدام غرف منفصلة أولاً. لذلك قررنا استخدام غرفنا الخاصة ونتشارك الغرفة فقط في يوم خاص. “
” ي، يوم خاص؟ “
ابتسم قليلا وحدق في عيني واحمر وجهه.
” نعم، إنه يومٌ مشترك. يصادف أن غداً هو ذلك اليوم. “
***
” غرفة مشتركة؟ ماذا أفعل، ماذا علي أن أفعل! أنا لستُ مستعدةً بعد……. لا، ليس هذا. يجب أن نتعرف على بعضنا البعض أولاً……. “
تجوّلتُ في أرجاء الغرفة وأنا أتحدث إلى نفسي. مشاركة السرير مع كاين. إن الأمر مفاجئاً جداً.
في النهاية، غفوتُ بينما كنتُ أتخيل العديد من الأشياء طوال الليل. وعندما استيقظتُ في الصباح، نسيتُ مخاوفي الليلة الماضية تماماً.
كان إفطار اليوم عبارة عن خبزٍ بسيطٍ وحساء.
” هل الوجبة اليوم الخبز والحساء؟ “
سألتُ بدافع الفضول، ونظرتْ إليّ هيلينا بابتسامة عملية للغاية.
” لقد اعتدتِ أن تأكلِ مثل هذا، لكن سيدتي كانتْ تبحث مؤخراً عن اللحوم. كما هو متوقع، أعتقد أن تناول اللحوم كثيراً جداً، لذلك أعددتها كالمعتاد. “
لا أعتقد أنهم سيعبثون في الخبز أيضًا. لذلك أكلتُ الخبز فقط دون أن ألمس الحساء.
” هل هناك المزيد من الخبز؟ “
لم يكن ذلك كافياً. كانت الكمية صغيرة بشكل سخيف لملء الوجبة بقطعة الخبز هذه فقط.
” هذا… في الواقع، سرق شخصٌ ما كل الخبز من المطبخ الليلة الماضية. هذا هو الوحيد الذي صُنِع على عجل في المطبخ……. “
جفل كتفي بدهشة على كلماتها. اللص الذي تتحدث عنه لا بد أن يكون أنا.
“هاها… هذا الخبز يكفي. إنه كافٍ! “
أنهيتُ المحادثة بسرعة معتقدةً أنني إذا سألتُ المزيد ستقول حتى أن امرأةً مجنونةً في بيجامةٍ بيضاءٍ كانتْ في المطبخ ليلاً.
هذه المرة مجدداً، أحضرتْ هيلينا الدواء، لكنني لم أشربه. لحسن الحظ، لم تحاول إقناعي.
بعد الوجبة، استمرت فترةً مملةً أخرى. أردتُ معرفة المزيد عن ‘الظروف الليلية للكونتيسة’ الذي قرأته بالأمس، لكنني قررتُ قراءته بإعتدال.
” هل سبق لكِ أن ذهبتِ إلى الطابق الخامس؟ “
على سؤالي المفاجئ، نظرتْ هيلينا إليّ بحيرة.
” الطابق الخامس؟ يمكنني فقط دخول الطابق الرابع حيث تقطُن سيدتي. كما أن الدخول إلى الطابق الثالث حيث يقطُن الدوق مقيدٌ بشكلٍ صارم. “
مجدداً، نظرت عن كثب إلى التغيير في تعبيرها. حاولتُ معرفة ما إذا كانتْ تعرف أو تخفي أي شيء، لكنني لم أجد أيُّ ثغرةٍ في تعبيرها.
‘ تشه، أدائكِ عالٍ. لا توجد ثغرة إطلاقاً! ‘
لقد كانتْ بارعةً في تجنب نظراتي الشديدة.
” إذن، بما أنه لا يُسمح لكِ بالدخول إلى الطابق الخامس فسأذهب إلى الطابق الخامس بمفردي. “
في الواقع، لقد صُدمتُ جداً بالأمس، لكن هناك شيءٌ أردتُ تأكيده من خلال مقابلة والدة كاين مرةً أخرى.
” ماذا؟ ما الذي تتحدثين عنه فجأة. تحتاجين إلى الراحة، سيدتي. “
أخيراً ساد الارتباك على وجه هيلينا بدلاً من الابتسام.
” سأعود قريباً. “
” إذا علم صاحب السمو سأكونُ في مشكلة! أنتِ بحاجةٍ إلى المزيد من الراحة سيدتي! وتحتاجين إلى رؤية الطبيب أيضاً……. “
على نحو غيرِ معهودٍ بالنسبة لها، بدأتْ في تقديم أعذارٍ واهية.
” ألا يأتي الطبيب في المساء؟ بالأمس لم يأتي سوى مرةً واحدةً في المساء. “
ولأنني على حق، حركتْ فمها مراراً ثم فتحته.
” لا يمكنكِ التحرك بعد! “
يبدو الأمر وكأنها تمنعني بشدةٍ من مغادرة الغرفة.
” سأخبر كاين جيداً لذا لا تقلقِ. “
” ولكن……. “
خرجتُ دون الاستماع لكلماتها.
* * *
” سيدتي، يجب أن تعودِ قريباً؟ سوف أنتظركِ هنا. “
نظرتْ إليّ هيلينا باضطراب أمام الدرج المؤدي إلى الطابق الخامس.
عندما صعدتُ إلى الطابق العلوي على طول الدرج الحلزوني، أصبحت رؤيتي مظلمةً تدريجياً. كان الممر، حيث يجب أن يخترق ضوء الشمس في الصباح من النافذة، مظلماً جداً لدرجة أنه من الصعب معرفة الوقت.
” ماذا……. ما هذا الجو. حتى الأشباح الحقيقية ستخرج……. “
نظرتُ حولي وأنا أتحدث مع نفسي للتخلص من الشعور المخيف. تم سحب الستائر بإحكام على جميع النوافذ. من حسن الحظ أن المصابيح وُضِعَت في كلِّ مكان.
كنتُ أسير على طول الممر الطويل، وفجأةً شعرتُ وكأن شبحاً سيخرج، لذا مشيتُ أسرع وأسرع. أخيراً عبرتُ الردهة ووقفتُ أمام الباب من الأمس، لكن عندما حاولتُ أن أطرق الباب شعرتُ بالخوف.
ومع ذلك، لا يمكنني الاستسلام هكذا لأنه من المؤسف أنني أرتديتُ ملابس كهذه للوصول إلى هذا الحد. جمعتُ شجاعتي وطرقتُ الباب أمامي. كما هو متوقع، لا يوجد رد.
” اسمي أليس……. اعذريني للحظة……. “
في الحقيقة، بدتْ والدة كاين، التي رأيتها بالأمس، مجنونةً للوهلة الأولى. لم تبدو وكأنها قادرةً على التواصل بشكل واضح، ولكن يبدو أنها لا تزال مضطرةً إلى أن تكون مهذبةً على الأقل.
عندما فتحتُ الباب، كانت الغرفة مظلمةً أكثر من الردهة. أعتقد أنه سيكون من الصعب حتى على الشخص العادي أن يظل عاقلاً إذا عاش في هذا الظلام.
” أأنتِ هنا؟ “
دخلتُ الغرفة بحذر ونظرتُ حولي. كان السرير البعيد فارغاً.
” أنتِ هنا مجدداً. “
” هييك! “
لقد أذهلني الصوت المفاجئ لدرجة أنني قفزتُ من مكاني.
” م، مرحباً. أنا آسفةٌ لإزعاجكِ ليلة أمس……. “
كان هناك شخصاً جالساً على كرسي أمام النافذة.
” أمس؟ “
أدارتْ رأسها نحوي. لم أستطع قراءة تعبيراتها أو عينيها بسبب الظلام، لكن كان هناك أثرٌ للشك في صوتها.
” بالأمس في نومي…… جئتُ إلى هذه الغرفة بالخطأ. أردتُ الاعتذار……. “
كان هذا عذراً سخيفاً. في الواقع، عدتُ إلى هذه الغرفة لمجرد نزوةٍ اليوم.
كانت هناك أيضاً طريقة لمقابلتها بعد الحصول على إذن من كاين. لكن هذا الصباح، وبفكرةٍ اندفاعيةٍ مفاجئة، أردتُ أن أتحقق من شيءٍ ما.
” احترسِ من ……الأحمر. “
” ماذا؟ أحمر؟ “
جعلني صوتها المفاجئ اقترب قليلاً إليها. كان لا يزال المكان مظلماً لذا لم أتمكن من رؤية وجهها. عندما اقتربتُ لرؤيتها جيداً، هزّتْ كتفيها فجأة وخفضتْ رأسها.
” اوهوهوهو…… هاهاها! “
بدأتْ تضحك بجنون كـالأمس مرة أخرى.
” ……اذهبِ إلى. القبو……. “
عدتُ مجدداً. كما قال كاين أيضاً، لقد فقدتْ عقلها. في النهاية تحركتُ للعودة إلى الغرفة بدون ربحٍ يُذكر.
” القبو؟ هل قصدتْ أن أذهب إلى القبو؟ “
لقد أعدتُ النظر في ما قالته لي قبل مغادرتي الغرفة.
في الواقع، أردتُ أن أسأل والدة كاين عمّا إذا كانتْ قد رأتني من قبل.
الليلة الماضية، كان لديّ شعوراً مألوفاً جداً في هذه الردهة. كان مشهد الغرفة المظلم وضحكها المروع مألوفاً إلى حدٍ ما.
لكن بالنظر إلى حالتها، بدا من الصعب الحصول على الإجابة الصحيحة.
عندما نزلت، كانتْ هيلينا تسير أمام الدرج.
” الآن بعد أن خرجتُ من الغرفة، لِنذهب ونمشي. “
أصبح وجهها باكياً عند كلماتي.
” سيدتي، من فضلكِ ادخلِ. سأُوبّخُ حقاً! “
يبدو أنها قلقةً للغاية حقاً من أنها ستتعرض للتوبيخ بسبب توسّلها وهي جالسةٌ على قدميها. في توسّلاتها، عدتُ في النهاية إلى غرفتي.
بالعودة إلى غرفتي، جلستُ على الأريكة أمام المدفأة ونظّمتُ أفكاري.
‘ القبو……. ولكن مهما كانتْ والدة كاين فاقدةً لعقلها، فلماذا من الضروري حبسها بهذه الطريقة السرية؟ لا يبدو أنهم يغلقون الباب أو يراقبونه، لذا هذا ليس حبساً بعد كل شيء؟ ‘
لا، يبدو مثل الحبس. كلما فكرتُ في الأمر، زادت الحيرة، لذلك ظللتُ أميل رأسي.
________________________________
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 9"