بعد أن ذهب كاين، استلقيتُ على الفراش، اتنقل من فكرة لفكرة.
‘ لماذا بحق تجسدتُ في هذه الرواية؟ فقط لأنها روايتي المفضلة؟ أم لأن كاين شخصية أحبها كثيراً؟ ‘
أو ربما لأنني كسولة جداً لدرجة عدم تمكني من الدراسة. تنهدتُ بعمق، أفكر في كل شيء.
” بما يهم معرفة السبب. بالمناسبة، هل يجب أن أعيش هنا لبقية حياتي؟ “
لكن كيف يمكنني العودة إلى الواقع الذي عشت فيه. بينما أفكر في ذلك سمعتُ صوت طرق.
” أحضرتُ لكِ وجبة. “
بعد فترة فُتِح الباب، ودخلتْ هيلينا ومرأة أخرى ترتدي زي خادمة بالطعام.
كانتْ رائحة الطعام اللذيذة تدغدغ أنفي.
هززتُ رأسي ونظرتُ إلى الطعام الذي يتم وضعه على الطاولة، لكن عدد الأطباق كان قليل جداً. مجرد طبق من الحساء والمخللات.
” قلتِ أنه وقت الطعام. ولكن لماذا هذا هو الوعاء الوحيد؟ “
” قال الطبيب أنه يجب أن تأكلِ حساءً خفيفاً حتى تجددِ طاقتكِ. “
‘ قال الهراء! ‘
كما هو متوقع، يجب أن يكون الجد الطبيب دجال.
” هل تمزحين معي؟ عليّ أن أتناول اللحم لتجديد طاقتي! كيف ستتجدد طاقتي بعد تناول تلك العصيدة! “
” لدى سيدتي معدة حساسة، لذا لم تستطع أكل اللحوم بشكل جيد. “
” هذا ليس من شأني وأعطيني اللحم الآن، اللحم! “
بمجرد أن شممتُ رائحة الطعام، شعرتُ فجأة بالجوع الشديد. زمجرتُ على المرأتين كـوحش بري.
ضيّقتْ هيلينا جبينها كما لو كانتْ في ورطة، وعندما قابلتْ عينيّ، خفضتْ رأسها بسرعة.
” س، سأخبرهم أن يحضِّروا اللحم على الفور. “
غمزتْ هيلينا في وجه المرأة التي أحضرتْ الحساء وخرجتْ مسرعة. بعد فترة، سُمِع صوت الطرق مرة أخرى، وهذه المرة، كانت عربة ذات طبقتين مُحمّلة بالكثير من الطعام.
” نعم، هذا هو! “
صفّقتُ بيديّ بفرح وقفزتُ من السرير. جلستُ أمام الطاولة، والتقطتُ شوكة وسكين وانتظرتُ إعداد الطعام.
عندما رأيتُ الطعام أمامي، شعرتُ أنني سأفقد عقلي. كما لو كنتُ أتضور جوعاً طوال اليوم، طعنتُ بالسكين في شريحة اللحم أمامي دون تردد.
طحن.
كانت عصائر الدم الحمراء تتسرب عبر اللحم، مما جعل فمي يسيل.
‘ مهلاً، لكن هل أحببتُ في الأصل النصف مطهو؟ أُفضِّلُ اللحم المطهو جيداً……. حسناً، أنا أتضور جوعاً الآن، ما أهمية ذلك. ‘
أدخلتُ قطعة من اللحم في فمي. انفجر طعم اللحم الطري في فمي، ممتاز.
إنه رائع حقاً. هذا هو الطعم الطازج لحيوان تم اصطياده حديثاً.
لكن فجأة شعرتُ بقسعريرة في ظهري.
توقفتُ عن مضغ شريحة اللحم واستدرت. كانتْ هيلينا، التي تقف ورائي مباشرة، تنظر إليّ بتعبير غريب إما عن دهشة أو ازدراء.
وأنا أنظر إليها الآن، وعندما نظرتُ إلى المرآة من قبل، لديها نفس النظرات الآن. انزعجتُ فوراً من نظراتها المتطفلة بشكل غريب.
حدّقتُ بها دون أن أنبس ببنت شفة ثم أدرتُ رأسي إلى شريحة اللحم أمامي.
على أي حال، أنا السيدة هنا الآن، لا يهم إذا كنت أفعل ما يحلو لي. بدأتُ في التهام الطعام مرة أخرى.
من الواضح أنه لم يكن حلماً، ولكن في مرحلةٍ ما، تغير المشهد في لحظة، كما لو تم قطع جزئية من الفيلم. يبدو كما لو تم حذف منتصف الوجبة.
*(يعني هي كانت تو بدت تأكل، لكن الان وكانها قد انتهت.)*
فجأة، دون أن أدرك الموقف، رمشتُ بعينيّ بسكون وخفضتُ رأسي ببطء.
” ما، ما هذا! “
كانتْ هناك قطعة لحم في يدي وعصيرها الأحمر يتقطر.
عدتُ إلى وعيي وشعرتُ بالدهشة، وضعتُ قطعة اللحم كما لو كنتُ أرميها ونظرتُ إلى راحة يدي. كانتْ يدي لامعة مع العصير الأحمر والصلصة.
هذا الشعور الغريب، كما لو كنتُ أحلم، وكأنني لستُ أنا. كان شعوراً غريباً حقاً.
بعد البحث عن سبب لبعض الوقت، جاء إحراج متأخر. شعرتُ بالحرج ومسحتُ يدي بإحراج على القماش الأبيض على الطاولة، ثم نظرتُ إلى الوراء.
لحسن الحظ، كانتْ هيلينا بعيدة وتنظر إلى الأرض، لا يبدو أنها شاهدتْ عرض الأكل الوحشي الخاص بي. لا، ربما تكون مراعية لي وتظاهرتْ بعدم رؤيتي.
على الطاولة بعد الوجبة، لم يكن هناك شيء سوى الفوضى من الصلصة الحمراء المتناثرة حول الأطباق المنتشرة بفوضوية وطبق اللحم الوحيد الذي تم إفراغه بشكل نظيف.
جعلتني رؤية هذا المنظر أشعر بالخجل أكثر، لكن الماء قد سُكِب بالفعل. اتكأتُ على الأريكة بتكاسل وانتظرتُ إزالة الأطباق من على الطاولة.
ومع ذلك، حتى بعد فترة طويلة، لم يكن هناك تغيير في الطاولة أمامي. أمسكتُ بطني عمداً ونظرتُ إلى هيلينا واقفة ورائي.
” فيوو، أنا ممتلئة. لقد أكلتُ كثيراً. “
ألمحتُ إلى نفسي وأشرتُ إلى أن الوجبة قد انتهت، ثم تحركتْ هيلينا وبدأت في تنظيف الطاولة.
بعد فترة، بمجرد إزالة الأطباق الفارغة، دفعتْ هيلينا الكوب أمامي قائلة إنه دواء مرة أخرى.
” دواء مرة آخرى؟ ألا يمكن فقط اعتبار أنني تناولته…. أنا ممتلئة. “
” يجب أن تتناوليه. أنتِ بحاجة إلى استعادة طاقتكِ بسرعة. “
شكوتُ لنفسي لأنني لم أرغب في تناول الدواء، لكن هيلينا وضعتْ الكوب أمامي بتعبير حازم. ومع ذلك، لم أستطع الاستمرار في تناول هذا الدواء بعد أن علمت أن له آثار جانبية.
” حسناً، اتركِ الدواء هنا وغادرِ. “
” لكن…… “
” أنت تتجاهلينني الآن! “
حدقتُ في هيلينا وقاطعتها حتى لا تقول أي شيء أكثر من ذلك.
‘ كيف هذا؟ أبدو مخيفة قليلاً أليس كذلك؟ ‘
ربما تعبيري المرعب نجح فقد أغلقتْ هيلينا فمها وخفضتْ رأسها.
” حسناً. إذن فلتحظَي بليلة هانئة. “
بعد التحقق من أنها قد ذهبتْ، قمتُ بسرعة بسكب الدواء من الكوب في نبات محفوظ بوعاء بجوار النافذة. عندما مشيتُ ببطء إلى السرير، كانتْ هذه هي الجنة.
‘ أُمدد ظهري بعد الامتلاء. كما هو متوقع، الاستلقاء تحت اللحاف هو الأفضل! ‘
بينما أتكئ على وسادة ناعمة وسحبتُ اللحاف المريح إلى طرف ذقني، أغلقتُ عيني فجأة. هززتُ رأسي بعنف وفتحتُ عينيّ النعستين لِـأطرد النوم. لا، اعتقدتُ ذلك. لكن سرعان ما سقطتُ في نوم عميق.
* * *
” آه… رأسي يؤلمني. “
” أنتِ مستيقظة. سأحضر ماءً لغسل وجهكِ. “
متى نمت. فتحتُ عينيّ ورأيتُ سقفاً مألوفًاً. أعتقد أنني حلمت، لكن لم أستطع التذكر. عندما استدرت، كانتْ امرأة غريبة في زي خادمة تنحني لي.
” إنها ليستْ هيلينا اليوم. من فضلكِ ساعديني. “
كان من الصعب أن أنهض وحدي لأن جسدي كله يؤلمني.
” ماذا؟ سيدتي، عن ماذا تتحدثين. أنا هيلينا. “
أذهلني ما قالته وهي ترفعني، ونظرتُ إليها مرة أخرى جيداً.
” ماذا تقولين……. هيلينا……. آهاا! هل اسمكِ هيلينا أيضاً؟ “
يبدو أنه نفس الاسم.
لكن تعبيرها بدأ يتغير بشكل غريب أكثر فأكثر. أنا أعرف هذه النظرة. كان الناس هنا ينظرون إلي بهذه الطريقة لعدة أيام.
‘ عدة أيام؟ منذ متى وأنا هنا؟ ‘
أصبح الأمر فجأة مربكاً للغاية. لا أعتقد أنني تناولتُ أي دواء، لكنني فجأة لست متأكدة من ذلك. لا، أنا لا أتذكر.
” لذا…… أنتِ خادمتي الحصرية، هيلينا، ربما؟ “
” نعم، لقد مرت بالفعل ثلاثة أشهر منذ أن خدمتُ سيدتي. “
ابتسمتْ بلطف ونظرتْ في عينيّ.
‘ لا، هذه المرأة ليستْ هيلينا. ‘
هيلينا، التي قيل أنها خادمتي الحصرية، لم تبتسم أبداً هكذا. بالإضافة إلى ذلك، في كل مرة تلتقي فيها أعيننا، كانتْ تتجنب نظراتي.
هذه المرأة بالتأكيد شخص لا أعرفه.
‘ ماذا؟ هل أنا مجنونة؟ أم أن هذه المرأة تسخر مني؟ ‘
في الموقف الغير مفهوم، بدأتْ عيناي تدور فجأة. كان محيراً جداً.
” إذن… أنتِ من قادتني إلى غرفة الطعام بالأمس؟ “
حاولتُ أن أتذكر ذكرى وجودي مع المرأة خالية التعابير، هيلينا. ومع ذلك، لم يكن هناك ذكرى لإجراء محادثة معها أو أي شيء لا يُنسى.
” لقد فوجئتُ بسماع أنكِ سقطتِ على الدرج عندما عدتُ بعد رؤيتكِ تدخلين غرفة الطعام! “
قالتْ والدموع في عينيها. لم أستطع فهم ما كانت تتحدث عنه هذه المرأة على الإطلاق.
أنا، بالتأكيد، أرى هذه المرأة لأول مرة اليوم. لكنني شعرتُ أنه لا ينبغي أن أقول ذلك. قد تعتقد أنني مريضة عقلياً.
” ماذا عن كاين؟ ناديه الآن! “
لم يسعني سوى التفكير في كاين في هذا الوضع الفوضوي.
بعد فترة، دخل كاين غرفتي بتعبير متفاجئ. كان يلهث كما لو جاء بعجلة.
” أليس، ما الخطب. لما أردتِني؟ “
شعرتُ بقليل من الارتياح عندما رأيته. على الأقل لم يحدث أنه غير موجود أو أن رجلاً آخر ظهر كـكاين.
” كا، كاين…. هل كانتْ هناك خادمة أخرى اسمها هيلينا خدمتني؟ “
على سؤالي، حدق كاين في وجهي فقط دون أن يجيب. مع طول صمته، كنتُ أخشى أن أطرح سؤالاً غير ضروري.
بالنظر إلى تعبيره الحزين، علمتُ أن هناك شيءٌ ما خطأ.
_________________
أنا الي بجن مكان أليس! ما فهمت شي🤡
*****
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 5"