” أنا بخير تماماً! تعال ، دعنا نجري محادثة لطيفة. هل حان الوقت للتعرف على بعضنا البعض؟ ”
كان هناك كرسي طويل وطاولة مستديرة أمام النافذة. كان المكان المثالي لضبط المزاج. أمسكتُ بذراعه وقدته إلى النافذة.
” لنأخذ بعض الوقت للتعرف على بعضنا أثناء النظر إلى النجوم في السماء…… “
عندما أدرتُ رأسي من النافذة وأنا أجلس على الكرسي ، بلعتُ نهاية كلامي.
كان الظلام قاتماً خارج النافذة، ولم تظهر سماء الليل، ناهيك عن النجوم. بالإضافة إلى ذلك ، كانت الرياح الباردة الثلجية تهب باستمرار من خلال شقوق النافذة المغلقة.
” ….سيبدو المنظر خارج النافذة من هناك أفضل أكثر من هنا! “
بمجرد أن جلست ، اتخذتُ قراراً سريعاً وقفزتُ من مكاني.
‘ جيد. كان ذلك طبيعياً! ‘
أعدته إلى الأريكة بالقرب من المدفأة.
” إذن ما هو اسم السيد ملاك؟ “
جلستُ أنا وهو وجهاً لوجه مع طاولة كبيرة بيننا.
” أنتِ لا تتذكرين أي شيء حقاً. “
تدلَّتْ زوايا عينيه الملائكية إلى أسفل. حدّقتُ بذهول في وجهه الجميل.
بعد فترة اتّسعتْ عيناه واعتلى وجهه تعبير مرتبك للغاية.
” من الأفضل أن استدعِ الطبيب. لابد أنكِ مصابة بالشلل! “
أخرج منديله بعجلة واقترب مني. ثم بدأ في مسح فمي بمنديل. بعد تحركاته ، أدركتُ الموقف أخيراً.
” بلع….. “
صحيح. كان لعابي يسيل من طرفيّ فمي دون أن أدرك.
‘ آه….. لقد فشلت…… ‘
عبستُ ومسحتُ فمي بالمنديل.
الجد الطبيب ، الذي تم استدعاؤه في منتصف الليل ، نظر إلي بتعبير جاد.
” اقبضِ يدكِ ثم افتحيها. “
قبضتُ يدي كما طلب مني الجد أن أفعل وفتحتهما، أدرتُ عينيّ بصبر.
“أنا آسف. من الغد سأغير مكونات الدواء قليلاً. الشلل مؤقت لذا ستتحسن بمرور الوقت. “
في مثل هذه الأوقات ، كنتُ محظوظة لأن طبيبي دجال. توصّل إلى نتيجة خاطئة أخرى وغادر الغرفة.
” زوجتي، خذِ قسطاً من الراحة اليوم. لدي المزيد من الحديث مع الطبيب ، لذا سأذهب لليوم. “
قبّلني برفق على جبيني وأدار ظهره دون تردد وخرج.
‘قبلتي الأولى’ التي مررتُ بها في لمح البصر.
” آه … لم أسمع اسمك بعد….. “
هكذا اختفى السيد ملاك في حلمي الذي سرق قبلتي الأولى.
لكنني لم أستطع السماح له بالذهاب هكذا. ركضتُ إلى الباب لأمسك به.
فجأة ، شعرتُ وكأنني مررتُ بموقف مشابه مثل هذا يوماً ما. وشعرتُ أنني لا يجب أن أفتح هذا الباب الآن.
رفعتُ يدي دون إدراك عن مقبض الباب ، لكن فجأة تشوشتْ عيناي كما لو كنتُ في حالة سكر.
* * *
عندما فتحتُ عينيّ مرة أخرى ، كنت لا أزال مستلقيةً على السرير في نفس الغرفة.
‘ ماذا؟ أليس حلماً؟ إييه، مستحيل. لا يمكن أن يكون! ‘
ومع ذلك ، فقد كان طويلاً وواضحاً جداً بحيث لا يمكن أن يكون حلماً، بدا وكأنه حقيقة.
أملتُ رأسي على الشعور الغريب الذي ظللتُ أشعر به. ولكن بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر ، إذا لم يكن هذا حلماً فلا توجد طريقة أخرى لتفسيره.
” آهاا ، حلمتُ داخل حلمي! “
توصلتُ إلى مثل هذا الاستنتاج البسيط. وبينما كنتُ أغمغم وأبتسم ، سمعتُ صوت حفيف في أذني.
” أنتِ مستيقظة، سيدتي. “
ذُهلتُ من الصوت المفاجئ وأدرتُ رأسي.
” يا إلهي، لقد فاجئتينني! “
قفزتُ من السرير وجلست ، ووضعتْ شابة ترتدي زي خادمة يديها معًا وأحنتْ رأسها نحوي.
‘ رائع! أشعر وكأنه يتم خدمتي. ‘
أُعجبتُ في داخلي وأومأتُ رأسي بتعبير متعحرف، نظرتْ المرأة إليّ وأحنتْ رأسها أكثر.
” السيد ملاك، كلا. هو، زوجي….. أين ذهب؟ “
ترددتُ للحظة لأنني لم أجد لقباً مناسباً للسيد ملاك، ثم تذكرتُ أنه ناداني كـزوجته.
” صاحب السمو في الطريق الآن. إذا كنتِ بحاجة إلى أي شيء، اسمحِ لي أن أعرف. “
أجابتْ بنبرة شديدة وهي تخفض رأسها.
‘ سموه؟ ليس ملاكاً بل أمير؟ ‘
أملتُ رأسي ونظرتُ حولي ببطء.
ربما عكس اللاوعي ذوقي المعتاد، كانت الغرفة الفسيحة ذات جو عتيق. كانت غرفة رائعة وواسعة للغاية، كخاصة العائلات المالكة في العصور الوسطى. عندما نظرتُ إلى السقف، رأيتُ ثريا رائعة تضيء الغرفة.
ظللتُ أنظر حولي ونهضتُ ببطء من السرير. لحسن الحظ، لم أشعر بالدوار أو الصداع.
فجأة، تساءلتُ كيف سأبدو في حلمي. عندها رأيت مرآة كبيرة أمام منضدة الزينة.
توجهتُ إلى منضدة الزينة وكأنني منجذبة بمغناطيس. وفتحتُ فمي على مصراعيه عندما رأيتُ انعكاسي في المرآة.
” وااو….. جميلة….. “
رأيتُ في المرآة شابة ذات شعر أحمر مموج. فُتِحَ فمها وعيناها على مصراعيهما.
أدرتُ وجهي في المرآة، ولمستُ خدي وقرصته.
” آاه! “
أستطيع تصديق أن الألم الحاد بدا حقيقياً جداً.
ضغطتُ على وجهي بالقرب من المرآة لِـأتمعّن في وجهي في الحلم مرة أخرى. أمعنتُ النظر، رؤية نمش شاحب على الوجه الأبيض النقي بدا لطيف للغاية.
لفترة طويلة، استدرتُ حول وجهي المنعكس في المرآة ولاحظتُ عينان فيروزيتان غريبتان.
*(مزيج بين الأخضر والأزرق.)*
” يبدو كما لو وُضِع بحر عميق في عينيها! “
قلتُ ذلك، لكن لا يمكنه إلا أن يكون تعبيراً شاعرياً مناسباً جداً. شعرتُ بالفخر بتعبيري الغني لذا ضحكتُ بلا سبب.
كنتُ أضحك في المرآة هكذا، وفجأة شعرتُ بقشعريرة في ظهري.
‘ بالتفكير في الأمر، لستُ الوحيدة في هذه الغرفة! ‘
عندها فقط تذكرتُ وجود امرأة في زي خادمة في هذه الغرفة، بحثتُ عنها في المرآة وأدرتُ عينيّ.
ثم تواصلتُ بعينيّ معها التي كانت تقف بعيداً تنظر إليّ. التقتْ أعينها بعينيّ وأحنتْ رأسها بسرعة.
شعور غريب. كان تعبير المرأة غريباً بعض الشيء.
‘ هل بدا سلوكي مضحكاً جداً؟ لا، إنه ليس هذا التعبير….. إنه مثل….. ‘
تعبير غريب كما لو أنها رأتْ ما لا يُفترض أن تراه.
‘ ما هذا؟ ‘
أملتُ رأسي في شعور غريب لم أستطع تفسيره.
رفعتُ عينيّ عن المرآة ونظرتُ حولي ببطء مرة أخرى. برز ورق الحائط الأحمر الذي يملأ جانباً واحداً من الغرفة.
بالرغم من أنها المرة الأولى التي أراه فيها، لم أشعر بالغرابة. رمشتُ عدة مرات، وقبل أن أعرف، كنتُ أُمرر يدي عبر ورق الحائط الأحمر.
شعرتُ بنظرة المرأة، التي تقف خلفي، من الخلف.
حاولتُ التخلص من الشعور المزعج ونظرتُ حولي بحثاً عن الباب. شعرتُ أنني يجب أن أخرج من هنا على الفور.
رأيت من بعيد باب أسود كبير طويل. بمجرد أن وجدته، تقدمتُ نحو الباب دون تردد للخروج. كانت الغرفة كبيرة لدرجة أنني شعرتُ أن الوصول إلى الباب استغرق وقتاً طويلاً.
” سيدتي، إلى أين فجأة….. انتظري، الجو بارد في الخارج الآن. إذا خرجتِ الآن فستصابين بالبرد بالتأكيد! “
هرعتْ المرأة ذات زي الخادمة، التي كانتْ واقفة بلا حراك طوال الوقت، لمنعي.
” سأخرج فقط للحظة. أشعر بالفضول بشأن الخارج. “
” سيدتي، أنتِ بحاجة إلى الراحة الآن! “
سلوك المرأة، التي بدتْ أنها تمنعني بشدة من الخروج، جعلني أرغب في الخروج أكثر.
” لا بأس، ابتعدِ. سأذهب للخارج فقط؟ “
عندما عبستُ ولوحتُ بيدي، تعثرتْ المرأة التي بدت مترددة لبعض الوقت وعادت أمامي.
صريـر-
فتحتُ الباب الكبير على الفور. صدر صرير من الباب الأسود الثقيل وفُتِح ببطء.
بمجرد أن فتحت الباب ضرب الهواء البارد رئتاي. شعرتُ أنني سأسعل لذا أخذتُ نفساً عميقاً.
” سعال، سعال. “
هذا له نتائج عكسية. جعلتني الرياح الباردة أسعل أكثر، لذا لهثتُ وتوقفتُ عن التنفس.
” هاا….. “
أخذتُ أتنفس لفترة ثم جاء في عينيّ ممر مظلم. مقارنةً مع الغرفة، كان الخارح مظلم تماماً.
في الممر الطويل والواسع الذي لم تُرَى نهايته، كانتْ النوافذ الكبيرة تصطف بانتظام، والشموع المعلقة بينها تضيء الممر المظلم. كانت نار الشموع في الشمعدانات تتمايل مع الرياح التي تهب عبر شقوق النافذة، مما خلق جواً كئيباً.
” ااه، الجو بارد! “
بعد أن خطوتُ بضع خطوات للخروج من الجو المظلم والكئيب، هرعتُ إلى الغرفة وأغلقتُ الباب.
‘ ما خطب الجو في الخارج. سأصدق لو ظهر شبح…… ‘
في الواقع، كان مخيفاً قليلاً.
” هاها، الجو بارد جداً بالخارج. “
ارتجفتُ وابتسمتُ بإحراج في المرأة التي تحدق في وجهي. شعرتُ بالإحراج وبـنظرتها التي لا تزال تلاحقني، وانزلقتُ مرة أخرى إلى السرير.
ساد صمت طويل بيننا منذ ذلك الحين.
___________________
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 2"