في تلك الليلة بعد يوم عملٍ شاق، عدتُ إلى غرفتي المجاورة لغرفة السيدة أليس لكنني لم أستطع النوم.
ومع ذلك لم أكن أستطع الخروج. لأن اليوم كان ليلة اكتمال القمر.
كانت هذه أول قاعدة يجب على موظفي الدوقية الكبرى اتباعها.
「 ممنوع بتاتًا الخروج من غرفكم بعد منتصف ليلة اكتمال القمر 」
أمروا بعدم الخروج إلا بإذن. كانت غير مفهومة حقًا.
على أي حال، كنتُ أتبع هذه القاعدة جيدًا حتى الآن.
لكنني خالفتها للتو.
كنتُ متأكدةً من أن اليوم هو اليوم المشترك لِـ سموهما، لكنني سمعتُ صوت شخص يخرج من غرفة سمو الدوقة الكبرى. ثم بعدها بقليل سمعتُ صوت خروج شخص آخر.
خمنتُ أن السيدة أليس هي الشخص الآخر الذي خرج.
إذا خرجتْ السيدة أليس في منتصف الليل وحدث شيء ما، فـ سأتحمّل أنا المسؤولية. لذا توصلتُ إلى فكرة التحقق من ذلك على الأقل.
لم أستطع طرق باب غرفة سموها في منتصف الليل، لذلك كنتُ سأتأكد فقط من أن السيدة أليس هي من غادرتْ الغرفة للتو.
وكان توقعي صحيحًا تمامًا. تجوّلتْ السيدة أليس قليلًل في الطابق الأول ثم خرجت.
ركضتُ إلى السيدة أليس لأعيدها إلى الغرفة. لكنها كانتْ تسير بسرعة كبيرة فاختفت عن نظري قبل أن أشعر.
ثم في منتصف بحثي عن السيدة أليس وأنا أنظر حولي.
” اوه لا، ياللأسف. لقد خالفتِ القواعد. “
وقفتُ هناك متجمّدة مكاني. صاحب الصوت المنخفض الذي سمعته من الخلف كان صاحب السمو الدوق الأكبر.
” همم……. أنتِ في ورطة كبيرة. مع ذلك سأسمع عذركِ. “
استدرتُ وجسدي كله يرتحف.
* * *
في اليوم التالي، بعد أن استيقظتُ بقليل جاء الطبيب.
” ألم تتناولِ دوائكِ جيدًا مؤخرًا؟ لا بد وأن لديكِ صداع شديد……. “
تحدث الجد الطبيب وهو يمسح لحيته.
” شربته مرةً بالأمس. لكن هذا الدواء، أشعر بالنعاس الشديد بعد شربه……. “
تحولتُ هذه المرة إلى المحققة الشهيرة هانا وراقبتُ بعناية تعبير وجه جدي، الذي كان طبيبي المعالج.
” هذا لأن تركيبة الدواء تحتوي على العشبة الطبية ليبيرا، التي تساعد على النوم. والدواء الذي تسبب في الشلل منذ فترة مثله أيضًا. على الرغم من وجود آثار جانبية إلا أن فعاليته جيدة.”
ومن المثير للدهشة أن ملاحظة الطبيب حول الآثار الجانبية للدواء جعلتني أتساءل مرة أخرى.
احترتُ مجددًا من كلام الطبيب الذي تحدث فجأةً عن الآثار الجانبية للدواء.
‘ ألم يكن يخفي الآثار الجانبية؟ ألم أفقد ذاكرتي بسبب ذلك الدواء؟ ‘
ولأنني لم أستطع طرح هذا السؤال بشكل صريح فإن الشكوك في رأسي نمت بشكل أكبر.
على أي حال، لن أتناول الدواء بعد. لكنني قررتُ ألا أمتنع عن الأكل بعد الآن. سأكتفي بعدم أكل اللحم.
” ماذا؟ أين هيلينا؟ أعتقد أنني لم أرها اليوم؟ “
بدتْ وكأنها تأتي إلى الغرفة دائمًا قبل أن أستيقظ، لكنني لم أرها اليوم.
” إنها اليوم في عطلة. لذا اليوم سأقوم بخدمة سموكِ. “
سألتُ الخادمة التي أحضرتْ الفطور فأجابتْ ورأسها منخفض.
كانت الخادمة التي تحرس غرفتي اليوم نيابةً عن هيلينا هادئةً مثل هيلينا الأولى. بدلًا من محاولة الدردشة معها قررتُ أن أنغمس في القراءة.
لفت انتباهي الرسوم التوضيحية الموجودة في كتاب ‘الدوق الأكبر العاري’ الذي أقرأه هذه الأيام.
عندما بدأ الظلام يسدل ستاره، اقتحمت مجموعة من الخادمات غرفتي فجأة.
” ما، ما الأمر؟ ماذا يحدث؟ “
حملن ماءً دافئًا إلى الحمام وبدأن باستبدال أغطية السرير. حتى وسط كل هذا الاضطراب لم أنسى حماية الكتاب الذي أخفيته تحت وسادتي.
” هؤلاء هنّ الخادمات اللاتي سـ يساعدنْكِ في الاستعداد ليومكِ الخاص مع سمو الدوق الأكبر اليوم. “
بعد سماع ما قالته الخادمة التي تقف بجانبي تذكرتُ أخيراً شيئًا كنتُ قد نسيته.
‘ صحيح، لقد طلبتُ تأجيل الأمر ليوم آخر. نسيتُ الأمر مجددًا. ماذا أفعل الآن! ‘
أصبح ذهني فارغًا تدريجيًا، وقادتني الخادمات بـ تلقائية إلى حوض الاستحمام. سلّمتُ نفسي لهن دون وعي، ونقعن جسدي في ماء برائحة زهرية خفيفة وقمن بـ تدليكي ثم ألبسوني ملابس غريبة.
” ماذا، ما هذا؟ ”
كنتُ أرتدي شيئًا مخمليًا أحمر يشبه القميص فوق ملابسي الداخلية التي بالكاد تغطي جلدي. لم تكن ملابس مناسبة لارتدائها في منتصف الشتاء.
” أعددتُ شيئًا أفضل من يومكما المشترك السابق. “
احمرّ وجهي عند سماع كلمات الخادمة التي تلبسني.
‘ إذا كان هذا أفضل فما الذي ارتديته في المزة الأخيرة! ‘
بصفتي كانغ هانا، فتاة تقليدية من كوريا، لم أستطع تحمّل مثل هذه الملابس المبتذلة.
‘ وفوق ذلك سأنام مع رجل بالكاد أمسكتُ بـ يده بينما أنا نائمة! ‘
سادت ضجةً في رأسي لكن الخادمات، اللاتي بم يعرفن ما يدور برأسي، غادرن الغرفة مبكرًا على غير العادة وتركنني بمفردي.
* * *
فورما غادرت الخادمات ركضتُ مباشرةً إلى الخزانة.
” لو رأى كاين هذا فـ سيُغمَى عليّ حقًا هذه المرة! “
لكنني لم أجد البيجامة التي ارتديتها بالأمس في الخزانة.
” سـ أُجن. لماذا لا توجد سوى فساتين فاخرة! “
ظللتُ أُفتّش في ملابسي طويلًا بنظرة دامعة ثم رأيتُ قطعة ملابس ملقاةٌ بمفردها في أسفل الخزانة.
” ماذا، أليست هذه…… زيّ الخادمة؟ لماذا هي في خزانتي؟ “
تمعّنتُ في الملابس التي وجدتها في زاوية خزانتي. كان هذا الزي الأسود بالتأكيد الزي الرسمي للخادمات في هذه القلعة.
‘ إذا أزلتُ المئزر والشريط الذي عليها ألن تبدو مثل الملابس اليومية؟ ‘
سيأتي كاين إلى غرفتي قريبًا بعد أن يرى الخادمات قد غادرن. بعد تردد قصير، خلعتُ القميص الكاشف وبدأتُ بسرعة في التبديل إلى زيّ الخادمة.
كنتُ أغيّر ملابسي وأخلع المئزر المرفق بالفستان عندما سمعتُ صوت الباب يُفتح.
ركضتُ إلى السرير فورًا واختبأتُ تحت البطانية.
” أليس؟ “
كان صوت كاين.
ثم بعد برهة شعرتُ بالفراش ينخفض ثم شدّ البطانية التي كنتُ أغطّي نفسي بها.
” ااااهه! “
صرختُ وتدحرجتُ مع البطانية إلى حافة السرير.
” ما الخطب؟ “
ناداني مجددًا وهو يحاول سحب البطانية الملفوفة. لكن البطانية التي لففتها بقوة حولي لم تتزحزح.
” فهمتُ الآن، لأن الجو باردًا جدًا عليكِ. سأطلب منهم إحضار المزيد من البطانيات. “
سحب الحبل.
تدحرجتُ مجددًا وفتحتُ البطانية قبل أن يأتي أحد. لم أُرِد أن ترى الخادمات كيف تحوّلتُ إلى يرقة. لكن سرعان ما سمعتُ طرقًا على الباب واضطررت إلى الالتفاف وتغطية نفسي بالبطانية مرة أخرى.
” أحضري المزيد من البطانيات السميكة. “
أعطى كاين تعليماته لأحدهم وبعد لحظة اختفت الخطوات تدريجيًا.
” هل تمانعين في إظهار وجهكِ لي الآن؟ “
عندها فقط أخرجتُ وجهي من البطانية. قبل أن أعرف ذلك، دون أن انتبه كان قد جلس بجانبي متكئًا على السرير.
كان شعره رطبًا وكأنه قد اغتسل للتو.
أدار رأسه ونظر إليّ من الأعلى، شعرتُ وكأن قلبي يذوب.
وجهه الخالي من أي تعبير يعطي إحساسًا بالزهد والانضباط. أردتُ فجأة أن أرى ذلك الوجه المقدس ملتويًا.
‘ لو وضعتُ عليه مقودًا…… يا إلهي، ما هذا الذي أفكر به الآن! ‘
رأيتُ رسم البطل في الرواية التي قرأتها خلال النهار ‘الدوق الأكبر العاري’ وهو عارٍ ويرتدي مقودًا يتداخل مع مظهر كاين.
حدّق فيّ باهتمام ثم ابتسم وعيناه انطوتا كشكل نصف قمر. شاهدتُ تغيّر تعبيره بذهول وبلعتُ ريقي الجاف.
طرق طرق―
بينما كنتُ أتأمل وجه كاين الجميل لفترة، طُرِق الباب ودخلت خادمتان ببطانيتين إضافيتين.
‘ يا إلهي، كنتُ أركز بشدة……. ‘
بعد لحظة، غطّى كاين جسدي ببطانية أخرى. حين ضغطت عليّ البطانيتان نهضتُ من الفراش وأنا أشعر بالاختناق.
” أليس…….. إن ملابسكِ اليوم، مختلفةٌ بعض الشيء……. “
هل تعرّف على زيّ الخادمة؟ سحبتُ البطانية بسرعة فوق جزئي العلوي.
” ما الذي تخجلين من إظهاره هكذا. “
كان صوت كاين ضاحكًا. سحب البطانية بتعبيرٍ ماكر.
” لا! ل، لا يمكنك……. “
أزال جميع البطانيات ونظر إلى ملابسي دون أن ينطق بكلمة.
” إنه ليس من ذوقي ولكنه…… حسنًا، ليس سيئًا جدًا. “
بناءً على تعبير وجهه الذي يُبدِي أنه يكتم ضحكته فـ بالتأكيد هو يمزح معي.
” لم أقصد ارتدائها، هذا لأن الخادمات جعلنني ارتدي بيجامة غريبة……. والبيجامة التي ارتديتها بالأمس تُغسَل…….. “
احتججتُ لـ كاين بصوتٍ يكاد يبكي.
” لا بأس. أنا أفهمكِ. “
لكن يبدو أنه لم يُصغِ إليّ حقًا. غطّى كاين فمه وأدار رأسه إلى الجانب. كانت كتفاه تهتزّان.
وبعد فترة توقف عن الضحك وقام من السرير وأحضر كأسين.
” إنه نبيذ. سـ يُساعدكِ على الاسترخاء. “
‘ لماذا عليّ الاسترخاء؟ وإذا استرخيت ماذا ستفعل! ‘
بدأتُ أشعر بالتوتر الشديد من كلماته، بلعتُ ريقي بقوة وأخذت الكأس.
“……لكنني لا أستطيع الشرب. “
انتابني الشك فجأة من هذا النبيذ. إنه وضعٌ مثالي لوضع الدواء فيه سرًا.
_________________________________
Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.
التعليقات على الفصل " 12"