“سعادتك، رينا بورتون تريد لقائك.”
“… … “
رينا بورتون. لم يكن داميان من النوع الذي يحفظ المعلومات عن جميع خدمه، ولكن لم يكن لديه خيار سوى معرفة معلومات عنها حتى لو لم يكن يريد أن يعرفها.
في أحد أيام الشتاء شديدة البرودة، لفّت امرأة معطفها بإحكام حول طفلتها الصغيرة، وتحول جلدها إلى اللون الأحمر الفاتح من البرد، وذرفت الدموع أمام القصر، متوسلة المساعدة لإنقاذ طفلتها.
على الرغم من أن هناك أشخاصاً بكوا لأنهم كانوا خائفين منه ، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي يسمع فيها امرأة تبكي من أجل إنقاذ طفلها.
في ذلك الوقت، لم يكن لديه أي نية لقبول شخص لا يعرف هويته، وكان في وضع غير مريح للغاية.
لكن لو لم تكن رينا تشبه زوجته للوهلة الأولى، كان سيأمر بطردها.
الآن بعد أن فكر داميان في الأمر، كان يعتقد أنه كان غريباً حقاً. لقد كانت امرأة لا تشبهها على الإطلاق.
و اعتقد أن السبب الحقيقي في ذلك هو أن الفتاة التي كانت تعانقها كانت في نفس عمر ابنته المفقودة.
الدوق، الذي تذكر زوجته وابنته المفقودتين، أعطى رينا وظيفة خادمة ووفر السكن لها و لأبنتها من اجل ان يبقيا معاً.
وبعد مرور عام، وجد الدوق أخيرًا ابنته آستل، واختار شخصاً مناسباً لرعاية الطفلة. وكان من الطبيعي أن تتبادر إلى ذهنه رينا في ذلك الوقت.
“اسمح لها بالدخول.”
جلس دوق وينترنايت على مكتبه ووضع الريشة التي كان يحملها جانباً.
وبعد لحظات فتح الباب بهدوء ودخلت رينا.
شعر وردي رقيق وعيون صفراء زاهية.
انطباع ضبابي للغاية لا يتطابق مع معنى اسم رينا.
*اسم رينا يحتوي عدة معاني منها المرأة النقية و الفرح
“هناك اعداء يحاولون اختطاف الانسة آستل.”
“من الذي يحاولون اختطافه!؟”
دمدم الدوق بصوت منخفض عند ذكر اسم ابنته الثمينة.
أصبحت بشرة رينا شاحبة بسبب وضعيته التهديدية وشبكت يديها معاً.
“يبدو أن الأشخاص الذي يريدون الموت قد ظهروا أخيراً.”
سخر الدوق ووقف، ولم ينتبه حتى لحالة رينا. قامت رينا بتقويم جسدها المرتعش قدر الإمكان وتحدثت إلى الدوق.
“انا يمكنني مساعدتك في القبض على المجرم.”
“… … “
كان هذا شيئًا مضحكاً لتقوله.
من يساعد من؟ ومع ذلك، كان انعكاس رينا في عينيه الزرقاوين.
استمر الصمت للحظة.
“سوف تقومين بمساعدتي؟”
“نعم…”
أومأت رينا برأسها وأخرجت قطعة صغيرة من الورق من جيب مئزرها.
“هذه رسالة تهديد كتبها الشخص الذي حاول تحريضي على اختطاف الانسة الشابة”.
“… … !”
عندما مد الدوق يده نحو رينا، أخفت الرسالة خلفها.
“ماذا تفعلين الآن؟”
“لدي صفقة معك اولاً.”
وفي تلك اللحظة، ومض الغضب في عيون الدوق.
ومع ذلك، يبدو أن رينا ليس لديها أي نية للتراجع عن كلامها.
قمع الدوق غضبه وسأل بصوت منخفض.
“ماذا تريدين؟”
لقد أستطاع تخيل ما سيتم طلبه.
ربما كنوز من الذهب والفضة والأراضي والبيوت .. … كل الأشياء المادية.
تبادر إلى ذهنه جميع مطالب أولائك الذين كانوا يحاولون خداع دوق وينترنايت حتى الآن، قائلين إنهم عثروا على ابنته.
ومع ذلك، لم يستطع الدوق إلا أن يتفاجأ بالكلمات التالية.
“طفلتي … … “
“… … “
“أرجوك قُم بإنقاذ طفلتي.”
بمجرد انتهاء رينا من التحدث، سقطت دمعةٌ واحدة على خدها. وفي النهاية، تسرب الحزن الذي تراكم حتى نهاية حلقها.
واصلت رينا حديثها، متمسكة برسالة التهديد المخبأة خلفها كما لو كانت شريان حياتها.
“من فضلك، من فضلك أنقذها … … سأتحمل أي عقوبةٍ بقلبٍ رحب. أنا آسفةٌ جداً لجرأتي على المتاجرة بحياة الانسة … … “
من وجهة نظر موضوعية، تم اعتبار شيء كهذا عملاً من أعمال الخيانة. علاوةً على ذلك، كانت رينا خادمة تعتني بآستل مثل مربية الأطفال. و هي تحاول الآن المتاجرة بمعلومات عن مجرم يحاول اختطاف الفتاة التي تعتني بها.
‘انا شخصٌ فظيع.’ شعرت رينا وكأنها شخص سيء جداً.
لم يقل الدوق أي شيء ونظر فقط إلى رينا.
إن الملمس الغريب لرسالة التهديد التي كانت في يدها جعلتها تدرك الحقيقة القاسية.
ومع ذلك، تمالكت رينا نفسها عندما فكرت في بونيتا، التي ستُحتجز بمفردها.
” أن الرسالة تحتوي على الكثير من المعلومات.”
“… … “
لم تكن رينا متأكدة مما تقوله، لكن كان عليها أن تحاول. ستكون هناك عواقب لمحاولة اختطاف آستل على أي حال.
“أنا … … لقد قمت ذات مرة بأعمال غريبة في ورشة عمل لتصنيع الأدوات المكتبية.”
خلال الموسم الاجتماعي، يرتفع الطلب على القرطاسية. لذا، في ذلك الوقت تقريبًا، تقوم المتاجر بتعيين عمال مؤقتين للمساعدة، وكانت رينا تعمل كمساعدة وقتها.
واستناداً إلى ذكرياتها عن ذلك اليوم، استمرت رينا في الكذب.
لقد كانت كذبة مبنية على بعض الحقائق، لكنها لم تحلم قط بأن لديها القدرة على التعامل مع أزمة كهذه.
استمع الدوق بإهتمام إلى كلام رينا الملفق.
م/ة بصيحح صدقها 😭😭
“فهل هذا يعني أن ورقة الرسالة في يديكِ من نوعية نادرة؟ “
“نعم أنا متأكدة.”
كان المزيج المستخدم في صنع الأدوات المكتبية لكل متجر مختلفاً بعض الشيء.
وكانت هناك جوانب لا يستطيع المشتري أن يعرفها ما لم يوليها اهتماماً وثيقاً، مثل الملمس الخفيف والرائحة.
يمكن العثور على المتجر الذي يوزع هذا الورق ثم تحديد ورشة العمل. بعد ذلك، سيكون من السهل تنظيم قائمة العائلات التي اشترته.
ارتجفت رينا عندما رأت الدوق لم يجيب لفترة طويلة.
“أليس هذا جيداً؟”
حسناً، من سيصدق ما تقوله رينا؟ ربما ظن أن رينا كانت تنصب فخاً. عضت رينا شفتيها بقوة.
كان الرجل الضخم يحدق في راينا لفترة من الوقت قبل أن يفتح فمه.
” عندما تعقدين صفقة…”
“… … “
“عندما تعقدين صفقة ، يجب ألا تتخلي عما لديكِ أولاً.”
“… … “
“و … … “
عبس الدوق قبل الاستمرار مرة أخرى. بعد أن لعقت شفتيه لفترة من الوقت، تمتم بهدوء.
“أي نوع من الأشخاص أبدو بحق خالق الجحيم؟”
“… … ؟”
لم تفهم رينا ما تعنيه هذه الكلمات، لكنها لم تستطع أن تسأل لأن الدوق قد استدار بالفعل.
وبخطوات واسعة وسريعة، قام بسحب الحبل في زاوية المكتب. كان هناك نوعان من الحبال، أسود وأحمر، والحبل الذي سحبه كان أحمر.
وعرفت على الفور ما يعنيه هذا الحبل. عندما قام دوق وينترنايت بسحب الحبل ظهر قائد الفرسان يرتدي الزي الرسمي الكامل من الباب خلفه مباشرة.
“هل ناديتني يا سيدي؟”
“نعم.”
تجمدت رينا في الوضع المفاجئ ونظرت إلى الاثنين. ألقى القائد الفارس نظرة جانبية على رينا وانحنى مرةً أخرى لدوق وينترنايت.
“تلك الخادمة…لا قيل إن طفلة رينا فوتين قد تم اختطافها كرهينة.”
“… … “
“كان الهدف الأصلي للخاطف هو آستل، لذا فهذه مسؤوليتي. لقد تم إرسال تهديدٍ بالقتل لها، لذا كيف استطاعوا الدخول!”
“سيدي!”
نسيت رينا كل الأخلاق وقاطعت كلام الدوق.
“ما هذا؟”
ومع ذلك أجابها الدوق دون أي انتقاد.
“هذه رسالة الابتزاز الموقع مكتوبٌ عليها.”
سلمت رينا الرسالة إلى الدوق بيديها المرتعشتين.
راقب الدوق تصرفاتها في صمت ثم اقترب من رينا بخطوات واسعة.
“رينا فوتين.”
“نعم … … ؟”
“أعتقد أنني قلت هذا من قبل، عندما تعقدين صفقة ، يجب ألا تتخلي عما لديكِ أولاً.”
رسالة الابتزاز الذي كانت تحملها رينا كانت بالفعل في يد الدوق.
“ماذا لو كان كل هذا كذبة؟ الآن بعد أن حصلت على الرسالة، ماذا لو غيرت رأيي؟”
اتسعت عيون رينا عندما فهمت كلمات الدوق. وهذا يعني أنه بغض النظر عن مدى إلحاح الأمر، فإنها يجب ان تحافظ على بطاقاتها مخفية.
“آه…”
“ايها القائد، استعد للذهاب إلى الموقع المكتوب على هذه الورقة.”
“نعم.”
سلم الدوق الرسالة إلى قائد الفرسان.
“قد يكون هناك جاسوس في الداخل، لذلك خد النخبة فقط.”
“امرك.”
فقط بعد أن انحنى القائد الفارس مرة أخرى وغادر المكتب انهارت رينا على الأرض.
“هاه…”
ما هو هذا الوضع الآن؟
وضعت رينا يدها على قلبها الذي ينبض بقوة.
“ش-شكراً لك….. شكراً ل-..”
لماذا يصعب علي قول تلك الكلمات البسيطة؟
لماذا رؤيتي ضبابية جداً مرة أخرى؟
لماذا قلبي ثقيلٌ جداً وحلقي يؤلمني؟
كانت أجزاء من السجادة في المكتب ملطخة باللون الداكن بسبب الدموع التي انهمرت عليها.
كان شعرها الوردي، الذي كان دائماً أنيقاً في حالةٍ فوضوية.
كان وجهها الذي أظهر دائمًا تعبيراً لطيفاً للأطفال ممتلئاً بالدموع، بالإضافة إلى القلق الذي لم يهدأ بعد وقليل من الارتياح.
والآن أخيراً استطاعت رؤية الامل.
راقب دوق وينترنايت رينا وهي تبكي لبعض الوقت، ثم رفعها وأجلسها على الأريكة في مكتبه.
قال وهو يسلمها منديلاً:”جميع الآباء لديهم نفس القلب تجاه أطفالهم.”
“… … “
“بقدر ما تقدرين و تحبين ابنتي، انا لن اتجاهل ابنتكِ ابداً.”
“نعم….”
“فوتين، أنا متأكد من أنه كان لديكِ الكثير مما يدور في ذهنكِ عندما جئتِ كل هذه المسافة إلى هنا ومعكِ رسالة التهديد تلك.”
جلس دوق وينتر نايت مقابلها، وضاقت عيناه وهو يتذكر لقاءه الأول المكثف مع رينا.
كان المنديل الذي مده لها رطباً بالفعل، ومسحت الدموع من عينيها كما لو كانت منهكة.
ومع ذلك، فمن الغريب أنه لم تخرج صرخةُ منها أبداً.غادر الدوق الغرفة، وترك رينا تبكي بسلام.
لقد كان أمراً غريبًا جدًا إظهار مثل هذا الاهتمام لمجرد خادمة. استنتج الدوق أن السبب هو أن رينا كانت المفضلة لدى آستل، وكانت امرأة مسكينة لم تتمكن من الذهاب لإنقاذ ابنتها من أجل سلامة آستل.
فكر الدوق لبعض الوقت قبل أن يتحدث.
“أنا في ورطة … … “
حادثة الاختطاف هذه جعلت الدوق يدرك ما كان يفتقد له.
عندما لم تكن آستل موجودة، كل ما كان عليه فعله هو حماية حياته، ولكن الآن كان عليه حماية آستل أيضًا. وحماية آستل لم تشمل حماية جسدية فحسب، بل عقلية أيضاً.
كانت ابنته الصغيرة محاطة بأشخاص يعتنون بها.
و بالطبع كان لكل واحد من هؤلاء الأشخاص أيضاً شخص ثمين خاص بهم.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"
كمليها رجاء