فصل 6
“لكن…….”
أدركت آستل أنها أثارت الموضوع الخطأ وأصبحت حزينة.
“أنا آسفة…… لا تكرهاني…….”
أصيبَ كلٌ من الأمِ و الأبنة بالذعر عندما بدأت آستل في ذرف الدموع الغزيرة.
هرعت رينا وبونيتا إلى آستل وبدأتا في تهدئتها.
فقط بعد فترة من الوقت احتضنت الطفلة بونيتا ورينا بقوة، واحدةً تلو الآخرى.
كانت لديها القدرة على وضع أي شخص تحت قدميها إذا أرادت ذلك، ومع ذلك كانت تخشى أن تكون مكروهة.
كانت تخشى أن يتركوا جانبها عندما لا تملك شيئاً.
بعد تهدئة آستل، التي بكت لفترة طويلة، حان وقت رحيل بونيتا.
“بونيتا.”
“ماذا؟”
“وأنا أيضًا…ه-هل يمكنني أن أدعوكِ بوني؟”
“……نعم؟لا بأس!”
أمسكت بوني يد رينا عندما غادروا الغرفة، احمرت بونيتا خجلاً بناءً على طلب آستل.
قفزت آستل من الفرح، ولم تتوقع أن تقول بونيتا نعم، وانطلقت مسرعة بعيداً، لتظهر مرة أخرى وهي تحمل شيئاً ما.
“هذا صحيح، نحن أصدقاء!”
“هذا……؟! ها، لكنكِ ……”
علمت بونيتا أن آستل كانت سيدة من عائلة نبيلة أعلى بكثير منه، لذلك أصبحت شاحبة، وتساءلت عما إذا كان من المناسب أن تكون صديقةً لها.
ولكن عندما حاولت بونيتا إنكار أنهما صديقتان، تحولت عيون آستل إلى عيون الجرو الحزينة مرةً أخرى.
“ارغ… نحن أصدقاء!”
“……!!!”
“نعم، نحن أصدقاء!”
في النهاية، لم تستطع بونيتا إنكار ذلك، و هكذا اصبحت صديقةً للأميرة الوحيدة في الإمبراطورية بأكملها.
لمعت عيون آستل مرة أخرى وعرضت على بونيتا ما كانت في يدها.
“هذه… تسمى أساور الصداقة، وقد اعتاد الأطفال في دار الايتام التي كنت اقيم فيها على ارتدائها.”
“إنه جميل…….”
كان عبارة عن سوار صغير مرصع بأحجار كريمة ملونة ثمينة. ابتسمت آستل بخجل.
“كان في الأصل سوارًا من الخيوط… ولكنني سألت بعض الخادمات الأخريات وأخبرنني أنه سيبدو جيدًا إذا كان به شيء لامع.”
تفاجأت الخادمات بأن آستل اعتقدت أنها مجرد احجار لامعة، فكذبن وقلن إنها مجرد احجار، وصدقتهن آستل على الفور.
يبدو أن بونيتا ايضاً تصدق تفسير آستل. رينا فقط هي التي استطاعت رؤية القيمة الغامضة للسوار.
“هيا بوني، لنذهب.”
“نعم!”
“أيتها الآنسة الصغيرة، شكرًا لكِ على هذه الهدية الثمينة. تأكدي من نومكِ و انتِ متغطيةٌ ببطانيتكِ الليلة.”
“نعم رينا، أراكِ غداً!.”
اعتقدت رينا أنه من الجيد أنها كانت جيدة جدًا في إخفاء تعبيراتها و التحكم بها.
وإلا لكانت قد أصبحت بالغة قبيحة مع ظهور كل المشاعر التي كانت تشعر بها الآن.
كان السوار الذي قدمته آستل لابنتها بلا معرفة أي شيء يساوي اضعاف سعر الفستان الأخضر الفاتح الذي كانت ترتديه بونيتا.
* * *
كان ذلك اليوم مجرد يوم عادي مثل أي يوم آخر.
ساعدت رينا آستل في تناول طعامها وقضت معها بعض الوقت في اللعب.
كان الطقس لطيفاً، وليس بارداً جداً. اعتقدت رينا أنه إذا استمر هذا الجو اللطيف في العطلة، فيمكنها قضاء بعض الوقت الممتع مع بونيتا.
“رينا، سألعب وحدي اليوم، لذا عليكِ أن تذهبي أولًا!”
“ماذا؟”
“أذهبي!”
دفعت آستل رينا المترددة بقوة. ومع ذلك، أصرت على اللعب مع الخادمات الأخريات.
“هل هذا واضح……؟”
حتى بالنسبة لعيني الطفلة، كان من الواضح أن رينا كانت منشغلة و تفكر بالكثير من الاشياء.
وقفت رينا بمفردها في الممر بعدما اعطتها آستل عذراً بلطف لترك العمل والتوجه إلى المكان حيث كانت بونيتا تنتظرها.
كانت الغرفة صغيرة الحجم لشخصين، لكنها كانت أجمل مكان شاركته رينا مع بونيتا على الإطلاق.
انتظرت بونيتا في غرفة الخدم معظم الأيام عندما كانت رينا في العمل. في بعض الأحيان كانت تذهب لرؤية فرسان الدوق، لكنها قالت هذا الصباح إنها لن تذهب اليوم.
عندما فتحت الباب، شعرت بعدم الارتياح بسبب مدى الهدوء والسكون الغريبين.
“…… بوني؟”
نادت راينا على بونيتا عندما فتحت الباب، لكن بونيتا لم تجب.
عندما فتحت جميع الأبواب، لم تكن بونيتا موجودة.
نظرت حولها مذعورة حتى رأت مظروفاً أبيض على السرير.
بمجرد أن رأته رفرف قلبها بقلق، كما لو كانت تعرف محتوى الرسالة بالفعل.
عندما فتحت الظرف، رأيت رسالةً بسيطةً جداً.
[إذا كنتِ تريدين إنقاذ ابنتكِ، اختطفِ آستل وينترنايت].
كان الموعد النهائي الليلة، وكان هناك تهديد بقتل بونيتا إذا أخبرت أي شخص بذلك.
“يا إلهي……”
تجمدت رينا في مكانها عند فكرة اختطاف بونيتا، غطت رينا وجهها الشاحب بكلتا يديها.
“هذا……”
فقط من خلال اختطاف آستل وينترنايت يمكن لبونيتا أن تعيش.
ابتلعت رينا لعابها بقسوة عندما تذكرت أن هناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم إنقاذ آستل في أي وقت، لكنها كانت الوحيدة التي يمكنها إنقاذ ابنتها.
لم يكن المكان الموجود في الرسالة بعيداً، لكنه لم يكن بالخبر السعيد.
أولاً، علي أن أبقي ابنتي على قيد الحياة.
ثم، إذا أبلغت الدوق، ربما ستكون آستل آمنة… ربما يمكنها ذلك.
بينما كانت رينا تفكر في أفكارها المشوشة، أصيبت بألم مبرّح، مصحوبًا بطنين في أذنيها.
لقد كان إحساسًا مألوفاً.
كان نفس الألم الذي شعرت به قبل أربع سنوات، عندما أصبحت رينا.
“ارغغ…….”
ومضت صورٌ و كلماتٌ و مشاهد في عقل رينا.
آستل المتسولة… التقت بدوق وينترنايت… و أصبحت أميرة في عائلة الدوق…….
و……
“ما هذا……؟”
رينا، خادمة آستل اللطيفة.
[“هل لديكِ أي كلماتٍ أخيرة؟”
لمعت عيون الدوق ببريقٍ مهدد.
امامه كانت خادمة ذات شعر وردي ورأسها على الارض تتوسل إليه من أجل حياتها.
“يا سيدي، من فضلك ارحمني. لقد أُختطِفت ابنتي ولم يكن لدي أي خيار آخر.”
“إذا سامحتكِ الآن، فسأسامح في المرة القادمة التي يحدث فيها نفس الشيء.”
بغض النظر عن مدى توسلات الخادمة من أجل حياتها، لم يتغير تعبير الدوق.
طعنها السيف الذي كان يحمله دون رحمة.
لقد كان جانبًا قاسياً للدوق لم تعرفه آستل].
“ما هذا……؟”
كانت رينا، الخادمة التي كان من المقرر إعدامها بتهمة اختطاف آستل.
لقد كان هذا العالم رواية.
كانت حادثة رينا هي الشيء الذي جعل آستل تشعر بالحب من والدها.
يريد جميع الآباء أن يمنحوا أطفالهم المحبوبين أي شيء وكل شيء جيد. على الأقل، كان هذا هو تعريف رينا للوالدين.
لكن الرغبة والقدرة على ذلك شيئان مختلفان.
لم يكن لدى رينا الكثير، وبينما أرادت أن تفعل كل ما في وسعها من اجل ابنتها، كان ذلك بعيداً عن متناولها، ولذلك نشأت بونيتا و هي لا تمتلك الكثير.
اعتقدت رينا أنها كانت اماً سيئة ، لكن بونيتا أحبتها كما هي.
قال أحدهم ذات مرة أن الوالدين يحبون دون قيد أو شرط، ولكن بالنظر إلى بونيتا، اعتقدت رينا أن الحب غير المشروط هو شعور الطفل تجاه الوالدين.
“بوني…….”
كانت رينا بائسةً جداً.
لم يكن هناك سوى شيء واحد يمكنها فعله من أجل بونيتا الآن. وهو اختطاف آستل لإنقاذ ابنتها.
لقد كان هذا واضحاً جداً. كانت هذه هي الطريقة التي عرفت بها آستل عن حب والدها لها لأول مرة.
لقد أرادت رينا فقط إنقاذ بونيتا.
‘بالتأكيد…… في الرواية……’
كيف كان الأمر في الرواية؟ كانت ذكرياتها أشبه بتيارٍ مذهلٍ من حبات الرمل مع عدم وجود وضوح و كانت هناك الكثير من الأفكار المشوشة.
في الرواية، توسلت رينا إلى الدوق ليغفر لها، قائلةً إنها فعلت ذلك من أجل ابنتها، لكنه رد بالقول إذا كنتِ تحبين طفلتكِ ، فيجب أن تعرفي *أن الآخرين يفعلون ذلك ايضاً.
**يحبون اطفالهم
كان الدوق هذا النوع من الرجال في المقام الأول. الأب الذي سيفعل أي شيء من أجل ابنته ولن يسامح أبداً أي شخص حاول إيذاءها.
هكذا ماتت رينا بهذه الطريقة، ولم يفكر أحد في ما حدث لبونيتا.
ومع ذلك، فإن بونيتا، وهي. مجرد ابنة لشخصيةٍ إضافية، لا يمكن أن تحظى بنهاية جيدة.
هكذا كان حب الأشخاص الذي ليس لديهم شيء.
بونيتا ، تلك الطفلة العزيزة ، كانت ثمينة بالنسبةِ لـرينا ، ولكن ليس للإمبراطورية.
أن ابنتها لا تعيش حياةً مثل آستل ، حياة غير عادية جميلة ، محبوبة ، و تحصل على الاهتمام.
إنها ليست كنز هذه الدوقية ، ولا ربيعها ، ولا نجمتها.
لم تكن سوى كنز رينا ، ربيعها ، نجمتها الخاصة.
“…….”
وقفت رينا على قدميها وهي تضغط على ساقيها المهتزتين.
لم يكن هناك وقت لتضيعه. الوقت الذي أُعطي لها للتفكير كان ينزلق مثل حبات الرمل في يدها، وعندما ينفد الوقت، كان الشيء الوحيد الذي كان لديها قد ذهب.
المرة الوحيدة التي لم تتمكن فيها من الحفاظ على هدوئها كانت عندما كانت بحاجة حقًا إلى التفكير. مثل الان.
أمسكت رينا برسالة التهديد بإحكام وهي في طريقها إلى القصر الرئيسي.
ومن حسن الحظ أنها عرفت أجزاءً من الرواية، و اكتشفت من الذي دفع رينا لإختطاف آستل.
هذا يستحق عقد صفقة مع دوق وينترنايت.
بغض النظر عن كونه وحشاً او الدوق ذو الدم البارد او شرير الإمبراطورية او جميع الاسماء التي يسمي بها. فإن هذه المعلومات ستنقذ ابنتها.
كان هذا الشيء الوحيد المهم لرينا.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"