تنبيه‼️: الفصل والي قبله والي بعده مليان الحاد مره ثانيه حطوا في بالكم ان كل هذا روايه ومايمس واقعنا 😘.
“طبعًا! لقد عرفتُه من النظرة الأولى، إنه المعلم الروحي بلا شك.”
قالت السيدة سو باك وهي تضحك بصوت عالٍ وتابعت الحديث.
“قيل لي أن الشخص الذي يستقبل الزوار عند مدخل قرية أراضي الخلاص هو المعلم نفسه.”
عندما توقّفوا قليلًا عن طلاء الجدران، سألتُ الأشخاص الستة الذين دخلوا الجزيرة معنا، وتبين أنهم كانوا يعرفون منذ البداية من هو المعلم الروحي.
بل إنهم تحدثوا معه باستمرار خلال الأيام الثلاثة الماضية، دون أن يُظهروا أي علامة على معرفتهم به.
أكان الأمر كذلك فعلًا…..
إنه التبادل الحذر للمعلومات بين قلة موثوقة، والالتزام التام بعدم البوح، حتى وهم يعرفون جيدًا.
“لكن ملابسه كانت زيّ العامة، أليس كذلك؟”
سألت سيان وهي تميل برأسها متظاهرة بالاستغراب، فأجاب هذه المرة أحد مديري الشركات الصغيرة.
“هكذا هو دائمًا. قال إنه سيظل أحد ‘السنابل الخضراء’ حتى يصل آخر مؤمنٍ الى الجزيرة.”
“آه.”
“دائمًا ما يعيش بين الناس في أدنى المواقع، ويحاول أن يشاركهم في كل شيء.”
ومع ذلك، فقد كان في مقرّه مكيّف وهواء بارد وعلب كولا مثلجة.
وهنا سارعت السيدة سو باك للدفاع عنه في تلك النقطة بالذات.
“نحن، من جهتنا، لا نريد إلا أن يكون المعلم الروحي بصحة جيدة ومرتاحًا، لذا نحاول بكل جهدنا أن نعتني بمكان راحته بأفضل شكل ممكن. صحيح أنه يرفض دائمًا ويقول لا حاجة، لكنه متقدم في السن…..فعلى الأقل عليه أن يقبل هذا القدر من إخلاصنا.”
“متقدم في السن؟ أليس في أوائل الأربعينات؟”
عندها انفجر الجميع بالضحك بصوت عالٍ وهم مستمتعون بالموقف.
“يبدو كذلك، أليس كذلك؟ لكنه في الحقيقة في الـ101 من عمره. كل من يرى المعلم للمرة الأولى يُصدم ويتأثر كثيرًا.”
“يا إلهي…..101 عامًا؟ هل تجاوز المئة؟”
“نعم. كنا نود أن نقيم له حفلة المئة العام في العام الماضي…..لكنه أمرنا بصرامة أن نستخدم تلك الأموال لمساعدة المرضى والفقراء، لذا اكتفينا بشراء هدية فاخرة له فقط. ومع أنها كانت هدية، فإننا نعلم جيدًا أنه سيستخدمها بدوره لفعل الخير.”
“آه..…”
نظرت سيان بدهشة إلى ظهر سادان.
أن يكون ذلك الجسد في عمر 101 عامًا كان أمرًا يبعث على القشعريرة. فأيّ ناظر إليه سيظنه بين السابعة والثلاثين والحادية والأربعين.
حتى رئيس شركة UM الراحل كان يبدو أصغر من عمره، لكن…..هذا شيء مختلف تمامًا، أقرب إلى “الخلود” بالفعل.
سادان، المعلم الروحي لطائفة سنابل القمح، لا شك أنه أفعى جلجامش. بل هو “الأفعى السوداء” بعينها.
ودليل تلك الأفعى لا بد أنه موجودٌ داخل هذا المكان، في مقر المعلم الروحي بالذات.
لا. بل ليس هذا فحسب.
جزيرةٌ لا يمكن الوصول إليها إلا بعد رحلة ساعتين على متن قارب، ولا يسمح بدخولها سوى للقلة المختارة من المؤمنين.
جزيرةٌ لا يُسمح بدخولها إلا بعد اجتياز فحص كشف المعادن والتجريد الكامل من الملابس.
مكان يُدعى بالخلاص، و لا يدخل أحد من الأتباع مقر المعلم دون إذن، وتحرسه من الداخل جماعة مخلصة ترتدي الثياب الصفراء.
حتى الكائنات الروحية نفسها لا تستطيع الدخول إلى هناك، فقد وُضِع ختم من مستوى “أوتيس” لمنع ذلك.
لا شك أن في “مقر المعلم الروحي” معلوماتٌ جوهرية تتعلق بالأفاعي وخلود الحياة.
أمسكت السيدة سو باك بيد سيان مبتسمة بلطف.
“أنا أحب معلمنا أكثر من أي شيء في هذا العالم، وأحب عائلة السنابل بصدق، وأتمنى لو تصبحين أنتِ أيضًا من عائلتنا يا مين سارا…..لكننا لن نُجبركِ أبدًا على الإيمان. كل الناس هنا يفكرون بالطريقة نفسها.”
“بالضبط، تمامًا.”
هزّ الآخرون رؤوسهم مؤيدين.
“لا تكوني في حالة حذر، فقط خذي راحتكِ معنا. في الحقيقة، وجود عقيدة في الحياة أمرٌ جيد، لكنه لا يشترط أن يكون عقيدتنا بالذات.”
“بإمكانكِ الذهاب إلى معبد، أو كنيسة تشعرين بالراحة فيها.”
قيل أنهم لا يقومون بدعوة الناس، ويبدو أن ذلك نابعٌ من اعتزازهم بأنفسهم.
“ففي النهاية، السنابل هي الجزيرة التي لا يدخلها إلا من أُختير. وإن لم يأذن لكِ، فلن تتمكني من أن تصبحي من عائلتنا، مهما رغبتِ بذلك.”
***
قامت سيان بغسل يديها المتّسختين بالطلاء بعناية في الماء.
سادان، المعلم الروحي لطائفة السنابل، هو من هاجمها بنفسه بسكين عند الشاطئ الصخري في الليلة الماضية.
من الواضح أنه قد كشف هويتها. من المؤكد أن سادان قد عرف أن مين سارا هي تلك الشامانية الشابة التي اختفت ومعها خاتما الأفعى.
نبض….نبض….
رغم ملامحها الخالية من التعابير وهي تغسل يديها، شعرت سيان بقلبها ينبض بقوة حتى ارتجّ جسدها بأكمله.
وفي خضم ذلك، لم يكن جهاز الاتصال الفضائي ثنائي الاتجاه يعمل حتى الآن. و لا يمكنها طلب الاستغاثة، ولا تمتلك أي سلاح، وعالقة في جزيرة لا يوجد فيها أحد ليساعدها…..وحدها تمامًا.
حتى جوون لا يمكنها الاستعانة به، لأن العدو هذه المرة ليس روحًا بل إنسان.
هل ستتمكن من الصمود حقًا حتى تغادر هذه الجزيرة بعد 12 يومًا؟
كان شعور القلق الثقيل يهبط ببطء وثقل، كأنه ثقل معدني يغرق بها، ويكتم أنفاسها لحظةً بلحظة.
جففت سيان يديها بعناية، ثم مرّت بهما على وجهها، قبل أن تجمع شعرها الرطب برشاقة وتعيد ربطه.
كانت حركاتها خاليةً من التردد أو الاضطراب. بينما نظرت إلى عينيها المنعكستين في المرآة بوجه بارد وجاف، وبتركيز لا يتزعزع.
***
الساعة السابعة مساءً. يوم الأحد، وهو يوم الحطاب الأسبوعي للمعلم الروحي.
كعادتها، جلست سيان اليوم بين ثلاث مؤمنات يعتنين بزراعة الشمام، وأخذت تراقب المعلم وهو يقف على المنصة.
كانت الشموع الموزعة على المنصة تتوهج بضياء خافت، مما أضفى على الجو طابعًا مهيبًا ومقدسًا. لكن، ومع الحر الخانق ولهيب الشموع، وأكثر من مئتي شخص محشورين في قاعة ضيقة، بات التنفس صعبًا، والعرق يتصبب بغزارة.
“الحياة عذاب.”
بدأ سادان كلامه بنبرة هادئة خالية من الانفعال.
“العيش بحد ذاته عذاب، هو الجحيم بعينه. لماذا يجب أن نعاني بهذا الشكل؟ لماذا علينا أن نشعر بكل هذا الوحدة؟ ذلك لأننا نعيش في الجحيم. نحن نعيش في وسط الجحيم. ونكافح كل يوم للبقاء فيه.”
رغم نبرته الهادئة، إلا أن صوته كان يحمل قوة.
“العالم جحيم، مليءٌ بالشر، وعندما أحاول وحدي أن أكون طيبًا، أُصاب بالجراح، وأشعر بالوحدة. من سيفهم هذه الوحدة؟ أولئك الشياطين الذين يرتدون وجوه البشر؟ أولئك الوحوش الذين لا يفوتون فرصة لنهشنا؟”
“….…”
“هذا العالم جحيمٌ منذ البداية، ووسط شياطينه، لا نستطيع الصمود، فننهار ونتحطم يومًا بعد يوم.”
صوت بكاء خافت سُمع بين الحضور. كان الممثل الذي جاء معهم على متن القارب، وقد بدأ كتفاه يهتزان من البكاء بالفعل.
حينها أصبحت نبرة سادان أكثر حزمًا وصرامة.
“هل في هذا العالم من الأخيار أكثر أم من الأشرار؟! هل الأخيار هم الأغلبية؟ أم الأشرار؟!”
“الأشرار!”
“نعم! جحيم يسكنه الأشرار! هذا جحيم حقيقي! والجحيم يجب أن يُفنى! لن نغضّ الطرف عن هذا الجحيم أبدًا! سيقتلع الخطاة كما تُقتلع القشور، ونحن، نحن سنبقى كالحبوب الكاملة! كحبة قمح ذهبية واحدة! إلى الخلاص!”
“إلى الخلاص!”
“أنا، نحن، نعلم أن هذا الفناء بات قريبًا. سنكمل الجزيرة. في اليوم الذي يكتمل فيه عدد الـ144,000 من السكان!”
ارتفع صوت المعلم الروحي يجلجل في أرجاء القاعة.
“سنرتفع جميعًا! كل من هو هنا، أمام عيني، سيتخلّى عن الجسد ويُستقبل ككائن روحي. إلى أين؟”
“إلى الخلاص!”
“يوم الوعد المؤكد! ذلك اليوم قد اقترب خطوات منا. هناك، لن نهرم، ولن نمرض، ولن نموت! أنا دليلُ كلامي الآن، وشاهده!”
وكان مظهر المعلم الشاب الذي لا يشيخ يعطي ثقلاً بصريًا هائلًا لكلماته.
رفع المعلم الروحي كلتا يديه عاليًا.
“وحتى يحين ذلك اليوم، يجب أن نحزن أكثر! أن نتحمل وحدةً أكبر، وألمًا أشد! فهذا جحيم! وكما أن ألم المخاض أمر لا مفر منه حين يولد طفل، فنحن أيضًا نحتمل آلامًا تمهّد لنا طريق الخلود في الخلاص! إنه ألم فقط…..لكنه مؤلم جدًا.، احتضنوا بعضكم! ارحموا يعضكم!”
وما إن أنهى كلماته، حتى بدأ السكان باحتضان بعضهم البعض.
“تعالوا، احتضنوا من بجانبكم. رفيق الروح، الوحيد الذي يفهم وحدتكم. قولو له: اصبر! كل شيء سيكون على ما يرام! سنتحمّل! يمكننا أن نتحمّل! احتضنوه بكل قوتكم!”
وازداد صوت النحيب من كل جانب.
“كل شيء بخير!”
صرخ المعلم، فردّد الأتباع عبارته وهم يضُمّون بعضهم بعضًا.
“كل شيء بخير!”
“بصوت أعلى! كل شيء بخير!”
“كل شيء بخير!”
ارتفعت حرارة أجسادهم من فيضان المشاعر، وفي هذا الحرّ الخانق، ازداد عدد من كانوا ينتحبون واحدًا تلو الآخر.
شعرت سيان بالضيق وهي تُحتضن من هؤلاء الأشخاص، لكنها قاومت انزعاجها.
ومع تزايد الحماس الجماعي والحرارة، بدأ البعض يفقد وعيه، فصعد أطفال يشبهون الملائكة إلى المنصة، وأخذوا يغنّون بأصواتهم النقيّة والعذبة.
وضع المعلم الروحي يديه برقة على أكتاف الأطفال الواقفين إلى جانبه.
كان يبدو كمشهدٍ مثالي لكاهن…..
لكن سيان نظرت إلى دعامة المعصم الطبيّة الملفوفة حول يد المعلم، وتذكّرت كيم يون وو، التي قُتلت قربانًا حيًا في ذلك الفيديو المصوّر بالكاميرا، وتذكّرت عينيها المغرورقتين بالدموع.
ربما لذلك، بدا وجه المعلم الواقف تحت وهج الشموع في نظر سيان…..كوجه الشيطان نفسه النازل إلى الأرض.
***
ما إن خرجت من القاعة وشعرت بنسيم الهواء الخارجي، حتى تلاشى العرق عن جسدها وشعرت بخفة كأنها تطير.
امتزجت لذّة الانتعاش الجسدي بذلك الامتلاء الروحي، فغدت وجوه السكان مشرقة وكأنهم قد لمَحوا الجنة بعينهم.
أما سيان، فوقفت وسط الناس تراقب الأجواء بحذر، ثم بدأت تتجه ببطء نحو السكن.
و ما إن استدارت حول زاوية المبنى، كغغغغ-
ظهر لينكون مجددًا وأطلق تحذيرًا آخر. فتوقفت سيان في مكانها، وأخذت تدير رأسها ببطء لتتفقد ما حولها.
كان هناك ثمانية رجال يرتدون الملابس الصفراء كانوا قد أحاطوا بها من الأمام والخلف.
“هناك جزءٌ من الطلاء لم يُنجز جيدًا، نود فقط أن نُصلحه قليلًا، فهل يمكنكِ المجيء معنا للحظة؟”
كان من بين الثمانية تشيداي تو، المسؤول عن إدارة الجزيرة، هو من تحدث بنبرة ودودة، لكن سيان كانت واثقةً أن الذهاب معهم سيكون خطرًا كبيرًا. هذه المرة، لا شك أنهم ينوون قتلها فعلًا.
ما الذي…..عليّ فعله؟
لا يمكنني القتال. لو قاتلت، سأُعتبر “عدوًّا”. وفي هذه الجزيرة، حيث لا مهرب، سأُطارَد من قِبل أكثر من مئتي شخص.
تسلّلت قطرة من العرق البارد على عنقها.
هل أصرخ؟ هل أطلب النجدة؟
وبينما كانت تتردد وتحاول كسب بعض الوقت للرد،
“يا الهي، حتى في الخلاص هناك عملٌ ليلي؟ هذا محبطٌ فعلًا.”
سبقها صوت أحدهم بالكلام. وبعده، سُمعت خطواتٍ مألوفة تتقدم من قلب الظلام الكثيف الذي يشبه الحبر.
خطوة… خطوة…
ثم ظهر تاي جوون من قلب الظلام تدريجيًا، مرتديًا زيه الأصفر الكامل الخاص بالإدارة، بينما علّق ساخرًا كعادته وبنبرة متهكمة مائلة إلى الازدراء،
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 92"