أمسكت جو يون بجثة يون جو من تحت إبطيها وبدأت تجرها على الأرض، و توقفت لوهلة لالتقاط أنفاسها، ثم عادت لتسحبها مجددًا.
كانت الجثة ثقيلةً ومزعجة، لكن الغريب أنها لم تشعر وكأنها تسحب “جثة”، بل كأنها تزيل قشرةً فارغة لم تعد لها أي فائدة.
“هاه، ثقيلة.”
تمكنت أخيرًا من نقل الجثة إلى الحمّام…..لكن، ماذا الآن؟
هل تقطعها، وتضعها في أكياس قمامة كبيرة، ثم تضعها في حقيبة سفر ضخمة وتنقلها للخارج؟
لا تدري. لكن أياً يكن ما ستفعله بالجثة، فقد قررت أن تبدأ أولًا بسحب الدم لتخفيف الوزن.
دفعت الجثة إلى أعلى وهي تئن من التعب، وتمكنت أخيرًا من إقعادها في حوض الاستحمام.
ززززز، زززززز-
بينما كانت تمسح العرق عن جبينها بذراعها، دوّى صوت اهتزاز من الهاتف المحمول في غرفة المعيشة.
مسحت يدها سريعًا وخرجت لترى، فاكتشفت أن الهاتف يهتز داخل حقيبة يون جو.
و ترددت للحظة في ما إذا كانت يجب أن تتحقق من المتصل أم لا، لكن خطر ببالها فجأة أنه من الأفضل أن تعرف من يحاول الاتصال.
فأخرجت جو يون الهاتف من حقيبة يون جو.
“أمي؟”
لدهشتها، اسم المتصل الظاهر على الشاشة كان “والدة جو يون”.
“لماذا أمي تتصل بيون جو؟”
وفيما كانت في حيرة، انقطع الاتصال فجأة.
هل تضغط على زر إعادة الاتصال…..أم لا؟
بينما كانت مترددة، اهتز الهاتف مجددًا. ومرة أخرى، كان المتصل هو “والدة جو يون”.
فتنحنحت جو يون وضبطت صوتها، ثم ردت وهي تتظاهرٍ بالهدوء.
“أمي؟ لماذا تتصلين؟”
• “آه، جو يون، لماذا لا يعمل هاتفكِ؟”
“آه! آه، آسفة..…”
عندها فقط تذكرت أن يون جو قد حطمت هاتفها.
“هاتفي تعطّل بعد أن سقط. لذلك استخدمت هاتف يون جو للاتصال.”
• “فهمت. هل أنتِ الآن في شقتكِ؟ كنت سأتصل لأخبرك أنني قادمةٌ إلى هناك.”
فشهقت جو يون لا إراديًا. و تجمدت عيناها، وتحرك نظرها تلقائيًا نحو غرفة المعيشة.
كانت هناك بركةٌ من الدم القاني متناثرةً هنا وهناك، وخط أحمر طويل ممتد نحو الحمّام.
ثم مرت لحظةٌ من الذعر، فمررت جو يون يدها بشعرها المرتبك، وتلعثمت وهي ترد،
“أمي! لا، كيف…..ألستِ في براغ الآن؟”
• “يون جو اتصلت بي أمس، وقالت إن حالتك النفسية غير مستقرة، فقلقت عليكِ.”
“يو…..يون جو؟”
• “نعم، كنا في الأصل أنا ووالدك قلقين بشأنك هذه الأيام. فقد كنتِ تقولين بأنكِ تريدين التحويل للدراسة في الخارج، وكنتِ مستعجلة جدًا.”
“هل تحدثتِ عن موضوع التحويل مع يون جو؟”
• “هي من سألت أولاً، قالت: إلى أي مدى تقدمت جو يون في إجراءات التحويل؟”
“….…”
• “على أي حال، ألم تقولي أنكِ ستسافرين هذا الصيف مع يون جو في رحلة حقيبة إلى الخارج؟ قالت لي أنكما ستغادران قبل أن أعود من السفر، لذلك ربما لن أراكِ لفترة، وطلبت ألا أقلق كثيرًا لأنها ستعتني بك جيدًا.”
“تلك المجنونة.”
• “ماذا؟ جو يون، هل شتمتِ للتو؟”
“لا، لا شيء.”
اهتزت كتفا جو يون وهي تلهث من الغضب.
الآن باتت تعرف تمامًا ما كانت تخطط له يون جو حين جاءت اليوم.
كانت تنوي قتل جو يون، وتضع جثتها في حقيبة السفر، ثم تخرج من المنزل متظاهرةً بأنها هي، “هوانغ جو يون”، تحمل حقيبتها وتغادر وحدها.
“أمي…..إذًا، أنتِ في كوريا الآن؟”
• “نعم. كنتُ قلقةً عليك، فعدتُ وحدي قبل موعدي بعدة أيام. عدتُ قبل ثلاث ساعات، وضعت أمتعتي في البيت، وأنا في طريقي الآن إلى شقتكِ.”
“آه…..أمي، لا تأتي. سأذهب أنا إلى البيت.”
• “لا بأس، قلتِ أنكِ لستِ على ما يرام، لا تخرجي. لقد وصلت تقريبًا.”
‘لا، لا يمكن.’
ارتبكت وهي تعبث بأطراف شعرها في قلق وارتباك.
ماذا عساي أن أفعل؟ لا بد من تنظيف الدم في غرفة المعيشة، وهناك جثة في الحمّام.
هل أُصارح والدتي بالحقيقة وأطلب مساعدتها؟
لا. شعرت بيقين أن من الأفضل أن تتولى أمر بارك يون جو وحدها، دون تدخل من أحد. أن يبقى هذا سرًا مدفونًا مدى الحياة، لا يعلمه أحد.
قامت جو يون بجمع بعض قطع الملابس وغطّت بها على عجل بقع الدم وشعر يون جو المتناثر.
“لا تأتي! هاتفي معطّلٌ الآن، وأنا أستخدم هاتف يون جو! الشقة في حالة فوضى! وإذا رأيتِ ذلك ستبدئين بتوبيخي، وهذا سيضايقني، لذا سأذهب أنا إلى البيت!”
• “لقد وصلت فعلًا، لن تستغرق المسافة أكثر من عشر دقائق.”
“آه، تبًا! قلت لا تأتي!”
• “…….”
“أمي! أرجوكِ! لا أريد أن أتعرض لأي ضغط الآن! فقط افعلي ما أطلبه، أرجوكِ!”
تبعت كلماتها لحظة صمت قصيرة، ثم تراجعت الأم بنبرة فيها بعض التنازل.
• “حسنًا، فهمت. لن أصعد إلى الشقة. فقط دعينا نلتقي للحظة عند المدخل، أرجوكِ، ابنتي.”
كان صوتها حانيًا مشوبًا بقلق واضح.
‘آه، صحيح…..تذكّرت الآن، ألم يكن من المفترض أن تأتي المستشارة النفسية أيضًا؟’
فزعت فجأة وتفقدت الوقت، فكانت الساعة السادسة وأربعين دقيقة. لقد تبقى عشرون دقيقة على موعد وصول المستشارة النفسية.
لكن الآن، لم يعد هناك أي سبب لإدخالها إلى الشقة.
“أمي، هل أحضرتِ دفتر الرسم الخاص بيون وو؟”
• “نعم، قلتِ أنك بحاجة إليه وطلبتِ مني أن أحضره لك. لذلك مررت بالمنزل خصيصًا لأخذه. لولا ذلك، لكنت الآن وصلت إلى شقتكِ بالفعل.”
حسنًا، ربما كان هذا من حسن الحظ.
من زاويةٍ ما، كانت الأمور تسير على ما يرام، خطوةً بخطوة. ستلتقي بأمها، تستلم منها دفتر الرسم، ثم تسلّمه للمستشارة النفسية عند باب الشقة، وتعتذر له بأنها مشغولةٌ وتغادر.
ثم تذهب إلى بيت العائلة، و تطمئن والدتها وتقضي الليلة هناك، ثم تعود في الغد إلى الشقة وتتخلص من الجثة.
‘نعم.’
المكيف يعمل، وقد وضعت الجثة في حوض الاستحمام. و لن يلاحظ أحدٌ شيئًا لو تأخرت ليوم واحد.
بدلًا من العبث بالجثة دون خطة، من الأفضل أن تضع خطةً دقيقة للتخلص منها بطريقة نظيفة.
لكن إن جعلت أمها تنتظر في موقف سيارات الشقة، فقد يتغير رأيها فجأة وتصعد إليها…..
لذلك، حدّدت جو يون مكان اللقاء في موقع يبعد قليلًا عن الشقة.
“أمي، تعرفين المقهى الكبير الموجود عند نهاية الحديقة القريبة من الشقة، أليس كذلك؟ الذي شربنا فيه الشاي معًا آخر مرة. هلّا انتظرتِني هناك؟ سآتي إليكِ حالًا.”
***
“الوقت الآن…..السادسة وخمسون دقيقة. لقد طلبت أن نصل قبل السابعة، لكن يبدو أنه لا يوجد أحدٌ في الداخل.”
ضغطت سيان جرس شقة الأستوديو مرةً أخرى، ثم اتصلت بهوانغ جو يون.
‘ما هذا؟ الاتصال لا يتم.’
قبل دقائق من الموعد، لا أحد في المنزل، والهاتف أيضًا لا يعمل…..
شعرت بشيء غير مريح، فالتفتت نحو جوون الواقف إلى جانبها، فوجدته و هو يحدّق في الباب الحديدي بابتسامة باردة.
لو كان هذا من قبل، لبدت ملامحه مزعجةً وغامضة للغاية. لكن الآن، بات واضحًا أنها ابتسامة من يتلقى “تقريرًا ما” من أرواح الكوابيس.
“هل حدث شيء؟”
سألت أولًا، فأومأ جوون برأسه.
“نعم. لو كنا وصلنا قبل عشر دقائق، لكان بانتظارنا عرضٌ ممتعٌ بالفعل.”
عرض ممتع…..
معرفة طباع تاي جوون كافيةٌ للتأكيد أن العرض الذي يتحدث عنه سيكون دمويًا أو وحشيًا بلا شك.
“والشخص الموجود؟ هل هناك أحدٌ الآن داخل هذه الشقة؟”
“إن اعتبرته إنسانًا فهو إنسان، وإن لم تعتبره، فهو ليس كذلك.”
كان كلامه أشبه بلغز. لكن سيان، لكونها من نفس المجال، فهمت فحواه مباشرة…..
إن لم يكن إنسانًا، فلا بد أنه روح أو جثة.
فاتصلت سيان فورًا بالعميلة “G” وسألتها إن كان بإمكانها فتح باب هذه الشقة.
• “هم، لحظة. آه، إنه قفلٌ ذكي. بالطبع يمكنني ذلك. فميزة البلوتوث مفعّلة على مدار الساعة، والإعدادات تسمح بالتحكم في القفل من خلال الهاتف الذكي.”
أجابت العميلة “G” بخفة، ولم تمضِ سوى دقائق حتى فتحت الباب عن طريق التهكير.
بيب بيب بيب، طق-
أخرج جوون منديلاً وأمسك بمقبض الباب، ثم فتحه ودخل أولاً. أما سيان، فحرصت بذكاء ألا تترك بصمات داخل المكان.
‘المكيف مضبوطٌ على درجة شديدة البرودة.’
كان المنزل بارداً بشكل مرعب، لدرجة تشعر معها بالقشعريرة. وفوق ذلك، فإن من اعتاد على الدم والموت كمحترف، لا بد أن يشم فورًا رائحة الدم الطازج التي تملأ المكان.
رائحة الدم كانت ثقيلةً وواضحة.
نظرت سيان بعين جافة إلى داخل الشقة ذات الغرفة الواحدة.
يبدو أن هناك شجارًا حصل، لكنه اقتصر على محيط أريكة غرفة المعيشة.
وكما هو متوقع من رجل سريع الملاحظة، كان جوون قد عثر بالفعل على أداة الجريمة.
أزاح كومةً عشوائية من خمس عشرة إلى ست عشرة قطعة من الملابس كانت مكدسةً فوق بعضها، ورماها جانبًا. وكان ما تحتها…..دبوس شعر مغطى بالدماء.
رفع جوون عينيه ببرود، دون أن يغير من وضعه، ثم أدار رأسه بثبات ونظر مباشرةً نحو دورة المياة.
ثم نهض وتوجه إلى هناك، و أمسك بمقبض الباب بمنديل آخر، وفتحه.
و من خلف الباب المفتوح على مصراعيه، ظهرت الجثة جالسةً في حوض الاستحمام بشكل واضح.
كانت لامرأة شابة في أوائل العشرينيات، بوجه مألوف مسبقًا.
“هوانغ جو يون…..ماتت.”
كانت قد طلبت اللقاء لأنها أرادت التحدث عن شيء ما…..ما الذي حدث بحق في هذه الشقة؟
القاتل على الأرجح امرأةٌ قريبة من الضحية، وتملك بنيةً جسدية مشابهة لها.
فالجريمة وقعت في غرفة المعيشة، وهناك آثارٌ تدل على أن القاتلة سحبت الجثة من هناك إلى الحمّام، وتوقفت مرتين للاستراحة خلال ذلك.
“الآنسة سيان، تعالي إلى هنا.”
عاد جوون إلى غرفة المعيشة، وعثر في سلة مهملات التسريحة على صورةٍ فورية ممزقة إلى نصفين.
فاقتربت بخطوات سريعة لتتفقدها، و كانت صورةً لثلاث فتيات في سنّ المدرسة الثانوية، جالسات جنبًا إلى جنب.
عندما قلبت الصورة، كان على ظهرها مكتوبٌ أسماء الفتيات الثلاث.
<جو يون، يون جو، يون وو.>
هنا، يون وو تشير إلى كيم يون وو، التي قُتلت كتضحيةٍ في مقطع الفيديو الملتقط بكاميرا الأكشن.
و جو يون هي هوانغ جو يون، صديقة كيم يون وو، والتي كان من المفترض أن تلتقي بها اليوم.
أما يون جو فهي…..
“في الثانوية، كانت هناك فتاة تُدعى بارك يون جو…..كانت مع كيم يون وو، وتعرضتا للتنمّر. كنت أتدخل أحيانًا لإيقاف ذلك التنمّر، ويبدو أن بارك يون جو تأثرت بي، فلحقت بي حتى إلى الجامعة.”
لابد أن هذه هي نفس بارك يون جو التي تحدثت عنها هوانغ جو يون في المرة السابقة.
كانت بارك يون جو ممتلئة الجسد نوعًا ما، ويبدو أن ضوء الفلاش أثناء التصوير انعكس في عينيها، فظهرت فيهما لمعةٌ زرقاء.
لو كان من يراها شخصًا عاديًا، لظن أنها مجرد انعكاس ضوء…..لكن هذا الوميض الأزرق، يبدو أشبه بنار الأرواح، أليس كذلك؟
“نار الأرواح” كان ذلك البريق الذي يظهر في العين حين يستولي الغضب أو الحقد أو اليأس التام على الإنسان فيفقد عقله تمامًا.
مثل هذه النيران أو الكيانات الروحية لا يمكن التقاطها إلا بكاميرا فورية، التي تبدأ الطباعة فور التقاط الصورة.
إن كان هذا الوميض الأزرق هو بالفعل “نار الأرواح”…..
‘هل من الممكن أن بارك يون جو هي من قتلت هوانغ جو يون وهربت؟’
__________________
وناسه اخيرا جو سيان وجوون
المهم جو يون المجنونه واضح مختلة شلون قعدت طبيعيه حتى وهي قاىًلة😭 صح انها عنها ذي طلعت عن طورها مع امها بس هي كذا من اول
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 83"