سألتها يومها بنبرةٍ حذرة وبعينين تلمعان وكأنها تكنّ لها إعجابًا.
“لا، لا بأبس…….”
وبعد أن نالت إذنها لارتداء ذلك السوار الفضي الصغير، بدأت الأمور تكبر شيئًا فشيئًا……دفتر الملاحظات، القلم، الأقراط، الحقيبة، ثم انتقلت إلى الملابس، تسريحة الشعر، نبرة الكلام، تعابير الوجه……
كانت بارك يون جو تستولي على هوانغ جو يون بعناية، وبتخطيط، وبشكل متعمد……قطعة بعد قطعة.
“لكن لماذا؟”
لم تستطع جو يون الوقوف في مكانها، و راحت تتحرك بتوتر.
“لماذا؟”
كانت هوانغ جو يون الشخص الوحيد الذي وقف بجانب بارك يون جو حين كانت تتعرض للتنمر والإقصاء، وأنصتت لها حين احتاجت لمن يسمعها.
لذلك ظنت أنه من الطبيعي أن تُعجب بها، وبما أنها معجبةٌ بها فسترغب باستخدام نفس الأشياء التي تستخدمها……هذا ما فكّرت به فقط.
لكن إن لم تكن بارك يون جو تقلدها لأنها تحبها، فلماذا إذًا؟
“غيرة؟”
هل يمكن أن تصل الغيرة إلى حد إجراء جراحة تجميل؟
لا تعرف. كانت تشعر بخوفٍ وضيق لدرجة تجعلها تصاب بدوار، وتمنّت لو تتحدث مع أحد……
لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت لا تفارق يون جو وتعتبرها صديقتها الوحيدة، فلم يكن لديها أي صديقةٍ أخرى يمكنها التحدث معها، ووالدتها كانت في الخارج.
دينغ-
رنّ صوت إشعار الرسائل، فترددت قليلًا ثم تفقدته، وإذا بها رسالة من لي سيان، مستشارةٌ نفسية للمراهقين، كانت قد رتبت سابقًا للقاءٍ معها الأسبوع المقبل أو الذي يليه، وكانت تسأل إن كان من الممكن أن يتغير الموعد.
و بدافع مفاجئ، أرسلت جو يون ردًا إليها.
<~: مرحبًا، هل يمكن أن نتحدث قليلًا إن كان لديكِ وقت؟ ليس بخصوص مشكلة كيم يون وو……بل أود استشارةً خاصة لأمر شخصي.>
فكرت أن المستشارة النفسية قد تفهم تمامًا لماذا لدى يون جو ذلك السلوك النفسي الغريب، مثل المجانين تمامًا.
ولحسن الحظ، جاء الرد إيجابيًا.
<~: بالطبع، لا مانع. هل نلتقي الآن؟ يمكنني القدوم إليكِ إن أردتِ.>
لكنها لم تكن تريد الخروج، وكانت شقتها في حالة من الفوضى. لذا أخذت جو يون تقضم أظافرها بعصبية، وأجّلت الموعد قليلًا.
<~: إذًا، بعد ساعتين، في السابعة مساءً، نلتقي في شقتي.>
بعد أن أرسلت الرسالة، شعرت بضيقٍ شديد وكأن قلبها يغلي، فخفضت درجة حرارة المكيف حتى صار المكان كأنه مخزن جليد.
***
جلست بارك يون جو أمام مرآة طاولة التزيين، تضع مكياجها بعناية فائقة ودقة متناهية.
كانت عمليةً تستغرق وقتًا طويلًا، لكن كلما استغرقت وقتًا أكثر، جاءتها النتيجة أفضل.
بعد أن أنهت مكياجها، حدقت بوجهها المنعكس في المرآة بملامح جامدة، ثم فجأة ابتسمت بهدوء. تمامًا كما تفعل هوانغ جو يون.
نعم، تمامًا مثل هوانغ جو يون.
كان الوجه المنعكس في المرآة هو هوانغ جو يون بعينها، بلا أي نقص.
وفي لحظة، عادت ملامح يون جو الجامدة من جديد، وتمتمت بصوت بارد.
“يا لهذه العاهرة اللعينة.”
تألقت في عيني يون جو المنعكستين في المرآة ومضاتٌ زرقاء. لقد قيل أن عيون من يحمل لهب الشياطين في قلبه تكون هكذا تمامًا.
أخذت يون جو هاتفها بوجه خالٍ من التعابير.
كانت قد رتبت لقاءً مع الرجل الذي قابلته في الاجتماع الأخير، ليلتقيا داخل معرض كليمت، لكنه كان قد حظرها بالفعل بعد أن التقى هوانغ جو يون.
وكانت الوسيطة “D” تتذمر من ذلك الرجل بعدما سمعت شكواه، فاعتذرت يون جو لها بنبرة متأسفة.
<~: اليوم كان من المفترض أن نلتقي في المعرض، لكن يبدو أنه التقى بجو يون قبلي. أنتِ تعرفين، جو يون هذه الأيام……غريبةٌ قليلًا. أنا نفسي تفاجأت حين حظرتني فجأة.>
<~: آه، تباً. صحيح. تلك الحقيرة تبدو مجنونةً تمامًا هذه الأيام.>
عندها فقط فهمت “D” الموقف، وعاد مزاجها لطبيعته. فابتسمت يون جو ابتسامةً خفيفة.
كانت تتوقع تمامًا أن جو يون ستذهب اليوم إلى معرض كليمت للفنون الرقمية حوالي الساعة الواحدة ظهرًا.
فحين يتصاعد الحقد بداخلك وتغلي الكراهية، تصبح قادرًا على معرفة خصمكَ أفضل مما كنت تعرفه حين تحبه. و تصغي حتى لأنفاسه.
لذلك كانت بارك يون جو تعرف ذوق هوانغ جو يون وطريقتها في الكلام وتصرفاتها أفضل حتى من معرفتها هي بنفسها.
اليوم، جاءت جو يون إلى مكان عملها المؤقت، وراحت تصرخ وتثير الفوضى مثل المجنونة.
وكانت يون جو قد حصلت بالفعل على تسجيل كاميرات المراقبة لتلك الحادثة……وهذا التسجيل كانت تنوي عرضه على والدي هوانغ جو يون، لذا حرصت مسبقًا على ألا تظهر في التصوير، وتجنبت الكاميرات تمامًا بحذر شديد.
دَق. دَق-
سحقت حبوب المنوم بدم بارد، حتى تحولت إلى مسحوق ناعم، ثم سكبتها بهدوء داخل زجاجة الشراب وخلطتها جيدًا مع الماء.
الكمية ليست كافية من حبوب المنوم، لكن التحضير انتهى.
هزّت يون جو العبوة أمام وجهها بلطف، محدثةً صوت خفقانٍ خفيف.
***
في أيام الثانوية، كان هناك سبعة طلاب في الفصل يقودون التنمر والعزل. وكانت هوانغ جو يون واحدة من هؤلاء السبعة.
لكن هوانغ جو يون، رغم انتمائها لتلك المجموعة، كانت الفتاة الوحيدة الطيبة بينهم.
حين يزداد التنمر سوءًا، كانت تتدخل وتوقفهم، وتواسي الضحايا خفيةً بلطف، وأحيانًا تعطيهم حلوى أو جيلي حلو المذاق.
حين كانت يون جو تُعامل كأنها غير مرئية في الصف خلال السنة الأولى من الثانوية، كانت هوانغ جو يون دومًا تمرر إليها كلمات أو حديثًا عابرًا.
حتى حين كانت تُسحب وتُضرب، كانت يون جو تأمل في داخلها قائلة “إذا ساء الوضع أكثر، ربما تتدخل جو يون وتوقفهم”، وأحيانًا فعلًا كانت تفعل ذلك.
و في تلك الأثناء، كان المنزل جحيمًا آخر. كان والداها يصرخان ويتشاجران يوميًا، يهددان بالطلاق ويضرب كل منهما الآخر، ويرميان أثاث المنزل.
فلم يكن بإمكانها أبدًا أن تبوح لهما بما كانت تتعرض له من تنمر.
وفي لحظة ما، صارت عاجزةً عن التنفس، و أصبح حتى مجرد رفع عينيها ينطوي على خوف شديد.
هل أموت فحسب؟ كانت تفكر بهذه الفكرة يوميًا، شاردة الذهن وحدها.
كان وقتًا لا يمكن وصفه……مؤلمًا وعصيًا على الاحتمال.
و كانت هوانغ جو يون هي الوحيدة التي يمكن ليون جو أن تتكئ عليها، فبمجرد أن تراها عند مدخل الصف، كانت تشعر بالراحة فورًا.
لذا، اعترفت يون جو لهوانغ جو يون، وحدها، بأمر طلاق والديها، وبمعاناتها التي لم تخبر بها أي شخص آخر، وكانت تبكي بكلمات متلعثمة لتتلقى منها عزاءً جادًا.
“لا بد أن الأمر كان صعبًا عليكِ. لا بد أن قلبكِ يؤلم بشدة.”
وحين احتضنتها جو يون برفق ولفّت ذراعها حول كتفيها، انفجرت يون جو بالبكاء لأول مرة في حياتها، باكيةً بصوت عالٍ كما لو أنها طفل حديث الولادة.
***
كانت هوانغ جو يون فتاةً طيبة ودافئة القلب. صحيحٌ أنها كانت تنتمي إلى مجموعة المتنمرين، لكن بفضل تدخلاتها الدائمة، لم يتفاقم الوضع كثيرًا، بل قيل أن هناك حالات أسوأ بكثير من هذا.
حين تفكر يون جو بهذا الشكل، كانت تشعر أنها محظوظة.
لكن ذلك الإيمان البريء تحطم تمامًا بصدفة خالصة.
كانت تركض لاهثةً نحو جهاز بيع المشروبات لتشتري المشروب الذي رغبت به جو يون، وحين عادت وهي تلهث، توقفت فجأة قرب باب الفصل المفتوح، وتجمدت في مكانها.
“كفاكن لليوم، يبدو أن يون جو تلك في مزاج سيء تمامًا. لو استفزيتموها أكثر، قد تنفجر فعلًا.”
كان صوت هوانغ جو يون، الجالسة قرب الباب الأمامي.
ثم تابعت صديقة جو يون حديثها بضحكة ساخرة.
“ألم تقولي أن أمها، حتى بعد الطلاق، لا تزال على حالها، تسكر كل ليلة وتعود متأخرة؟ يبدو أنها تشاجرت معها مجددًا الليلة الماضية بسبب ذلك.”
“هل كانت هي تلك المرأة التي تحب الشرب مع الرجال؟”
“أم يون جو؟ هه، أجل. ولهذا تطلقت.”
هزّت جو يون لسانها متظاهرةً بالشفقة.
“في المرة السابقة، ظلت تبكي كخنزيرٍ لأكثر من ساعة، كان شكلها مثيرًا للشفقة قليلًا. و ماذا كانت تقول؟ كانت تشتاق لوالدها؟ كل أطفال العائلات المفككة هكذا، لكن يبدو أن يون جو مليئةٌ بالندوب أيضًا.”
“هاها، تقول أنها تبكي مثل الخنزير.”
“آه، ما الذي تقولينه! أليس صحيحًا أن بارك يون جو سمينةٌ أصلًا؟”
وعلى مزحة جو يون المستهزئة، انفجر الجميع بالضحك: “هاهاهاها!”
كانت جو يون تفضح أسرار يون جو الشخصية، التي باحت بها لها بتردد وخجل، أمام صديقاتها بلا أي اكتراث. كأنها تمزح، وكأنها تسخر، وكأنها تهزأ بها.
“بالمناسبة، أين ذهبت تلك العاهرة، يون جو؟”
“قلتُ أنني عطشى، فخرجت من تلقاء نفسها لشراء مشروب.”
“أصبحت تسمع الكلام جيدًا مؤخرًا، لم يعد هناك متعةٌ ضربها.”
“هي لا تسمع إلا أوامر هوانغ جو يون فقط.”
كان صوت ضحكات الفتيات السبع وضجيج أحاديثهن يتسرب عبر الباب المفتوح إلى الممر.
و كلما سمعت صوت جو يون بينهن، تشعر وكأنها تتلقى صفعةً قوية على وجهها، واحدة تلو الأخرى، حتى صار رأسها يدور من الصدمة.
لا……
كان صوت ضحكات جو يون المتعالية أشد ألمًا من ركلاتهن وجرّها من شعرها وسحبها على الأرض.
و كانت يون جو تحدّق بوجه شارد وتغمض عينيها ببطء. ثم تساقطت……قطرة تلو الأخرى……
لا تدري متى بدأت، لكن مع كل رمشة عين، كانت دموعها المتجمعة تنهمر شيئًا فشيئًا على أرض الممر.
“آه هاهاهاها!”
ثم علت ضحكة جو يون المبهجة.
قطرة……ثم قطرتان. و في لحظة، أصبحت دموعها أكثر سخونة وغزارة.
كانت يون جو تقبض بيدها بشدة على علبة المشروب المعدنية الثقيلة كأنها صخرة، ورأسها مطأطأ بشدة، ولم تفعل شيئًا سوى أن تترك دموعها تتساقط بهدوء.
***
اتضح لاحقًا أن كل مجموعة تمتلك ما يُسمى بـ”الموقع” أو “المكانة”. و لكل شخص موضعه الخاص داخل تلك المجموعة.
في تلك المجموعة الشيطانية المكونة من سبعة أشخاص، كانت هوانغ جو يون تحتل المرتبة السادسة.
لو استثنيت ثروة والديها، لم يكن في شخصيتها أي جاذبيةٍ أو تميز. فلم تكن ذات شخصية قوية، ولا فائقة الجمال.
حتى ثروة والديها، لم تكن الأغنى مقارنةً بالآخرين في المجموعة.
لذا، كان ترتيبها……السادس.
رغم أنها كانت جزءًا من المجموعة التي تسيطر على أجواء الفصل، لكنها لم تكن تشارك مباشرة في التنمر، و كانت أحيانًا تحمي ضحايا التنمر، لكن دون أن تعارض المجموعة أو تجرؤ على الوقوف ضدهم علنًا.
لم يكن بقية الفتيات الست ينفرن من هوانغ جو يون. فهن جميعًا فتياتٌ داهيات وماكرات.
كان لابد أن يكون في المجموعة شخص واحدٌ على الأقل يتولى “ضبط حالة الضحية” والتحكم بها.
فإذا بدت بارك يون جو وكأنها قد تقدم بلاغًا عن التنمر بترددها وخوفها، كانت هوانغ جو يون تقترب منها بلطف وتُهدّئها وتُخدرها بالكلمات.
وفي الواقع، لو وصل الأمر فعلًا إلى تقديم بلاغ، كانت هوانغ جو يون ستُعاقب باعتبارها من المتنمرات أيضًا، و يون جو لن ترغب أبدًا في خسارة هوانغ جو يون، التي كانت حائط صدها الوحيد وصديقتها الوحيدة.
لكن المشكلة الكبرى كانت إن حدث أمرٌ أسوأ، كأن تقدم يون جو على الانتحار.
في موقف كهذا، كانت هوانغ جو يون ستقف لتقول: “نحن في الحقيقة كنا صديقتين مقربتين جدًا، صحيحٌ أننا أحيانًا كنا نمزح مزاحًا قاسيًا قليلًا، لكن الأمر لم يتعدَّ المزاح. أليس السبب في والديها؟ حسبما سمعت، والدتها……”
ثم تُظهر أدلة على صداقتهما السابقة لتُغلق القضية تمامًا. هذا هو “الموقع” الذي كانت تشغله هوانغ جو يون.
بالطبع، لم يكن هذا الدور شيئًا يمكن إجبار شخص عليه. حتى هوانغ جو يون نفسها، كانت مؤمنة تمامًا بأنها “فتاة طيبة جدًا”. و جميع طلاب الفصل، والمعلمون، وحتى يون جو نفسها، كانوا يؤمنون بذلك أيضًا.
الجميع كان يعتقد أن هوانغ جو يون طيبة.
لكن، أن تقف مكتوفة الأيدي، تراقب أشخاصًا يضربون شخصًا آخر بلا سبب، ويحرقونه بأعقاب السجائر كشيء معتاد……كان هذا يعني أن هوانغ جو يون لم تكن مختلفةً عنهم، بل كانت تحمل نفس طبيعتهم.
فالشر يبقى شرًا، مهما بدا ناعمًا وأبيضًا وحلوًا مثل السكر.
وفي ذلك اليوم فقط، أدركت بارك يون جو أخيرًا أن هوانغ جو يون لم تكن سوى فتاة قاسية وخبيثة حتى النخاع.
____________________
حلوو اسلوب المؤلفة كيف خلتنا نكره يون جو المجنوه والحين كرهنا جو يون😂
انتقام يون جو على كذا حلوووو ثم يطلع داخلها شيطان بعد من الحقد احسن واحسن✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 80"