قامت سيان بلصق وجه مين كي شيك، صاحب الحانة في أبغوجونغ، الذي خرج للتو من الطابعة، على حائط الغرفة الصغيرة باستخدام شريط سكوتش.
ثم بدأت تمشي حافية القدمين بخطى خفيفة…..ببطء على طول الحائط.
مع إضافة شخصيةٍ تُدعى مين كيشيك كمفتاح جديد، أعادت سيان ترتيب كل المعلومات المتعلقة بعملية صيد الأفاعي 0401 من البداية.
وبفضل ذلك، أصبح جدار الغرفة الصغيرة البيضاء التي تُستخدم أحيانًا لترتيب البيانات، مكتظًا بالصور والوثائق والمعلومات المكتوبة بأقلام ملونة، بالإضافة إلى الملاحظات اللاصقة التي أضيفت لاحقًا.
‘هذه القضية، بدأت مع شبح ملتقى الطرق يون مين يونغ.’
ثم في يناير، تم العثور على كاميرا حركة في مخيم الغابة الزرقاء…….وفي فبراير، كانت هناك قضية القط جون ومين هي سون، و العشيقين…….وفي مارس، أُضيف أونغجو من UM، وبارك جين وو، وأخيرًا مين كي شيك الذي تم التوصل إليه هذه المرة.
لقد تم الحصول على كميةٍ لا بأس بها من المعلومات، منها ثعبانٌ ميت، وبعض الرسومات الغامضة، وجزءٌ من دائرة سحرية، وخاتمَي ثعبان.
SOG 124، SOG 08. هاتان الحلقتان الاثنتان.
جييييك-
قامت سيان برسم دائرة حول كلمة “SOG” باستخدام قلم أحمر.
’SOG، يا ترى ما الذي تختصره هذه الحروف؟’
طقطق-
بينما كانت تطرق على الحائط بالقلم، كتبت بجانبه تصنيف الخواتم.
عند الثعابين، تُصنّف الخواتم حسب اللون، فالأخضر هو الأدنى، والشفاف هو الأعلا، أما الأسود فهو الأعلا و الأعلا مرتبةً على الإطلاق.
رفعت سيان شعرها بكلتا يديها وربطته من جديد بإحكام، ثم بدأت بتفقد صور الأشخاص الأربعة والثلاثين المعلقة بشكلٍ منفصل على الحائط، واحدًا تلو الآخر بتمعن.
‘التوائم داخل الرحم.’
كانت صورٌ ومعلوماتٌ شخصية لتوائمٍ في الحمل يمكن تتبعهم حاليًا من خلال سجلات طب النساء والتوليد في البلاد.
من سيكون الهدف التالي للثعابين؟ لا يمكنها الجزم بذلك…..لكن بما أن هؤلاء الأشخاص معرضون بدرجة كبيرة للاختطاف من قبل الثعابين، فقد بدأت أوتيس بمراقبتهم سرًا.
صحيحٌ أن تعقب آثار الضحايا الذين قُتلوا بالفعل أمرٌ مهم، لكن حماية من قد يُقتل لاحقًا هو الأهم بكثير.
تخيلت سيان نفسها كأحد أفراد الثعابين، وبدأت باستحضار صورٍ مظلمة وعشوائية ترتبط بفكرة التوائم داخل الرحم.
روحان اثنتان. صراع البقاء بين الأجنة. و أول جريمة قتل.
الخطيئة الأصلية. ابتلاع الأخ.
هذه الأرواح الثمينة التي تُخلق بنسب ضئيلة للغاية. هم قلة نادرة يولدون بصعوبة بالغة…….فما هو يا ترى الشرط الأهم لاختيارهم كقرابين؟
‘أن يكونوا بصحة جيدة.’
صحيح. تاي جوون كان يتمتع بجسد سليم على نحو مدهش، وكذلك يون مين يونغ، شبح ملتقى الطرق.
أما مين هي سون، فكانت أيضًا بصحة ممتازة دون أي أمراض، وحتى كيم يون وو، التي ظهرت كقربان في كاميرا الحركة، لم يكن يعاني من أي مرض.
إذاً…….جييك، جييييك-
استبعدت سيان من القائمة كل من يعاني من أمراض دون تردد. وبالتالي، ما تبقى الآن هو…..
رسمت سيان دائرةً بالقلم الأحمر حول وجهي شخصين.
امرأة، في السادسة والعشرين، تدير متجرًا إلكترونيًا. و رجل، في الخامسة والثلاثين، فنان.
“هذان الاثنان.”
احتمالية أن يكون أحدهما هو الهدف التالي للثعابين كانت كبيرة جدًا.
خرجت سيان إلى غرفة المعيشة، وجلست على الأريكة، وبدأت تتصفح حسابات هذين الشخصين على وسائل التواصل الاجتماعي بدقة. لأنها لا تعرف متى وأين سيتاح لها اللقاء بهما، كان عليه أن تعرف مسبقًا شيئًا عن ميولهما وشخصيتيهما.
ززززز-
بينما كانت منهمكةً في تصفح حساباتهما، اهتز هاتفها المحمول. و المتصل كانت الرئيسة.
•”في موقع سونغجوسان، البوذيون قالوا أنهم سيقومون بالتطهير هناك خلال مهرجان الفوانيس.”
“خبرٌ جيد.”
فمهرجان الفوانيس يستمر قرابة الشهر، مما يجعله توقيتًا مثاليًا لأداء طقوس الطرد بدقة، كما أن تجول الرهبان وتعاويذهم البوذية خلال هذه الفترة لن يثير أي شبهات.
• “صوتكِ يبدو متعبًا…..سيان، هل من الممكن أنكِ لم تنامي؟ سمعت أنكِ طلبت بيانات التوائم داخل الرحم في البلاد؟ لا تخبريني أنكِ تراجعينها كلها؟”
“لست أتفحصها بتلك الصرامة. فقط أستعرضها من وقت لآخر لتغيير الجو قليلًا.”
• “أنتِ تبالغين في العمل كثيرًا.”
“أليس هذا أمرًا جيدًا؟”
• “هذا صحيح، لكن عليكِ أحيانًا أن تتكاسليم مثل جوون. ذلك الفتى، إذا كلفناه بالعمل لأسبوع، ينجزه في يومين فقط ويقضي الخمسة الباقية في اللعب.”
ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتيها.
جوون كان من النوع الذي يعمل باستراتيجية. ينجز العمل بأقصى قدر من الكفاءة وفي أقصر وقت، ثم ينعم بوقته الخاص براحةٍ تامة.
أما سيان، فكانت ادفع نفسها للعمل دون توقف حتى تُنهيه، ثم تنتقل مباشرةً إلى المهمة التالية.
تابعت الرئيسة حديثها بنبرةٍ قلقة ومليئة بالعِتاب.
• “أنتِ تعملين وكأنكِ تخشين التوقف، كأنكِ ستموتين إن ارتحتِ. صحيحٌ أن الراحة تُغرق الإنسان في التفكير الزائد…..لكن إن واصلتِ الضغط على نفسكِ هكذا دون توقف، قد تنهارين فجأة.”
كانت تعلم ذلك. فهي تتمسك بالعمل بجنون لأنها تكره رؤية نفسها وهي تنهار. فلم تكن تريد أن تتأرجح عاطفيًا.
لم تكن تريد أن تكون ضعيفة، أو أن تعتمد على أحد. و كانت تريد أن تظل واقفة، ببرود، وبقوة، حتى النهاية…..وحدها. فلم يكن لديها الكثير من الوقت المتبقي.
حين أنصتت بهدوء، سمعت صوت الرئيسة وهي تصب الكونياك. لا بد أنها تشربه كعادتها مع صفار البيض الطازج فوقه، معطرًا برائحة طيبة.
غالبًا ما كانت سيان تشعر أن ذلك الكونياك يشبه وحدة الرئيسة، ولهذا كانت تنصحها بالتقليل من الشرب، لكنها لم تطلب منها التوقف تمامًا.
هي دائمًا ما تلح عليها بأن ترتاح، لكن الرئيسة كانت تشبه سيان كثيرًا. فقد انضمت إلى أوتيس في أوائل العشرينيات من عمرها، وكرّست حياتها كلها لها، تعمل ليلًا ونهارًا دون توقف.
ربما كان الوضع سيختلف لو كان لديها عائلة…..لكن بعد وفاة زوجها في سن الحادية والثلاثين، لم تتزوج ثانيةً، وها هي تعيش وحدها منذ ستة وثلاثين عامًا.
كيف تحمّلت الرئيسة كل هذه الوحدة طوال تلك الحياة الطويلة؟
• “آه، على ذكر ذلك، كنت قد نسيت أن أسألكِ شيئًا.”
سألت الرئيسة بنبرةٍ وكأنها تذكّرت فجأة.
• “المصعد السري الذي ينزل مباشرةً إلى مكان وجود أطفال أونغجو في قضية بارك جين وو من UM…..”
“نعم؟”
• “كيف عرفتِ الرمز السري؟”
ارتبكت سيان لا إراديًا.
كان يمكنه ببساطة أن تقول أن جوون هو من اكتشفها، وهذا صحيح، لكن…..
كان لدى تاي جوون قدرةً سرية، ويبدو أن لا أحد يعلم بحقيقتها. حتى الرئيسة نفسها.
ولهذا، لم يكن من الصواب أن تفشيها هي من تلقاء نفسها.
في يومٍ ما، سيخبر جوون الرئيسة بنفسه. لذا كذبت سيان من أجله.
“استخدمتُ لينكون لأعثر عليه.”
• “وليس جوون؟”
من الواضح أن الرئيسة أيضًا تعتقد أن تاي جوون يملك قوى خاصة. و كان هذا ردًّا طبيعيًا.
شعرت سيان ببعض الانزعاج لأنها تكذب على الرئيسة، لكنها رسمت حدودًا بلهجةٍ باردة.
“نعم. كنت محظوظةً فحسب.”
• “حسنًا، يبدو أن الحظ دائمًا بجانب سياني.”
في قولها “سياني” بنبرةٍ مليئة بالود، كان هناك دفءٌ كبير ومحبّة عميقة.
إن ماتت بعد شهر، فالرئيسة ستحزن بشدة. فقد اعتنت بها وربّتها كابنتها طوال واحدٍ وعشرين عامًا…..
لكن بما أن جوون موجود، فسيكون من الجيد أن يُخرج الرئيسة من حزنها بسرعة.
***
الساعة الحادية عشرة ليلًا. اليوم أيضًا، كانت غرفة الدردشة الخاصة بمجموعة دراسة الأسهم تضجّ بالحديث عن الجثة التي وُجدت في الجبل.
لكن بما أنهم شربوا الكحول بالأمس، وصعدوا الجبل، ثم سهروا طوال الليل، فقد أصابهم الإرهاق، لذا لم تكن الأجواء مفعمةً بالحيوية كما كانت بالأمس.
تحدثت يي أون مع “B” بشكل خاص.
<~: عليّ أن أرتدي السترة الواقية من الرياح، هل يمكنكِ إعادتها لي غدًا؟>
<~: آه، صحيح. نعم، سأُعيدها غدًا.>
حدّدا معًا المكان والوقت للقاء، وتبادلا حديثًا قصيرًا على الهامش. ثم علّقت “B” بفتور على أن “C” لم تأتِ إلى الجامعة اليوم.
<~: هل يستدعي الأمر أن تغضب بهذا الشكل العلني؟ في الحقيقة، إن كانت قد توهّمت أن هناك منحرفًا خارج النافذة، فعليها أولًا أن تعتذر، وتشكرنا على قلقنا عليها.>
<~: صحيح. الجميع كان قلقًا عليها كثيرًا.>
أيدتها يي أون على الفور.
أما “C”، فلم يفتح غرفة دردشة مجموعة الدراسة طوال اليوم.
ما إن سمع أحد الأربعة الذين كانوا في الجبل بقصة المنحرف، حتى نزل فورًا من الجبل، واستقل سيارة أجرة، وتوجه مباشرةً إلى نزل “C” الخاص. وبقي بجانبها حتى وقت الغداء…..
لكن “C” كانت تتصرف بعصبية، تطلب هذا وذاك، ولم تقل حتى كلمة “شكرًا”.
لذلك، وكأنهم اتفقوا جميعًا، لم يقم أيٌّ منهم بالاتصال بـ “C” بعد ذلك.
<~: لحظة، هناك من جاء.>
توقفت “B” فجأةً عن الحديث، ثم كتبت مجددًا في الدردشة.
<~: أحدهم يطرق الباب؟ يطلب أن أفتح له.>
<~: في الحادية عشرة والنصف ليلًا؟ من يكون؟>
<~: لا أعلم. آه، هل هي “C”؟ فصوتها يبدو كصوت “C”>
توقفت المحادثة للحظة، ثم تابعت “B” كلامها.
<~: نعم، إنها “C”. هل شربت الكحول؟ إنه واقفةٌ الآن خارج باب المنزل، وصوتها يبدو بطيئًا ومتثاقلًا…..تقول: “افتحي لي…..افتحي لي..…” بهذه الطريقة المزعجة.>
<~: أنا حقًا لا أطيق هذا.>
وافقتها “B” وأبدت ترددها أيضًا.
<~: أوه، مقزز. لسنا حتى مقرّبتين، فلماذا جاءت إليّ؟ هل أتصنع أنني لست في المنزل؟>
<~: هل تركتِ أنوار الغرفة مضاءة؟>
<~: نعم، تركتها.>
<~: إذًا فات الأوان لتتظاهرين بأنكِ غير موجود.>
<~: تبا، مزعجٌ جدًا.>
<~: إذًا تحدّثي مع “C” لوحدكِ. أنا سأذاكر.>
أنهت يي أون المحادثة على الفور. و شغّلت موسيقى عبر خدمة بث، وبدأت التحضير لامتحانات منتصف الفصل، وكانت بين الحين والآخر تلقي نظرةً على غرفة دردشة مجموعة دراسة الأسهم.
يبدو أن الحديث مع “C” طال، إذ إن “B” لم تدخل إلى غرفة الدردشة أبدًا.
وهكذا، بعدما كان عدد المشاركين في المحادثة سبعة بالأمس، انخفض إلى ستة، واليوم إلى خمسة.
في الساعة الثانية فجرًا. قبل أن تنام، أرسلت يي أون رسالةً خاصة إلى “B”.
<~: هل كل شيءٍ على ما يرام؟ لماذا جاءت “C”؟>
انتظرت قرابة خمس دقائق، ولم يصلها رد، فأطفأت الضوء واستلقت.
عندها، دوّى صوت إشعار بوصول رسالة. و كان الرد من “B”.
<~: أنتِ.>
أنا؟ هل أرسلتها إليّ بالخطأ؟
لكن بعد لحظات، وصلت رسالةٌ أخرى.
<~: أنتِ أيضًا.>
“ما هذا؟”
ربما كانا “B” و “C” قد شربا الكحول. وربما كانا في حالة ثمالة شديدة.
كانت يي أون على وشك أن تقلب هاتفها وتنام دون أن تكترث، لكن…..
زيزز… زيزز…
رنّ إشعارٌ في الظلام. ثم ترددت في فتحه من شدة الكسل، لكنها في النهاية تحركت ببطء وقلبت هاتفها.
وفي الشاشة البيضاء المضيئة، برزت جملةٌ واحدة باللون الأسود، أرسلتها “B”.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 50"