الطريق المؤدي إلى الأفاعي كان متاهةً معقدة متشابكة لا حصر لها. و هناك بعض المخارج، لكن معظم الأبواب كانت مغلقةً بإحكام.
لكن الآن وُجد مفتاحٌ لفتح بابٍ جديد. وهو “مين كي شيك، صاحب حانة في أبغوجونغ”.
بعد حديثه مع كيم يون وو، قام بمسح ذلك الحديث من خلال إعادة ضبط هاتفه المحمول…..و ظن أنه لن تكون هناك مشكلة ما دام قد حذف المحادثة الضارة وأعاد تهيئة الجهاز، لكنه مخطئ.
بمجرد الاتصال بشبكة الإنترنت، لا شيء يختفي تمامًا. إنه فقط لا يظهر أمام الأعين.
لقد نُسخ وتكاثر واستقر بهدوء في مكانٍ ما داخل الويب المظلم، الواسع مثل الكون، المظلم كأعماق المحيط، والمعقد كالخيوط المخيفة لشبكة عنكبوت.
العميلة “G” التقطت تلك الآثار الصغيرة بدقة باستخدام ملقط. و وجدت المحادثات المشبوهة التي دارت بين امرأة في العشرين من عمرها خرجت من بيتها بسبب شجار مع والدها، وبين صاحب حانة أبغوجونغ.
“انتظر.”
كان جوون أول من لاحظ الحاوية الرمادية. فرفع يده اليمنى وضيّق عينيه قليلًا.
“هناك كاميرا مراقبة، هل تم التعامل معها؟”
كاميرا مراقبة؟
بما أن جوون من قالها، فلا بد أنها موجودةٌ فعلًا…..لكن هل يمكنه رؤيتها؟ في هذا الظلام؟
“قمت بمسح هذه المنطقة عبر صور الأقمار الصناعية، لكن لم أستطع العثور على كاميرا مراقبة هناك.”
“لقد أخفوها بين الأشجار. باتجاه الساعة الثانية، على بعد 20 مترًا، وعلى ارتفاع 3 أمتار.”
لكن لا تزال غير مرئية. و الظلام دامس لدرجة يستحيل معه رؤيتها.
ومع ذلك، أبلغت سيان فورًا العميلة “G” بمشكلة كاميرا المراقبة.
وبعد عشر دقائق، أرسلت العميلة “G” إشارة الموافقة.
<✓: “فريق الاختراق تعامل معها. و عرضنا تسجيلًا من نفس الوقت قبل أربعة أيام، يمكنكما الاقتراب الآن.”>
***
في الساعة 2:10 فجرًا. اقترب الاثنان من الحاوية الرمادية الكئيبة.
هذا هو المكان الذي التقى فيه زوج مين هي سون بالمستثمر الصيني للمرة الأخيرة، وتسلّم منه الدفعة النهائية، ثم افترقا.
كانت حاويةً قديمة ومتسخة بمساحة 6 بيونغ، بلا باب، ولا حتى نافذة أو مصباح.
فقط ملجأٌ صغير مهجور وضع هناك ليستريح فيه متسلقو الجبال التائهون، أو للاحتماء من المطر أو الثلج المفاجئ.
ورغم حالتها المتدهورة، وُضعت كاميرا مراقبة خارجها. و ليس من النوع الثابت، بل كاميرا متقدمة يمكنها الدوران 360 درجة.
لقد تم مد الكابلات حتى هذا العمق من الجبل لمراقبة هذه المنطقة على مدار 24 ساعة في الوقت الفعلي…..مما يعني أن الأفاعي كانت تستخدم هذه الحاوية من حين لآخر.
وعندما دخلا الحاوية بحذر…..
تششق… كيييك… تششق… كيييك…-
أصدرت الحاوية المتآكلة نصفها صوتًا موحشًا.
“هذا المكان…..يُعتبر ‘موضعًا’.”
قال جوون ذلك بينما كان يسلط ضوء المصباح داخل الحاوية.
“الموضع” هو أرضٌ تكون طاقتها السلبية قويةً بشكل خاص، وغالبًا ما تُستخدم كموقع لمشارح أو مقابر.
وفي الطبيعة، من النادر جدًا أن يُفتح هذا الموضع…..لكن إن فُتح، فإن كل الأرواح في المنطقة تتجمع فيه.
وإذا مات إنسانٌ فوق أرض مفتوحة كهذه، فإنه يتحول إلى روحٍ شريرة بسهولة. وليس أي روحاً شريرة، بل من النوع الشديد الخطورة.
بدأ جوون يحرّك المصباح الجانبي كما لو كان مرشدًا في متحف، وشرح،
كان يبدو وكأنه…..يحدّق بعينيه السوداوين العميقتين في أعين الأرواح واحدةً تلو الأخرى.
يبدو أن عدد الأرواح ليس قليلًا.
“كم عدد الكيانات الروحية داخل هذه الحاوية الآن؟”
سألت سيان بخفة، فأجاب جوون بلا مبالاة،
“ممتلئةٌ عن آخرها. مثل قطار المترو وقت الذروة. تقريبًا مثل الخط الثاني الساعة الثامنة صباحًا.”
بهذا العدد؟
رغم أن سيان شعرت بطاقة باردة مخيفة، إلا أن ما رأته كان مجرد حاوية مظلمة وفارغة.
لي سيان و تاي جوون كانا يقفان في المكان نفسه، لكن المشهد الذي يراه كلٌ منهما كان مختلفًا تمامًا.
عندما ترى موقع الجريمة لأول مرة، تكون بحاجة لكلٍ من “الرؤية العادية” و”الرؤية التي ترى الأرواح”، لذا تعمّدت ألا تفتح عينيها الروحية منذ البداية.
أخذ جوون يمرر ضوء المصباح على زوايا الحاوية الأربع بدقة.
“خصوصًا هنا، وهنا، وهنا. الأرواح متجمعةٌ بكثرة في كل زاوية.”
من الطبيعي أن يكون الأمر كذلك. فالأرواح تشعر بالطمأنينة في الأماكن التي تلتقي فيها الخطوط المستقيمة، أو تتقاطع فيها عدة خطوط.
مثل زوايا الغرف، أو أسفل المكاتب، أو تحت الأسرة، أو داخل الخزائن.
تمامًا مثل تصميم التوابيت التي تُستخدم عند دفن الجثث.
“هل قُتل أحدٌ داخل هذه الحاوية؟”
سألت سيان ببرود، فأجاب جوون بلهجة حاسمة،
“نعم، ولكن أمثالهم رحلوا منذ وقتٍ طويل مع بعض المتسلقين.”
يقصد بذلك أنهم تحولوا إلى أرواح شريرة منذ زمن. وربما لا يزالون يؤذون الناس في مكانٍ ما حتى الآن.
قامت سيان بإرسال رسالةٍ إلى الرئيسة لتبلغها بأن “الموضع” قد انفتح داخل هذه الحاوية.
ففي كلٍ من الكاثوليكية والبوذية، توجد منظماتٌ متخصصة في طرد الأرواح والقيام بطقوس شبيهة بما يقوم به “أوتيس”. وبما أن الوضع بهذا الحجم…..على الأرجح ستقوم الرئيسة بالتشاور مع الجانب البوذي.
وعلى أي حال، الشهر القادم يصادف احتفال بوذا، لذا ربما ينتهزون مناسبة مهرجان الفوانيس لتنقية هذا الجبل بأكمله.
“إذاً الآن..…”
وبعد أن أرسلت الرسالة، وضعت سيان هاتفها في جيبها ونظرت إليه.
“دعنا نبحث عن الجثث التي قُتلت داخل هذه الحاوية.”
***
كانت الساعة قد بلغت الثالثة فجرًا، ومع ذلك لم ينم أحدٌ من أعضاء مجموعة دراسة الأسهم السبعة.
فقد صعدوا إلى الجبل بدافعٍ من حماسة الشراب والاندفاع، وهناك عثروا على جثة، بل ورأوا أشباحًا أيضًا.
و هذا الوضع الدرامي المثير جعل فكرة النوم لا تخطر على بال أحد منهم.
أبدت يي أون ضيقها وغضبها،
<~: “أقول لكم، كانت أشباحًا حقيقية! نحن الثلاثة رأيناها في اللحظة نفسها! رجلٌ وامرأة، وكان الرجل طويلًا جدًا كأنه عملاق!”>
حينها سخر الأربعة الذين ما زالوا في الجبل.
<~: “ربما صُدمتم من رؤية الجثة فحسب. هل يُعقل أن توجد أشباحٌ فعلًا؟”>
<~: “عقولكم خدعتكم فحسب. وإلا لماذا لا نسمع عن أشباح الحيوانات؟ أو أشباحٍ ذوي البشرة السوداء؟”>
<~: “آه؟ صحيح! لم أسمع يومًا بقصة عن شبح أسود.”
<~: “هل تحركت الأشباح؟ هل لاحقتكم؟”>
<~: “لا، كانت واقفةً بجانب بعضها البعض، تحدق بنا بثبات.”>
<~: “إذًا، أليست مجرد دمى عرض؟ أحيانًا يرمون دمى العرض ويضعونها في الجبال هكذا.”>
<~: “قلت لك أنها لم تكن كذلك!”>
رغم انفعالها، إلا أن فكرة أنها قد تكون مجرد دمى عرض بدأت تراودها قليلًا.
فمع أنها شعرت بالرعب الشديد في تلك اللحظة، إلا أن ذلك الرجل والمرأة الطويلين الذين صادفتهم في الجبل لم يتحركوا أبدًا، وكأنهم تماثيل. و ربما كانوا فعلًا مجرد دمى.
<~: “وماذا قالت الشرطة؟ ما الذي سيحدث الآن؟ هل علينا الذهاب إلى مركز الشرطة؟”>
وبينما بدأ الحديث عن الأشباح يصبح مملًا، تحوّل النقاش تدريجيًا إلى موضوع الجثة.
<~: “لا. قالوا أنه يمكننا النزول الآن، لكنني سأبقى هنا حتى الصباح.”>
<~: “صور الجثة انتشرت في كل المواقع الكبيرة. الصحفيون تواصلوا معي ليسألوا إن كان بإمكانهم استخدام الصورة في مقالاتهم، فقلت لهم: استخدموها.”>
<~: “تبا، أنا أول من أبلغ عن الجثة.”>
<~: “هكذا هو الحظ، من كُتب له أن يلمع سيلمع.”>
وفي تلك الأثناء، عادت “C” دون أن تقرأ الجو، وأعادت الحديث عن الأشباح.
<~: “كلما فكرت في الأمر، أزداد اقتناعًا بأن ذلك الرجل والمرأة كانا شبحين. أراهن أنهما كانا ثنائيًا أقدم على انتحار جماعي.”>
<~: “يا إلهي، الآن وصلنا إلى قصة انتحار جماعي؟”>
<~: “آه، كفى فعلًا! توقفوا عن الحديث عن الأشباح!”>
ورغم أن الطلب جاء صريحًا وواضحًا، فإن “C” لم تتوقف عن الكلام.
<~: “لا، الأمر فعلاً غريب! من الذي يتسلق الجبل مرتديًا ملابس حداد سوداء بالكامل؟! فوق ذلك، الشعور الذي أعطاني إياه…..آااه! أقول لكم، لم يكن إنسانًا على الإطلاق!”>
وفعلاً، حين كانت تنزل من الجبل، رأت يي أون شكلًا غريبًا آخر. ذلك الظل الداكن كان بلا شك لرجل.
رجلٌ بوجه مبتسم. وكان يرتدي قميصًا أزرق بنقشة مربعات، مطابق تمامًا لما كانت ترتديه الجثة.
مجرد النظر إليه جعل القشعريرة تسري في جسدها، وتذكّرت فجأةً ذلك الشعور غير المريح الذي اجتاحها حينها.
<~: هل كان هناك أحد غيرنا الثلاثة ينزل من الجبل؟>
سألت يي أون بخفّة، فجاءها الجواب سريعًا.
<~: لا. لماذا؟>
<~: لا شيء.>
كانت تفكر في أن تحكي عن الرجل ذي الابتسامة المترددة، لكنها عدلت عن الأمر ظنًا أن أحدًا لن يصدقها.
<~: آه، هناك أحد خارج النافذة.>
قالت “C” فجأة شيئًا غريبًا.
شخصٌ خارج النافذة؟ في الثالثة فجرًا؟
فاندفع مجرى الحديث كلّه نحو ذلك الاتجاه.
<~: ألم تقولي أنكِ تقطنين في غرفةٍ لفردٍ واحد؟ هل تعنين أن هناك شخصًا غريبًا ينظر إلى داخل غرفتكِ الآن؟>
<~: نعم. وجهه…..يحدق مباشرةً إلى الداخل.>
<~: يا إلهي! ما هذا؟ أهو مجنون؟>
<~: يبدو أنه ظن أنني نائمة لأنني كنت قد أطفأت الأضواء.>
بعد بضع ثوانٍ، تم تحميل صورة في غرفة الدردشة.
<~: انظروا إلى هذا. إنه إنسان، أليس كذلك؟>
كانت صورةً تقشعر لها الأبدان.
وجهٌ شاحب باهت يظهر من خلف زجاج النافذة، لكن المنطقة المحيطة بالعينين في الصورة كانت مطموسةً بسوادٍ غريب.
وكان الفم مفتوحًا قليلًا، ويبدو بدوره ملطخًا بالسواد.
ربما كان مجرد شعور…..لكن بدا وكأن ذلك الفم كان يبتسم.
<~:تباً! ما هذا بحق!>
<~: أبلغي الشرطة حالًا!>
<~: هناك شرطي معنا، سنشرح له الوضع فورًا.>
<~: هل النافذة مفتوحة؟>
<~: فتحت النافذة قليلًا للتهوية.>
نهضت يي أون فجأة وجلست مستندةً على قدميها، ممسكةً بهاتفها بكلتا يديها ودخلت في المحادثة.
<~: أغلقي النافذة فورًا!>
<~: إنه مجنونٌ حقًا. يا إلهي!>
<~: لا أريد الاقتراب…..هل يجب أن أغلقها فعلًا؟>
<~: هل هناك شبكة أمان؟ إذاً، ادفعيها من بعيد بعصا أو شيء ما وأغلقيها بسرعة!>
<~: لا أريد، أخاف. لماذا لا يرمش حتى عينيه…..>
<~: هل هو بنفس وضعه؟>
<~: نعم. يفتح عينيه على اتساعهما وينظر إليّ بصمت.>
<~: أسرعي وأشعلي الأنوار. ربما يهرب إذا أضأتِ النور.>
<~: هيّا، أنا في طريقي الآن، أرسلي لي عنوانكِ بسرعة. و تحققي إذا كان باب المدخل مغلق، ولا تقتربِ من النافذة أبدًا. اختبئ في مكان لا يراه فيه ذلك الشيء.>
وسط تبادل الرسائل السريع، ارسل أحدهم بغيظ،
<~: جثة، أشباح، ومضطربٌ مطارد أيضًا؟ هل جنّ جنون العالم اليوم حقًا؟>
____________________
الي لحق c شبح واضح✨
جوون دامه شاف كل ذا الاشباح اظن يدري ان شبح المشنوق لحق الطلاب😭😭
الظاهر الطلاب مسمين بحروف مجهولة لأنهم بيفطسون؟ ويي أون شكلها هي الناجيه
ذاه تحيليل مب اكيد
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 48"