توفي بارك تشول وو، النائب الأول لرئيس مجموعة UM. وقد عثر عليه ميتًا خلف باب مكتب رئيس مجلس الإدارة في المقر الرئيسي صباحًا، بعد أن وصل السكرتيرون إلى العمل.
سبب الوفاة: سكتة قلبية.
لكن وفقًا لمعلومةٍ سرية داخلية من UM، وصلت من العميلة G تحت بند ممنوعٌ الإفشاء، فقد وُجد بارك تشول وو جثةً متيبسة، وعيناه مفتوحتان على اتساعهما، وفمه مشدوه، وكأنما رأى شبحًا مرعبًا قبل أن يموت.
حتى خصلٌ من شعره شابت فجأة، وعلى الرغم من سقوط هاتفه المحمول بجانبه، إلا أنه لم يستطع حتى طلب النجدة.
توقيت الوفاة كان بين الساعة 1 والـ2 فجرًا من هذا اليوم. وهو التوقيت نفسه الذي أسقط فيه بارك جين وو غطاء الجرة الرابعة من جرار الأطفال “أونغجو”، فكسرها، وفقدوا الاتصال بأحد الأرواح.
لكن، لماذا؟ لماذا كان بارك تشول وو موجودًا فجأة في مقر UM الرئيسي في هذا الوقت المتأخر من الليل، قبيل الساعة الثانية صباحًا؟
هل كان قد شكّ في أن شقيقه يتورط في أمرٍ ما مع العرافة، فاستدعاه إلى الشركة لينتظره هناك؟
لا، ليس ذلك.
ضيّقت سيان عينيها،
‘قبل أن نبدأ بطقوس التحرير البارحة، سألني بارك جين وو سؤالًا…..’
“كم من الوقت ستستغرق الطقوس؟”
عندما أجابت بأنها ستنتهي حوالي الثانية فجرًا، رفع بارك جين وو هاتفه المحمول بهدوء وبلطف،
“إذاً، فقط لحظةً واحدة…..سأرسل رسالةً إلى البيت أخبرهم بأنني لن أعود الليلة.”
وفور أن استعادت سيان تلك الكلمات، اجتاحها شعورٌ مرعب وقف له شعر جسدها.
“الرسالة…..”
الرسالة التي أرسلها بارك جين وو قبل بدء طقوس التحرير لم تكن لأسرته ليعتذر عن عدم عودته. بل كانت رسالة استدراج، أرسلها إلى أخيه ليأتي إلى الشركة. لأن روح أونغجو لا تؤذي إلا من ينتمي إلى دم العائلة التي ربطتها وقيدتها.
كواااااج-!
ارتسم في ذاكرتها صوت غطاء الجرة وهو يتحطم بقوة، وتلاها صورة بارك جين وو وهو يتظاهر بالارتباك والحرج.
“آه، يا إلهي! يدي…..تبللت بالعرق…..أعتذر. يبدو أنني توترت كثيرًا وفلت الغطاء من يدي دون قصد.”
يا له من إنسانٍ ماكر. لقد ترك غطاء الجرة يسقط عمدًا من يده.
***
اليوم الأخير من شهر مارس. بدأت أزهار الكرز تتفتح شيئًا فشيئًا. و ما زالت بضع زهراتٍ فقط، لكن كان من الواضح أن الربيع قد اقترب كثيرًا.
جلست سيان على الطاولة الخارجية في حديقة هانغّانغ في دوكسيوم، وبدأت تمرر شاشة هاتفها ببطء وهي تقرأ المقالات المتعلقة ببارك جين وو.
لم يمضِ سوى يومين على وفاة بارك تشول وو، لكن بارك جين وو تمكّن من استقرار شركة UM دفعةً واحدة.
لقد قضى 23 عامًا يراقب إدارة الشركة بهدوء كظلٍّ إلى جانب رئيس الشركة الراحل، وربما لذلك لم تكن معرفته بالأمور قليلة.
بارك جين وو أظهر كاريزما غير متوقعة. بل إنه بدأ يُحدث تغييرًا في UM بلطفٍ حازم منذ الآن. وعلى عكس شقيقه بارك تشول وو، لم تكن له أي فضائح أو حوادث، وربما بسبب مظهره المنضبط كطالب مثالي، كانت الآراء العامة عنه إيجابيةً أيضًا.
قامت سيان بتكبير صورة وجه بارك جين وو على شاشة الهاتف حتى امتلأت بها الشاشة بالكامل، وأخذت تتأمله بصمت.
قبل شهرٍ واحد توفي والده، وتبع ذلك فورًا خبر وفاة شقيقه. و كان وجه بارك جين وو يبدو حزينًا ولطيفًا.
“عيناه تضحكان.”
ظهرت يدٌ فجأة لتغطي نصف شاشة الهاتف. كانت يد جوون.
كان يغطي أنف وفم بارك جوون براحة يده. و أمال رأسه قليلًا وألقى نظرةً سريعة على الصورة، ثم وضع فنجان القهوة أمامه وجلس.
فتحت سيان فمها بصوتٍ جاف،
“كنت تعرف أن في اللحظة نفسها التي كنا نصعد فيها إلى السطح…..كان طفل أونغجو يقتل بارك تشول وو، أليس كذلك؟”
“بالطبع.”
مدّ جوون ساقيه وأخرج قطعة شوكولاتة. فأصبح صوت سيان بارداً بحدة.
“لماذا لم تخبرني بذلك؟”
هزّ جوون كتفيه وأدخل الشوكولاتة في فمه.
“لأني ظننت أنكِ قد تعرقلين الأمر؟”
“كان يجب أن أعرقل ذلك. الذين صنعوا أطفال أونغجو هما الجد والأب، وبارك تشول وو لم يكن له أي ذنب.”
لم يكن للأمر علاقةٌ بشخصية بارك تشول وو الفردية. فلم يكن هذا نظامًا بالعقوبة الجماعية، ولم يكن هناك سبب ليُحاسَب على ذنب لم يرتكبه.
“لا.”
وكأنه قرأ أفكارها، قاطَع جوون كلامها بحدة.
“بارك تشول وو وُلد وفي فمه ملعقةٌ من ذهب بفضل دماء أطفال أونغجو، وعاش حياته كلها في رفاهية، بل واستغل تلك الرفاهية ليقمع الكثير من الناس بوحشية، ومع ذلك تقولين أنه لم يكن مذنبًا؟”
“لكن……”
“لماذا؟ هل تشعرين بالذنب لأنكِ لم تستطيعي إنقاذ بارك تشول وو؟”
سألها جوون بسخرية. فأجابت سيان ببرود ودون تردد،
“كلا.”
“لكن رغم ذلك، لم تكوني من النوع الذي يتجاهل شيئًا وهو على علم به.”
كان ذلك يعني أنها لو كانت تعرف بالوضع، لكانت حتمًا أنقذت بارك تشول وو. وكان ذلك صحيحًا.
تحدث جوون ببرود وقسوة،
“أنا أستطيع التظاهر بعدم المعرفة حتى وإن كنت أعلم، ولا أشعر بالذنب، ولا ندم.”
“بالطبع، هذا متوقع.”
أومأت برأسها ثم ردّت عليه بتحدٍّ وبلهجة هجومية،
“تمامًا مثل ذلك السيكوباتي A الذي مات في مصعد موكدونغ، لو لزم الأمر يمكنكَ قتل شخص بيدكَ، أليس كذلك؟”
ابتسم جوون بصمت كأنها كانت إجابته.
كانت ابتسامةً خفيفة ومسترخية مثل نسمات الربيع، لكنها بدت أكثر برودة.
حدّق الاثنان في بعضهما دون أن يرفّ لهما جفن، وكانت نظراتهما المتطايرة كأنها شرارات، حتى قاطعهما صوت مكالمةٍ هاتفية.
ززز… ززززز…
اخذت سيان هاتفها المرتجّ. و في تلك الأثناء، كان جوون يحتسي قهوته بهدوء وهو ينظر إلى أزهار الكرز التي بدأت لتوها بالتفتح.
المتصلة كانت العرّافة تشوي. ابنة هواسوك الروحية، والتي عاشت تحت رقابة رئيس UM لمدة 12 عامًا.
• “قلت لي أن أتصل إن كان لدي ما أقوله، أليس كذلك؟ اتصلت لأن بارك تشول وو مات…..”
“نعم.”
• “في الحقيقة، والدتي الروحية…..كان لها طفل.”
“أعرف. طفلٌ ذكر، صحيح؟”
• “…….”
“إلى أي عمرٍ ربّت هواسوك ذلك الطفل؟”
• “أربع سنوات.”
أجابت العرّافة تشوي بانسيابية.
• “بالدقة، ثلاث سنواتٍ ونصف. و عندما بدأت أخدم والدتي الروحية، كان الطفل قد بلغ الثامنة أو التاسعة.”
“…….”
• “والدتي الروحية كانت تحب ذلك الطفل كما لو كان حياتها. لذلك، عندما كانت تعتني به، كانت تبدو…..لا أدري كيف أصفها….وكأنها شخصٌ طبيعي….لا، بل كانت تبدو كأي أم عادية. ثم جاء رئيس UM وأخذه منها، وقال أنه سيرسله إلى المدرسة وسيجعله يعيش حياةً أفضل……”
“لابد أن هواسوك بكت كثيرًا.”
• “كانت تبكي كل يومٍ تقريبًا لأنها كانت تشتاق إليه.”
“…….”
• “ولهذا، في كل مرة كان الرئيس يُحضر الطفل لزيارتها، كنت أتركها معه وحدهما لبعض الوقت.”
“وماذا بعد؟”
• “في أحد الأيام، صادف أنني…..سمعت حديثًا بينهما، فقط هما الاثنان…..وفي ذلك الوقت، قالت والدتي الروحية للطفل….”
قشعريرة-
من الغريب أنها حتى قبل أن تسمع بقية القصة، ارتعشت مؤخرة عنق سيان من القشعريرة.
ثم ألحّت بصوتٍ جاف.
“ماذا قالت؟”
• “…….”
“ماذا قالت هوا سوك لذلك الطفل؟”
• “الأمر هو…..”
ترددت العرّافة تشوي، ثم همست كما لو كانت تبوح بسر كبير،
• “لا بد من تحطيم الغطاء بقوة.”
“عذرًا؟”
• “يجب أن تحطّمه وكأنكَ فعلت ذلك عن طريق الخطأ. لأنك لست واحدًا منهم، بل أتيت من الخارج، لذا لا بأس. فهمت؟ أسقط الغطاء بقوة وكسّره.”
“…….”
• “يجب أن تقتل كل أفراد تلك العائلة حتى تزول القيود عنكَ. أنت، وأولئك الأطفال المساكين أيضًا…..حرروا أنفسكم جميعًا.”
الصوت الذي انساب من سماعة الهاتف غلّف جسد سيان كله بقشعريرةٍ باردة.
• “والدتي الروحية كرّرت تلك الكلمات مرارًا وتكرارًا، بإصرارٍ لا يُصدّق.”
أنهت العرّافة تشوي المكالمة فور قولها هذا. ثم حدّقت سيان في الهاتف الذي كانت تمسكه بيدها، و لمست الشاشة ببطء.
واصلت لمس الشاشة بحركةٍ جافة حتى امتلأت مجددًا بصورة وجه بارك جين وو.
“أنا بطبيعتي أكره الحروب. أصلًا، مجرد الصراع نفسه يجعلني أشعر بعدم الارتياح.”
هذا ما قاله بارك جين وو من قبل.
“لكنه لم يقل أنه لا يستطيع القتال، فقط قال أنه لا يحب ذلك.”
سخرت سيان بسخريةٍ لاذعة، فردّ جوون بنفس النبرة.
“بما أننا نقاتل، فمن الأفضل أن نربح. خاصةً عندما تكون الغنيمة كلها من نصيب الفائز.”
كانت الأغنية المنبعثة من مكبرات الصوت في الخارج هي أغنية الفائز يأخذ كل شيء.
تطاير شعر سيان مع نسمات الربيع القوية، وأصغت إلى كلمات الأغنية.
– لا أريد التحدث عن الماضي. إنه مؤلم، لكنه مضى وانتهى!
– لا بد أنك تعرف أنني ما زلت أشتاق إليك.
– قريبًا ستبدأ اللعبة، والفائز سيأخذ كل شيء.
نعم، تلك كانت طبيعة هذا العالم. قد تكون الفائزة النهائية في هذه اللعبة المجنونة، المرعبة، والحزينة…..هي هوا سوك.
ففي النهاية، وبعد وقت طويل جدًا، استولت ذرية هوا سوك على شركة UM، التي أسسها الرئيس الأول، تمامًا.
استمعت سيان إلى لحن الأغنية المبهج، ثم غطّت الجزء السفلي من وجه بارك جين وو كما فعل جوون، وأخذت تحدّق فقط في عينيه.
عند النظر إليه بهذه الطريقة، بدا أن بارك جين وو، الذي يحمل صورةً عامة طيبة، كانت عيناه – تحديدًا – نسخة طبق الأصل من عيون عائلة بارك.
نفس التحديق البارد لوالده، لجده، ذاك التحديق القاسي الذي لا يتردد في استخدام أي وسيلة لتحقيق غايته.
حقًا…..بعد أن قضى ثلاثًا وعشرين سنةً كاملة في الانحناء كالكلب، قتل والده البيولوجي، وقتل شقيقه غير الشقيق، وانتقم لأمه…..ثم انتزع العرش بيده.
لقد كان انتقامًا مثاليًا بكل معنى الكلمة.
“صحيح. عيناه تضحكان فعلًا.”
ضحكت سيان باستخفاف، ثم وافقت بصوتٍ جاف،
“لقد فاز…..وبكل هذه الروعة.”
___________________
واو حلوه النهايه 😂
اهم شي جوون وهو مستانس وعارف كل شي من اول✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 45"