• “ما الذي تقولينه؟ أن نُبقي على فيديو المراقبة الذي يظهر فيه وجهكِ ولا نحذفه؟”
نبرة صوت العميلة G أصبحت صارمةً ومتحفظة.
• “الأفاعي بالتأكيد ستبدأ بالتحقق من كاميرا المراقبة الموجودة أمام مكتب الرئيس التنفيذي…..لا تقولي أنكِ تخططين لاستخدام نفسكِ كطُعم؟”
“نعم.”
أجابت سيان ببرود وهدوء، ثم أضافت شرطًا آخر،
“وأتمنى أن تبقى هذه المسألة سرًا بيننا فقط. لا تُخبرِ بها الرئيسة.”
ساد صمتٌ ثقيل عبر السماعة، ثم سألت العميلة G بصوتٍ منخفض،
• “إلى متى؟”
كانت نبرتها توحي بأنها قد تساعد أو ترفض، حسب المدة.
“إلى الثاني عشر من مايو.”
أجابت سيان محددة تاريخًا واضحًا، وكأن لديها خطةً مُحكمة لا مجال فيها للخطأ.
وربما بسبب نبرة صوتها الثابتة والواثقة، شعرت العميلة G بأنها تخطط لأمر كبير، فلم تُبدِ أي اعتراض.
• “حسنًا، عزيزتي. ترك وجهكِ ظاهرًا في التسجيل أمر في غاية الخطورة……لكن بما أنكِ تنوين الموت بعد شهر على أي حال، فربما تخططين للتوغّل عميقًا بين الأفاعي.”
‘5… 4…’
كانت سيان تراقب الممر وتعدّ الأرقام في ذهنها، ثم رفعت وجهها البارد فجأة إلى الأعلى.
نظرت إلى كاميرا المراقبة لثلاث ثوانٍ. وبشكلٍ أدق، حدّقت مباشرةً نحو الأفاعي التي ستتعقّبها، ثم أدارت رأسها بعنف، وبدأت تمشي بخطى ثابتة.
***
“لقد استخدمت هذا المصعد طيلة 23 عامًا…..هل من المعقول فعلًا أن جرار أونغجو موجودةٌ في مكانٍ لا يمكن الوصول إليه إلا عبر هذا المصعد الخاص بالرئيس؟”
سأل بارك جين وو غير مصدّق. لكن حتى سيان لم تكن تعرف الطريق بدقة. و رغم ذلك، بدت وكأنها تعلم كل شيء، وأمرت جوون بثقة،
“نعم. فلنذهب الآن.”
ظهرت ابتسامةٌ خفيفة على طرف شفتي جوون، ثم تلاشت سريعًا، وضغط بصمت على أزرار المصعد.
33، B3، 9، 19. ثم…..اضغط زر الفتح ثلاث مرات متتالية، ثم زر الإغلاق مرة واحدة.
وووووم-
في اللحظة التي تم فيها إدخال الشفرة الصحيحة، بدأ المصعد يعمل مُصدِرًا صوتًا ثقيلًا.
“يا إلهي، ما هذا…..”
قال بارك جين وو ذلك بدهشة، وهو يتأكد من رقم الطابق، ثم نظر الى ما تحت قدميه بوجهٍ مذعور.
المصعد انطلق من الطابق 33 حيث مكتب الرئيس، نزولًا إلى الطابق السفلي الثالث تحت الأرض، ثم تابع النزول، أعمق فأعمق. نحو مكانٍ لم يعرف بوجوده أحد، حتى أولئك الذين قضوا عمرهم في هذا المبنى.
ارتجف بارك جين وو حتى فرك ساعده وكأن القشعريرة سرت في جسده، و سيان أيضًا شعرت بقشعريرة جعلتها تشعر ببعض البرودة.
• “تاي جوون مميز. فريدٌ من نوعه.”
استعادت صوت الرئيسة في ذهنها، ونظرت إلى ظهر جوون الواقف أمامها.
كانت تتوقع أن الجرار الملكية مخبأةٌ في الطابق السفلي…..لكن أن يتمكن جوون من اكتشاف مفتاح ذلك المكان السري، والرمز أيضًا، فهذا أمرٌ يثير الدهشة بشدة.
وذلك خلال يوم واحد فقط.
• “هل تظنين أن تاي جوون يبدو مميزًا من وجهة نظركِ؟ أعني، بصفته موك، هل تلاحظين شيئًا مختلفًا في قدراته من منظورك كـ سُوي؟”
عندما طرحت الرئيسة هذا السؤال سابقًا، فهمت سيان أنها تعني “الآخرون يرون جوون كشخص مميز، وأنتِ، كيف ترينه؟”
ولهذا، ومن دافع بسيط للمعارضة، أجابت: “موهوب، لكنه عادي.”
لكن الآن، بدا أن تاي جوون يُخفي سرًا لا تعرفه حتى الرئيسة جيدًا. فقضية شفرة المصعد هذه، لا يمكن أبدًا اكتشافها بمجرد معرفة وقت وفاة شخص أو القدرة على رؤية الأشباح.
تشرك-
توقف المصعد بصوتٍ حديدي ثقيل. ثم انفتح الباب بسلاسة.
“أوه.”
و ما كان خلف باب المصعد الضيق…..هو الظلام. ظلامٌ كثيفٌ بشكلٍ مخيف. وطاقةٌ شريرة خانقة لدرجة أنها تكتم الأنفاس.
في أعماق مقر UM، كانت هناك بحيرة من طاقة الأرواح الشريرة تموج تحت الأرض.
القشعريرة التحذيرية اجتاحت جسد سيان بالكامل، ومع ذلك، مشت بخفة وثبات نحو ذلك الشر العنيف.
وقفت في الممر المظلم، ثم التفتت جانبًا نحو المصعد المضيء وسألت،
“هل ستبقى هناك حتى ينتهي كل شيء؟”
“أنا.،…”
تردد بارك جين وو في الرد، وكان صوت أنفاسه السريعة والمتوترة يعكس صراعه الداخلي.
لا بد أنه يشعر بالخوف. فالجهة الخارجية مظلمةٌ جدًا، حتى أن المصعد المضـاء يبدو كأنه غواصة، وما بالخارج يشبه قاع البحر العميق.
خطوةٌ واحدة خاطئة وقد لا يتمكن من الصعود إلى السطح مرة أخرى.
“لا، سأذهب معكم.”
نظر بارك جين وو إلى باقة الأقحوان التي يحملها في يده، واتخذ قراره بمرافقتها بعزم.
و ربما بسبب برودة الأسمنت الشديدة…..عند إغلاق باب المصعد، شعر وكأنه دُفن حيًا داخل مغارة. فأشعل ضوء هاتفه المحمول، لكن ذلك زاد من الأجواء الكئيبة داخل الممر الضيق.
حذّرته سيان بصوتٍ هادئ،
“من الآن فصاعدًا، احرص ألا تنفعل عاطفيًا، ولا تُصدر أي صوت على الإطلاق. عليكَ أن تظل ساكنًا كالشجرة، كالصخرة، كي لا تجذب انتباه أطفال الأونغجو.”
***
كيييييي-
دفعت سيان الباب الخشبي العتيق السميك بحذر لتفتحه.
كان مصنوعًا من خشب الخوخ الفاخر، دون استخدام أي مسامير، بل تم تركيبه بعناية وبمهارة عالية.
دخلت ببطء إلى المساحة التي وراء الباب. و كانت المساحة واسعة إلى حدٍّ ما…..لكن الصمت فيها كان كثيفًا لدرجة أنها بدأت تسمع طنينًا في أذنيها.
كان الظلام دامسٌ جدًا.
تفحصت سيان المكان بحذر مستخدمةً ضوء الهاتف. و من السقف إلى الجدران وحتى الأرض، كل شيء كان مغطى برخام أبيض ناصع من أعلى جودة.
وبسبب الأقمشة الحمراء والزرقاء الطويلة المعلقة على كل عمود، كان للمكان شعورٌ قوي وكأنه معبد أو هيكل مقدس.
هذا هو المكان. هنا بالضبط، حيث تُقدَّم العناية لأطفال الأونغجو.
بعد أن تقدمت نحو عشر خطوات مرتجفةً من البرد، رأت ظهر عجوزٍ نحيلة جاثية على الأرض، منحنية الظهر بشدة.
وبمجرد أن ظهرت العجوز فجأة، تفاجأ بارك جين وو الذي كان يتبعها، فبدأ يتنفس بسرعة وبثقل، “هاف… هاف…”
ثبتت سيان ضوء الهاتف على العجوز، وتقدمت بخطى بطيئة وحذرة إلى أقصى درجة.
هيوووووو-
و فجأة، اجتاح رأسها تيارٌ شديد من الطاقة السلبية جعلها تقشعر. كانت تلك الطاقة تحثها على الخروج فورًا من هذا المكان.
‘اخرجي. اخرجي.’
طاقةٌ روحية باردة كالثلج ضربت جسدها بأكمله، وكانت شدة السلبية فيها لدرجة أن بشرة وجهها بدأت توخز بحرارة.
في تلك اللحظة، تَسَمَّعَت خطوات تقترب من خلفها. كانت خطوات جوون الذي اقترب منها أكثر فأكثر.
رغم أنها لا تريد الاعتراف بذلك، إلا أن مجرد سماع وقع خطواته المألوفة أشعرها بالطمأنينة، فهدأ خفقان قلبها الذي كان قد تسارع فجأة. و تابعت سيرها بحذر شديد.
وعندما مدت ضوء الهاتف إلى الأمام، رأت على المذبح الأبيض الناصع أربعة جرارٍ سوداء مصطفّة في خط واحد.
‘وجدتها.’
أخيرًا عثرت على أطفال الأونغجو.
توقفت سيان مؤقتًا عند جثة العجوز الجاثية.
كانت العجوز الميتة جالسةً وظهرها منحنيٌ تمامًا، وشعرها الأبيض الطويل مبعثرًا على كتفيها النحيلين.
كانت ترتدي سترةً صفراء مطرزةً بزهور ربيعية، لا تلائم أبدًا أجواء هذا المذبح الكئيب.
وعندما وجهت الضوء بشكلٍ مائل نحوها، رأت في يدها النحيلة، والتي كانت مرتخية، ثلاث حصى صغيرة بيضاء.
إنها “هوا سوك”. لكن كيف؟
قالت العرّافة تشوي أنها توفيت قبل 12 عامًا. هل يُعقل أنهم أبقوها على هذه الهيئة، في نفس وضعية موتها، دون دفنٍ طوال هذه السنوات؟
كاد صوت “كَرْك” يصدر من بين أسنان سيان المشدودة وهي تحاول كبح مشاعرها، لكنها لم تستطع منع قلبها من الخفقان بعنف بسبب الغضب المتصاعد.
كان هذا المشهد—جثة تحنطت في برد هذا القبو، وأمامها أربعة جرار لأطفال الأونغجو—مقززًا لدرجة أنها شعرت بالغثيان.
كانوا في الحادية عشرة فقط، أو التاسعة من العمر…..
هذا المشهد هو تجسيد حيّ للرغبة، والجشع، والأنانية، والقسوة المطلقة التي تسحق آلام الآخرين وأحزانهم ويأسهم من أجل نيل النجاح بأي ثمن.
بعد أن التقطت أنفاسها مرتين، بدأت سيان مع جوون التحضير لمراسم طرد الأرواح.
وضعت أربع لوحات زينةٍ تقليدية كانت قد جلبتها من الغرفة السرية في مكتب الرئيس، مقابل الجرار، بكل حذر كي لا تُحدث أي صوت.
كي سوك، هيون سون، كيم أوك، وجيا.
قامت بمواءمة كل لوحةٍ لتقابل الجرة المخصصة لكل طفل منهم. ثم وضعت أمام تلك اللوحات الأشياء والطعام الذي يميز كل طفلٍ منهم.
والمفاجئ أن بارك جين وو، منذ أن دخل هذا المكان، لم يُبدِ أي خوف. و كان وجهه الشاحب يعبّر أكثر عن الذنب، والصدمة، والحزن، لا عن الرعب أو الاشمئزاز من هذا المشهد المروع.
رفع بارك جين وو زهرة الأقحوان قليلًا وسألها بصمت، فأومأت له سيان بالموافقة.
بما أن هوا سوك قد ماتت، فإن وجود شخص من عائلة بارك هنا يُعد بمثابة انتحار تقريبًا…..لكن سيان قررت اصطحابه بعد أن رأت أنه سيكون بخير.
جثا بارك جين وو على ركبتيه أمام كل جرة من الجرار الخزفية، ووضع زهرة أقحوان واحدةً أمام كل منها بكل احترام.
ثم وضع الزهرة الخامسة، والأخيرة، على يد هوا سوك التي كانت ميتةً وجالسة بوضعيةٍ مائلة.
و ظل بارك جين وو ينظر إليها دون أن يتحرك للحظة طويلة.
فوووش-
رتبت سيان الشموع في صف أنيق، ثم أشعلتها. و كان هناك زر على الجدار يمكنه تشغيل الإنارة، لكنها تعمدت تركه مطفأً.
عدد الشموع كان ستًا بجانب جرار الأونغجو، وخمسًا أمام اللوحات. الرقم 6 يرمز إلى الأرض، والرقم 5 إلى السماء.
ومن الآن، سيصعد الأطفال الأربعة من الأرض إلى السماء. من العالم السفلي إلى الأعلى.
من الحزن إلى الراحة الأبدية.
تراقص وهج الشموع البرتقالي على سطح الجرار السوداء بانعكاسٍ ناعم.
وحين انتهى كل التحضير، تقدم جوون، الذي يتمتع بطاقةٍ روحية هائلة، ومزّق اللوحات الأربع دفعةً واحدة بسيفه البرونزي بقوةٍ ساحقة.
كان الطقس يقوم على كسر أغطية الجرار المصوّرة في اللوحات بضربةٍ أفقية، ثم تحطيم الجرار نفسها بضربة طولية.
تم الأمر.
لقد انفتحت أبواب الانتقال ذات المعنى الروحي في كلٍ من اللوحات الأربع.
_________________
بارك جين وو ذاه وش دراه ان هوا سوك ميته هنا بعد مع الجرار؟
اشك فيه وان كانه صدق مع ابوه اجل حلال يقىًلونه الاشباح✨
سيان ارتاحت عشان جوون معها ياانااااااس زوجوهم ذا السايكو
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 41"