ما إن تذكّر بارك تشول وو “خاتم الأفعى الخاص بوالده” حتى بدأ بتفتيش منزله والشركة بشراسة.
لكنه لم يتمكن من العثور على الخاتم في أي مكان.
وفي النهاية، وبعد تفكيرٍ طويل، سأل شقيقه بارك جين وو واعطاه تلميحًا عن خاتم والده…..
“لكن ذلك الوغد أيضًا بدا وكأنه يسمع به لأول مرة. لا أعلم إن كان يجهله حقًا، أو يتظاهر بذلك……لا، يبدو أنه لم يكن يعرف فعلًا. بدليل أنه استدعاكما للعثور على خاتم الأفعى.”
أطلق بارك تشول وو صوت امتعاض، وكأنه لا يزال مستاءً.
كان واضحًا أن هذا كل ما يمكن استخلاصه منه في الوقت الحالي. ولذلك، حان وقت الانسحاب.
“هل تود أن أعطيك الخاتم إذا وجدته؟ خاتم والدك الثمين؟”
قالت سيان ذلك بابتسامةٍ خفيفة وهي تقدم طُعمًا زائفًا لكن مغرٍ.
بدا أن العرض راق له، إذ انفرجت ملامح بارك تشول وو واعتدل في جلسته بشيءٍ من الزهو.
“هكذا يجب أن يكون…..حتى أنتم، الكهنة، عليكم أن تختاروا الطرف الصحيح.”
“ليست مسألة اختيار طرف، بل استثمار. رهانٌ طويل الأمد أضعه على نائب الرئيس بارك تشول وو.”
قالت سيان ذلك ببرودٍ وأناقة.
“إذا قدمت السعر المناسب، سأسلّمك خاتم والدك.”
***
اشترت سيان جِل و ضغطت كميةً وافرة منه على أصابع جوون، ثم بدأت تدوّر الخاتم محاولةً نزعه.
تاي جوون يعاني من صدمةٍ نفسية شديدة منذ الطفولة، لدرجة أنه يصاب بالإغماء لمجرد رؤية هذا الخاتم. لذا لا خيار سوى أن تقوم لي سيان بإزالته له.
كان تتوقع تمامًا أنه سيتصرف بهذا الشكل، ولهذا اشترت الجل بالأمس.
“هل يدكَ مخدّرة قليلًا؟”
“قليلًا.”
لكنها ليست مجرد “قليلًا”. فأصابعه كانت حمراء ومتورمة بشكل واضح، وكان من المعجزة أنه يتحمل الألم.
مررت سيان إصبعها بلطف بجانب إصبعه مع الجل، ثم بدأت تدوّر الخاتم بلطف ويسحبه مرة أخرى.
لكن الخاتم كان ضيقًا للغاية، وكان يستمر بالتعثر عند المفصل، ولم يكن يبدو أنه سيخرج أبدًا.
“بسبب قلقكِ هذا…..سأقع في حبكِ اكثر.”
أطلق جوون دعابةً فجائية. فردّت سيان عليه بسخرية.
“أن تقع في الحب لمجرد أن أحدهم يقلق عليكَ…..هذا يعني أنكَ عاطفيٌ جداً.”
عندها خفّض جوون صوته،
“لستِ ‘أي أحد’، فبالنسبة لي…..أنت لي سيان.”
كان صوته عميقًا وثقيلًا، وكأنه صادقٌ تمامًا.
لم تُبدِ سيان أي رد فعل، و بوجه خالٍ من التعبير كانت تواصل تدليك أصابعه المتورمة ببطء، فقط لتساعد على تدفق الدم فيها.
ثم سحبت سيان الخاتم فجأة وبقوة، وكأنها تمزّق خياله وتقطعه. وبفضل تلك الحركة، خرج الخاتم الذي كان عالقًا في المفصل بسهولة.
“واو، يبدو أنكِ سأمتِ مني.”
قال جوون ذلك وهو ينفخ على اصبعه المتورم.
“لي سيان، هل تميلين دائمًا للوقوع في حب من يقلق عليكِ؟”
أدارت سيان نظرها بعيدًا، ثم قابلت عينيه مباشرةً وأجابت.
“يعتمد على نوع الرجل الذي يقلق عليّ.”
“آها~”
أصدر جوون صوتًا لعوبًا، ثم راح يغازلها بوضوح،
“وماذا عني أنا؟ أشعر وكأننا نتناغم جيدًا، حتى لو اصبحنا زوجين.”
عندما ينظران إلى بعضهما من هذه المسافة القريبة، كانت سيان ترى انعكاس صورتها محاصَرةً في سواد عينيه.
فردّت ببرودٍ متعمّد،
“إذا كنا لا نتناغم حتى من الخارج، فهل تعتقد أننا سنتناغم من الداخل؟”
ضحك جوون بمرح وهو يرفع زاوية فمه، ثم غيّر الموضوع عائدًا للعمل.
“هل تنوين حقًا تسليم خاتم الأفعى لذلك الحقير؟ إنه لا يختلف عن أبيه وجدّه.”
“لا. بارك تشول وو لا يستحق ذلك.”
لن تتواصل الأفاعي مع بارك تشول وو مجددًا. فهم لن يتحققوا من الأمر مرتين أبدًا.
ووفقًا للمعلومات الأخيرة، فإن الأفاعي يمكنهم توريث الخاتم لأقاربهم. وكان من الواضح أن عدد الخواتم محددٌ بدقة، فإذا مات أحدهم أو خرج من المجموعة، يُسترد خاتمه ويُمنح لآخر.
وبالطبع، بمجرد وفاة رئيس شركة UM، كانوا سيحاولون فورًا استرجاع الخاتم رقم 08…..
لكن مرت قرابة شهرٍ على وفاته، والخاتم لا يزال هنا حتى الآن. و حتى أولئك الأفاعي العظماء لم يتمكنوا من معرفة مكان الخاتم رقم 08.
لكن الآن…..من المؤكد أنهم باتوا يعرفون كل شيء، حتى أن بارك جين وو، سكرتير والده، استدعى سرًّا عرّافة.
إذا استمرت في التباطؤ، قد يُنتزع منها الخاتم رقم 08 بواسطة الأفاعي.
اتّخذت سيان قرارًا واضحًا وبسيطًا،
“غدًا مع الفجر، سنتخلص من الجرار.”
***
العميلة G تمكّنت أخيرًا من العثور على كيم أوك” الطفلة الثالثة من فتيات “أونغجو”.
وكما كان متوقعًا، كانت الابنة الرابعة في عائلة فقيرة لديها خمس بنات متتاليات وصبيٌ واحد في النهاية.
سيان تأكدت من أعمار أفراد العائلة، ثم ذهبت لمقابلة الابنة الخامسة، التي من المرجّح أنها كانت الأقرب إلى كيم أوك.
“كنت كمنبوذةٍ تقريبًا في البيت.”
شقيقة كيم أوك الصغرى كانت في الخمسين من عمرها تقريبًا، وذات بنيةٍ ممتلئة. و بدا من طباعها أنها مهووسة بالطعام بعض الشيء، لكن مع تقدم الحديث، أصبح واضحًا سبب ذلك.
“أنجبت أمي خمس بناتٍ متتاليات، ثم بعد سنة أنجبت أخي الأصغر. ومنذ ذلك الحين، لم نعد نحصل على أي اهتمام من العائلة. كل الطعام له، كل الملابس له. الوحيدة التي كانت تعتني بي هي أختي كيم أوك.”
العائلة كانت مشغولةً بالكدّ والعمل لتأمين لقمة العيش، حتى أنهم بالكاد تذكروا وجود فتاة تُدعى كيم أوك، لكن الأخت الصغرى قالت أنها ما زالت تتذكر أختها كيم أوك بوضوح حتى اليوم.
“بسبب الفقر، لم نكن نعرف ما هو اللباس الجيد، ولا حتى طعم الحلويات. أنا لم أذق طعم الدجاج المقلي إلا عندما بلغت الرابعة والثلاثين. اشتريت دجاجةً كاملة وأكلتها وحدي، من راتبي الذي كسبته بعملي. وكان طعمها لذيذًا حقًا.”
تابعت الابنة الخامسة كلامها وهي تقطع الكعكة وتأكل منها بنهم،
“في هذا العالم أطعمةٌ لذيذة كثيرة. لو كان معنا المال، لكانت الحياة جميلةً وسهلة.”
“كيم أوك…..ألم يكن لديها طعامٌ مفضل؟”
“السمسم.”
“السمسم؟”
“أختي كيم أوك كانت تحب السمسم. الحلويات كانت لأخي الصغير فقط، وأمي لم تكن تسمح لها حتى بلمسها. وكنا أطفالًا، فطبعًا نشتهي الأشياء الحلوة أو ذات الطعم الغني. وفي تلك اللحظات، كانت تسرق القليل من السمسم خلسةً وتأكله.”
“…….”
“وكانت دائمًا تشاركني. و تقول أن طعم السمسم هو الأطيب في العالم، وكانت سعيدةً به فعلًا.”
نظرت الابنة الخامسة بأسى إلى طبق الكعك الفارغ أمامها.
“أعتقد أن أختي كيم أوك ماتت. و رحلت دون أن تعرف حتى طعم هذا العالم. مجرد التفكير بذلك يجعل قلبي يعتصر حزنًا.”
كي سوك، هيون سون، كيم أوك، وجي آه.
هؤلاء الأطفال الأربعة لا بد أنهم ما زالوا جالسين في عتمة ذلك المبنى الثقيل، متقوقعين في الزوايا.
أرواحٌ هائمة محبوسة في الجرار، غير قادرة على الزوال أو الارتياح.
عندما كانت كيم أوك تتوق لرؤية أمها، وعندما كان الألم لا يُحتمل، هل كانت تتذكر طعم السمسم الذي كانت تمضغه في فمها؟
***
تم العثور على الجرار، وأُرسلت رسالة إلى بارك جين وو لإبلاغه بأن طقوس طرد الأرواح ستُجرى اليوم.
بارك جين وو ردّ بأنه يريد الحضور شخصيًّا. وكان ذلك طلبًا طبيعيًا بصفته العميل. فقد دفع مبلغًا كبيرًا من المال، ويحق له التأكد بنفسه من أن الجرار ستُعالج كما يجب، وأن الكهنة لا يخدعونه.
الساعة كانت الحادية عشرة مساءً. بارك جين وو ظهر في المكان المحدد بوجهٍ متجهم، وفتح فمه بالكاد.
كانت نبرة صوته توحي بشيء أقرب إلى “إذًا، كانت موجودةً فعلًا…..”
فهو، رغم كل شيء، لا بد أنه لم يصدق تمامًا أن والده وجدّهُ قد اختطفوا أطفالًا وقتلوهم فعلًا…..
بارك جين وو كان يرتدي ملابس العزاء احترامًا للأطفال، وكان يحمل في يده أزهار الأقحوان المربوطة بشريط أسود.
“أحضرت بعض الأزهار لأمنحها للأطفال…..وإن كان ذلك غير مناسب، فسأتركها وأرحل.”
“لا، لا بأس.”
ردّت سيان بإذن، وأخذت تتمعّن سريعًا في عدد أزهار الأقحوان التي يحملها في يده.
كانت الأزهار…..خمس أزهار من الأقحوان.
رفع بارك جين وو هاتفه وسأل،
“كم من الوقت سيستغرق الأمر؟”
“الآن الساعة الحادية عشرة، لذا سننتهي على الأرجح بحلول الثانية فجرًا.”
“مفهوم. إذًا فقط…..سأرسل رسالةً إلى المنزل أُخبرهم أنني لن أعود الليلة.”
طلبت سيان منه بالمرة أن يُطفئ هاتفه أو يُفعّل الوضع الصامت. فأرواح “أونغجو” تختلف عن الأرواح الشريرة الأخرى، فهي لا تؤذي الناس بشكلٍ عشوائي، بل تقتل فقط أفراد العائلة التي ربطتها بها، انتقامًا لما جرى لها.
وقريبًا، سيقوم جوون بعزل مبنى المقر الرئيسي لشركة UM بحاجز طاقة، وبذلك، في هذا الوقت، هنا، الشخص الوحيد الذي قد يكون في خطر هو بارك جين وو. لأنه الوحيد من عائلة “بارك” الموجود داخل هذا المبنى.
صعد الثلاثة إلى الطابق 33، إلى مكتب الرئيس التنفيذي، وجمعوا أولًا الستارة ذات اللوحات الأربع، وخاتم الأفعى.
“اذهبا أولًا إلى المصعد وانتظراني هناك. لدي مكالمةٌ قصيرة فقط.”
بناءً على كلام سيان، حمل جوون الأغراض وتقدّم من دون تعليق، وتبعه بارك جين وو، وما إن خلا الممر تمامًا، حتى نظرت هي إلى الخاتم الذي تمسك به في يدها.
رقم 08. كان خاتمًا بمستوى الألماس.
الأفاعي لا بد أن تكون مهووسةً الآن بمعرفة من يملك هذا الخاتم، وأين ذهب بالضبط.
اتصلت سيان بالعميلة G وأعطتها أمرًا واضحًا،
“كاميرا المراقبة التي تُظهرني الآن، لا تحذفي منها سوى 5 ثوانٍ فقط، من الساعة 11:20 تمامًا.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 40"