وصلت سيان إلى المكان الذي اتفقت عليه مع جوون قبل الموعد، وبدأت الاتصال بالعميلة G وهي جالسة في مقعد السائق.
“أريد أن أطلب منكِ شيئاً آخر. تحققي لي من وجود طفلة تُدعى كيم أوك، كان عمرها تسع سنوات، واختفت في سوكشو أو يونغدوك قبل 42 عاماً.”
• “سوكشو ويونغدوك؟”
“الأطفال الذين تم تأكيد هويتهم حتى الآن كانوا يعيشون في سامتشوك، وكوسونغ، وأولجين.”
• “آه، كلها تقع على خط الساحل الشرقي، أليس كذلك؟”
“صحيح. أعتقد أن كيم أوك كانت من عائلةٍ فقيرة جداً، وعائلةٍ كبيرة أيضاً. لدرجة أنهم لم يكن لديهم وقتٌ أو قدرة للبحث عنها عند اختفائها، وربما لم يبلغوا عن فقدانها أصلاً.”
• “حسناً. سأبدأ التتبع فوراً.”
“وأيضاً، المدير بارك جين وو الذي طلب منا هذه القضية، كان بجوار رئيس شركة UM وقت وفاته. أرجوكِ اجمع كل لقطات كاميرات المراقبة وتسجيلات كاميرات السيارة المتاحة من تلك اللحظة، كل ما يمكنكِ الحصول عليه.”
• “هل حبيبتنا تشعر أن هناك أمراً مريباً؟”
“لا شيء…..فقط أحاول أن أكون حذراً قدر الإمكان. وهناك شيءٌ آخر. أرجوكِ تحققي أيضاً من أجواء عائلة المدير بارك جين وو قبل ولادته وبعدها مباشرة.”
• “هل هناك شيءٌ آخر تحتاجينه؟”
“هل يمكننا مراقبة حياة الشخصيات الرئيسية في UM داخل منازلهم؟”
• “هذا صعب. الأثرياء الحقيقيون يوظفون خدمًا، لذلك لا يستخدمون التقنيات الذكية في منازلهم. مع أن هذه التقنيات مريحة، إلا أن خطر اختراق الخصوصية كبيرٌ أيضاً.”
هل هو نفس السبب الذي يجعل سيارات رولز رويس لا تحتاج إلى القيادة الذاتية؟ لأن لديهم سائقين خاصين.
“إذاً، لقطات كاميرات المراقبة وقت الحادث المروري…..”
تشيك-
فُتح باب المقعد المجاور للسائق، ودخل جوون إلى السيارة، ثم أغلق الباب.
“فقط أحصلي لي على تسجيلات الكاميرا الأمامية.”
أنهت سيان المكالمة بصوت منخفض، ثم بوجه خالٍ من التعابير، بدأت تشرح لجوون وضع التقدم في القضية.
“تأكدنا من هوية ثلاثة أطفال، ولم يتبقَ سوى العثور على كيم أوك.”
“يا له من إنجاز سريع. السيدة لي سيان، طريقة عملكِ فعلاً مذهلة.”
كانت تقريباً بمستوى تاي جوون.
بما أن جوون معروفٌ بسرعة الحسم، فقد ركزت سيان معه أكثر من أي شريك آخر عملت معه سابقاً.
لو كانت مع شركاء آخرين، لما استطاعوا حتى تقدير موقع تلك الجرار خلال أسبوعٍ على الأقل.
أخرجت سيان خاتماً من الجيب الداخلي لمعطفها ومدّته له.
“هل يمكنكَ ارتداء هذا؟”
كان خاتماً على شكل أفعى. أفعى سوداء تلتف حول حجر زمردي كبير مستطيل الشكل وتحمله.
هزّ جوون كتفيه ومدّ يده اليسرى بهدوء. كان يطلب منها أن تلبسه له.
“إذا أمر القائد، فماذا بوسعي أن أفعل؟”
فاجأها بموافقته الفورية والمباشرة، إذ لم تتوقع أن يرضى بسهولة.
فهذا الخاتم كان خاتم الجاني. وبما أنه هو الضحية، فلا بد أنه يكره حتى لمس هذا الخاتم المرعب.
كان من الأفضل أن ترتديه هي، من جميع النواحي، لكن الخاتم كان مصمماً للرجال، ولم يكن يناسب مقاسها، لذا اضطر جوون إلى ارتدائه.
المشكلة كانت…..في أي إصبع سيرتدي الأفاعي هذا الخاتم؟
من دون تردد، أخذت سيان الخاتم ووضعته في البنصر الأيسر لجوون.
بما أن يد جوون كبيرة، فقد دخل الخاتم بصعوبة شديدة، لكنه دخل أخيراً.
“تم الأمر. لنذهب.”
نزلا من السيارة وأغلقا الباب، وما إن مشيا حوالي عشرة أمتار، حتى اقترب منهما أربعة رجالٍ بأجسام ضخمة كلاعبي مصارعة، ووقفوا حولهما بشكلٍ شبه دائري محكم.
فوراً، رمقهم جوون بنظرةٍ حادة ومسحهم بعينيه من أعلى إلى أسفل.
كان طوله يزيد عن رؤوسهم بمقدار رأس تقريباً، وجسمه قوي، لذا توتر الجو من حول المجموعة التي كانت تحاول تطويقهما.
“نعتذر، لكن نرجو منكما أن ترافقانا.”
قال ذلك رجلٌ ذو شعر محلوق جزئياً، بدا أنه قائد المجموعة، بنبرة مهذبة لكن تنضح بالتهديد.
“لا تثيروا الفوضى، وابقوا هادئين.”
***
كانت حافلة ليموزين تسع لتسعة ركاب متوقفةً في إحدى الزوايا العمياء للكاميرات.
صعدا سيان و جوون إلى الحافلة بناءً على توجيهات الرجال الضخام.
كان داخل الحافلة معتماً بعض الشيء، وقد تم تدوير المقاعد بحيث يجلس الركاب وجهاً لوجه.
وكان هناك رجلٌ ينتظرهما بالداخل. رجلٌ في أوائل الخمسينات من عمره، يرتدي بدلة فاخرة بلونٍ كحلي.
جلست سيان بهدوء على المقعد الفارغ، وجلس جوون إلى جوارها، ثم أُغلق باب الحافلة بصوت عالٍ من الخارج.
الرجل الخمسيني الذي أمامهما كان قصير القامة لكن ممتلئ الجسم، ويبدو من ملامحه أنه حاد الطباع وعنيد.
كان هو بارك تشول وو، نائب رئيس المجموعة، ويُقال أنه يشبه والده وجده كثيراً. وهو الابن الأكبر لرئيس مجموعة UM الراحل، وأخو المدير بارك جين وو.
نظر بارك تشول وو إلى سيان ثم حوّل نظراته الغاضبة إلى جوون.
و جوون، من ناحيته، كان ينظر بالفعل إلى جبهة بارك تشول وو. من الواضح أنه كان يرى الآن عمر بارك تشول وو المتبقي.
تفحّص بارك تشول وو جوون بنظراتٍ مرتابة، لكنه ما لبث أن توقف فجأةً عند يده الموضوعة على ركبته.
كان خاتم أفعى يحمل حجراً من الزمرد كبير الحجم وزاهي اللون، غير معتادٍ لرجل أن يرتديه.
ما إن رأى بارك تشول وو ذلك الخاتم حتى بدا عليه الازدراء بوضوح.
“أي رجل يرتدي مثل هذا الخاتم؟ آه صحيح…..إنه من أولئك المشعوذين.”
كان هذا التعبير على وجهه، نظرةَ احتقارٍ صريحة.
مفاجئ حقاً.
الخاتم الذي يبحثُ عنه، خاتم الأفعى، كان أمامه مباشرة، في يد جوون…..ومع ذلك، بارك تشول وو لم يتعرف عليه، ومن الواضح أنه لا يعرف حتى شكله.
وفجأةً بدأ بارك تشول وو بالاستجواب دون مقدمات.
“أنتما الاثنان، إن حاولتما خداعي بلعب الألاعيب، فلن تخرجا من هنا بأطرافٍ سليمة. ما الذي كنتما تفعلانه في مكتب رئيس مجموعة UM الليلة الماضية؟”
مثيرٌ للاهتمام. عادةً، عندما يهدد نائب رئيس شركة ما، يكتفي بقول “سنتعامل وفق القانون”، لكن هذا التهديد بدا وكأنه صادرٌ عن زعيم عصابة.
على أي حال، كان من المتوقع أن يستدعيهما. فوجود شخص غريب، بل وفي مكتب والده الراحل، ومن قِبل أخيه المنافس، لا يمكن أن يمر دون علمه، وإلا فهو أحمق.
لا شك أنه قد أجرى تحقيقًا عن سيان و جوون، وعلى الأرجح أنه يعرف أنهما كاهنان.
زمجر بارك تشول وون بغضب،
“تكلما فوراً! ذلك الخبيث بارك جين وو هو من أرسلكما للعثور على خاتم الأفعى، أليس كذلك؟!”
كان بارك تشول وو يسيء الفهم، ظنًّا منه أن أخاه استدعى الكاهنين من أجل خاتم الأفعى.
والآن، تبدأ المرحلة الأهم. لاستخراج المعلومات المتعلقة بالخاتم، كان لا بد من خداع الرجل الجالس أمامهم، والأساس في أي خداع هو أن “يبدو مقنعاً”.
كان عليها أن تستخدم القليل من المعلومات الحقيقية التي لديها لتزعزع يقينه بالأكاذيب.
بجرأة. وبكل وقاحة، شرعت سيات تؤنّب بارك تشول وو.
“لديك الحافز للتحرك، لكنكَ متسرعٌ وتكثر من الأخطاء، تماماً كما وصفكَ والدك الراحل.”
“ما الذي تقولينه؟!”
“فرصة العمر جاءت إليكَ على طبق من ذهب، لكنك أصررت على إخبار منافسكَ بها، أليس كذلك؟”
ثم، وبكل وقاحة، نقرت سيان بلسانها، تسك، مرة واحدة.
فالكهنة عادةً لا يتملقون الطرف الآخر، بل يصرخون في وجهه ويزرعون فيه الرهبة.
“لماذا سألت أخاكَ عن خاتم الأفعى؟ هذا تصرّفٌ غبي فعلاً.”
“…….”
“لهذا السبب بالذات، لم يكن والدكَ الراحل يثق بكَ، نائب الرئيس بارك تشول وو. ولهذا أيضاً استمر تأجيل عملية الخلافة.”
وحين بدأت سيان بالتصعيد، مرّر بارك تشول وو لسانه على شفته مرتين بتوتر.
وتابعت حديثها وكأنها تحثّه على التفكير ملياً،
“المدير بارك جين وو، من بين جميع الكهنة الذين ارتبط بهم والدك، اختار أن يستدعيني أنا تحديداً. إذا لم تتمكن من إدراك السبب، فسوف تخسر مقعد رئيس مجموعة UM لصالحه، نائب الرئيس.”
في العادة، تتبع العائلات الثرية خطة خلافةٍ تدريجية تستمر نحو عشر سنوات، لكن UM لم تكن قد بدأت أي نوع من تلك التحضيرات.
فالرئيس الراحل تصرف وكأنه سيعيش إلى الأبد، ولم يمنح أي سلطةٍ إدارية لابنه. لذا لا بد أن المشاكل التي يواجهونها الآن كثيرةٌ ومعقدة.
سأل بارك تشول وو من بين أسنانه،
“ذلك الخاتم…..يبدو أن العجوز أوكله إليكما، أليس كذلك؟ وطلب منكما إعطاءه لأحدنا، إما أنا أو بارك جين وو؟”
كيف يجب أن ترد؟
ترددت سيان للحظة، ثم أجابت بذكاء،
“ذلك الشيء لا يُؤتمن لأحد. لا يمكن أن يملكه إلا صاحبه الحقيقي.”
وما إن سمع بارك تشول وو ذلك التأكيد من سيان، حتى أومأ برأسه كأنه اقتنع.
“نعم، نعم…..لا بد أن الأمر كذلك.”
كان غاضبًا، لكن نبرته أوحت وكأن ما قيل أمرٌ بديهي. من الواضح أنه قد سمع عن خاتم الأفعى من قبل….
فتحت سيان الموضوع بلهجة تبدي الحيرة، لكنها ركزت على النقطة الجوهرية،
“بحسب ما رأيته في قراءتي الروحية، فهذا الخاتم كان من المفترض أن يكون بحوزة نائب الرئيس بارك تشول وو منذ زمن…..ألم يعرضه عليكَ والدك من قبل؟ ولو مرة واحدة؟”
“أبدًا. لم أكن أعلم حتى بوجود شيءٍ كهذا.”
أظهر بارك تشول وو استياءً شديدًا تجاه والده.
ثم أطلقت سيان صوت تفكير، و سألته بنبرة هادئة لكن راقية،
“إذًا من هو، ومتى، وأين سمع نائب الرئيس بارك تشول وو عن خاتم الأفعى أول مرة؟”
***
“الذي سألني عن خاتم الأفعى…..كان رجلاً. كان ذلك عند الفجر…..ربما الثانية صباحًا؟ تلقّيت اتصالًا على هاتفي المحمول.”
وبما أن بارك تشول وو يعتقد أن سيان هي “الكاهنة الخاصة بوالده”، فقد بدأ بالكشف عن المعلومات بسهولة.
“هل كان شخصًا تعرفه؟”
سألته سيان، فأصدر صوت تذمر قبل أن يجيب،
“لا. كانت تلك أول مرة أسمع فيها صوته. سألني فجأة: (هل استلمت خاتم والدكَ؟). فغضبت وانفجرت فيه: (من يتصل في هذا الوقت؟ أي خاتم؟ من أنت؟) وما إن قلت ذلك حتى انقطع الاتصال فورًا.”
“…….”
“الخاتم، الخاتم…..لا أعلم لماذا، لكن ذلك الاتصال أزعجني بشدة، وبقيت أشعر بالانقباض طوال صباح ذلك اليوم، ثم خلال اجتماع الغداء، وفجأة…..عادت إليّ ذكرى قديمة.”
“أي ذكرى؟”
“كان في اليوم الذي فقدت فيه أعصابي تمامًا، وتشاجرت مع والدي شجارًا عنيفًا بسبب مسألة الخلافة…..”
في تلك اللحظة، تحرك فك بارك تشول وو كما لو أنه كان يطحن على أضراسه بقوة.
“ذلك العجوز، الذي كان طبعه ناريًّا، صفعني على وجهي وهو في قمة الغضب. ثم فقد السيطرة على نفسه وأمسك بياقة قميصي وصرخ في وجهي.”
“ما الذي تهذي به؟! ألستَ من سيرث كل شيءٍ في النهاية؟! كُفّ عن التفاهات وافعل ما يُطلب منكَ بهدوء! الشركة، خاتم الأفعى، كل شيءٍ ملكي! ولن أُسلّمه لأي أحدٍ أبداً!”
“أي أحد. لقد نعتني بـ (أي أحد). قال أنه لن يسلّم الشركة لأي (أحد)، كان يقصدني أنا.”
“…….”
“أنا لم أنسَ كلمةً واحدة مما قاله ذلك العجوز في ذلك اليوم.”
قبض بارك تشول وو يده بإحكام حتى صدرت منها طقطقة.
“خاتم الأفعى…..بالنسبة لذلك العجوز، كان هذا الخاتم يعادل مجموعة UM التي أمضى حياته كلها في بنائها.”
___________________
وعنه ذاه فطس في حادث والظاهر الافاعي هم الي قتلوه؟
مدري ليه بس شكل صدق الافاعي متسللين لأوتيس يمكن دروا انهم عرفوا ذا العجوز وقتلوه
المهم جوون يجنن مخلي سيان قايدته 😂🤏🏻
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 39"