وكان أيضًا خاتمًا كان يملكه سرًا رئيس إحدى أكبر عشر شركات تكتل في البلاد.
لذلك، إن كان الخاتم الأول يحمل زمردًا أخضر…..فهذا الخاتم الثاني مرصع بألماسة شفافة فاخرة تتلألأ ببريق يكاد يخطف الأبصار.
عندما أدارت سيان الخاتم، كانت أفعى سوداء بالكامل ملتفةً حول الحزام.
كانت أفعى سامة تمسك في فمها عشبةً تشبه زهرتين متفتحتين من زهور الأوركيد. وعلى الجهة الداخلية من الحزام كانت هناك حروفٌ منقوشة….SOG 08.
هذا يعني أنه التابع الثامن.
وإن كان الخاتم الزمردي السابق يحمل الرقم 124، فهذا يحمل الرقم 08.
قفزت مرتبة الخواتم دفعةً واحدة إلى الأعلى.
“هذا فعلاً يبعث القشعريرة. كيف عرفتِ أن الخاتم كان مخبأ هنا؟”
قال باوك جين وو ذلك بدهشة وقد ارتبك. فابتسمت سيان ابتسامةً غامضة ومثّلت دور الوسيط الروحي العارف.
“هذا طبيعي، التجسيد الروحاني هو من أخبرني بذلك.”
في الحقيقة، كان جوون هو من أخبرها.
“هذه الأفعى، إن احتفظت بها ستجلب لك مصيبةً كبيرة. بعد أن ننتهي من أمر الجرار، سأقوم بأخذها والتصرف بها جيدًا.”
“آه، همم…..”
بما أن هذا الشيء كان من مقتنيات والده الراحل، بدا وكأنه في صراع للحظة، لكن بارك جين وو وافق بسهولة.
“حسنًا، لِنفعل ذلك.”
كان من الواضح أن بارك جين وو لا يعرف ماهية هذا الخاتم. إذ سلّمه لسيان دون أن يفكر مرتين. ثم قال شيئًا لم يكن متوقعًا أبدًا.
“قبل أربعة أيام، سألني أخي إن كنت قد رأيت خاتم الأفعى بين أشياء والدي…..هل كان يقصد هذا؟”
ماذا؟ هل يعقل أن بارك تشول وو، الابن الأكبر ونائب رئيس شركة UM، كان يبحث عن خاتم الأفعى؟
ضاقت عينا سيان للحظة، لكنها حذّرته بنبرة تحذيرية.
“من الآن فصاعدًا، لا يجب أن تذكر هذا الخاتم لأي أحد. تمامًا كما فعلت مع الجرار، يجب أن تعيش وكأنك لم ترَ شيئًا أبدًا.”
***
طَق-
عاد جوون إلى السيارة، وما إن أغلق الباب حتى بدأ بالكلام.
“التجسيد الروحاني يرغب في تناول دجاجة مع نودلز كالغوكسو.”
“التحسيد الروحاني؟”
سألت سيان باستغراب وهي في منتصف ربط حزام الأمان، فردّ عليها جوون بوقاحة وكأنه يقول “كفى، لنذهب” وأشار بذقنه نحو المقود.
“يوجد مطعمٌ مشهور في غيلدونغ. هذا التجسيد يرغب في الذهاب إلى هناك.”
***
جلس الاثنان متقابلين وبينهما طبق دجاجةٍ كاملة مع نودلز، يخرج منه البخار.
ملأ جوون طبقه الصغير بالطعام وناوله لسيان. و وضع قليلًا من البصل الأخضر، وأغلبه من المرق، مع كثير من اللحم الطري.
“التجسيد يأمركِ أن تأكلي كل هذا.”
“هذا التجسيد…..فضوليٌ جدًّا، أليس كذلك؟”
ردّت سيان بجفاف، فضحك جوون بهدوء.
“إذا كان الشيء يخصّه، فمن الطبيعي أن يهتم به.”
“يخصّه؟ هل أنا أخصّ تاي جوون؟”
“ألم تكوني تعلمين؟”
قال ذلك مازحًا، ثم انتقى اللحم فقط وسكب لها مغرفة أخرى.
“لي سيان كانت لي منذ البداية. لذلك أنا لا أغضب منها ولا أجادلها.”
وبالفعل، على عكس المرة الأولى التي التقيا فيها، أصبح جوون ينفّذ كل ما تطلبه منه بسرعة. وحتى مزاجه السيئ بالكاد يظهر هذه الأيام.
حتى الطعام…..
بما أن وجباتهما كانت تتركز على أطباق خفيفة وسهلة الهضم، فقد كانت تأكل معه أفضل بكثير مقارنةً بما كانت عليه مع شركائها السابقين.
أنهت سيان كل ما في طبقها الصغير، ثم نظرت حولها داخل المطعم.
ربما لأن الوقت كان غير مناسب، لم يكن هناك أي زبائن في الطابق الثاني من مطعم النودلز. ومع ذلك، أرسلت لينكون ليقف عند مدخل الدرج في الطابق الثاني ليراقب من قد يصعد، ثم بدأت الاجتماع.
“اللوحات الأربع وخاتم الأفعى المخفي، كل ما كان في تلك الغرفة السرية كان من المفترض أن يُورّث لوريث شركة UM.”
“لكن من كان يبحث عن خاتم الأفعى كان، بشكل غير متوقع، الابن الأكبر.”
“ومن تواصل معنا هو بارك جين وو. هل من الممكن أن الرئيس الراحل كان قد قرر بالأصل أن يجعل الابن الأكبر هو الوريث؟”
“من يدري…..”
ردّ جوون بفتور، لكنه قال شيئًا ذا مغزى.
“السر على الأرجح لا يعرفه إلا بارك جين وو. لأنه كان الشخص الوحيد الموجود في موقع الوفاة حين مات والده.”
صحيح، هذا ما كان…..ربما قال له والده وهو يحتضر: “انقل كل ما سأقوله الآن لأخيكَ الأكبر”.
لكن بارك جين وو لم يبلّغ أخاه بوصية والده، وكان يحاول إخفاء الشاشات الأربع الغامضة سرًّا.
لأن وصول بارك تشول وو إلى رئاسة الشركة قد يؤدي إلى ولادة “طفلٍ خفي” جديد.
لكن هذه تبقى مشكلةً داخلية تخص عائلة بارك…..
“هناك أمرٌ آخر مفاجئ للغاية.”
وبينما كانت سيان تقول ذلك، باغتها جوون بردّه وهو يضع المزيد من اللحم في طبقها بحدس حاد.
“كونه رئيس واحدة من أكبر عشر شركات في البلاد، كنت أظنه بالتأكيد من فئة النخبة، من فئة ‘البلاك’.”
“صحيح. لكن حين كشفنا أوراقه، تبيّن أنه كان من فئة ‘الماس’ بشكل غير متوقع.”
SOG 08. الرقم 08.
فوق رأس الرئيس الراحل، كان هناك سبعة أفاعٍ أخرى.
سبعة أشخاص يسيطرون على رؤوس التكتلات الاقتصادية الكبرى في البلاد.
فهل من بينهم…..
“من هم أفراد ‘البلاك’، وكم عددهم؟”
فرد جوون وكأنه رأى الأمر بعينيه،
“بين اثنين وثلاثة.”
على الأقل اثنين، وأقصاها ثلاثة. وكان هذا مطابقًا لتوقّع سيان أيضًا. فالأفعى السوداء لا يمكن أن تكون واحدة فقط.
كان هذا التلميح قد حصلت عليه بالصدفة من الرجل في السجن. حين قال: “صحيح أنني ارتكبت خطأ، لكن الأمور تُحلّ، وقد أخبرت البلاك بذلك…..”
وهذا يعني أن هناك أكثر من واحد، لكن من المؤكد أنهم ليسوا كثيرين.
“لنقسّم العمل.”
بدأت سيان العمل فورًا.
“لحلّ مشكلة جرار الأميرات، أظن أن تتبّع معلومات الضحايا سيكون مدخلًا مناسبًا. كيسوك، هيونسون، كيم أوك، وجيا. سأحاول تتبع أخبار الفتيات المفقودات.”
“الأمر مبهمٌ للغاية…..هل لدينا من جانبنا مفتاح أو خيط يتعلق بالعرّافات اللاتي كان الرئيس الراحل يلتقي بهن كثيرًا؟”
“هناك واحدة.”
“من هي؟”
“بحسب المعلومات التي أرسلتها لنا العميلة G، فإن الرئيس الراحل كان يراقب امرأةً واحدة بشكل سري وباستمرار.”
“أوه؟ هل هي عرّافة؟”
“نعم. امرأة تُعرف باسم ‘العرّافة تشوي’.”
خفضت سيان صوتها قليلًا.
“يقال أن الرئيس الراحل كان يزوّدها شهريًا بمصروف معيشتها وكل احتياجاتها اليومية، حتى أنها بالكاد كانت تخرج من منزلها.”
“هذا يعني أن العلاقة لم تكن غرامية، بل أقرب إلى مراقبة وضغط، وربما حتى حبس مقنّع…..كم كانت مدة مراقبته لها؟”
“منذ أن كانت في التاسعة والثلاثين، وحتى بلغت الحادية والخمسين هذا العام، بلا انقطاع.”
“اثنا عشر عامًا.”
أصاب جوون كبد الحقيقة فورًا.
“ذلك كان وقت ولادة الطفلة الرابعة، جيا.”
زمنيًا، يبدو أنه كذلك فعلًا.
“سأتولى مقابلة تلك العرّافة تشوي، من المؤكد أنها تعرف شيئًا مهمًا. أما أنت يا تاي جوون…..”
قالت سيان ذلك مباشرة دون تردد،
“هل تستطيع العثور على جرار الفتيات؟”
كان المقر الرئيسي لشركة UM قائمًا في جونغنو، شامخًا وسط المباني المحيطة به. ومنذ اشتراه المؤسس الأول، لم يُنقل المقر قط، بل كانوا يوسّعونه بحذر وتأنٍ فقط.
رغم أن العثور على الجرار داخل هذا المبنى الواسع والمرتفع يبدو شبه مستحيل…..إلا أن تاي جوون، سيكفيه يومان أو ثلاثة على الأكثر.
“حسنًا، لنعمل على ذلك.”
قال جوون ذلك مبتسمًا بخفة وهو يحدّق فيها مباشرة.
“سأعثر لك على تلك الجرار، يا لي سيان.”
لم تسأله سيان عن كيف يخطط للعثور عليها، أو من أين سيبدأ، أو ما الذي سيفعله بالضبط. لأنها كانت واثقةً تمامًا من أنه سيجدها.
وفي أثناء ذلك، إن كان هناك ما يجب أن يبقى سرًا فسيبقيه طي الكتمان، وإن كان هناك ما يجب أن تعرفه، فسيخبرها به.
كتبت سيان على الفور رسالة إلى بارك جين وو. فوجود شخص غريب يتجول بحرية داخل الشركة قد يثير المتاعب، لذا كان عليها أن تنسّق الأمر مسبقًا معه لتجنّب أية مشكلات أمنية.
زيزز… زيزز…
وبعد دقائق قليلة، وصل رد بارك جين وو.
<: إذا كنتِ تقصدين الليلة، فالفترة من الواحدة إلى الخامسة صباحًا متاحة. وإذا احتجتِ وقتًا أطول، أخبريني، وسأرتّب موعدًا آخر.>
وبمجرد أن أنهت المحادثة، بدأت تستعد للانصراف، لكن جوون سبقها ووقف خلفها.
“هل تعلمين يا لي سيان، دائمًا ما يعجبني أسلوبكِ في العمل.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 36"