هل من الممكن فعلًا أنه اختُطف من قبل الأفاعي؟ هل يمكن ألا يُصاب أحدٌ بصدمة نفسية بعد مروره بأمرٍ فظيع كهذا؟
دخلت سيان في صلب الموضوع بوجهٍ خالٍ من أي تعبير.
“ما الذي يسعون إليه من خلال تقديم القرابين؟ أم أنه…..”
أعادت تشغيل المقطع إلى الوراء نحو 40 ثانية، وأوقفته عند جزء معيّن.
“بهذه الطريقة، يرسم كل واحد منهم شكلًا هندسيًا مختلفًا على جسده، باستخدام الدم الساخن الذي يُستخرج من قلب القربان. لكن، ما الذي ترمز إليه هذه الأشكال يا ترى؟”
ضاقت عينا جوون وهو يحدّق في الأشكال، ثم أجاب،
“علينا معرفة ذلك…..كي نقترب من جذر رغبات الأفاعي.”
نعم، هذا صحيح. سواء كان القربان حيًّا أو ميتًا، لا يُقدَّم إلا لسبب واضح ومحدد.
مثل الحماية، الأمان، الانتقام، الغنى، طول العمر، الشفاء، أو حتى للحصول على طفل.
لذا، كان من الضروري معرفة لماذا تسعى الأفاعي خلف القلب، ولماذا تحديدًا قلب جنين توأمٍ في الرحم، وما الغاية الحقيقية من ذلك.
“على الأقل…..تأكدنا أن هناك دائرةً سحرية مرسومة على الأرض، ونحاول حاليًا رسم نموذج رقمي لها في أوتيس. لكننا لم ننجح حتى الآن سوى في استخراج جزء صغير جدًا منها.”
بدأت سيان تسترجع الفيديو بسرعة.
“الدائرة السحرية التي اكتشفتها…..هنا، وهنا، وأخيرًا…..هنا. هذا تقريبًا كل ما وجدته.”
وقبل أربع ثوانٍ، في الزاوية اليمنى، ظهر شكلٌ صغير آخر.
“هذه دائرة سحرية قديمة جدًا من عصور سحيقة، أليس كذلك؟”
وعندما قال جوون ذلك، طرحت سيان رأيها،
“بما أنكما تزعمَان أنكما الأم الحقيقية لهذا الطفل، فاقسماه إلى نصفين، وخذا لكل واحدة نصفًا منه.”
“اسطورة سال ما؟”
“نعم، هل من الممكن أن تكون دائرة استدعاء شياطين سال؟”
“لا. لا علاقة لها بذلك، فالقواعد الهندسية مختلفة تمامًا.”
قال جوون ذلك وهو يرسم بسرعة تصميمًا تقريبيًا على ظهر ورقة A4.
“دوائر الاستدعاء الخاصة بسال تبدو بهذا الشكل.”
“وهل من الممكن أن تكون دائرة استدعاءٍ مخفية؟”
“مستحيل. دوائر سال تعتمد أيضًا على الألوان، مثل الأسود، الأبيض، الأحمر، وأحيانًا الأخضر. أما هذه، فهي تعود إلى زمن أقدم بكثير من عهد جوسون…..إلى أوائل العصر البرونزي، لا، بل أقرب إلى العصر الحجري الحديث.”
‘أقدم إلى هذا الحد؟ ذلك أقرب للعصور البدائية.’
بدت الفكرة مستغربة بعض الشيء، لكن سيان قررت البدء بالأمور التي يمكن حلها أولًا.
“المرأة التي قُتلت كقربان، نحن حاليًا في طور تتبع هويتها.”
ثم انتقلت إلى مشهد فيه لقطات مكبرة بتفاصيل دقيقة.
“في أوتيس، نستخدم كل تفاصيل الأشخاص الظاهرين في المقطع—بُنية العظام، القامة، شكل الفك السفلي، الشفاه، شكل الأظافر، طول الأصابع وسماكة المفاصل—للعثور على تطابق بنسبة تفوق 98% مع شخصيات حقيقية.”
“مع عناد الرئيسة، لا بد أنهم وجدوا أحدهم بالفعل…..”
“صحيح، لقد حددنا شخصًا واحدًا حتى الآن.”
أعادت سيان المقطع إلى الخلف وأوقفته عند لقطة لأحد الأفاعي، وهو يرفع قلبًا لا يزال ينبض نحو وجهه بجشع.
و كان على ظاهر يده اليسرى، في زاويتها، نقطة سوداء واضحة.
“لم ننجح بعد في تحديد هويات باقي الأفاعي، لكن هذا الشخص بالذات…..عرفنا من هو.”
بمجرد أن نقرت على الملف المغلق بشكلٍ منفصل نقرتين، بدأت تظهر على الشاشة بسرعة مشاهد تتغير بسرعة حيث يتم مطابقة شكل العين، القزحية، عرض الكتفين، سمك الجذع، طول العظام، مواضع النقاط وشكل اليد وغيرها، بقيم 98 و99 و100 و98.
“كل هذه الأمور تتطابق بشكلٍ نهائي…..”
وأخيرًا، امتلأت الشاشة الكبيرة بوجه رجلٍ مسن.
عند الاطلاع على ملفه الشخصي، تبين أنه يبلغ من العمر 81 عامًا، لكن مظهره لا يتجاوز أوائل الستينات في نظر أي شخص.
أطلق جوون ضحكةً خفيفة مستمتعًا.
“يا للعجب، إنه شخصٌ مشهور جدًا.”
“بالطبع، إنه رئيس مجموعة UM.”
وهي شركةٌ كبرى تحتل المرتبة الثامنة بين الشركات المحلية، يديرها مع عائلته وأقاربه ضمن نظام شركات متداخلة.
ضغطت سيان على الملف المنفصل في نهاية القائمة. و كانت صورةً ملتقطة من خبر نُشر منتصف الشهر الماضي، تُظهر مشهدًا من جنازة.
“لكن هذه الأفعى، هذا الشخص ميتٌ بالفعل.”
انخفض صوت سيان بنبرةٍ خشنة.
“منذ 21 يومًا، بسبب حادث سير.”
***
<كما هو معروف، استلم الفقيد الشركة من والده المؤسس وهو في السابعة والثلاثين من عمره. وبدأت النجاحات المتتالية منذ أن بلغ التاسعة والثلاثين، من خلال…>
<و رغم الجدل الذي دار حول أخلاقه وسوء معاملة الموظفين، إلا أنه وسّع شركته بأسلوبه الإداري الجريء والمميز…>
كانت سيان احدق بلا تعبير في الفيديو على هاتفها المحمول.
وبسبب شهرة هذا الشخص المتوفى كرجل اقتصاد بارز، لا تزال وسائل الإعلام تنشر هنا وهناك أخبارًا عن التعازي أو تقييمات بعد وفاته، رغم مرور ما يقارب الشهر.
وذلك وسط مخاوف كانت تظهر أحيانًا في العامين الأخيرين حول وضع الشركة المتأزم. فوفاة رئيس الشركة الكاريزمي والعنيد مثل قائد منفرد، كان من المتوقع أن تشكّل ضربةً كبيرة للشركة.
هذا الشخص، رئيس UM الراحل، كان لديه ولدان. الابن الأكبر بارك تشول وونغ، والابن الأصغر بارك جين وو.
أحدهما سيتولى منصب رئيس الشركة…..لكن من سيصبح رئيس UM في المستقبل؟
سيؤدي ذلك إلى تغيير جذري في نهج إدارة الشركة.
وفي خضم هذا، حصلت الرئيسة بالأمس على معلومة شديدة الأهمية.
يبدو أن الابن الأصغر، بارك جين وو، يبحث سرًا عن شامان (كاهن روحاني) يتمتع بالكتمان والمهارة العالية، دون علم عائلته.
“سيدة سيان.”
ناداها جوون بنبرة تشير إلى “لقد وصلنا”. فرفعت سيان نظرها على الفور.
كان هناك رجلٌ في الثانية والأربعين من عمره، مظهره أنيقٌ ومهذب، كان يقترب منهم وهو يعرج بخفة.
كان بارك جين وو، الابن الثاني لرئيس UM.
يُقال أنه كان يقود السيارة في اليوم الذي توفي فيه والده وتعرض للحادث معه، ويبدو أنه لم يتعافَ بالكامل بعد.
أعادت سيان الهاتف إلى جيب سترتها ومدت يدها اليمنى نحو بارك جين وو.
“سعدت بلقائكَ. أنا لي سيان. وهذا الشخص هو…..”
نظرت سيان إلى جوون بنظرةٍ جانبية.
“هو فقط من يعتني بي، فلا داعي للقلق بشأنه.”
“هاها، حتى لو قلتِ ذلك، من الصعب تجاهل شخص كهذا، أليس كذلك؟ على أي حال، أرجو أن تعتني بي. أنا بارك جين وو.”
كانت سيان في هذه المهمة تؤدي دور شامان شابة، تتمتع بالكتمان والمهارة الفائقة، لكنها تختار زبائنها بعنايةٍ شديدة.
وقد تم ربطها بـبارك جين وو من قبل رئيسة أوتيس، على أساس أن سيان تم تقديمها خصيصًا من قبل راهبة كبيرة في المعبد الذي كان الرئيس الراحل يتردد عليه كثيرًا.
دخل الثلاثة المصعد بعد عبورهم ردهةً رخامية نظيفة.
كان الابن الأكبر، بارك تشول وونغ، معروفًا بأنه مندفعٌ وحاد الطباع، ويُقال أنه يشبه والده تمامًا، بينما الابن الثاني، بارك جين وو، فكان…..أقرب ما يكون إلى شاب مهذب ونموذجي؟
كان هادئاً ومتحفظاً على نحوٍ غير معتاد بالنسبة لابن ثري من الجيل الثالث لعائلة كبيرة.
تحدث بارك جين وو أولًا عن انطباعه عنها.
“السيدة لي سيان تختلف كثيرًا عن الصورة النمطية للشامان.”
“الزمن قد تغير.”
“نعم، صحيح، لقد تغير الزمن. أصبح من النادر الآن حتى سماع أحد يقول أنه استدعى شامانًا لإقامة طقوس. أما والدي، فكان يقوم بطقوس موكغوري كثيرًا…..”
“لكشف الحظ والمستقبل.”
“بالضبط، هذا ما أقصده. أما أنا، فبصراحة، لدي بعض التحفظ تجاه الشعوذة.”
دينغ-
وصل المصعد مباشرةً إلى الطابق 33 وفتح بابه بهدوء. ثم تقدم بارك جين وو ليرشدهم بينما تابع كلامه.
“آه، لا أقصد أنني أرفضها تمامًا، فقط لا أؤمن بها بشكلٍ خاص، إن صح التعبير.”
“ومع ذلك، لا بد أن هناك سببًا يجعلكَ تبحث عن شامان، أليس كذلك؟”
فبعد وفاة والده في حادث سيارة، وفي خضم الصراع مع أخيه على وراثة المنصب، كان لجوؤه السري إلى شامان أمرًا يثير التساؤل.
“أمم….”
تردد بارك جين وو في الحديث، وبدا عليه الارتباك، وكأن وجهه يقول: “من أين أبدأ شرح هذا كله؟”
ثم توجه مباشرةً إلى مكتب الرئيس.
سُمعت خطى ثابتة…..
وفجأة اختفى صوت الخطوات التي كانت خلفها، فقد توقف جوون الذي كان يتبعهم فجأة في مكانه.
عندما نظرت سيان إليه بطرف عينها، رأته يرسل رسالةً إلى شخص ما عبر هاتفه المحمول.
على الأرجح إلى الرئيسة.
أعادت سيان نظرها إلى الأمام وسارت متناسقة الخطى مع بارك جين وو.
حينها، تحدث بارك جين وو بنبرةٍ جادة، مشددًا على أهمية السرية.
“أود أن تتذكري جيدًا أن هذه الاستشارة تُعطى لك بناءً على الثقة العميقة بين والدي الراحل وسماحة الراهب الكبير.”
“أنا مدركةٌ تمامًا لذلك. وقد قبلت هذا الطلب احترامًا للراهب الكبير فقط.”
يبدو أن كلامها طمأنه، أو ربما لم يجد شامانًا أكثر موثوقية منها، فبدأ بارك جين وو بالكشف قليلًا عن صلب الموضوع.
“والدي كان، كيف أقول هذا…..مهتمًا كثيرًا بالأشياء المستقبلية. لكن أصل ذلك يعود إلى جدي.”
“جدكَ؟”
“نعم. جدي بعدما أفلس، ثم أفلس مرة أخرى، وثالثة، وعندما بدأ أخيرًا في وضع أسس هذه الشركة…..عندما لم تسر الأمور كما يريد، قيل أنه دفع ثمن بقرةٍ كاملة لشامان من قريته طلبًا للمساعدة.”
كانت هذه من القصص المعروفة والمتداولة على الإنترنت عن شركة UM. حتى مؤسسها تحدث عنها بنفسه في مقابلةٍ صحفية.
“ويُقال أن ذلك الشامان قال لجدي…..أن البيت الذي يظهر فيه الموتى يكون ناجحًا في التجارة. ونصحه بشراء أرضٍ مات فيها كثيرٌ من الناس والبدء بمشروعه هناك. لأن الأرواح ستجذب الأحياء إليها باستمرار.”
تلك الأرض هي على الأرجح موقع المقر الرئيسي لشركة UM، هذا المبنى تحديدًا.
“هل لا تزال العائلة على تواصلٍ مع ذلك الشامان حتى اليوم؟”
عند سؤال سيان، هز بارك جين وو رأسه نافيًا.
“لا. تلك الحكاية تعود إلى شباب جدي. وهي في الحقيقة سرٌ لا يعرفه أحد خارج أفراد العائلة.”
“مفهوم.”
“ذلك الشامان…..فجأة جُنّ، وبدأ يتجول حاملاً منجلًا، ثم مزق فمه بيده ومات بتلك الطريقة.”
___________________
هاه؟ شكل فيه شبح دخل فيه ولا شلون
جوون هادي ليه ياخي
المهم سيان تستاهل الاوسكار كم دور مثلته؟😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 34"