إذا نظرنا إلى الحقائق فقط، فهي خدعةٌ جعلت امرأة تُصوَّر على أنها “زوجة هربت بعد أن خدعت زوجها الخائن وسرقت منه 3 مليارات و300 مليون وون”.
لكن جشع أهلها لم يكن أقل شراً، فقد كانوا شركاء في الجريمة.
لأن الاعتراف بأنهم استلموا 3 مليارات و300 مليون يعني أنهم سيضطرون لإرجاع المال للزوج، لذا فقد تظاهروا بالجهل عن اختفاء مين هي سون، وكل ذلك من أجل المال فقط.
في النهاية، تواطأ الزوج، والعشيقة، وأهل الزوجة معاً على محو امرأةٍ من هذا العالم.
“لكن لم أكن أعلم أنها ستموت…..لـ-لم أكن أتخيل…..أههه، لم أتوقع أبداً أن هي سون ستموت.…”
رمى الزوج فلتر السيجارة المحترق ثم انفجر في نوبة بكاء. كانت صرخةَ ندمٍ مؤلمة، وصراع مع شعورٍ بالذنب.
ضحك جوون بسخرية، بينما نظرت سيان إلى الزوج بعينين باردتين.
كان بكاءً زائفاً، تفوح منه رائحة النفاق، كسمكة فاسدة.
كان يحاول الآن تبرير ما حدث بأن إرسال المال لأهلها هو ما فجّر الكارثة، لكن هذا الرجل كان يخونها منذ زمن طويل.
بل أنجب طفلاً من عشيقته، ورباه معها بوقاحة وفخر، واستعرض حبهما أمام الزوجة طوال الخمس سنوات.
رغم أن مين هي سون كانت تعطي جزءاً من راتبها لأهلها، إلا أن زوجها كان يقتطع نصف راتبها طوال حياتها.
وحين كان عاطلاً عن العمل، تبيّن من التحقيقات أنه كان يأخذ منها حتى مال الكاريوكي ليلهو مع أصدقائه.
“البكاء، لا يعني بالضرورة أنكَ آسف.”
نبرة سيان كانت باردةً كالثلج.
الزوج، الذي كان يحاول استدرار الشفقة، بدا مرتبكاً وأطرق رأسه متلعثماً.
ثم واصلت سيان تحقيقها ببرود.
“المستثمر الذي قال إنه يريد شراء مين هي سون، كيف تم التواصل معه أول مرة؟”
“ذاك…..تعرفت عليه عبر أحد معارفي.”
“المعارف؟ من؟”
“رجلٌ يُدعى كيم يونغ هوان، نلعب الغولف معاً منذ حوالي عشر سنوات..…قال أنه عندما علم بأن عملي يعاني مؤخراً، سألني مازحاً: “كيف ما زلتَ تعيش بهذا الشكل؟”، ثم عرّفني بذلك المستثمر.”
المستثمر المثير للجدل كان رجلاً صينياً يبلغ من العمر 57 عاماً، يقيم في منطقة “ريبالس باي” بهونغ كونغ.
التقى الزوج بالمستثمر خمس مرات، وفي اليوم الذي استلم فيه المبلغ المتبقي، وهو ما وصفه بـ”الدفعة الحقيقية” بعد تسليم مين هي سون، تلقى تحذيراً شديداً.
قيل له أن الصفقة قد انتهت تماماً، وأياً كان ما يحدث، لا يُسمح له بالاتصال أولاً بعد الآن.
ثم سألت سيان عن مكان اللقاء الأخير بين الزوج والمستثمر.
“كان ذلك…..في مستودعٍ مؤقت مصنوعٌ من الحاويات، في منطقة شينجونغ دونغ بـبوتشون…..داخل جبل سونغجوسان..…”
تلعثم الزوج بصوتٍ أجش وهو يضع سيجارةً جديدة في فمه.
نظرت إليه سيان بنظرةٍ جافة.
هل ستتركه الأفاعي على قيد الحياة؟
قضية اختفاء مين هي سون أصبحت قضية رأيٍ عام وأخذت أبعاداً كبيرة. وفي خضم ذلك، اتصل هذا الزوج بالأفاعي عدة مرات.
هذا الرجل…..ما كان يجب عليه أن يتصل بالأفاعي لمناقشة قضية مين هي سون. سواءً أكانت المكالمة قد وصلت أم لا، مجرد أنه أجرى الاتصال كان بمثابة سحب زناد على رأسه بنفسه.
هذا الرجل، في النهاية، كان محكوماً عليه بالموت. و ليس على يد مين هي سون، بل على يد الأفاعي.
أنهت سيان المحادثة بكلماتٍ جافة.
“لنكتفِ بهذا الآن.”
***
“نحتاج إلى جثة قطة.”
طق-!
جلست سيان في مقعد السائق وأغلقت الباب، ثم شرحت لـجوون الخطة.
“طالما نحن بالقرب من الزوج، فلن تظهر مين هي سون. لذلك علينا استخدام القط جون كطُعم لاستدراجها.”
***
“يدي…..لا تصل. لحظة فقط، سأحاول مجدداً.”
ذهبت سيان إلى المنزل في يونغين، ومدّت يدها بأقصى ما تستطيع نحو جثة القطة.
كانت أطراف أصابعها بالكاد تصل إلى طوق القطة، لكنها لم تستطع سحب الجثة.
“دعيني أفعلها، سأجلبها بنفسي.”
خلع جوون سترته وقدّمها لها. وعندما تنحّت جانباً، ثبت نفسه على حائط المبنى بذراعه اليسرى المصابة، ومدّ يده اليمنى طويلاً.
“تم…..أمسكها. أعطني سترتي.”
مدّ يده فوق الأزهار، فناولته سيان السترة التي كانت تمسك بها.
ثم لفّ القطة المتيبّسة بعناية بسترة بدلته. كما لو كان ينقل قطةً نائمة، و احتضن الجثة بذراعه اليسرى، ووضع راحة يده اليمنى على جسدها بلطف.
كان القط جون يبدو وكأنه نائمٌ بالفعل، إذ لم يتحلل بطريقةٍ غريبة.
بعد أن قفز جوون فوق الأزهار، ربت بلطفٍ على مؤخرة القطة.
كانت لمسةً تشبه التربيت على من تعب: “لقد انتهى كل شيءٍ، أحسنت”.
تصرّفه هذا في تلك اللحظة القصيرة…..بعث دفئاً في قلب سيان. و باندفاع، مدت يدها ولمست أذن القطة الخشنة والمتسخة، ثم مسحت برفق زاوية عينيها المغطاة بالقليل من الإفرازات.
كان تصرفاً عاطفياً لم تكن لتقوم به أمام أي شريكٍ آخر.
لكن حقيقة أنه لم يعامل جثة القطة، التي ماتت جوعاً، بقسوة…..جعلتها تشعر بالرضا.
لمسة يده التي احتضنت القطة بلطف…..
كانت غريبةً في طمأنتها، و دافئةً بشكلٍ مريح، ومحببة.
***
الساعة الثامنة مساءً.
طقطق، طقطق-
مسح الزوج، الذي انكمش من التوتر والخوف، عرق رقبته براحة يده، ثم أدار الولاعة بطقطقةٍ خفيفة.
كانت يداه ترتعشان بشدة، فلم تشتعل الولاعة. و في النهاية، وضع السيجارة والولاعة على الطاولة.
بما أنه أمضى اليوم بلا طعام، مكتفياً بتدخين السجائر، كانت الهالات تحت عينيه داكنة، وبياض عينيه محمرًّا بشدة.
كانت جثة العشيقة ما تزال ملقاةً كما هي، ممزقةً بالكامل.
وضع جوون القط جون فوق دم العشيقة.
كما فعل من قبل حين وضع الهاتف الرياضي والحذاء على شظايا المرآة المكسورة في مخيم الغابة الزرقاء، قام الآن باستخدام جون كوسيطٍ ليربط هذا المنزل الريفي بأكمله داخل حاجز.
“الضيف قد وصل.”
الساعة الثانية عشرة، منتصف الليل. وأخيراً تكلم جوون. فاستدعت سيان الكلب ذو الأرجل الثلاثة على الفور.
“لينكون.”
غررررر-
ما إن تم استدعاء لينكون، حتى بدأ يزمجر، وشعره الأبيض يقف بكامله.
وفي اللحظة ذاتها.
ززززز-
تفجّرت الطاقة الخبيثة للروح الشريرة، منتشرةً بسرعة عبر الدم المسكوب، وأخذ ضوء غرفة المعيشة يومض ويختفي فجأةً في لحظة.
“آااااااااه!”
صرخ الزوج فجأةً برعبٍ غريزي عندما خيّم الظلام على المكان بأكمله.
“لـ-لا تقتربي! قلت لا تقتربي!”
“اصمت، وابقَ هادئاً.”
حذّرته سيان ببرودٍ وهي ترفع يدها اليسرى قليلاً. ففهم لينكون الإشارة فوراً واستعد للهجوم.
“هـ….هـااه! هـ….هـااه!”
في صمتٍ متوتر، لم يكن يُسمع سوى تنفس الزوج الثقيل والمتسارع وهو يزداد توتراً.
أين…..أين تختبئ؟
حرّكت سيان عينيها ببطء. ومع أن الظلام كان كثيفاً، بدأت تتكيّف معه بسرعة، وظهرت معالم الأريكة، والجدار، وباب المطبخ الزجاجي بوضوح.
ثم رأتها…..مين هي سون.
جسدٌ أسود أكثر سواداً من العتمة، يتحرك بانسيابية كأنه ينزلق.
وفي تلك اللحظة، توهجت عينا القطة في الظلام بضوءٍ أبيض لامع. وفجأة، كانت مين هي سون جالسةً أمام جثة جون دون أن يشعر بها أحد.
سررررر-
مررت يدها على جسد قطتها من الرأس حتى الذيل بحنانٍ واشتياق، بلمسةٍ مؤثرة ودافئة.
وفي اللحظة التالية…..اختفت.
أخذت سيان نفساً خفيفاً بينما كانت تحدّق في الظلام بحذر.
كان ذلك في عمق الليل، بعد منتصف الليل بقليل. و لحسن الحظ، تسلّل ضوء القمر عبر نافذة التراس، فلم يكن المكان مظلماً تماماً.
بل إن ضوء القمر الأزرق الباهت أضفى على الأرجاء طيفاً كئيباً يرتجف في الزوايا.
كييييخ….كيييخ….
ومن قلب ذلك الظلام الأزرق، ظهر جوون واقفاً بهيئةٍ سوداء قاتمة كأنه ملاك الموت.
تقدّم ببطءٍ وجلس على الأريكة القماشية. و تحرّكت عينا سيان متجاوزةً جوون، و مرّت على ظهر الأريكة، ثم توقفت عند الزوج الذي كان يرتجف بشدة.
كان الزوج جالساً في وسط غرفة المعيشة، داخل الحاجز المعزّز الذي رسمه جوون، وكأنه طُعمٌ موضوع عن قصد.
“هـ-هاه، هاااه، أرجوكِ فقط..…”
شهق الزوج وهو يحبس دموعه بانهيار.
ذلك الحاجز هو مساحةٌ يصبح فيها الحدّ الفاصل بين الأحياء والأموات ضبابياً ومفتوحاً.
كانت جثة العشيقة، الممزقة والملقاة فوق بركة من الدماء، تتحرك بخفة، ببطء…..لكنها كانت تتحرك بوضوح.
عينَا الجثة، وقد تشتت فيهما بقايا الضوء، بدأت تدور بسرعة، وأصابعها التي تصلّبت بفعل التشنّج الموتي، أخذت تطرق أرضية الخشب مثل أرجل حشرة.
كان ذلك بسبب الروح التي تحوّلت إلى شبحٍ مرتبط بالمكان، روح العشيقة.
استجابت لتحرك مين هي سون، فظهرت تجول في المكان بهيئة ضبابية مثل قنديل البحر، ثم بدأت تدفع رأسها داخل كل جزء مقطّع من جسدها، وكأنها تؤمن أنها ستعود للحياة إن جمعت نفسها قطعةً قطعة.
كانت روحها تزحف على الأرض بصوت صريرٍ خافت، متنقلة من جزء إلى آخر.
“آه، ههق، آااه، أهههك!”
دخل الزوج في حالة فرط تنفس، يلهث بعنف وكأنه على وشك الإغماء، وكان صوته المذعور مرتفعاً إلى حدٍ أربك التركيز على طاقة الروح الشريرة.
يبدو أن جوون شعر بالأمر نفسه، فمدّ يده نحو رأس العشيقة الملقى عند قدميه.
ضغط جوون بكفّه على عيني الجثة المتسعتين وأغلقهما. وما إن سحب يده، حتى تلاشت روح العشيقة فجأة، كأنها دقيقٌ مبعثر في الهواء، واختفت مؤقتاً.
فوووش-
في لحظة، ظهر ظلٌ أسود غامض خلف باب المطبخ الزجاجي، ثم اختفى مجدداً بسرعة. كانت مين هي سون تقترب وتبتعد، تترقب التوقيت المناسب للهجوم.
يجب أن أكون حذرة…..فالرصاصات خمس فقط.
شدّت سيان قبضتها على المسدس، لكنها سيطرت بخبرة على التوتر الذي بدأ يتسلل إلى يدها.
تيك… تيك… تيك…
دقات عقرب الثواني في ساعة الجدار الكبيرة كانت تُسمع بإيقاعٍ ثابت.
ومع ازدياد حدة تركيزها، بدأ الوقت يمر ببطء، كأنها غارقةٌ في حوض مائي أزرق، وصوت الساعة يتضخم في ذهنها كما لو أنه صوت بندولٍ متأرجح.
تيك… تيك… تيك…
ثم اهتزّ جزءٌ من الظلام فجأة.
بانغ-!
أطلقت رصاصةً بسرعة نحو ذلك الاتجاه. و أصابت ركبة مين هي سون التي كانت تندفع نحو الزوج و انكسرت بفعل الرصاصة الفضية، فتدحرج جسدها في الهواء ليسقط أمام وجه الزوج مباشرة.
تحركت سيان بسرعة، و….
بانغ-!
أطلقت رصاصةً أخرى نحو دماغ الروح الشريرة عند القطة.
كان يجب أن أطلق الرصاصة أعلى بثلاثة سنتيمترات.
عندما تحطّم فك القطة السفلي إلى أشلاء، التفتت مين هي سون بجذعها إلى الخلف وبدأت تتلوى من الألم. و مع هذه الحركة، انساب شعرها المتناثر فوق كتف الزوج ولمس خده.
فزع الزوج وهو يحرك أطرافه يميناً ويساراً محاولاً بشدة أن يبتعد عن الروح الشريرة، ثم فجأة خرج من الحاجز المعزز إلى الخارج.
ورأت مين هي سون ذلك، فانقضّت على الزوج كما لو كانت تنتظر اللحظة المناسبة.
“آه، آآآآه!”
_____________________
مجنون طلع من الحاجز ها عسا خلوه نقنقه لمين هي سون✨
والعشيقه تضحك ما امداها حتى هي تصير روح شريرة تفتت
المهم جوون مروق ملاك اسود مايبي الا الخير لسيان😘
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 30"