السبب الذي جعل مين هي سون تضبط هذه الأغنية فجأة كنغمة رنين…..كان بسبب القط جون؟ وليس بسبب زوجها؟
حين أبدت سيان استغرابها، أكد جووم وكأنه رأى الأمر بعينيها.
“إنه قط يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، ويعاني من مرضٍ في القلب..…”
“صحيح، لقد قالت أنه مصاب بالوذمة الرئوية.”
أجل، هذا ما قالته. لذا “قفي بجانب رجُلكِ”
من المحتمل أنها كانت تعلم بخيانة زوجها منذ وقتٍ طويل، لذا لم يعد الأمر يجرح قلبها من جديد. و تلك الأغنية، كانت تعبيرًا عن عهدٍ بالبقاء إلى جانب قطها حتى لحظة وفاته.
لكن مين هي سون اختفت بعد يومين، وتوسلت للثعابين أن يأخذوا جون، لكنهم في النهاية قتلوها كقربان دون أن ترى قطها العجوز مرة أخيرة.
وكذلك جون، رغم امتلاء رئتيه بالماء وألمه في القلب، بينما انتظر مين هي سون دون أن يُصدر صوتًا واحدًا وهو في ذلك الجدار الضيق.
أفتقدكِ…..أين ذهبْتِ؟ متى ستعودين؟
عندما وصلت روح مين هي سون أخيرًا إلى المنزل بصعوبة، هل يا تُرى بكى جون بسعادة لأنه كان ينتظرها طوال الوقت؟
“هنا أمامكِ يكفي.”
أشار جوون بيده خارج نافذة السيارة وكأن المكان مناسب. فأوقفت سيان السيارة أمام الموقف.
“تاي جوون.”
استدار إليها جوون وهو على وشك فتح باب السيارة والنزول.
ثم شكرَته سيان ببساطة.
“شكرًا على ما فعلتهُ سابقًا.”
***
ما إن انتهت مراسم الجنازة، حتى غيّر العشيقان مكان إقامتهما.
ربما لم يكونا قادرين على الانتقال إلى منزلهم الذي مات فيه الطفل ممزقًا، لكن السبب الأساسي كان لتفادي اهتمام الإعلام المتزايد بقصة الخيانة الزوجية والزوجة المفقودة.
استأجر الزوج على عجل بيتًا صغيرًا في الريف من خلال أحد معارفه، وقرر أن يختبئ هناك مع عشيقته حتى تهدأ ضجة الناس.
وكان هذا أسوأ قرارٍ يمكن اتخاذه.
عندما يحلّ النحس، تصبح الأفعال التالية هي الأهم على الإطلاق. ولتفادي المصائب، يجب الحذر والانضباط في السلوك قدر المستطاع.
لكن من الواضح أن هذين العاشقين لن يفعلا شيئًا سوى الشجار أو أو تبادل الشتائم داخل ذلك البيت الريفي الصغير، مما لن يزيد الوضع إلا سوءًا.
قامت سيان بوضع جهاز تعقّب على السيارة الخاصة بالزوج بينما جعلت لينكون يتبعه، ثم أوقفت سيارتها الخاصة على مقربة من المنزل الريفي، وبدأت هي و جوون عملية المراقبة.
***
زيززز زيززز-
الساعة الرابعة فجرًا، بعد أربعة أيام من الجنازة.
جاء اتصالٌ من الزوج بصوتٍ مرتجف ومرتعد. و قال إن العشيقة ماتت.
بادرت سيان فورًا بالإشارة إلى جوون، ثم نزلا من السيارة معًا.
و أخرجت سيان مسدسها، وتقدمت جوون بخطى واسعة إلى الأمام.
كان صوت الزوج، الذي بدا وكأنه فقد عقله، مشبعًا بالخوف والذهول.
• “جـ، جـ، جثة هو، هو، هو يون مـ، مـ، مبعثرة في كل مكان…..ههِك! أمعاؤها مـ، ممتدة من عند الباب إلى المطبخ…..”
“شش.”
حذرته سيان بهدوء.
“ابقَ هادئًا قدر الإمكان، ولا تصدر أي صوت.”
• “أآه…..!”
“سندخل الآن فورًا.”
***
رائحة الدم كانت تملأ أرجاء المنزل بالكامل. و عبق الدم الطازج تسرّب مثل ضباب أحمر، يرطّب الجلد ويتسلل إلى داخل الجسد مصحوبًا ببرودةٍ خانقة.
تفحّص جوون أماكن تقطيع الجثة بمهارة.
“ليست وفاةً فورية…..يبدو أنها بدأت بعضّ عظم الحنجرة واقتلاعه، ثم نزعت العمود الفقري بأكمله.”
“أوووووغ!”
سقط الزوج جالسًا على الأرض أمام المدخل، مرتعشًا بشدة.
عندما سُئل عمّا حدث، بدأ يهمهم بكلامٍ متقطّع.
قال أنه نام بجانب العشيقة في غرفة النوم، لكنه استيقظ عند الساعة 3:40 فجرًا بسبب العطش، ليجدها قد اختفت.
انتظر حوالي عشر دقائق، ثم خرج ظانًا أنها ربما كانت تبكي…..
“و، وحش…..ذلك الوحش كان ينظر إليّ مباشرة، آه!”
قال إنه كان يأكل العشيقة. وإن ذلك الوحش حاول الهجوم عليه أيضًا، لكن كلبًا أبيض بثلاث أرجل ظهر فجأة وطرده بعيدًا.
لو أن العشيقة لم تغادر غرفة النوم طوال الليل، ربما كانت ستنجو…..لكنها ماتت، وانتهى الأمر.
وعلى أي حال، فهمت سيان فورًا سبب اتصال الزوج بها أولًا بدلًا من إبلاغ الشرطة.
“أ، أنتهم الموظفون المشبوهون من شركة التأمين حاولتم الإمساك بذلك الو، الوحش في حمّام قاعة الجنازة، بل وحذرتونا من عودتها.”
“السيد مين هي سون. بات من الواضح الآن أنها ليست مفقودة بل ميتة، أليس كذلك؟ وكذلك أن من يؤذي الناس من حولكَ الآن هو روح زوجتك الشريرة.”
“ن، نعم…..أ، أعلم.…”
كان الزوج يرتجف بشدة ويفرك يديه بقلق.
لماذا يصر على مناداتها بـ”الوحش، الوحش” رغم أنه يعلم أنها زوجته؟
حذّرته سيان بوجه خالٍ من التعبير.
“لن تتمكن من الهرب منها، أينما ذهبت. ستلاحقك حتى النهاية، وستقتلكَ حتمًا.”
“إذًا، ما الذي…..ما الذي يمكنني فعله..…”
قال الزوج ذلك وهو يجهش بالبكاء، غارقًا في اليأس لا يعرف ما العمل.
و لم تفوّت سيان تلك الفرصة.
“سنقوم بالتخلص من مين هي سون وننقذ حياتكَ.
لكن، نحن لا نعمل مجانًا. فلنعقد صفقة.”
“صفقة؟”
رُؤي الزوج وهو يبتلع ريقه بتوتر.
“صفقة…..ما نوع هذه الصفقة؟”
“كل ما عليكَ فعله الآن هو الإجابة بصدق وبالحقيقة فقط عن كل سؤالٍ أطرحه.”
“آه..…”
“السؤال الأول. الشخص الذي عرض عليكَ مبلغًا ضخمًا مقابل أن تسلّم مين هي سون، أعطني اسمه ورقم هاتفه.”
تردّد الزوج بقلق وبدا عليه الصراع الداخلي. فالإجابة عن هذا السؤال تعني أنه يعترف بأنه باع زوجته.
نظر سريعًا إلى جثة عشيقته الممزقة والمقطعة، ثم خفض بصره وتمتم بسرعة برقم هاتف.
فضيّقت سيان عينيها.
“هل الرقم ينتهي بـ 5847؟”
“ن، نعم. 5….58…47.”
أكّد الزوج مرة أخرى. لكن رقم المستثمر كان أوتيس قد حصل عليه مسبقًا. و كان هذا اختبارًا بسيطًا.
ومع ذلك، كذب حتى في هذه اللحظة…..
“2837. الرقم الصحيح ينتهي بـ 2837، أليس كذلك؟”
“أوغ.”
“تحذيرٌ أخير.”
هدّدته بنظرةٍ باردة كالثلج.
“إن كنت تريد أن تبقى على قيد الحياة، فقل الحقيقة فقط.”
***
مسح الزوج جبينه المبلل بالعرق بكفّه، ثم حاول إشعال سيجارته بولاعة لا تعمل جيدًا.
وأخيرًا، أشعلها وأطلق زفيرًا طويلًا من الدخان قبل أن يعترف.
“كانت امرأةً مُزعجة حدّ الغثيان…..لم أرَى امرأةً أكثر غباءً منها.”
بمجرد أن قرر الاعتراف، فجّر الزوج دفعةً واحدة كل مشاعره الحقيقية التي كان يكبتها طوال الوقت.
قال إنه في فترة المواعدة، كان يحب بساطة مين هي سون وتضحيتها، لكن بعد الزواج، أصبحت تلك الصفات خانقةً إلى حد لا يُحتمل، ومثيرة للشفقة.
كانت تقع باستمرار في مشاكل مع حماتها، لكن عندما يسمع التفاصيل، يجدها أمورًا تافهة تثير الضجة بلا داعٍ.
“كنت أتمنى لو تعرف كيف تلاعب حماتها بدهاء، مثل الثعالب، لكن كل مرة كنت أراها، كان صدري ينفجر من الغيظ..…”
“ولهذا خنتها؟”
“لا…..بدأت العلاقة لمجرد التسلية. شيءٍ لتغيير الجو فقط..…”
أطلق زفيرًا طويلًا وهو ينفث الدخان من فمه.
النظرة إلى زوجته تغيّرت كليًا بسبب حقيبة واحدة.
في بداية خيانته، أهدى زوجته حقيبة يد. شعر بالذنب حينها، فاشترى لها حقيبةً باهظة من ماركة فاخرة.
فرحت بها زوجته كثيرًا، لكن الحقيبة الفاخرة لم تكن تناسب مين هي سون البسيطة والريفية، ولم تُضِف إليها أي أناقةٍ تتناسب مع ثمنها.
شعر أن المال ذهب هباء. وفي اللحظة التي شعر فيها بالندم على المال، خطرت له لأول مرة فكرة: “هذه المرأة لا أمل فيها.”
“لم أعد أشعر بأي جاذبية أنثوية نحوها…..نحن بالكاد في منتصف الثلاثينات، لكن فكرة أن أقضي باقي حياتي معها جعلتني أختنق.”
نظر إلى عقب السيجارة المحترق بين أصابعه.
“بصراحة، قلبي انتهى هناك. لكن لم يكن هناك سبب كافٍ للطلاق، فبقينا نعيش سويًا في فتور وملل..…”
“إذًا، ذاك الذي يسمّى بالمستثمر هو من اقترب منكَ.”
“نعم، صحيح…..في البداية، مجرد..…”
ظهر شخص قال أنه يرغب في أخذ مين هي سون إلى نادٍ سري.
قال إنه نادٍ اجتماعي مخصص فقط لكبار الشخصيات من عملاء VVIP، وأنه من المستحيل أن تعود زوجته إليع أبدًا، وعرضوا عليه مبلغًا ضخمًا مقابل ذلك.
هنا كانت صلته مع الثعابين.
“قالوا إنهم سيطعمونها جيدًا، ويلبّسونها، ويعاملونها بلطف طوال حياتها. هذا، أقسم، كان حقيقيًا.”
حاول الزوج تبرير نفسه بشدة، لكن حديثه لم يكن سوى هراءٍ رخيص. فالحقيقة أنه باع زوجته إلى نادٍ سري مجهول الهوية لتُعامل كلعبة.
وحين لزمت سيان الصمت ببرود، بدأ الزوج ينهال بالحديث السلبي عن زوجته، محاولًا تبرير ما فعله. فبعد أن انكشفت فضائحه، لم يعد لديه ما يخفيه.
“لديّ أيضًا ما أقوله. أنا أيضًا ضحية، صدقيني.”
“….…”
“منذ كانت عزباء، كانت تعطي راتبها بالكامل لعائلتها. وحتى بعد الزواج، استمر الوضع كما هو. ذلك البيت المجنون، كانوا يمدّون أيديهم إليّ من أجل أقساط الدراسة، ومن أجل مشاريعهم، ومن أجل مرض والدتها، وما إلى ذلك.”
في البداية، كان يتفهم دعمها لعائلتها بسبب شعوره بالذنب لما سبّبه لها من ألم أثناء المواعدة. لكن الأمور بدأت تتفاقم تدريجيًا، والمبالغ تكبر يومًا بعد يوم، حتى وصل إلى حافة الانفجار.
وفي تلك الأثناء، بدأ مشروعه التجاري يترنح أيضًا.
أصبح يكره عائلة زوجته، ومن ثم بدأ يكرهها هي أيضًا. و لم يعد يراها سوى امرأةً غبية، وبدأ يشعر أنه سيجنّ لمجرد رؤية وجهها.
“ثلاثمئة وثلاثون مليون وون. نعم، أنا من دبّر الأمر.”
إذا اختفت الزوجة فجأة وهي خالية الوفاض، فسوف يُشتبه بالزوج فورًا، لكن إن كانت قد هربت بأموال زوجها، فستأخذ القصة منحنى مختلفٍ تمامًا.
تحدث الزوج بغضب وهو يصرّ بين أسنانه،
“قلت لها أن تعطي الثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون وون لعائلتها! حسنًا! سأعطيكِ هذا المبلغ الكبير للمرة الأخيرة! لكن بعده، لن أقدّم فلسًا واحدًا بعد الآن! بالمقابل، اقطعي علاقتكِ بأهلك من اليوم، وتعاهدي على ذلك معي هنا!”
“..…”
“أنا لم أعد أتحمّل عائلتكِ، لقد سئمت منهم حتى العظم. بسببهم خنتكِ. خذي الثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون، وانهِ علاقتكِ بعائلتك نهائيًا. إذا فعلتِ ذلك، سأقطع علاقتي بكل النساء وأتوقف عن الخيانة. دعينا نبدأ من جديد ونحاول أن نعيش حياةً جيدة معًا.”
امتزجت الكلمات اللاذعة بصوت الزوج بشكلٍ غير متوقع.
“هيا، نحن…..هي سون، علينا أن نكوّن عائلتنا الحقيقية الآن، فقط أنتِ وأنا. نُنجب طفلًا جميلًا…..ونبدأ حياة جديدة سويًا.”
تحت تأثير دموع الزوج وكلماته الحارة، ذهبت مين هي سون في صباح يوم اختفائها إلى البنك.
ظهرت وهي تنحني بأدب في كاميرات المراقبة، وسلّمت الثلاثة مليارات والثلاثمئة مليون وون لعائلتها.
ثم انتهى كل شيء.
وفي طريق عودتها للمنزل، وهي تقلق على قطّها العجوز، اختفت مين هي سون إلى الأبد من هذا العالم.
______________________
الله ياخذه ذا الحمار
ماعلينا كذا تقريبا انحلت قضيتها المهم سيان شكرت جوون هاهاهاهاهعااهاهاه🤏🏻
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 29"