“ذهبت إلى عيادة الحيوانات فور اختفاء زوجتكَ للبحث عن القطة، أليس كذلك؟”
“لا أتذكر.”
رَمَى الزوج سيجارته في الحديقة، وتردد قليلاً ثم حاول الفرار من المكان. و لحقت به سيان فورًا.
“أموال المشروع الذي قلت أن المستثمر ضخ فيه مبلغًا كبيرًا في الوقت المناسب، هل كانت منهم؟ مقابل أخذهم مين هي سون سرًا؟”
“قلت لكِ لا! ما هذا الكلام المجنون؟!”
صوته الغاضب كان فيه ارتباكٌ واضح.
ثعبان. إنه ثعبان.
قضية اختفاء مين هي سون فيها ثعبانٌ متورط.
حين حاول الزوج الهرب عبر الباب الخلفي لقاعة العزاء، اندفعت سيان بسرعة ومدّت ذراعها فجأة.
كوانغ-!
ضغطت بقوة على الباب الحديدي وتحدثت من خلال شقٍ ضيق.
“زوجتكَ المفقودة، مين هي سون، بكم بعتها؟”
“قلت لكِ لا! أنتِ مجنونة تمامًا، ألا تكفين عن هذا الهذيان؟!”
صرخ الزوج بعنف وهو يبصق أثناء كلامه، محاولًا دفع سيان عنه بينما كان يفر راكضًا حول مبنى قاعة العزاء.
و بقلق واضح، أشار إلى أحد موظفي خدمة الجنازات وصرخ،
“هذه المرأة! تخلصوا من هذه المجنونة بسرعة من قاعة العزاء!”
***
<~: زوج مين هي سون أبرم صفقة مع الأفاعي.>
ما إن طُردت سيان من قاعة العزاء وجلست في مقعد السائق، حتى أرسلت رسالةً إلى الرئيسة.
<~: قالوا له إنهم سيُبعدون مين هي سون عن ناظريه مدى الحياة. لكنه يرفض تمامًا قول أي شيءٍ آخر.>
وفي اللحظة نفسها التي ضغطت فيها زر الإرسال،
طق-
فُتح باب السيارة وجلس جوون في المقعد المجاور.
هل طُرد جوون أيضًا؟ من المفترض أن العشيقة لم تكن لتتركه…..
نظرت سيان من خلال الزجاج الأمامي، فرأت العشيقة التي تبعت جوون حتى مدخل قاعة العزاء، وهي تتشاجر مع الزوج بقلقٍ بالغ.
ربما بدأت تتحدث مجددًا عن الوحوش، فبان الذعر في عيني الزوج.
“اصمتي! تبًا، كفى! اصمتي عن هذا الكلام الفارغ!”
صرخ الزوج وهو يبعد يدها بعنف، ثم دفعها ودخل معها إلى قاعة العزاء.
“مين هي سون المفقودة…..زوجها باعها للأفاعي. ربما لم يكن يعرف أنهم طائفةٌ تقدم قرابين بشرية.”
فردّ جوون وكأنه كان يتوقع ذلك مسبقًا،
“استثمروا له مبالغ كبيرة في مشروعه، وتخلّص من زوجته المزعجة…..صفقة رابحة من الطرفين، أليس كذلك؟”
“السبب الذي جعل العشيقة تذهب إلى عيادة الحيوانات، هو أيضًا لأنهم طلبوا القطة. لكن لماذا؟ لماذا كانوا بحاجة إلى القطة تحديدًا؟”
“ربما لأن مين هي سون كانت ترغب بشدة في القطة.”
“لهذا السبب فقط؟”
“اللحم المفيد للجسم، سهل الهضم، واللذيذ هو لحم سعيد. الأفاعي يعاملن القرابين كأنهم ملوك، حتى اللحظة التي يقتلونهم فيها.”
أهذا هو السبب إذًا…..
لكن مين هي سون، التي كانت تشتاق بشدة لرؤية القطة، لم تتمكن من لقائها في النهاية. وكذلك جون، القطة، مات جوعًا بين جدران المبنى وهو ينتظر صاحبه بلهفة.
ززز… ززز…
رنّ الهاتف المحمول، وحين تفقدته، كانت هناك رسالةٌ مختصرة من الرئيسة.
<~: احمِ الزوج مهما كان، وتخلّص من مين هي سون بسرعة.>
***
في أماكن مثل قاعات العزاء أو المقابر، حيث تسود طاقة الأشباح، لا يُنصب فيها حواجز روحية.
لأن الأرواح لا تتمكن من الانتقال إلى مثواها الأخير، وتظل عالقةً كأرواحٍ ضائعة.
والأهم، إن فُتح الحاجز الروحي عن طريق الخطأ، فإن كل الأرواح التي تدخل ذلك المكان بعده ستتحول إلى أرواح شريرة.
لذا، كان لا بد من التخلص من مين هي سون هنا، دون حواجز.
في حوالي الساعة الثامنة مساءً، جاء أهل مين هي سون من طرف والدتها إلى قاعة العزاء، واندلع شجارٌ عنيف.
الذريعة كانت: “لأنها جنازة طفل الصديقة الوحيدة لأختهم”…..لكن من الواضح أنها كانت زيارة غير مبررة.
في الحقيقة، جاءوا من أجل مبلغ الثلاثة مليارات والثلاثمئة مليون وون. ذلك المال الذي لا يعرف أحد متى قد يُكشف، ظلّ يثير قلقهم لعدة أيام، فجاءوا بوقاحة لاختبار نوايا زوج أختهم.
“هؤلاء المجانين! من سمح لكم بالمجيء إلى هنا؟!”
فقد الزوج أعصابه تمامًا بمجرد أن رأى أهل زوجته. فقد كان مقتنعًا بأن مين هي سون قتلت الطفل، وأنها الآن تنتقم منه.
“أنتم، لقد جئتم بأمرٍ منها، أليس كذلك؟ أتيتم لتتفقدوا الوضع؟ هاه؟ هل ما زلتم بشرًا؟ تكلموا حالًا! أين تختبئ تلك الحقيرة الآن؟!”
“ماذا؟ ما الذي تهذي به؟ ها! هذا جنونٌ فعلاً!”
صرخ أهل الزوجة أيضًا بغضب، ورفضوا التراجع.
قالوا أن الخيانة التي ارتكبها هو السبب، وأن تلك الفتاة الطيبة حين قررت الهرب فلا بد أن لديها سببٌ وجيه.
تحول الأمر إلى شجار قذر استمر قرابة أربعين دقيقة. ومنذ لحظة العراك مع أهل مين هي سون، تغيّرت نظرات العشيقة تمامًا.
كان من الأفضل حين كانت ترتجف خوفًا…..لكنها الآن صارت تنكر كل شيء، تقول إن الحديث عن الوحوش لا يصدَّق، وإنها كانت تتوهم، وكانت نظراتها مشبعة بالحقد.
بعد أن غادر أهل مين هي سون المكان غاضبين، بدأ الزوج يضرب شاشة هاتفه بجنون، وكان من الواضح أنه يحاول الاتصال بالأفاعي ليواجههم ويسألهم لماذا أطلقوا سراح تلك المرأة.
لكن الرقم لم يعد موجودًا، ولم يتمكن من الاتصال. ورغم ذلك، لم يستطع الزوج كبح غضبه، وأخذ يتصل بلا هوادة في كل الاتجاهات.
من الواضح أنه كان مصممًا على إيجادهم بأي وسيلة كانت.
أوتيس كانوا يتعقّبون كل تلك الأرقام الصادرة. من استخدمها، ولأي غرض، وكم استُخدمت من الوقت.
***
الساعة الواحدة فجرًا.
غمر الهدوء فجأة قاعة العزاء بشكلٍ غريب. وكأن الزمن توقف. لا، بل كأن الزمن كان يتجمّع بسرعة…..مثل الماء الذي يرتفع داخل كوب.
في مثل هذه اللحظات، ورغم وجود أحياء، يتحول المبنى كله إلى شيءٍ كئيب أشبه بالأطلال المهجورة. وهذا دليلٌ على أن روحًا ما بدأت تتحرك.
كان يجب ألا تخرج قدمكَ من تحت الغطاء، ولا تُخرج رأسك فوقه، بل تبقى ساكنًا، صامتًا، مغمض العينين حتى بزوغ الصباح.
بييييييك-
أصدر باب الزجاج الكامل في قاعة العزاء صوتًا حادًا يجرح الأعصاب.
فتح الباب الزجاجي وحده، رغم أن الهواء كان ساكنًا تمامًا، ثم أغلق مجددًا. ثم بدأ يصدر صوت صرير متقطع: كريك، كريك، كريك…..متكرر وصغير.
<~: مين هي سون بدأت تتحرك على الجدران.>
جاءت الرسالة من جوون الموجود في الطابق الرابع.
و أرسلت سيان ردًا سريعًا بينما كانت تمر بجانب مكتب الاستقبال.
<~ : لنلتقِ في غرفة التبخير.>
كان هناك عددٌ لا بأس به من الأشخاص يهمسون في بهو القاعة، وبعضهم يرتدي ملابس الحداد ويدخل ويخرج بين الحين والآخر.
“ألم ترَ…..صورة المتوفى ترمش للتو؟”
“ما هذا الكلام الغريب؟ هل جننت؟”
همسات تتعجب من الأمور الغريبة.
“أشعر بالبرد فجأة..…”
“لماذا تهتز أعواد البخور بهذا الشكل الغريب؟”
كل من البشر والأرواح كانوا يتجولون في توترٍ وقلق.
سيان، حتى لا تثير ذعر الأرواح المذعورة، تعمّدت ألّا تستدعي الكلب ذي الذيول الثلاثة.
كانت غرفة عزاء الطفل في الطابق السفلي الثاني. وما إن وضعت قدمها على الدرج لتنزل، حتى وقفت شعيرات ذراعها جميعها.
كان هذا دليلًا على أن الطابق السفلي الثاني مشبعٌ بطاقة الأشباح القاتمة.
طق… طق…
خطت خطواتها بحذر شديد. و مرت بهدوء أمام مكتب التسجيل، وتفقدت غرفة تبخير الطفل، لكن لم يكن هناك أثرٌ للزوج أو للعشيقة.
ولا حتى ظل إنسان في غرفة الاستراحة المجاورة.
‘لماذا لا يوجد أحد؟’
ذهبت مباشرةً إلى غرفة أهل المتوفى، وألقت أذنها على الباب البني المغلق بإحكام.
لكن لم يكن هناك أي صوتٍ أو إشارة تدل على وجود أحد بالداخل…..
طق طق-
طرقت الباب وكأنها تسأل إن كان هناك أحد، لكن لم تأتها أي إجابة.
أمسكت بمقبض الباب ببطء، ثم لفّته بسرعة وفتحت الباب فجأة.
‘لا أحد.’
حتى غرفة أهل المتوفى كانت فارغةً تمامًا. ولا أحد من العائلة في غرفة العزاء…..فأين ذهب الزوج والعشيقة؟
وقعت عيناها على الحمّام، كما لو كان هو الجواب.
اقتربت بخطواتٍ خفيفة، تخفي صوتها تمامًا، وعندها سمعت أنينًا واضحًا من داخل الحمّام.
كان أنين امرأة. و على الفور، مدّت سيان يدها اليمنى إلى ظهرها وأمسكت بمسدسها.
بـــانغ-!
ركلت الباب فجأة، لكنه لم يُفتح أكثر من عشرة سنتيمترات. و حتى تلك الفتحة الضيقة أُغلقت من الداخل بقوة.
دفعت الباب بكتفها مرارًا، طخ! طخ! حتى تمكنت بصعوبة من فتحه إلى الثلث تقريبًا.
“تبًا، إلى متى ستفاجئينا بكل هذا؟”
صرخ الزوج بوجهٍ متورد بالغضب وهو يفرغ شتائمه.
بينما كانت العشيقة مستندةً إلى الحائط، ثم التفتت بسرعة لتخفي وجهها المُحرج.
لم يكن من الضروري السؤال عمّا كانا يفعلانه هناك، فالمشهد كان كافيًا لقول كل شيء.
هذا الصباح سيُشيَّع الطفل إلى مثواه الأخير، ومع ذلك، الوالدان يتبادلان القبل وما الى ذلك داخل غرفة العزاء…..
ربما كان ذلك وسيلةً لتفريغ التوتر وتعزيز شعور التواطؤ بينهما، لكن ما فعلاه كان مقززًا كالحيوانات.
اجتاحها شعورٌ فوري بالقرف، لكنها اكتفت بانحناءة مختصرة،
“عذرًا على الإزعاج.”
وكانت على وشك أن تغلق الباب، حين سمعت صوت جوون خلفها.
“عند الساعة الخامسة.”
كلامٌ غامض لا مقدمة له، لكن مع ذلك، شعرت بقشعريرة حادة تسري في عنقها.
فأدارت عينيها فورًا نحو الاتجاه المقصود.
مين هي سون. عَثَرتُ عليها.
أخيرًا، وجدت مين هي سون.
كانت مختبئةً أسفل ظل المغسلة، تحدّق مباشرةً إلى الأعلى نحو زوجها وعشيقته وهما منغمسان في علاقتهم العاطفية.
____________________
حلال قىًلهم ذول
جوون خلا العشيقه ورجع لسيان يوم درا انها انطردت واضح 🙂↕️✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 27"