عندما خرجت سيان من عيادة الحيوانات وصعدت لتوها إلى السيارة، اهتز هاتفها المحمول.
تفقّدت الرسالة بعينين جافتين. و كانت رسالةً من تاي جوون…..
<~: سيدة لي سيان، هل تودين المجيء إلى منزلي؟>
كانت تحمل نبرة شخص مستلقٍ بكسل على السرير. وكأنه يقول: “أشعر بالكسل للخروج، لذا تعالي أنتِ.”
هل أمضى الليل يشرب ودخل إلى البيت في الصباح، ثم استيقظ للتو؟
على أية حال، طالما أن الأمر لا يتعدى إنجاز العمل المطلوب، فلا داعي للتدخل فيما عدا ذلك…..
لكن، تلقي مثل هذه الرسالة لا يبعث شعورًا جيدًا.
ردّت سيان بإيجاز: “لنلتقِ بعد ساعة ونصف في مطعمٍ كوري يُدعى ‘يون’ في حي سوتشو.”
بما أن بيته في يوييدو، فساعةٌ تكفيه للاستحمام والاستعداد.
ززيينغ ززيينغ-
عاد الرد خلال ثوانٍ.
هل كان قد خرج بالفعل على عكس المتوقع؟ فقد كانت إجابة جوون غير متوقعة.
✓: بما أن مطعم يون الكوري يبعد 3 دقائق فقط عن موقعي، فسأقوم أنا باختيار الغرفة الآن.
***
“عائلة مين هيي سون من جهة والدتها، بدوا لي مثل خنازير صغيرة.”
كان تقييم جوون قاسيًا بلا رحمة.
“حتى في مزارع الخنازير، يُتخلّى عن مثل هذه النفايات، لكن خنازيرٌ كهؤلاء. الجشع ينبعث منهم كالرائحة النتنة، مقزّز للغاية.”
علّقت سيان معطفها على شماعة الملابس وجلست على الكرسي.
“هل كنتَ تشرب مع أختها الصغرى في سوتشو دونغ؟”
“لا. في الصباح التقيت بطليق العشيفة. شركته تقع في سوتشو دونغ.”
“طليقها؟”
“كنت في طريقي لمقابلة شقيق مين هيي سون، فمررتُ عليه أيضًا.”
“رأيتَ شقيقها أيضًا؟”
“ألم تتركي لي أمر عائلة مين هيي سون بالأمس؟”
سأل جوون وهو يرفع حاجبًا واحدًا.
صحيح، لكن لم تكن سيان تتوقع أن يُنجز الأمر بهذه السرعة، وكأن كل شيء تم بسلاسة وخُتم دفعةً واحدة.
أشار جوون بيده إشارةً خفيفة تدعوها لتناول الطعام أولًا.
كان الشاي العطري ووجبة هانكوك* الفردية قد قُدّما للتو. *صورتها آخر الفصل
الطبق الفردي الذي طلبه جوون كان عصيدة الأذنبيات البحرية، بسيطةً وخفيفة على المعدة.
نظرًا لقلة نوم سيان وضعف هضمها مؤخرًا، كانت غالبًا ما تكتفي بالمكسرات أو ألواح البروتين لسد جوعها.
لكن الطعام الآن كان ناعمًا ودافئًا، وما إن ابتلعت أول لقمة حتى شعرت بالطاقة تعود إليها.
“وماذا قال طليق العشيقة؟”
“قال أن الطفل ليس ابنه.”
“هل أُجريَ اختبار النسب؟”
“أُجري، وكانت تلك النتيجة. ولهذا السبب تطلّقا قبل أربع سنوات، وقد حرصا على تسوية الأمر بهدوءٍ قدر الإمكان لأنه أمرٌ مخزٍ.”
“وماذا عن عائلة مين هيي سون؟ هل كانوا على علم بخيانة الزوج؟”
“طبعًا. أهلها هم من اكتشفوا الخيانة أولًا وأخبروها.”
“قبل أن تختفي مين هيي سون وبحوزتها 330 مليون وون نقدًا؟”
“بفترةٍ طويلة قبل ذلك. زوجها كان يشتري المستلزمات كثيرًا لعشيقته، وكانا يذهبان للتسوق معًا بشكلٍ متكرر.”
يا له من وقح بدرجةٍ مذهلة.
صحيح، يُقال أن سكان الحي جميعهم كانوا يعرفون.
وضعت سيان الملعقة على الطاولة.
“الـ330 مليون وون نقدًا…..حسب حدسي، أظن أن مين هيي سون أعطتها لأهلها. فبشخصيتها، لا أظن أنها أنفقتها على نفسها-“
“كُلي أكثر.”
قاطعها جوون فجأة. فعبست سيان قليلًا.
“دعيني أنا أقرّر إن كنت سأأكل أم لا.”
وحين رسمت حدودًا واضحة، أصبح صوته ناعمًا كالكريمة.
“هل يمكنكِ أن تأكل قليلًا بعد؟”
“…….”
“هيّا.”
مظهرها وهي تحدّق به دون أن تتحرك قيد أنملة…..بدا واضحًا أنها لا تنوي تغيير الموضوع.
نبض-
لكن قلبها نبض قليلًا بوتيرةٍ أسرع.
كانت عينا تاي جوون عميقتين وسوداوين كالبئر الذي لا يُرى قاعه، وكلما التقت نظراتها بتلك الحدقات الشديدة، كانت دقات قلبها تتسارع وتصيبها قشعريرة على طول عمودها الفقري.
لكن سيان تجاهلت طلبه. و نظرت إليه مباشرةً وأكملت الحديث.
“هل حصلت على شيءِ من لقائكَ المنفصل بالأخت الصغرى الليلة الماضية؟”
انحدر شكل عيني جوون قليلًا، كما لو أن الغضب بدأ يتصاعد لأنها لم تُطع كلامه. لكن سيان لم تكن من النوع الذي يُمكن إخضاعه بالضغط أو التهديد.
ابتسم فجأة، و ارتفعت زاوية فمه بخفة.
لكن الشيء الوحيد الذي تحرك هو شفتيه. أما عيناه السوداوان الثقيلتان فما زالتا مغروزتين في عينيها تُشعرانها بضغطٍ صامت.
“ثلاثة آلاف.”
“ثلاثة آلاف؟”
“قالت أنها أخذت ثلاثة آلاف لأنها غير متزوجة.”
لا يعقل….
“أتعني أن مبلغ الثلاثمئة والثلاثين مليون وون قد تم تقسيمه؟ بين أفراد عائلتها الثلاثة؟”
أومأ جوون بذقنه مرةً واحدة.
“شقيقها أيضًا غير متزوج، وكان غاضبًا لأنه نال الحصة الأقل. بينما الأخت الكبرى نالت نحو خمسة آلاف.”
“توزيعٌ غير عادل بالفعل.”
اتضح أخيرًا مصير المال الذي اختفى.
الـ330 مليون وون، كما توقّعت، تم سحبها إلى عائلة مين هيي سون من جهة والدتها…..
هل يعقل أن زوجها لا يعلم بذلك؟ لا، لا بد أنه يشتبه في الأمر، أليس كذلك؟
وإن كان يشتبه فعلًا، فلماذا لم يحاول استعادة المال؟
ززيينغ ززيينغ-
رنّ تنبيه الرسائل، وعندما فتحتها، كان زوج مين هيي سون هو المُرسل.
“يسأل إن كان بإمكانه مقابلتنا اليوم. هذه المرة سأذهب وحدي.”
قالت ذلك وهي تكتب الرد بسرعة، بأصابع تتحرك بمهارة.
بما أن زوج مين هيي سون يشعر بالتحفظ من جوون بسبب قضية الطفل، فإن ذهاب سيان وحدها سيكون أفضل لاستكشاف نواياه الحقيقية.
وبينما كانت تنسق موعد اللقاء معه عبر الرسائل، نهض جوون بهدوء وتوجه إلى باب الغرفة أولًا.
“شربتُ مع أخت مين هيي سون الصغرى في بار الفندق…..”
توقفت لوهلة بحركةٍ لا إرادية، لكنها سرعان ما أدخلت ذراعها في كمّ المعطف بوجه خالٍ من التعبير، فأكمل هو الحديث.
“لم يكن هناك أي تلامس جسدي، لا قبلة ولا أمرٌ آخر.”
تعمّد أن يلفظ كلمتي “قبلة” بنبرةٍ واضحة كأنه يؤكد عليها تحديدًا.
اقتربت سيان من الباب بخطواتٍ منتظمة وعلّقت بجفاف.
“لا حاجة لتقديم تقارير عن أمورٍ كهذه.”
“لو لم أُخبركِ، لما شعرت أن حفظي لقبلتي الأولى من أجلكِ كان يستحق العناء.”
“قبلة أولى؟”
“أنا رجلٌ عفيفٌ طاهر، كما تعلمين.”
ومجدّدًا…..مزحةٌ لا تليق به على الإطلاق.
لكن جوون وقد تمعّن النظر الى شفتيها من قبل، رفع نظره إليها بشهوةٍ متوهجة.
“لا أرغب في أي امرأة غير لي سيان…..لا أريد أي واحدةٍ سواها. لي سيان فقط. هي المرأة الوحيدة التي لا أراها كقطعة لحمٍ حيّة.”
كان تشبيهًا يبعث على القشعريرة.
‘عفاف، قبلة أولى…..’
تنفّست سيان بعمق، ثم رفعت ذقنها قليلًا وحدّقت فيه مباشرة.
“أكره هذه المزحات الوضيعة والمنحطة…..أكرهها، وأكره من يتصرف بها.”
“هل تظنين أنني أمزح؟”
“أليست مزحة؟”
“أبدًا.”
قال ذلك بصوت أشبه بالهمس وهو يميل نحوها بجسده.
“حين أقول أنني أريد امرأةً و أُعجبت بها، فأنا لا أمزح.”
عيناه غامضتان ومظلمتان كالعتمة، وخطيرتان في آنٍ واحد.
كان قريبًا منها إلى درجة أنها رأت انعكاس وجهها في حدقتيه السوداوين.
قلبها كان ينبض بعنف، لكن ليس بسبب الغضب أو الأدرينالين، بل بفعل هرمونات من نوع مختلف تمامًا.
لكن سيان لم ترد الانجراف خلفه، فأطلقت تحذيرًا باردًا.
“تنحَّ عن طريقي.”
ضحك جوون ضحكةً قصيرة، ثم سحب الباب بيده وفتحه لها.
وكأنه يقول لها “اهربي قبل أن يفوت الأوان”، و ابتسم بهدوء وودعها،
“إذًا لنلتقي غدًا.”
***
عند مرورها بجانب موظف المطعم، قدّم لها المدير كيس تسوقٍ بكل احترام.
“قال السيد في الغرفة رقم 13 أن أقدّمه لكِ عند مغادرتكِ.”
كان في الكيس حلوى اليَاكشِك المصنوعة من الأرز والجينسنغ، ملفوفةٌ بأحجامٍ صغيرة تكفي للقمةٍ واحدة.
لا بد أنه طلبها مسبقًا لأنه توقع أن سيان ستغادر دون أن تأكل شيئًا.
أجابت سيان ببرود وهي تمر من أمامه بسرعة،
“أعِدهُ للسيد.”
***
كان زوج مين هيي سون يبدو قلقًا ومُجهدًا.
لم يكن مريضًا، بل قال أنه عانى من كابوس مزعج في الليلة الماضية.
كان الحلم مخيفًا ومثيرًا للقلق على حد سواء، لدرجة أنه ارتعش وهو يتجنب الحديث عنه تمامًا.
كانت سيان تجلس مع زوج مين هيي سون في ركنٍ بالطابق الثاني من أحد مقاهي السلسلة الشهيرة.
حين تواصل معها طالبًا اللقاء، كانت قد توقعت مسبقًا أنه لن يدعوها إلى منزله. وكان من السهل تخمين أنه سيأتي وحده دون العشيقة.
ثم أعاد الزوج تكرار ما قاله بالأمس، وكأنه يريد التأكيد عليه مجددًا.
“بصراحة، شعوري بالخيانة كبير. لم تكن مجرد هاربة، بل أخذت معها ثلاثمئة وثلاثين مليون وون وهربت. أعني…..كيف يمكنها سرقة هذا المبلغ وهي تعلم أن عملي يمرّ بأصعب فتراته؟”
“…….”
“هل كانت هكذا فعلًا؟ أم أنني لم أكن أعرفها جيدًا؟ أشعر بالغثيان كلما فكرتُ بالأمر.”
“زوجتكَ كانت امرأةً مُضحية جدًا، بحسب ما رأيت. لقد دعمتك بالكامل طوال 21 عامًا، أثناء دراستكَ وأثناء عملك.”
عندما وضعت سيان حدًا واضحًا بكلامها الخالي من المشاعر، أومأ الزوج برأسه ببطء.
“صحيح…..هي سون كانت امرأةً طيبة ومُضحية.”
“سمعت أنكما تواعدتما لمدة 14 عامًا؟”
“نعم…..أربعة عشر عامًا. كانت تلك الفترة من أسوأ مراحل حياتي، لم يكن فيها أي أمل. كنت أؤمن وقتها أنه إن تركتني هذه المرأة، فلن يكون أمامي سوى الموت. وأظن أنها كانت تعرف ذلك. لا، بل….”
هزّ كتفيه وتنهد تنهيدةً ثقيلة.
“بصراحة، كنت أظهر لها ذلك بوضوح. كنت أقول لها، لا أحد لي سواكِ، أرجوكِ لا تتركيني…..كنت آمل أن تتشبث بي، لأنها امرأةٌ طيبة بالفطرة.”
ضحك الزوج ضحكةً محرجة، لكنها لم تكن كافية لتُخفي أنانيته.
تابعت سيان الحديث بصوتٍ بارد،
“هل تغيّرت مشاعركَ تجاه زوجتكَ بعد الزواج؟”
“نعم؟ لا، لا أبدًا! هذا غير صحيحٍ إطلاقًا!”
ردّ الزوج بانفعال كما لو أن ما قالته كان اتهامًا باطلًا.
“كما قلت لكِ في المرة السابقة، كانت زوجتي تعاني من الاكتئاب. هي من شعرت بالضيق مني ونفرت، أما أنا، فكنت أحاول تهدئتها وأقول: كيف يمكنني العيش من دونكِ؟”
“ولذلك طلبتَ منها أن تبيت في فندق؟”
“كان ذلك بسبب خلافٍ نشب بيننا حول طقوس الذكرى السنوية لوالدتي الراحلة…..”
“لكن يُقال أنها كانت تحضّر تلك الطقوس سنويًا بكل عناية واحترام. رغم التوتر الكبير الذي كان بينها وبين حماتها خلال سنواتها الأخيرة.”
لعق الزوج شفته السفلى، وقد بدا جليًا عليه أنه أدرك كم جمعت سيان من المعلومات خلال يومٍ واحد فقط.
تابعت سيان الحديث بصوتٍ بارد وأنيق،
“السيدة ‘مين هيي سون’، زوجتكَ، تلقّت الكثير من المديح. يقول الناس في الحي أنها كانت إنسانةً طيبة ولطيفة للغاية.”
______________________
جوون مجنون رايع جدا مبدع 😘✨
يضحك وهو يوضح لها إنه وقع وهي للحين صامله😭
علاقتهم مره غريبه بس عاجبتني بالغلط🤏🏻
وجبة هانكوك:
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 24"