غير أن شهادةً ظهرت تقول إن مين هي سون غيّرت نغمة رنين هاتفها قبل اختفائها بيومين.
ولم تكن مجرد عملية تغيير عادية. فثد كانت أغنية مهمة جعلتها تقرر عدم الانفصال عن زوجها بعدما كانت على وشك ذلك قبل الزواج، فلماذا إذًا؟
ما الحالة النفسية التي جعلتها تغير النغمة فجأةً إلى تلك الأغنية؟ هل من الممكن أنها علمت بخيانة زوجها حينها؟
إن كان الأمر كذلك، فقد يكون تغيير نغمة الرنين تعبيرًا عن عزم مين هي سون على عدم مغادرة جانب زوجها.
ركزت سيان أولًا على سخرية أخت مين هي سون.
* “كانت تتصرف كما لو أن الحب كله ملكها وحدها. على كل حال، الثلاثة مليارات والثلاثمئة مليون، نحن لا نعرف عنها شيئًا.”
* “ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون؟”
من أجاب على سؤال جوون كانت الأخت الصغرى.
•”آه، لم تكن تعلم؟ أختي هربت بأموال زوجها. لا نصدق كيف أمكنها ذلك. لم نكن نعلم أي شيء حتى سمعنا من الشرطة، واندهشنا فعلًا.”
لحظة.
قامت سيان برفع الصوت، ثم أعادت الاستماع إلى هذا الجزء مرة أخرى.
‘تضحك؟’
•”لا نصدق كيف أمكنها ذلك. هاها. لم نكن نعلم شيئًا على الإطلاق…”
نعم، الأمر واضح. الأخت الصغرى كتمت ضحكتها بسرعة.
وقبل كل شيء، هل هناك حاجةٌ لأن تؤكد الأخت الكبرى والصغرى بالتناوب على أن “المال لا نعلم عنه شيئًا.”؟
ززز ززز-
اهتز الهاتف، وعندما تأكدت، كان جوون.
<~: خرجت لتناول كأسٍ مع الأخت الصغرى. لنلتقي غدًا.
الآن؟
الساعة لم تبلغ الثانية عشرة بعد بقليل، فكيف يخرجان معًا في هذا الوقت المتأخر…..
اتسعت حدقة سيان في عمقٍ مظلم.
الخروج مع امرأة لتناول الكحول في هذا الوقت من الفجر، لا يمكن أن يعني سوى محاولة إغواء للحصول على معلومات…..لكنها لم تتخيل أبدًا أن تاي جوون قد يلجأ إلى هذا النوع من الطرق، فشعرت بارتباكٍ لحظةً.
بالطبع، لا داعي لتتدخل في كل تفصيلٍ صغير بخصوص الطريقة التي يعتمدها الشريك في تنفيذ المهام. فقد تكون أخت مين هي سون من النوع الذي يستهوي تاي جوون.
كتبت سيان ردًا فوراً.
<~: سأتواصل معكَ في الصباح.
كانت على وشك إرسال الرسالة، لكنها ضغطت بسرعة على زر الحذف ومسحت كل ما كتبته، ثم أرسلت له ردًا جديدًا.
<~: حسناً.
***
ارتجفت فجأة. و أمسكت سيان المسدس لا إراديًا وفتحت عينيها على اتساعهما.
كان قلبها يدق بعنف، وجسدها كله مبتلٌ بعرق بارد.
أخذت أنفاسًا سريعة وضحلة، ثم طمأنت لينكون الكائن ذو الذيول الثلاثة الذي كان يئن بقلق، بحنان وهي تربت عليه.
“لا بأس، لينكون. لا بأس..…”
كانت قد غفت وهي جالسة من شدة التعب، ثم عانت مجددًا من كابوس.
نهضت بجسدها المثقل ووقفت عند نافذة غرفة المعيشة، وبدأت تشرب القهوة الساخنة المركزة كوبًا بعد آخر.
لكن بقايا الكابوس…..أنين الأم، وعويل الأب، وصراخ الأخت، كانت لا تزال تتردد في جسدها كالسكاكين.
وقفت سيان عند النافذة تنتظر شروق الشمس. فعندما تشرق الشمس، يخف وقع الكابوس، ولو قليلًا.
ليلةٌ خالدة، مرهقة، وطويلة.
من الغروب إلى منتصف الليل، ثم إلى الفجر…..عشر ساعات طويلة ومختنقة من الظلام.
متى ستشرق الشمس؟
نظرت إلى الساعة بطرف عينها، فكانت ما تزال الثالثة والربع.
“هُووو.”
أغمضت عينيها محاولةً كبح صداع الشقيقة الناتج عن قلة النوم.
ربما لأن طاقة تاي جوون الروحية كانت قويةً للغاية، لم تكن ترى الكوابيس في الأيام التي تقضي فيها وقتًا طويلًا معه.
ولهذا السبب، تراخت في الأيام الأخيرة…..وارتخت معها يقظتها النفسية دون أن تشعر.
‘عليّ أن أكون حذرة، حذرةً جدًا.’
لو تراخى هذا الخيط المشدود من التوتر للحظة، ستكون هي الخاسرة.
اثنا عشر عامًا قضتها تقاتل الأرواح الشريرة والأشباح. لم تعتمد يومًا على أي شريك، ولم يكن تاي جوون استثناءً.
فتحت سيان عينيها ببطء، ورفعت رموشها الثقيلة. و نظرت إلى انعكاس عينيها الباردتين، الجافتين، في نافذة غرفة المعيشة الواسعة.
كان هذا طقسًا اعتادت عليه طوال الـ 21 عامًا الماضية، طقسًا تهذب فيه لي سيان ذاتها بصرامة.
لكن…..في أعماق هذا الطقس الصارم، كان تاي جوون لا يزال يومض في ذاكرتها. كضوءِ المنارة المرتفع الذي يضيء العتمة ومضًا بعد ومض.
“تاي جوون، لا بد أنه نائم الآن.”
* “جوون لم يخبر أحدًا عن قصة الأفعى. حتى لجنة التحقيق القادمة من المقر الرئيسي لـ(أوتيس)، لم ينبس ببنت شفةٍ أمامهم.”
هل يا ترى، رغم أنه لا يظهر ذلك، ذلك الرجل أيضًا يرى كوابيساً عن ماضيه؟
***
لم تنم سيان سوى ثلاثين دقيقة بعد شروق الشمس. و ما إن استيقظت حتى سارعت لتفقد هاتفها، لكن جوون لم يرسل أي ملفٍ صوتي.
لقد قال أنه سيخرج لشرب الكحول مع أخت مين هي سون الصغرى، لكن يبدو أنه لم يسجّل أي حديثٍ دار بينهما أثناء السهرة.
على الأرجح، سيكون استدراجها الى فندقٍ اسرع في الحصول على المعلومات…..
إن كان لديه ما يشاركه، فسيقول ذلك بنفسه.
وضعت الهاتف جانبًا ببرود.
في بداية يوم جديد. ارتدت ملابس سوداء من الأعلى إلى الأسفل، ورفعت شعرها وثبّتته بإحكام دون أن تترك مجالًا لأدنى ارتخاء.
مظهرها كان جامدًا وباردًا.
في تمام الثامنة صباحًا، أرسلت لها العميلة “G” عبر بريد إلكتروني مؤقت الملفات التي طلبتها الليلة الماضية.
حسابات مين هي سون الشخصية، معلومات عن زوج مين هي سون وعشيقته، وسجلات التحويلات المالية الكاملة بين أفراد عائلتها الأربعة.
كانت قد طلبت من العميلة “G” أن تتعقب كل شيء دون أن تغفل فلسًا واحدًا.
وما كانت تظنه في أسلوب حديث عائلة مين هي سون مع جوون، تأكدت الآن…..
قولهم أنهم عارضوا الزواج لأن العريس لم يعجبهم لم يكن سوى كذبة.
مين هي سون الميتة، كانت تدفع من راتبها الشهري مبالغ كبيرة لدعم أمها في بيت العائلة، وصرفت على أخوتها كذلك.
أمّا في فترة العزوبية، فقد كانت تغطي نفقات زوجها شبه العاطل، والتي كانت تزداد عامًا بعد عام، ولا شك أن العائلة بأكملها كانت تنظر إلى ذلك المال بعين الكراهية والبخل.
المال. 330 مليون وون. هل كانت هذه الحزمة من النقود موضوعةً فعلاً بجانب جثة مين هي سون؟
أم أنها…..انتقلت إلى بيت أهلها صباح اليوم الذي اختفت فيه مين هي سون؟
***
عادت سيان إلى يونغيان وبدأ بتتبع آثار مين هي سون.
راحت تتتبع بعنايةٍ فائقة خيوط الذكريات الباهتة التي تركها شخصٌ مات بالفعل.
تحدثت مع زملاء مين هي سون في مركز خدمة العملاء حيث كانت تعمل بدوامٍ جزئي، وجمعت المعلومات من المتجر المحلي الذي كانت تظهر فيه كثيراً من خلال سجل بطاقتها، والمقهى الصغير الذي كانت تزوره من حين لآخر، وعيادة الحيوانات، ومتجر الأطعمة الجاهزة وغيرهم.
كما التقت بربة المنزل التي تعيش في البيت المجاور لمنزل عائلة مين هي سون، ووكيل العقارات المحلي، وبعض كبار السن في مركز المسنين القريب.
الجميع وصف مين هي سون بأنها “امرأةٌ طيبة جداً”.
وكما هو حال أغلب الناس الطيبين، كانت تضحي كثيراً من أجل عائلتها، وغالباً ما تتنازل بسهولةٍ عن أشياء للآخرين من حولها.
على سبيل المثال، كانت تعير وشاحاً حريرياً غالياً اشترته بعد ترددٍ طويل لأنها أحبته بشدة، لكنها لم تسترده أبداً بعد إعارته.
أكثر من قدّم معلوماتٍ كانت ربة المنزل المجاورة.
“مين هي سون؟ اسمها كان مين هي سون؟ الاكتئاب؟…..لا أعلم حقاً. قطتها كانت مريضة أيضاً، وكانت تبدو كئيبةً لبعض الوقت. و كما تعلمين، الزوج..…”
“مابه الزوج؟”
“ألم تعرفي؟ كان يذهب ويأتي إلى منزل صديقتها بشكلٍ متكرر، والآن صديقتها تسكن تماماً هناك وتعيش مع زوجها. كانت هي والزوج على علاقةٍ قريبة جداً.”
“علاقة قريبة جداً؟ هل كان ذلك واضحاً للجميع؟”
“الحي كله كان يعرف. من شقتنا في الطابق الثاني، يمكننا أن نرى مباشرةً حديقة ذلك المنزل، أحياناً كانوا يطبخون اللحم في حديقتهم، وكانت الصديقة مع زوجها، أما هي فكانت مثل الخادمة.”
إذاً من المؤكد أن مين هي سون كانت تعرف بخيانة زوجها.
حسب كلام هذه المرأة، كانت العشيقة تأتي دائماً ومعها طفلها. و كانت تتفاخر بذلك أمام مين هي سون التي مرّت 7 سنوات من زواجها ولم تنجب بعد.
نعم، كان ذلك بمثابة إظهار وتفاخر بأن هذا الطفل هو ابني وزوجكِ.
بالطبع، كان من المحرج لـ مين هي سون أن تواجه مثل هذه الزيارة، لكنها لم تكن من النوع الذي يستطيع أن يكون قاسياً تجاه الآخرين.
حققت سيان نقطةً هامة.
“هل كانت تحدث مشاكل مع والدتها بسبب طقوس ذكرى موت والدة الزوج؟”
“ماذا؟ كل عامٍ كانت تعد الطعام بكل إخلاص. حتى أن تلك الحماة القاسية من قبل كانت تضع الرمل في طبق الطعام وتطلب منها أن تأكله. لكن تلك المرأة كانت طباعها لطيفةً تجاهها حتى بعد موتها..…”
“هل كانت هناك مشاجرةٌ كبيرة مع زوجها حول موضوع ذكرى والدته قبل اختفائها؟”
“ربما ارتفعت أصواتهما قليلاً؟ لكن الزوج كان يصرخ لفترةٍ طويلة.”
“ومين هي سون؟”
عند سؤاله، انفجرت المرأة في ضحكةً خفيفة.
“إذا كانت تلك المرأة ستصرخ، لما كانت قد عاشت معه على الإطلاق.”
***
في عيادة الحيوانات، لم يكن أحد يعلم عن اختفاء مين هي سون.
قالت العيادة أن القطة كانت تعاني من وذمة رئوية، لكنها توقعت أن مين هي سون قد نقلت القطة إلى عيادةٍ أكبر بعد أن توقفت عن الاتصال ولم تحضر.
كانت مين هي سون تحب قطتها “جون” الكبيرة في السن بشكل خاص، وكانت تقول: “عندما أبكي، هو الكائن الوحيد الذي يبكي معي” مع ابتسامة هادئة.
“هل يمكنكَ أن تخبرني مرة أخرى؟ من الذي زار العيادة؟”
وكانت المفاجأة أن العشيقة زارت عيادة الحيوانات هذه لفترة قصيرة، بعد اختفاء مين هي سون.
“المرأة ذات البشرة البيضاء، التي كانت تأتي أحياناً مع “جون” وصاحبتها…..كانت تبدو وكأنها لا تحب الحيوانات، لذا كنت أشعر بالقلق كلما كانت تأتي.”
“ماذا قالت حينها؟”
“حسناً…..قالت أنها جاءت للتحقق ما إذا كانت مين هي سون قد وضعت “جون” في فندقٍ خاص بالحيوانات.”
اهتزت لدي مشاعر القلق. ربما كان العشيقان قد جاءا للبحث عن القطة بعد أن تخلصا من مين هي سون.
لأنه إذا اختفت مين هي سون دون أن تأخذ قطتها وهي التي كانت معروفة بحبها لها، فذلك قد يثير الشكوك.
وفي هذه الأجواء المشبوهة، أضاف موظف العيادة معلومةً مفاجئة.
“على أي حال، سألوا هذا السؤال فقط وغادروا بسرعة. وكان زوجها في الخارج ينتظرها ليأخذها.”
“زوجها؟”
“الزبائن عادة لا يلاحظون جيداً، لكن من هنا، يمكن رؤية ساحة الانتظار بوضوح.”
نظرت سيان عبر الزجاج الأسود على المكتب. في ساحة الانتظار التي كانت مضاءةً بضوء ساطع، كانت هناك سيارتان مركونتان.
من غير المحتمل أن يكون الزوج السابق…..يجب أن يكون زوج مين هي سون.
كذب بأن مين هي سون بأنها كانت تعاني من الاكتئاب.
و كذب أنها كانت تتشاجر معه كل عام بسبب طقوس ذكرى والدته.
كذب أنه نسي تماماً القطة بعد اختفاء زوجته، وكان في حالة من الارتباك.
كم من الأكاذيب الأخرى قد تكون موجودةً عند زوج مين هي سون؟
_____________________
بالله خلوه لين ىًقتله بالغلط ينرفزززززز
وصديقتها بعد خل تمسك مابيها تفطس مسكين ولدها لين يبلغ وقدها تفطس
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 23"