هل يا ترى أصبحت مين هي سون المفقودة حقاً قرباناً للثعابين؟ أم أنها انتحرت؟ أو ربما…..قُتلت؟
لا شيء واضحٌ حتى الآن.
عندما أتذكر العشيقين السرّيين اللذين كانا يتبادلان النظرات الخفية في غرفة المعيشة، يخطر ببالي احتمال أن يكونا قد قتلا الزوجة لأنها رفضت الطلاق.
الحدس يميل شيئاً فشيئاً إلى جريمةٍ بدافع الحب والغيرة…..
تحدثت سيان بنبرةٍ جافة عن المعلومات المتعلقة بـ”مين هي سون”.
“التقيا عندما كانت في الحادية والعشرين، وتزوجا عندما بلغت الرابعة والثلاثين، أي أن علاقة الحب بينهما كانت طويلة.”
“هل استمرت علاقة الحب وحدها أربعة عشر عاماً؟”
“صحيح. أما الحياة الزوجية فكانت أقصر نسبياً. سبع سنواتٍ ونصف فقط. وخلال ذلك، أنجب من عشيقته طفلاً يبلغ من العمر نحو خمس سنوات ويربيه معها، مما يعني أنه كان يخونها منذ وقتٍ طويل.”
في مثل هذا الوضع، معظم من في “موك” كانوا يترددون في مشاركة مزيدٍ من المعلومات.
الجهة التي يجب على “أوتيس” أن يتعامل معها في عمله هي الشبح الشرير مين هي سون. وإن نشأت أي علاقة عاطفية أو ارتباط تجاه ذلك الشبح، فإن خطر فشل المهمة أو التعرض للإصابة سيكون كبيراً.
لكن جوون لم يكن يهتم بذلك.
“مين هي سون. لقد ماتت منذ وقتٍ طويل، فلماذا لم تؤذِ أحداً حتى الآن؟”
“لأنها لا تزال تحب زوجها بشدة.”
أجاب جوون بلا مبالاة، ثم ملأ كأسه بنبيذٍ أحمر بلون الدم.
“طالما أنها تبقى ملتصقةً بعشيقته، سينظر إليها زوجها بعيني الحبيب، ويعانقها بلطف، ويمزح معها وهو يضحك، أليس كذلك؟ وسيشتري لها الهدايا من حين لآخر أيضاً.”
“…….؟”
“هي مندمجة في الدور، وكأنها تقول: نحن عائلة، هذا الطفل هو طفلي. ولهذا السبب، لم تقتل أحداً حتى الآن.”
ركزت سيان نظرها على كأس النبيذ الذي بيده.
النبيذ الأحمر الذي يتماوج داخل الكأس بدا كأنه نذير شؤم لأحداث قادمة.
كان هناك شعورٌ سيئ بدأ يتسلل اليها فجأة، كشعور منزل على وشك الانهيار، أو كنصل سكين يلامس البطن، أو كموقد غاز يتصاعد منه الشرر استعداداً للاشتعال.
ذلك العاشقان، كانا يستمتعان بعلاقتهما المحرّمة على حبل مشدود فوق هاوية، يتأرجحان بخطورة.
وإذا أدركت مين هي سون اليوم مثلاً أنها قد ماتت، أو إن علمت فجأةً أن زوجها يعيش مع عشيقته تحت سقف واحد، فستكون هناك حياةٌ مهددة بالخطر.
بالطبع، لا يهم إن مات ذلك العاشقان أو بقيا على قيد الحياة، لكن خيط العلاقة مع الثعابين لا بد من التحقق منه.
“لنقسّم العمل.”
طق-
أغلقت سيان الحاسوب المحمول وأصدرت أوامرها بنبرةٍ باردة.
“سأقوم أنا بالتحقيق في حياة مين هي سون اليومية قبل اختفائها مباشرة، وكذلك في أمر زوجها.”
أيضاً…..من جهة عائلة مين هي سون الأصلية، قد تظهر قصةٌ مختلفة تماماً.
“تاي جوون، أنت ستتولى جانب عائلة مين هي سون.”
***
“بما أن الطريق نفسه، فلنذهب معاً إلى سيونغنام.”
جلس جوون في المقعد الأمامي وأغلق باب السيارة بصوتٍ واضح.
سيونغنام؟ هل ينوي فعلاً التوجه إلى بيت عائلة مين هي سون الآن فوراً؟
لقد التقوا بزوج مين هي سون الساعة السابعة مساءً، وقد أصبحت الساعة تقترب من التاسعة.
“هل تنوي زيارتهم في هذا الوقت؟”
سألتُه بنبرةٍ توحي بأن الوقت متأخر جداً، فأجاب جوون بلهجة لا مبالية،
“قالوا إن جميع أفراد العائلة سيكونون مجتمعين بعد ثلاثين دقيقة.”
بمعنى أنه قد رتب الموعد معهم مسبقاً.
يبدو أنه أنهى المحادثة خلال ثلاث دقائق فقط، وهي الفترة التي غادرتُ فيها إلى الحمّام.
حقاً، كان رجلاً يعرف كيف ينجز الأمور بسرعة.
انطلقت سيان بالسيارة دون تعليق. فكلما كانت المعالجة أسرع، كان أفضل.
وبما أن أفراد العائلة سيكونون جميعاً موجودين، يمكن تقييم الأجواء العامة أولاً، ثم إعادة اللقاء فقط بمن يلزم لاحقاً.
“هل أذهب معكَ أيضاً؟”
لكن جوون رفض اقتراحها فوراً.
“لي سيان، أنت جميلةٌ جداً، وذلك قد يُسبب بعض الإرباك. من الأفضل أن يذهب رجلٌ لوحده.”
مين هي سون كانت الابنة الثانية بين أربع إخوة: أم، أختٌ كبرى، أخت صغرى، وأخ صغير هو الأصغر في العائلة.
الأخت الصغرى غير المتزوجة، والتي تبلغ حالياً منتصف الثلاثينيات، كانت تعيش مع أخيها الأصغر ووالدتهما، بينما الأخت الكبرى، البالغة من العمر 43 عاماً، كانت تسكن على بُعد سبع دقائق سيراً على الأقدام.
ثلاث نساءٍ من أصل أربعة أفراد في العائلة.
من المؤكد أن ذهاب رجل واحد أنيق المظهر وحده سيكون أكثر فاعلية في خفض حذر العائلة وسماع ما في قلوبهم.
“في هذه الحالة، أرجو أن تسجل المحادثة التي ستجريها مع عائلة مين هي سون.”
***
بيب….بيب….بيب.
بمجرد أن أدخلت كلمة السر وفتحت الباب الحديدي، شعرت بالهواء الراكد والساكن في المكان طوال اليوم.
ما إن دخلت سيان إلى البيت، حتى فتحت النوافذ لتهويته على الفور.
كانت جميع الأنوار في الغرف مضاءة مسبقاً. فهي لا تترك المنزل مظلماً أبداً من ديسمبر حتى مايو.
“لينكون.”
بمجرد أن نادت اسمه، ظهر الكلب ذو الثلاثة أقدام، يهز ذيله برقة.
“أحسنتَ اليوم أيضاً. نعم، نعم، انتظر لحظة فقط.”
ملأت له صحن الماء بماء نظيف وقدمت له الطعام وبعض الوجبات الخفيفة.
رغم أنه لم يكن يأكل أو يشرب، إلا أن لينكون بالنسبة لها لم يكن يختلف عن أي كلبٍ حي.
الساعة 10:40 مساءً. كانت موجاتٌ برتقالية رائعة تتلألأ على امتداد الأفق.
جلست على أريكة غرفة المعيشة، وأعدّت تقريراً مختصراً للرئيسة، ثم أرسلته.
لم يتم العثور بعد على أي صلةٍ بالثعابين، لكن تم اكتشاف مسمار في منزل الهدف.
كان المسمار هو الروح الشريرة لـمين هي سون المفقودة، ومن خلاله تم تأكيد وفاتها.
بعد أن خرجت من الحمّام بعد الاستحمام، كانت قد وصلتها رسالة من جوون بالفعل. و كانت أول ملف صوتي من التسجيلات التي طلبتها منه.
•“تفضل، تفضل! هل تعرف هي سون؟ يا إلهي! لم أكن أعلم أن لـهي سون علاقةٌ كهذه بأحد!”
الصوت المبالغ في الترحيب…..على الأرجح لم يكن صوت الأم، بل الأخت الكبرى.
ثم تتابعت أصوات الأخت الصغرى والأم وهما ترحبان بـجوون.
أما الأخ الأصغر، فقيل أنه تأخر اليوم بسبب حفل عشاء عمل. وهذا في الحقيقة كان أفضل.
ركّزت سيان ببراعة على نبرة الصوت الخاصة بكل شخصية. فصوت الإنسان يكشف عن مشاعره أكثر مما يحاول إخفاءه.
القلق، الفخر، الفرح، الحزن، الغضب…..كل تلك المشاعر تنبعث من نبرة صوته كما لو كانت رائحةً خفية تتسرب في كل لحظة.
كانت تميل بجذعها للأمام وهي تنصت بعناية إلى الملف الصوتي.
كان تاي جوون يقدّم نفسه بشكل رسمي.
قال أنه تعرّف على مين هي سون من خلال أحد كبار طلاب الجامعة، وقد تلقى منها بعض المساعدة البسيطة، لكنه في ذلك الوقت كان مشغولاً جداً فلم يتمكن من رد الجميل كما ينبغي.
ثم قال أنه تخصّص في التشريح العصبي في الولايات المتحدة، وعمل في معهد أبحاث الدماغ بجامعة هارفارد، وقد عاد إلى البلاد منذ أيامٍ فقط—كذبة قالها ببراعة مدهشة وثقة لا تهتز.
صوت تاي جوون…..كان صوتاً فريداً، آسراً.
نغمة صوته كانت تهز الأعصاب برعشةٍ خفيفة خلف العنق…..رجل يحمل طابعاً حسياً، خطيراً.
كان ينضح بالخطر، وأشبه بشؤمٍ لا يُقاوَم، ومع ذلك كان أنيقاً ومتحضّراً.
بلا شك، كان يمتلك قوة جذبٍ قوية تجذب الطرف الآخر نحوه بشدة.
و ربما كان ذلك بسبب جاذبيته الخاصة، فقد صدّقت عائلة مين هي سون كلامه من دون أدنى شك. بل وأظهرن له مشاعر ودية دافئة بشكلٍ متواصل ومكثّف.
بدأ جوون حديثه بتقديم التعازي بشأن اختفاء مين هي سون، ثم أبدى استياءه قليلاً قائلاً: “يبدو أن زوجها لا يقلق كثيراً بشأنها.”
فاندفعت النساء الثلاث ليرددن عباراتِ السخط واحدةً تلو الأخرى.
كانت عائلة مين هي سون من جهة الأم تبدي كراهيةً شديدة جداً تجاه صهرهم.
الأم كانت تطلق تنهيداتٍ عميقة متكررة، أما الأخت الكبرى فسخرت،
* “إنه رجلٌ فقير ولا يملك أي قدرات، لا أدري ما الذي أعجبها فيه حتى تُتعب نفسها لأجله بهذا الشكل!”
فعلّقت الأخت الصغرى بسخرية،
* “أصلاً أختي هي سون تحب دائماً أن ترعى غيرها وتخدمهم.”
هؤلاء الشقيقات…ططأجواؤهن تُشعر بأنهن لا يقدّرن مين هي سون كثيراً.
على أي حال، كان أول حبيب لـمين هي سون هو زوجها، وكانت هناك فرصة للانفصال عنه قبل الزواج مباشرة.
* “أرهقها 14 سنة كاملة من دون أن يفترقا، ولا حتى عرض عليها الزواج. كنت أظن أن هي سون ستنهي الأمر تماماً في ذلك اليوم الذي قالت فيه إنها ستنفصل عنه، لكن واه…..عادت مجدداً لذاك الرجل الممل، وكاد قلبي ينفجر من القهر.”
* “حتى عذرها كان مضحكاً، ماذا قالت؟…..قالت أنها سمعت أغنيةً جعلتها غير قادرةٍ على الانفصال!”
في اليوم الذي قررت فيه الانفصال، التقت مين هي سون بزوجها في الطابق الثاني من أحد المقاهي التابعة لسلسلةٍ مشهورة.
كانت قد بلغت الرابعة والثلاثين، ولم تكن ترى أي مستقبلاً مع رجل علاقتها به لم تتقدم خطوةً واحدة.
وكان زوجها، الذي اعتاد دائماً التوسّل والتشبث بها، لم يتمكن في ذلك اليوم من إقناعها بالبقاء. ربما شعر بالخجل.
وهكذا، كان من المفترض أن ينتهي كل شيء بكلمة لننفصا فقط. و كان من المفترض أن تُطوى تلك العلاقة تماماً.
لكن مين هي سون لم تستطع النهوض بسهولة، وفي تلك اللحظة، بدأت الموسيقى تنبعث من مكبرات الصوت في المقهى.
كانت أغنية بوب قديمة تُدعى Stand By Your Man “قفي بجانب رجُلكِ”
[كوني له عوناً بجانبه، افتحي ذراعيكِ كي يتمكن من التمسك بكِ.]
كانت علاقة حب استمرت 14 عاماً كاملة.
الرجل، الذي كان مطأطئ الرأس، تنهد بأنين موجع كما لو أنه فقد آخر أمل له، أما هي، فلم تنطق بكلمة واحدة حتى انتهت الأغنية تماماً.
في ذلك اليوم تحديداً، في الطابق الثاني من المقهى وسط أزيز حشرات الصيف، قطعت مين هي سون وعداً لزوجها،
“لنحاول معاً مجدداً. يوماً ما، سيتغير كل شيءٍ إلى الأفضل. وحتى لو أصبحَت الحياة أكثر ألماً من الآن…..سأبقى إلى جانبكَ حتى النهاية.”
تششش….تشزيك…..تشك.
صدر صوت ضوضاء قصيرة، ثم ساد الصمت فجأة، وانتهى الملف الصوتي الأول عند هذا الحد.
مررت سيان أصابعها في شعرها بوجهٍ متجهم، ثم رفعته وربطته كلياً.
مين هي سون…..على الأرجح لم تكن تدري حين قطعت ذلك الوعد، أن زوجها سيبدأ بخيانتها فور الزواج، وأنها ستختفي وبحوزتها مبلغ 330 مليون وون من أموال زوجها، وأنها ستموت في عمر الحادية والأربعين.
وصلها من جوون الملف الصوتي الثاني، لكن معظمه كان مجرد دردشةٍ لا طائل منها.
النساء كن يطرحن على تاي جوون أسئلةً متكررة، هل لديه حبيبة؟ ما نوع النساء اللواتي يفضلهن؟
لم يتوقفن عن السؤال والفضول.
ولم تكن هذه العائلة، التي بدت شرسة الطبع، تُبدي اهتماماً كبيراً باختفاء مين هي سون. بل لم يبدُ أنهم قلقون على سلامة الابنة الثانية المفقودة.
ربما لأن الحادثة مضى عليها سبعة أشهر بالفعل، وربما لأنها اختفت ومعها مبلغ 330 مليون وون؟
وسط ثرثرة لا تنتهي، طرح جوون فجأةً سؤالاً وكأنه تذكّره في اللحظة ذاتها،
* “هل كانت مين هي سون تستمع كثيراً لأغنية ‘قفي بجانب رجُلكِ’ في حياتها اليومية؟”
أجابت الأخت الكبرى والأخت الصغرى بنفس الجواب تقريباً.
كانت تستمع إليها كثيراً قبل الزواج. وحين كانت العائلة تزعجها وتلح عليها بأن تنفصل، كانت مين هي سون وكأنها تتحدى الجميع، فتجعل تلك الأغنية نغمة رنين لهاتفها.
لكن بعد الزواج، لم تعد تسمعها. ربما لأنها لم تعد بحاجةٍ إلى سماعها بعد الآن.
* “آه! الآن تذكّرت! صحيح! هي سون غيّرت نغمة الهاتف!”
علا صوت الأخت الكبرى والأخت الصغرى وكأنهما تذكرتا شيئاً مهماً فجأة.
وكانت المعلومة التالية مفاجِئة حقاً.
•”صحيح! الآن فقط تذكّرت. قبل يومين فقط من اختفاء هي سون، قامت بتغيير نغمة هاتفها مجدداً إلى تلك الأغنية ‘قفي بجانب رجُلكِ’.”
_____________________
قصتها تقهر اجل اغنيه غيرت رايس في خيخه؟ يع
المهم جوون قال لسيان انت حلوه✨✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 22"