زوجُ مين هي سون زمجر باشمئزازٍ وهو يضغط على أسنانه.
“اثنان مليار وثمانمئة مليون وون من أموال عملي المسجلة باسم هي سون، بالإضافة إلى دفتر ادخار بخمسمئة مليون. بالمجموع، مبلغ ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون، سحبته كلها من البنك في تمام الساعة التاسعة صباحًا، بينما كنتُ أنا في العمل…..وقد تأكدت من ذلك من خلال كاميرات المراقبة في البنك.”
“….…”
“الصدمة والشعور بالخيانة عند رؤيتي لتلك اللقطات….لو كانت تكره حضور طقس الذكرى السنوي لوالدتي، الذي يُقام مرةً واحدة في السنة، إلى هذا الحد، لكان من الأفضل أن تطلب الطلاق فقط.”
ربّتت صديقة الزوجة على ذراعه محاولة تهدئته، فعض على أضراسه بقوة،
“لا أعلم أين ذهبت تلك المرأة، وبصراحة، لم أعد أريد أن أعرف. قررت أن أعتبر الأمر كأنني أعطيتها تعويضًا وأمضي قدمًا.”
مين هي سون المفقودة…..من المرجح أنها كانت قربانًا للثعابين. لكن من المؤكد أيضًا أنها سحبت المال بنفسها من البنك واختفت. ذلك الفعل كان بإرادتها.
“أمييي..…”
فجأة، خرج طفلٌ صغير من الغرفة الصغيرة وهو يتذمر.
ربما كان في الخامسة من عمره؟ يبدو أنه استيقظ مفزوعًا من كابوس، وكان يبحث عن أمه بوجهٍ شاحب مليء بالخوف.
نهضت صديقة الزوجة على الفور من الأريكة واحتضنت الطفل. و في تلك اللحظة، تحدث جوون لأول مرة بعد صمتٍ طويل.
“الطفل يشبه والده تمامًا.”
“هاها! لا، لا.”
ضحك الزوج المرتبك وهو يلوّح بيده بشدة.
“هذا الطفل هو ابن السيدة هيون. أنجبته من زوجها السابق.”
“نتعرض أحيانًا لمثل هذا النوع من سوء الفهم.”
ضحكت صديقة الزوجة أيضًا وهي تؤكد كلامه. عندها، سخر جوون ببرود واعتذر بابتسامةٍ خفيفة.
“أعتذر. في نظري، بدا وكأنه ابنكما البيولوجي تمامًا.”
“مـ…..ماذا تقول؟”
ارتبك الزوج وارتفع صوته غاضبًا.
“أي نوعٍ من الناس يطلق هذا الكلام أمام طفل؟ تقول أنه ابننا وكأنها تهمة؟”
تدخلت المرأة بسرعة محاولةً تحويل الأمر إلى مزاح.
“حقًا؟ ربما لأن طفلنا يحب هذا الرجل كثيرًا، يبدو عليه التأثر به. تعرف، عندما يعيش الناس معًا لفترة، تبدأ الأجواء بالتشابه أحيانًا.”
لكن تاي جوون لم يكن من النوع الذي يقول شيئًا بلا سبب.
تأملت سيان الطفل بهدوء.
الطفل الذي كان بين أحضان أمه بدا في الخامسة من عمره. وهذا يعني أن الزوج كان على علاقة غرامية مع صديقة زوجته لأكثر من ست سنوات؟
“يكفي، من الأفضل أن تغادروا الآن.”
أظهر الزوج انزعاجه بشكلٍ واضح وفج. وكان الجو مشحونًا لدرجة أن شجارًا كاد أن يندلع.
جمعت سيان أوراق التأمين في حقيبتها ونهضت من مكانها، وتبعها جوون واقفاً.
في تلك اللحظة، رمقت المرأة الرجل بنظرةٍ خفية. فأومأ الرجل برأسه نافيًا بخفة بالكاد تُلحظ.
كانت إشارة تعني: “لا، دعي الأمر.”
وقفت سيان عند باب المدخل وطرحت على الزوج سؤالًا أخيرًا.
“أود فقط أن أطرح سؤالًا أخيرًا. ماذا حدث لــ ‘جون’ بعد اختفاء زوجتكَ؟”
“نعم؟”
ارتبك الزوج فجأة، وارتجفت المرأة التي كانت تراقب من غرفة المعيشة.
واصلت سيان كلامها ببرود.
“جون، القط. من فصيلة بومباي، ذكر. كان مملوكًا للسيدة مين هي سون.”
“آه…..جون…..أمم، هو….”
تلعثم الزوج للحظة، وبدت على وجهه علامات تساؤل، “هل بحثوا حتى عن هذه التفاصيل؟”
ثم رفع كتفيه بتردد.
“لست متأكدًا، لم أكن في حالة تسمح لي بالتركيز في ذلك الوقت…..”
“هل اختفى القط مع زوجتك قبل سبعة أشهر؟”
“على الأرجح…..نعم. أعتقد أنها أخذته معها. كانت قد بدأت تربيه قبل الزواج، وحتى عندما كانت مريضةً ولا تستطيع النهوض من السرير، كانت تحرص على إطعامه. لقد كانت تحبه إلى حد مبالغٍ فيه.”
***
طوال الوقت الذي كانا فيه يعبران الحديقة الصغيرة، شعرت سيان بنظرات الرجل والمرأة تراقبهما من خلال نافذة غرفة المعيشة الزجاجية.
توجها سيان و جوون إلى موقف سيارات مدفوع قريب.
طَق-
ما إن جلس وأغلق باب السيارة، حتى تناول جوون علبة شوكولاتة.
“تريدين واحدة؟”
عرض على سيان قطعة شوكولاتة، لكنها رفضت.
لم تكن تحب الشوكولاتة كثيرًا، كما أنها لم تكن ترغب في مشاركة لحظةٍ من هذا النوع، حلوة وناعمة، مع تاي جوون.
من دون أن يقول شيئًا، وضع قطعةً الشوكولاتة بين شفتيه، ثم مال برأسه للأعلى بكسل. بينما حاولت سيان أن تركز في العمل وهي تخرج السيارة من الموقف.
كان هناك أمر واحد عليها التأكد منه أولًا.
“هل كانت مين هي سون في ذلك المنزل؟”
أومأ جوون بخفة بذقنه. وهذا يعني: نعم.
بات من المؤكد أن مين هي سون قد ماتت.
امرأة في الـ41 من عمرها، ربة منزل تعمل بدوام جزئي، اختفت قبل 7 أشهر.
مين هي سون كانت قد أصبحت جثةً في مكانٍ ما، وما عاد إلى المنزل…..لم يكن سوى روحها.
إذًا، لم يتبقَّ سوى مشكلتين.
أولًا، هل مين هي سون لها علاقة بالأفعى أم لا. ثانيًا، هل مين هي سون روح عادية أم “موط”.
بحدسي…..كانت روحًا شريرة بلا شك. لا بد أنها كانت تراقب زوجها وهو يضحك مع صديقتها، ويعيش معها كزوجين، ويربيان طفلًا،، كل ذلك في نفس المنزل.
في بيتها.
ومع ذلك، سألت للتأكيد.
“مين هي سون، هل هي روحٌ شريرة؟”
“لقد أصبحت روحًا شريرة هائلة.”
“هائلة؟ من أي نوع؟”
“هذا…..”
خفض جوون صوته وضيّق عينيه قليلًا.
“من الأفضل أن تتأكدِ بنفسكِ، يا لي سيان. إنها من نوع الأرواح الشريرة التي لم أرَ مثلها من قبل.”
حقًا؟
ما نوع “الموط” هذا؟
كلماته أقلقتني، لأنه رجل رأى كل أنواع الأرواح طوال حياته.
“في المرة القادمة التي أذهب فيها إلى ذلك المنزل، افتح عيني الروحية. لا أظن أن ذلك الزوج سيتصل بنا مجددًا…..لكن دعنا نفكر بطريقةِ للدخول.”
“سيتصل بك الزوج قريبًا ويطلب اللقاء أولًا.”
قال جوون ذلك مؤكدًا بلا مبالاة. فأجابت سيان بنبرة متشككة.
“كان يبدو منزعجًا جدًا منا، وكأنه يريد نسيان أمر زوجته أيضًا.”
“الجميع يعيش مرتديًا قناعًا، لكن لا يمكن إخفاء الرغبات المتأججة بالكامل.”
“رغبات؟ تقصد المال؟”
“نعم، المال.”
تعويض التأمين على حياة الزوجة، اثنان وعشرون مليار وون. كان يبدو غير مهتم، لكن اتضح أن ذلك مجرد تمثيلٍ ماكر.
بينما كانت سيان تنعطف يمينًا عند المثلث، تأكدت من شيء آخر.
“هل رأيت تسجيل كاميرات البنك الذي ظهرت فيه مين هي سون؟”
“لا، أبدًا.”
أجاب جوو بلا اهتمام.
كما توقعت.
سيان شاهدت ذلك التسجيل من قبل، لكنها أرادت أن تعرف انطباع جوون عن مين هي سون.
اتجهت إلى مطعم شرائح لحم بنظام الغرف، كانت تزوره أحيانًا عندما يزور يونغين.
“إذًا لنشاهد ذلك الآن. أيضاً..…”
“أيضاً؟”
“عندما كنا جميعًا في غرفة المعيشة نتحدث، أين كانت مين هي سون؟”
“آه، مين هي سون..…”
ابتسم جوون وكأن الأمر ممتع، ثم أجاب بصوتٍ عميق هادئ.
“كانت تحدّق في زوجها بلا رمشة، وتلتصق بعشيقته هو يون.”
***
“أتمنى لكم وجبةً شهية.”
بعد تقديم شرائح اللحم وإغلاق الباب المنزلق، تكوّنت غرفةٌ مغلقة وهادئة.
وضعت سيان الحاسوب المحمول، الذي تحتفظ به دائمًا في سيارتها، على الطاولة.
كان الفيديو مرسلًا من العميل “G”، وهو نفس الفيديو الذي استلمه الزوج من الشرطة.
وكان هذا آخر مقطع لـ”مين هي سون” وهي على قيد الحياة، وقد التقطته كاميرا البنك. يظهر فيه مشهد سحبها لمبلغ ٣٣٠ مليون وون.
بعد خروجها من البنك، دخلت محطة المترو التي تبعد سبع ثوانٍ فقط سيرًا، ثم اختفت. اختفاءً كاملًا للأبد.
كان جوون يشاهد الفيديو بينما يقطع شريحة اللحم، فعلّق بسخرية،
“الطيبة الزائدة مضرة للنفس. تشبه الغرق في التفاهة التي تفرضها على ذاتكَ.”
امرأةٌ طيبة أكثر من اللازم. كان هذا هو انطباعه عن “مين هي سون”.
وقد فهمت ما يقصده. ففي لحظات الخطر، لا أحد ينقذكَ سوى نفسك، لكن الطيبين دائمًا يختارون أن يكونوا الطرف المتضرر.
في الفيديو، بدت “مين هي سون” امرأةً بسيطة للغاية. من النوع الذي يبدو وكأنه لم يقل كلمةً سيئة لأحد في حياتها.
ورغم أنها زوجة صاحب شركة متوسطة، إلا أن ملابسها كانت فضفاضة ومتخلّفة عن الموضة، وحقيبتها قديمة ومهترئة.
وفوق ذلك، كانت من النوع الذي ينحني بشكل مبالغ فيه عند إلقاء التحية.
عندما دخلت البنك، ألقت التحية على الحارس. وعندما جلست على الكرسي، حيّت الموظف أيضًا. وحتى عندما غادرت على عجل، أدارت رأسها نصف دورة لتلقي التحية مرة أخرى على الحارس.
عندما شاهد زوجها هذا التسجيل، قال للشرطة: “يبدو أن زوجتي هربت بالمال.”
ورغم أنه كان غاضبًا بشدة، قال أنه سينتظر عودتها، لأن الأمر يخص حياتهما الزوجية، وسيتدبرانه بينهما.
وكان رأي عائلة “مين هي سون” مثل رأيه تمامًا. قالوا، “بما أنها أخذت هذا المبلغ، فلا بد أنها تعيش حياة مريحة في مكان ما.”
“في قضية اختفاء مين هي سون، هناك بعض العقد التي علينا فكها.”
بدأت تحلل الأمور بدقة.
“الزوج على علاقة غرامية مع صديقة زوجته منذ سنوات، والزوجة اختفت ومعها مبلغ ٣٣٠ مليون وون من أموال الزوج..…”
“والزوج لا يبدو مهتمًا بالبحث عنها أصلًا.”
رد جوون بنبرة هادئة، فأومأت سيان موافقة وأكملت،
“هو يدّعي أنه حصل شجارٌ كبير معها بسبب طقوس الذكرى الخاصة بحماتها قبل اختفائها، لكن المريب هو….”
“القط.”
“القط الميت، صحيح. الأمر الغريب أنها اختفت وتركت خلفها قطها “جون” الذي كانت تحبه كثيرًا.”
الزوج بدا وكأنه لا يعرف الكثير عن اختفاء زوجته. بل وكان يحمل نبرة ارتياح، وكأن غياب تلك المرأة المزعجة أراحه أخيرًا.
أما تصرف مين هي سون، فقد كان غريبًا بالمثل.
وكأنها أخذت مال زوجها الذي تكرهه وهربت، بأسلوب “تذوق هذه الضربة مني”.
لكن لماذا؟ لماذا اختفت مين هي سون وأخذت معها مبلغ ٣٣٠ مليون وون من مال زوجها؟
بسبب هذا الفعل الوحيد، أخذت المال واختفت، صار من السهل الشك في أن تلك الصورة الطيبة والبسيطة التي تظهر في كاميرا المراقبة كانت مجرد تمثيل.
ربما كانت مين هي سون قد اكتشفت خيانة زوجها، والأسوأ من ذلك أن العشيقة كانت أعز صديقاتها.
قد تكون صُدمت بشدة، ومن شدة الغضب أقدمت على ذلك الفعل بدافع لحظةٍ انفعالية…..
لكن ما يجعل الأمر غير مريح هو أنها تركت قطها، الذي كانت تحبه إلى حدٍ مبالغ فيه، وأخذت المال فقط ثم اختفت.
وقبل كل شيء، لو كانت تملك ذلك القدر من المال، لما احتاجت إلى الهرب، إذ كان يمكنها أن تعيش براحة.
فلماذا، إذًا، ماتت مين هي سون؟
_____________________
انفدا الغموض
مدري ليه بس يمكن عطت صديقتها الفلوس؟ لأن جوون قال انها متشبثه في صديقتها وتراقب زوجها
المهم خلها تبرق وترعد دامها روح شريره خل ىًقتل زوجها وصديقتها ثم يجون يمسكونها✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 21"