بانغ! بانغ! بانغ!

 

بدأ رجال تشوي دال سو يتراجعون بسرعة، وهم يطلقون النار عشوائيًا على زوايا الأحواض الزجاجية الضخمة المثبتة كإطاراتٍ في القاعة.

 

كانت حيلتهم واضحة—أرادوا تفجير ضغط الماء دفعةً واحدة ليعرقلوا ملاحقة فريق أوتيس.

 

وسرعان ما ظهرت ثقوبٌ في الزجاج، ومع صوتٍ حادٍّ كصرير معدني مخيف، بدأ الزجاج العلوي والسفلي بالاهتزاز والتشقق.

 

ثم طَقّ! امتدت شقوقٌ دقيقة كشبكة العنكبوت عبر ألواح الزجاج الهائلة التي تعلو قامة الإنسان بمرات.

 

“انتظروا!”

 

“حوض أسماك القرش في الخلف!”

 

“سدّوا المخرج الآخر أولًا، لا تدعوهم يهربون!”

 

كان حوض أسماك القرش أكبرها جميعًا، فوزن الماء فيه وحده كان كفيلاً بتدمير كل شيء حوله إن انفجر.

 

ومع هؤلاء المجانين، لم يكن هناك شكٌ في أنهم سيفعلون ذلك دون تردد.

 

تتت….تتدرّق….تتدرّق…..

 

تدفقت المياه من الأحواض، تسيل بسرعة على الأرض، ثم راحت تتدفق منها خيوطٌ من الماء كأنها تنزف.

 

“العميلة لي سيان!”

 

لكن سيان كانت جاثيةً على الأرض بلا حراك، كأن الزمن تجمد حولها.

 

صوت نباح لينكون العنيف بدا بعيدًا، وذراعاها سقطتا كقطعتين من الحديد الثقيل.

 

كل ما كانت تراه عبر مجال رؤيتها المضطرب هو جسد الرئيسة الملطخ بالدماء.

 

كل ما عداه كان باهتًا، ممسوحًا من الوجود.

 

لا…..هناك شخصٌ آخر.

 

تشوي دال سو.

 

وسط سيل الرصاص، كانت تتقدم بخطواتٍ بطيئة، راسخة، نحو جسد الرئيسة.

 

رفعت سيفها القصير ذي السبعة نجوم عاليًا فوق رأسها. في اللحظة التي رأت فيها ذلك، اندفعت سيان إلى الأمام بجنون.

 

لكن اثنين من أفراد فريق أوتيس أمسكوا بذراعيها وخصرها، وسحبوها إلى الوراء بكل قوتهم.

 

وجه تشوي دال سو كان مغطى بالدماء، وجبهتها مثقوبةٌ بطلقة، ومع ذلك ظلت باردةً، بلا تعبير، كأفعى غارقة في دم ضحيتها.

 

شوووخ—

 

وفي ضربة واحدة، هوى سيفها القاتم فقطع عنق الرئيسة.

 

“لاااا!”

 

صرخت سيان وهي تقاوم قبضاتهم بجنون، تحاول الانفلات بأي وسيلة.

 

انحنت تشوي دال سو قليلًا، ثم أمسكت برأس الرئيسة من شعرها، ورفعته عاليًا كأنها ترفع كأس نصر.

 

سال الماء والدم على ذراعها في خيطٍ واحدٍ لامع. فصرّت سيان أسنانها من الغضب، ومدّت ذراعيها بكل قوتها نحو الأمام.

 

بانغ! بانغ! بانغ!

 

ضغطت الزناد بعنفٍ ويديها ترتجفان، لكن بسبب زاوية الجدار لم تصل أي رصاصةٍ إليه.

 

ومع ذلك، واصلت إطلاق النار بجنون حتى فرغ المخزن.

 

كواجاااااانغ!

 

ثم دوّى انفجارٌ هائل، وتحطمت الأحواض الزجاجية دفعةً واحدة، فاندفعت المياه كطوفانٍ هائج يغمر المكان.

 

***

 

“خمسةٌ يواصلون المطاردة، والبقية إلى المخرج المقابل!”

 

أصدر قائد فريق أوتيس أوامره بصوتٍ مشحون بالتوتر، فانطلق خمسةٌ إلى الأسفل بينما تحرك الآخرون بسرعة نحو الجهة الأخرى.

 

“الاتصال مقطوع! ليركض أحدكم فورًا لطلب الدعم! ركّزوا كل النيران على مخرجي الممر! بسرعة!”

 

كان الوضع في غاية الخطورة. لو نجحت تشوي دال سو في الهرب من المخرج الآخر، فستفشل المهمة تمامًا.

 

كان عليهم تطويقها من الأمام والخلف قبل أن تختفي. 

 

وبينما كان العملاء يتحركون، تسللت سيان من قبضتهم بكل قوتها، وانطلقت وحدها نحو الأسفل.

 

كانت خطوات الخمسة الذين سبقوها تتردد وسط المياه، تبتعد شيئًا فشيئًا. و تعثرت بين الأحواض المكسورة وكادت تسقط، لكنها نهضت وواصلت الجري مترنحة.

 

الماء كان يتدفق بسرعة نحو الممرات، والأسماك تصطدم بجسدها وهي تتخبط من حولها.

 

“ووف! ووف!”

 

و كان لينكون يسبقها بخطواتٍ سريعة، وعند مدخل معرض المرجان توقف فجأة، وأصدر هديرًا منخفضًا، كاشفًا عن أنيابه.

 

“الرئيسة..…”

 

جسد الرئيسة كان قد جُرف حتى مدخل معرض المرجان، وهناك—بدأت روحها تتجسد وتنفصل عن جسدها.

 

ركضت سيان عبر المياه، لا ترى سوى الرئيسة أمامها. وما إن ظهرت روحها تمامًا حتى التفتت تبحث عنها بعينين مضطربتين،  وعندما رأتها سالمة أطلق زفرةَ ارتياحٍ عميقة.

 

“سيان..…”

 

“الرئيسة..…”

 

“أغلقوا مداخل ومخارج الممر بإحكام. لا تسمحوا لأي واحدٍ منهم بالخروج من هنا. امنعوا تشوي دال سو من التواصل مع الحكومة عن طريق تعطيل الاتصالات، وبعدها…..أوقعوا بها هي ومن معها دفعةً واحدة.”

 

كانت لتوها قد ماتت، ومع ذلك كانت تتحدث بنفس برودة الرئيسة المعتادة.

 

حين رأتها سيان على هذا الحال، غمرت عينيها دموعٌ حارة جعلت الرؤية تهتز وتغيم أمامها. 

 

و لم تستطع الرد في الحال وهي تحاول السيطرة على مشاعرها، فابتسمت الرئيسة لها بابتسامةٍ باهتةٍ هادئة.

 

“سنتحدث نحن لاحقًا بهدوء. وسنزيل كل ما بيننا من سوء فهم.”

 

“….…”

 

“حين تحدثتُ مع جوون صباحًا في معبد ياك تشون، كنتُ منفعلةً جدًا. في الحقيقة، أنا فقط أردتُ أن يكونا سيان و جوون..…”

 

ووف! ووف! ووف! ووف!

 

و في اللحظة ذاتها، ومع نباح لينكون الغاضب، دوّى صوت طلقةٍ حادةٍ في أرجاء الممر.

 

وفي طرفة عين، تناثر رأس الرئيسة أمامها أشلاءً. و تلامست أطراف أصابعهما لوهلةٍ خاطفةٍ فقط قبل أن يتبدد جسدها.

 

انتشرت في الجوّ تلك الرائحة المألوفة، النفاذة، التي ترافق اختفاء الأرواح، ثم تلاشت الرئيسة تدريجيًا…..حتى اختفت روحها تمامًا من الوجود.

 

سيان لم ترمش. و عقلها رفض تصديق ما حدث أمامها لتوّه.

 

ما هذا؟

 

ما الذي..…؟

 

مدّت يدها نحو المكان الذي كانت تقف فيه الرئيسة قبل لحظات، فلم تجد سوى برودةٍ طفيفة، بقايا طيفٍ كان موجودًا ثم انمحى.

 

و شهقت وهي تطوي أصابعها، محاولةً القبض على ما تبقى من تلك البرودة. لكن لا فائدة.

 

تسللت آثار الروح المتبددة من بين أصابعها كهواءٍ فارغ.

لا شيء.

 

الرئيسة اختفت تمامًا، في لحظةٍ واحدة.

 

اجتاح صدرها وخزٌ حادّ، كأن قلبها يُنتزع من مكانه، وانهمرت الدموع من عينيها تتساقط قطرةً بعد أخرى على خديها.

 

“أتتوقفين عن العمل هكذا فجأة؟”

 

صدر صوتٌ مألوف، هادئ، تردد قرب أذنها.

 

فالتفتت سيان بوجهٍ مبللٍ بالدموع، و شاهدت البروفيسور تاي سوجون—جدّ جوون—يقف هناك، خلف الجدار الأصفر.

 

كان يوجّه نحوها مسدسًا لامعًا، وهو نفسه المسدس الذي أطلق منه الرصاص على روح الرئيسة قبل قليل. 

 

كان مسدس أوتيس. المخصص للذخيرة الفضية التي تقتل الأرواح.

 

خلع البروفيسور سترته الرمادية ورماها أرضًا بلا اكتراث، كمن تخلص من شيءٍ لم يعد له نفع.

 

كانت تلك السترة هي ذاتها التي كان يرتديها دائمًا، والتي كان يحتفظ بها بعناية في صندوق سيارته ثم في شقته بجزيرة يونغ جونغ.

 

هل كان يخفي المسدس فيها طوال الوقت..…؟

 

ابتسم البروفيسور قبل أن يضغط على الزناد، ابتسامةً باردة، متأنية.

 

“يجب أن أتخلص حتى من الأرواح. فقد تقولين شيئًا لا داعي له لجوون.”

 

رفعت سيان مسدسها بسرعةٍ غريزيةٍ، وضغطت الزناد أولًا—لكن المسدس كان فارغًا. فهي لم تُعد تعبئته منذ أن أطلقت رصاصها على تشوي دال سو.

 

بانغ!

 

دوى الصوت الحاد، واخترق السمع كفرقعةٍ بعيدةٍ في الفضاء، ثم اكتسح البياض مجال رؤيتها كستارةٍ من الثلج.

 

و حين انقشع البياض، رأت مجددًا وجه البروفيسور أمامها. ثم، شيئًا فشيئًا، هبط بصرها إلى الأسفل.

 

كررررر…

 

رأت لينكون ملقى على الأرض أمامها، والرصاصة الفضية مغروسةٌ في جسده بدلًا منها.

 

كان قد اخترق الحاجز بين العالمين بسرعةٍ مدمرة، حتى أن رأسه وكتفيه تهشما تقريبًا.

 

ورغم الألم الذي كان يمزقه وهو يلهث، حاول أن ينهض مجددًا، بكل ما تبقى له من قوة، ليحميها.

 

دقّات قلبها كانت تصطدم برأسها كصوت الطبول، دويًّا بعد دوي.

 

تجمّد وجهها بلا تعبير، وهي تحدق في لينكون بعينين مطفأتين، ثم رفعت نظراتها المشتعلة نحو الأعلى.

 

كليك… كليك…

 

ضغط البروفيسور على الزناد مرةً بعد مرة، لكن الرصاص كان قد نفد. فأومأ برأسه إيماءةً قصيرة، إشارةً لأتباعه بإنهاء المهمة.

 

فما كان من سيان إلا أن انكمشت خلف الجدار بسرعة. و شعرت بألمٍ حارقٍ في صدرها—كانت إحدى الطلقات قد أصابت ضلوعها فشقت جزءًا منها، لكنها لم تخترق قلبها.

 

في اللحظة الأخيرة، امتصّ لينكون أغلب قوة الضربة عنها.

 

أشارت إليه ألا يتحرك، ثم بدأت تعبئ مسدسها مجددًا بوجهٍ باردٍ خالٍ من أي انفعال.

 

انحدرت دمعةٌ واحدة على خدها، لكن تلك كانت الأخيرة. ففي عينيها المتجمدتين بردًا، توقفت كل الدموع، وحتى الغضب المتفجر في صدرها تجمد في لحظةٍ واحدة وتحول إلى سيفٍ حاد.

 

كليك-

 

ما إن أنهت تعبئة المسدس حتى اندفعت للأمام مطلقةً النار. بانغ! بانغ! أطلقت رصاصتين، فتناثرت رأس أحد الرجال على الفور.

 

وضعت كفها بهدوء على لينكون المترنح لتثبّته، ثم انطلقت بخفةٍ لتعقب الأعداء.

 

خطواتها كانت تخوض فوق الدم. دهست دم الرئيسة، وتجاوزت جثتها الباردة. ثم اندفعت سيان إلى عمق الممر المظلم، تجري بسرعةٍ صامتة.

 

‘اليوم، سأقتل الأفعوين السوداوين بيديّ هاتين.’

 

***

 

كان العملاء الخمسة الذين سبقوها قد سقطوا جميعًا في كمينٍ مُحكم، وماتوا على الفور. 

 

تشوي دال سو كانت قد زرعت أفخاخًا ناسفةً تحسبًا للتراجع، فمات الخمسة معًا في اللحظة نفسها تقريبًا.

 

تاتاتاتااان!

 

الرجال المكلّفون بتغطية المؤخرة أطلقوا النار باتجاه سيان بلا توقف.

 

ثمانية عشر منهم كانوا قد سقطوا بالفعل، ولم يبقَ سوى ستة—لكنهم ثبتوا في مواقعهم دون أدنى تردد.

 

اختبأت سيان خلف أحد خزانات المياه العملاقة، ثم انطلقت بسرعة البرق في اللحظة نفسها التي اخترقت فيها الرصاصات الهواء بجانبها.

 

بانغ! بانغ!

 

أردت أحدهم قتيلاً، وبالكاد أبصرت خلفه تشوي دال سو للحظةٍ قصيرة.

 

حتى في تلك الفوضى، لم تلتفت تشوي دال سو إلى الوراء ولو مرة واحدة، بينما بدا البروفيسور تاي سوجون مضطربًا قليلًا، يلتفت بين الحين والآخر ليتأكد من أن سيان ما زالت تطاردهم بإصرار.

 

ثم رأت…..الحقيبة الجلدية.

 

أحد حراس تشوي الأربعة كان يحمل حقيبةً مستطيلة من الجلد—فيها رأس الرئيسة.

 

لقد جاؤوا ومعهم الحقيبة، أي إنهم خططوا منذ البداية لقطع رأسها والفرار به.

 

وسرعان ما وصلوا إلى مدخل النفق البحري نصف الدائري.

 

هناك، تحت ضغط الماء الأزرق الساحق، كانت أسماك القرش والشيهم البحرية تمرّ في صمتٍ ثقيلٍ فوقهم.

 

كان الصمت نفسه ثقيلًا، يضغط على الصدر حتى يكاد يُسمع صوت الماء وهو يسحق الهواء.

 

في هذا المكان، إطلاق النار خطرٌ قاتل—أي رصاصةٍ طائشة قد تشق الزجاج العملاق وتغرق الجميع. لذلك، وقف أحد رجال تشوي وسط النفق ممسكًا بسكينٍ عسكريٍ طويل.

 

لكن سيان لم تضيع وقتها في مواجهته.

 

تابعت اندفاعها دون أن تتوقف، وفي اللحظة التي انقضّ فيها الرجل بسكينه، مالت بجسدها بخفةٍ خاطفةٍ وتفادت الضربة كطائرٍ ينزلق عبر الريح.

 

بانغ!

 

أطلقت النار على ركبته وهي في الهواء.

 

بانغ! بانغ! بانغ! بانغ!

 

ثم استهدفت صدره من الخلف—القلب والرئتين—وأنهته في ثانية.

 

وبينما هبطت بخفةٍ إلى الأرض، مرّ فوقها ظلّ ضخم…..قرشٌ عملاق كان يعوم فوقها، ظله المظلم يغطي جسدها بالكامل.

 

كليك-

 

و أعادت تعبئة المسدس بحركةٍ سريعةٍ دقيقة.

 

***

 

“آآآآآااه!”

 

صرخاتٌ حادةٌ دوّت في الشارع، وتفرّق المارة في كل اتجاه.

 

صوت الفرامل يصرّ على الأسفلت، كأن المدينة كلها انزلقت إلى فوضى.

 

بانغ! بانغ! بانغ!

 

المعركة بين رجال أوتيس و الأفاعي امتدت إلى الشوارع العليا.

 

كانت حربَ شوارعٍ حقيقية، تبادل إطلاق النار في قلب المدينة بين مبنى وآخر، مطارداتٌ مجنونة وسط الدخان والزجاج المتناثر.

 

تشوي دال سو كان قد نشر فرق قتاله بعناية قرب مخرج الممر، وبسبب تعطّل الاتصالات، لم تتمكن فرقة أوتيس الصغيرة من إيقافهم.

 

تاتاتاتاتاتااان!

 

دوّت أصوات الرصاص بين ناطحات السحاب، فيما كان السائقون يتركون سياراتهم ويهربون مذعورين وسط الشارع الرئيسي.

 

ركضت سيان بسرعةٍ بين السيارات المتوقفة، تتخذها ساترًا واحدًا تلو الآخر.

 

بيب! بااااااانغ!

 

ارتفعت أصوات أبواق السيارات في كل مكان، وازدحمت الطرقات أمام معبد بون إن سا، سياراتٌ تتوقف فجأة وتتصادم وسط فوضى عارمة.

 

بانغ!

 

سقط أحد رجال الأفاعي برصاصةٍ في الرأس، واندفعت الدماء تتناثر على زجاج السيارات، فتعالت الصرخات أكثر.

 

رجال أوتيس تسللوا بسرعةٍ بين السيارات، يطاردون خصومهم بمهارةٍ مميتة.

 

وبينما كانت الشرطة تقترب، ملأت صفارات الإنذار الشوارع، لتبدأ عملية تطويقٍ واسعةٍ من الاتجاهين نحو مجمّع ملعب جامسيل.

 

اختبأت سيان خلف سيارة أجرة، ثم رفعت ذراعها فوق غطاء المحرك وأطلقت النار بوابلٍ سريع.

 

بانغ! بانغ! بانغ!

 

وبين أصداء الرصاص، لمحت تشوي دال سو نسير في الأمام.

 

حتى في خضم تلك الفوضى، كانت تلك الأفعى تسير بخطواتٍ رشيقةٍ وهادئة، كأن العالم حولها لا يعنيها.

 

وجهها وصدرها كانا ملوثين بالدماء بعدما أصابتها الطلقات، ومع ذلك ظلت في غاية الأناقة والاتزان.

 

كان رأسها مرفوعًا قليلًا، تتحدث عبر الهاتف مع أحدهم.

لا شك أنها كانت تحاول استغلال الشرطة لصالحها.

 

وفعلًا، كانت هي والبروفيسور تاي سوجون يتجهان نحو حاجز الشرطة.

 

“توقفوا!”

 

“الجميع، قفوا في أماكنكم!”

 

في اللحظة التي أحاط فيه أربعة من رجال الشرطة بتشوي دال سو لحمايتها، تردد فريق أوتيس في المتابعة.

 

لم يكن بوسعهم إطلاق النار على الشرطة. فلو أصيب أحدهم برصاص أوتيس ومات، لتفاقمت الكارثة إلى حدٍ لا يمكن احتواؤه.

 

بل وحتى قرار التقدم أو الانسحاب لم يكن محسومًا بعد، خاصةً بعد مقتل الرئيسة. ففريق أوتيس الآن بلا قائد يوجههم أو يتفاوض باسمهم مع الحكومة. 

 

لكن سيان كانت قد عقدت عزمها. عضّت على أسنانها وواصلت الركض دون توقف. فيما بدأ الآخرون بالتراجع واحدًا تلو الآخر، ظلت وحدها تندفع للأمام.

 

وفجأة، ارتجف جسدها حين رأت نقطةً حمراء تومض على صدرها—نقطة تصويب. 

 

تدحرجت بسرعةٍ خلف حافلة كبيرة لتتفادى الرصاصة.

 

بيش!

 

و في أقل من ثانيةٍ اخترقت الطلقة المكان الذي كانت تقف فيه.

 

قناص. نعم، تمامًا كما في حادثة جامسيل، تشوي دال سو لم تكن تتحرك دون قناصين.

 

كانوا آنذاك أكثر من ستة…..والآن إن كان هناك حتى واحدٌ فقط فالأمر خطير، فكيف بستة؟

 

أي حركةٍ خاطئة، ورأسها سيُنسف في لحظة.

 

كيييييك!

 

فجأة، غطّى صوتُ إطاراتٍ حادة ضجيجَ صفارات الشرطة. و سمعت سيان صوتَ احتكاكٍ عنيفٍ بالإسفلت، فالتفتت بوجهٍ مبللٍ بالعرق نحو مصدره.

 

من مسافة مئة متر تقريبًا، كانت سيارة سيدان فخمة تنزلق بسرعةٍ هائلة تاركةً خلفها أثرًا طويلًا من الدخان.

 

فتوسّعت حدقتا سيان حين تعرّفت على السيارة.

 

“آه..…”

 

شهقت بصوتٍ مبحوحٍ، وارتجف صدرها وهي تلهث. و أغمضت عينيها لثانيةٍ ثم فتحتهما مجددًا، والارتجاف يسري في أطرافها—فهي تعرف ذلك الصوت، وتلك السيارة.

 

شعورٌ بالارتياح المشتعل غمرها دفعةً واحدة، جعل قلبها ينبض كأنه سينفجر.

 

كاااااك-

 

انزلقت السيارة على جانبها لتقف حاجزًا بين سيان وخط الشرطة، ثم استقرت مائلةً قرب عمود إنارة.

 

وانفتح الباب بقوةٍ—ليخرج منه جوون.

 

بلمحة عينٍ، جال جوون بنظره على المكان—المدنيين المذعورين، الجثث المضرّجة بالدماء، صفارات الشرطة التي تصرخ في كل اتجاه—ثم في لحظةٍ واحدة، وسط هذا الجمع الغفير، رآها.

 

رآى سيان مختبئةً خلف الحافلة. التقت عيناهما، فارتعش جسدها برفقٍ، قبل أن تأخذ شهيقًا عميقًا جديدًا.

 

وبظهور جوون، تصاعد من تحت الأرض طوفانٌ من الكوابيس، ارتفعت من أعماق الجحيم على هيئة بشرٍ غامضين.

 

كانت الكوابيس تنبثق من الأرض كأزهار شرٍ شيطانية، تتفتح بلا توقف. وانسحبت ظلمة الليل معها، حتى غمر اللون الرمادي الكئيب السماء والأرض من حولهم.

 

الطاقة الجهنمية التي انبعثت من آلاف الكوابيس كانت تشتعل كالشرر في الهواء، تفرقع بصوتٍ حادٍ كالكهرباء.

 

ومع دخول جوون ساحة المعركة، انقلب ميزان القوة في لحظةٍ واحدة.

 

نهضت الكوابيس بخطواتٍ بطيئةٍ، وهميةٍ ومخيفةٍ في آن، ثم استدارت جميعها دفعةً واحدة نحو الأعداء استجابةً لأمره.

 

أمر جوون بصوتٍ باردٍ كالحديد،

 

“امسحوهم من الوجود.”

 

______________________

 

بدري؟ من زمان ياخي😭😭😭 حتى روح الرئيسة راحت😭💔 ما امداها تودعهم ولا شي وسيان حتى مصابة

 

يوم سيان شافت روحها حسبت الوضع اوك عادي بتقبل الي يصير اذا ودعتهم وبكت سياه بحضنها آخر مره حتى جوون يمكن كان يبكي بس الحين؟ ماعاد فيه امل حتى يودعون جسمها الراس طار!

 

صدق انهم يروعون يعني عارفين انهم مب قادرين عليهم مع جوون قالوا هيا نفرقه عنهم 

 

وجععع وجععع في الجد الزفت هو الي كان معه الرصاص الفضي وهو ورا المصايب ذي كلها حتى شكهم في الرئيسه منه 

 

Dana