أمالت الرئيسة الجزء العلوي من جسدها إلى الخلف وجلست بوضعٍ مريح، مشبكةً يديها فوق بطنها.

كانت هيئتها تنضح بالهيبة والسكينة، حتى أن السيف الموجه إلى عنقها لم يبدُ كافيًا لانتزاع ذلك الثبات من عينيها الباردتين اللتين تطلّ فيهما لمحةٌ من  السخرية. 

عندها ضحكت تشوي دال سو ضحكةً قصيرة وسحبت سيفها بخفة.

“لقد غيّرتُ رأيي، سأقتل لي سيان أمام عينيكِ أولاً.”

يا لها من أفعى خبيثة.

كانت تنوي في الأصل أن تُري لي سيان جثة الرئيسة وهي تقول لها: “لقد خُدعتم.” لتتلذذ بمشاهدة انهيار سيان وصراخها كجزءٍ من متعتها بعد انتصارها.

لكن حين رأت أن الرئيسة لم تتحرك قيد أنملة، قررت أن تقتل لي سيان أولاً لترى الرئيسة تتحطم أسىً أمامها.

مسحت الرئيسة بنظرها أرجاء الممر من حولها بسرعة.

كان متحف الشعب المرجانية هذا ذا تصميم متعرج، وعلى زوايا السقف كانت ملصقةٌ تعاويذ تمنع وجود الأرواح، أما الحراس الأربعة فكلٌّ منهم يخفي على ظهره واحدةً من سيوف “السبع نجوم” المخصصة لمطاردة المخلوقات السحرية.

كانت تلك جميعها تدابير احترازية ضد أوتيس، فبعض نجّاريه قادرون على استدعاء المخلوقات.

تشوي دال سو هذه المرة كانت قد عقدت العزم تمامًا على مواجهة أوتيس وجهّزت لذلك بعناية فائقة.

عدد الأعداء كان تشوي دال سو وأربعة من الحراس، إضافةً إلى ثمانية عشر رجلاً مسلحًا.

زاد الطين بلة أن نظام تحديد المواقع كان عديم الفائدة، والكرسي المتحرك الذي تجلس عليها الرئيسة كان مقفلاً بالفرامل.أما سلاحها الوحيد فكان إبرةً سامةً مخفيةً في ساعته.

هل ستتمكن حقًا من الخروج حيةً من هذا المسلخ؟

كل ما عليها هو كسب بعض الوقت حتى تصل فرقة أوتيس إليها، لكن المشكلة كانت لي سيان.

لي سيان كانت في طريقها إلى هنا بالتأكيد. إلى داخل هذا الممر المظلم، حيث لا أحد يمكنه المساعدة.

لم يكن بالإمكان التنبؤ في أي حال ستظهر سيان، هل ستُقاد ويداها مقيدتان؟ أم محمولةً فاقدة الوعي؟

وفي الحالتين، ما دامت الرئيسة عاجزة الساقين فلن تتمكن من الهرب برفقتها.

حرّكت الرئيسة زاوية ساعتها بحذر نحو تشوي دال سو.

الإبرة المطلية بسمّ التنين كانت كافية لقتلها بمجرد أن تخدش جلده،لكن إن قتلها الآن فستُقتل سيان المقتاد أيضًا.

لم تجد الرئيسة أي وسيلة لتجاوز هذا المأزق.

و حين همس أحد الحراس، ابتسمت تشوي دال سو وكأنها كانت تنتظر تلك الإشارة.

“كما توقعت، لي سيان موهوبة. لذلك كنتُ أعلم أنها لن تُفلت مني أبداً.”

ارتجفت الرئيسة فجأة وحركت أصابعها بخفة.

“لن تفلت منها”؟

لقد شاهدت مقطع الفيديو الذي تظهر فيه لي سيان مغمضة العينين، فظنت أنها أمسكت بها فعلاً…..

لكن كلام تشوي دال سو هذا يعني أن سيان لم تقع في قبضتهم بعد، بل هي فقط تُستدرج نحو الفخ شيئًا فشيئًا.

دق… دق…

قلبها بدأ ينبض بجنون كأنه سينفجر.

“لا تقتلوها مباشرة، اقطعوا يديها وقدميها أولاً، أريد أن أتحدث معها قليلاً.”

أشارت تشوي دال سو بترف برأسها، فاصطف الرجال بسرعة، ملتصقين بالجدران استعدادًا للكمين.

كانوا محترفين بحق، حركتهم سريعةٌ صامتة، حتى أنفاسهم لم تُسمع.

استلّ الرجال سكاكينهم واختبؤوا تمامًا في الزوايا التي لا يمكن للي سيان رؤيتها. وبقيت الرئيس وحدها أمام أحواض السمك العملاقة المضاءة، كطُعمٍ واضح.

في نظر لي سيان ستبدو كأنها جالسةٌ تنتظر أحدهم بمفردها.

كتمت الرئيس أنفاسها وأرهفت السمع، فسمعت وقع خطواتٍ خافتة تقترب منهم بهدوء، كانت لي سيان قد وصلت تقريبًا.

و في اللحظة ذاتها، بدأ الرجال يرفعون سكاكينهم ببطء.

“لا..…!”

نبض قلبها بعنف.

نقلت الرئيس نظراته الحادة نحو تشوي دال سو.

هؤلاء لا يريدون أسر لي سيان، بل قتله. ومهما كانت سيان قوياً، فلن تقدر على مقاتلة ثلاثةٍ وعشرين رجلاً دفعةً واحدة.

كان عليها أن تمنعها من الدخول إلى هنا بأي ثمن.

إن تمكنت من كسب القليل من الوقت فقط، ففرقة أوتيس ستعثر على الموقع حتمًا.

صرير خفيف-

صدر وقع خطوات حذرٍ قريب جدًا.

“لا…..سيان..…”

فشش!

رفعت الرئيس معصمها إلى مستوى وجهها بسرعة وأطلقت الإبرة السامة نحو تشوي دال سو.

كانت طلقتها الوحيدة، لكنها قاتلة. غير أن الحظ كان حليف تشوي دال سو، إذ انحنى أحد الرجال عند المدخل ليتفقدها، فأصابت الإبرة ذلك الرجل بدلًا من تشوي دال سو.

لم يطلق الرجل حتى صرخة، إذ قضى نحبه على الفور من سمّ التنين. وفي اللحظة التالية، تجمدت ملامح الجميع وتوترت الأجواء كحد السيف.

تبدلت الأوضاع فجأة، وأشهر الرجال أسلحتهم النارية بدل السكاكين.

كراطراطراطراط!

انحنت الرئيسة بكل قوتها إلى الأمام وسقطت من كرسيها المتحرك بصخب.

ومدّت يدها نحو المسدس المثبت في خصر الرجل الميت وهي تصرخ،

“لي سيان، لا تقتربي!”

***

قُتلت العميلة G.

يبدو أنها قُتلت في وقتٍ مبكر من الصباح، فكل الرسائل التي تبادلتها مع لي سيان بعد ذلك كانت كلها…..أكاذيب، أكاذيب، أكاذيب.

صورة “قبل مئة عام” كانت كذبة. وقولها “سأنسحب من الفريق” كان كذبة.

كلها أكاذيب، أكاذيب الأفاعي.

إذاً، هذا العرض المختلق من الخطف لم يكن سوى خطةٍ للفصل بين لي سيان وتاي جوون، لكن بسبب انقطاع الاتصال لم يكن هناك وسيلةٌ لإيصال الخبر إلى جوون.

زاد القلق اشتعالًا لأن ردّة فعل لينكون كانت عنيفة بشكلٍ مقلق، فقد كان يزمجر بغضبٍ شديد كأن مصيبةً قد وقعت أو كأن الغضب ينهش صدره.

لم يتبقَّ للرئيسة سوى أربع دقائق من عمرها. فاشتدت سرعة سيان، وقفزت من فوق الجسر إلى الأسفل مباشرة، ثم ما إن لامست الأرض حتى انطلقت بخفةٍ على أطراف قدميها.

كان الممر مظلمًا على نحوٍ غريب،حتى أن ملامح أحواض الزجاج بالكاد تُرى.

ثم لاحت أمامها جدرانٌ برتقالية وزرقاء وحمراء،جدرانٌ بألوان مختلفة مصفوفة على شكل متعرج، وقد أضيئت وحدها بأضواءٍ ساطعة تكاد تعمي البصر.

توقف لينكون عند مدخل متحف الشعب المرجانية عاجزًا عن التقدم،وشعرت بجسده كله يستقيم وشعره يقف من التوتر بينما كشف أنيابه.

إن كان لينكون لا يستطيع الدخول…..فإن عبارة “تجديد داخلي” التي رأتها عند مدخل الممر كانت تعني أن هذا المتحف خضع لتطهيرٍ يمنع دخول الأرواح.

رفعت سيان يدها لتُسكت لينكون وهمست بخفة،

“اذهب وأحضر فرقة أوتيس إلى هنا.”

“غروو..…”

تردد لينكون قليلاً كأنه لا يريد تركها وحدها،لكنه في النهاية أطاع الأمر واختفى كالريح البيضاء في لمح البصر.

تقدمت سيان بخطواتٍ هادئة على أطراف قدميها.

‘لا أحد…..’

لم يكن هناك أي شخصٍ في مرمى نظرها من هذا الاتجاه،لكن لا شك أنهم يختبئون. ترى كم عددهم؟ سبعة؟ ثمانية؟

رفعت مسدسها بحذر واقتربت من المدخل،لكنها توقفت فجأة. فقد صدرت الأصوات دفعةً واحدة بصخبٍ مدوٍّ.

كرااااش!

تبعها صرخة الرئيسة،

“لي سيان، لا تقتربي!”

ألصقت سيان ظهرها بالجدار واحتمت خلفه، لكن لم يكن الوقت مناسبًا للتردد.

تقدمت بشجاعة إلى الداخل. ورأت. الرئيسة…..ثم تشوي دال سو.

في لحظةٍ ضاق مجال رؤيتها ليتركز على الرئيسة، ثم اتسع من جديد فجأة مع اتساع حدقتيها.

كانت تشوي دال سو واقفٌ بأناقة، وبينها وبين الرئيسة الساقطة على الأرض مع كرسيها المتحرك سبع خطوات تقريبًا، وأمام الرئيسة كان جسد رجلٍ مطروحًا على الأرض.

كانت الرئيسة تمد ذراعها نحو المسدس في خصر ذلك الرجل الميت. 

وفي اللحظة نفسها اندفع رجالٌ كُثر من خلف الجدران. أكثر من عشرين رجلًا، بوجوهٍ خالية من التعابير، رفعوا أسلحتهم ببطء كأن الزمن قد تجمّد.

ثم في لحظة، وُجِّهت عشرات الفوهات السوداء نحو شخصٍ واحد: لي سيان.

دق… دق…

فاض الدم بالخوف من قلبها،وانتشر ذلك البرد القارس في جسدها كقشعريرةٍ تجتاحها.

وسط توترٍ خانقٍ جعل أذنيها تصمّان،حرّكت سيان فوهة مسدسها فجأة نحو الرئيسة.

“سيان.”

نطقت الرئيس باسمها بوجهٍ شاحبٍ متجمد من الدهشة، بينما تتحركت شفتاه بصعوبة.

أما سيان فكانت تحدق بها بعينين تشتعلان غضبًا وخيانة، نظراتٍ حادة تمتلئ بالعداء، وكأنها تقول: حتى لو مُتّ هنا الآن، فلنأسامحكِ أبدًا.

في تلك اللحظة تبدلت ملامح تشوي دال سو، وارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ باردة كالأفعى.

نعم، هكذا توقعت الأمر. فالشرّ يعشق المواقف الملتوية.

والأفاعي لم تكن تعلم بعد أن سيان وتاي جوون قد اكتشفا هوية الأستاذ تاي سوجون الحقيقية.

أشارت تشوي دال سو بذقنها إشارةً خفيفة، فأنزل رجالها فوهات أسلحتهم نحو الأرض.

لكن سيان لم تُحوّل بصرها إلى أحدٍ منهم، بل ثبتت نظراتها على عيني الرئيسة وحده.

تشابكت أنظارهما كأغصان متداخلة، وتراكمت بينهما الكلمات التي لم تُقل، حتى بدت وكأنها على وشك الانفجار.

كانت سيان ترغب في أن تقول له أنها فهمت أنه كان سوء تفاهم، لكنها لم تستطع.

وكذلك الرئيسة، كانت تريد أن تقول أن ذلك مجرد سوء فهم، لكنها لم تكن قادرةً على قول ذلك في هذا الموقف.

تنفست سيان ببطء، تنفسًا خافتًا يكاد لا يُرى.

دقّ… دقّ…

نبضُ قلبها كان عنيفًا إلى درجة أن أطراف أصابعها أخذت ترتجف بخفة. ثم أخذت شهيقًا عميقًا آخر، وفي تلك اللحظة توقف الارتجاف تمامًا.

عندها دوّى في رأسها ذكرى صوت الرئيسة بوضوح،

“سيان، هل تستطيعين قتل إنسان؟”

وقد أجابت حينها بكل يقين،

“لا أستطيع قتل إنسان، لكن الأفاعي ليست بشرًا، لأنها بلا روح. لذلك سأعتبرهم أرواحًا شريرة، وسأتعامل معهم كما أتعامل مع أي روحٍ شريرة.”

في لمح البصر، حركت سيان فوهة المسدس إلى الجانب. نحو تشوي دال سو، التي كانت تبعد سبع خطواتٍ عن الرئيسة.

تفاجأت تشوي دال سو وارتجفت لا إراديًا، لكنه كان قد فات الأوان على أي تفادٍ.

فنسبة إصابة الهدف لدى سيان، القناصة الأولى في فريق أوتيس، كانت 99.8٪. وخطر الإصابة الخاطئة: صفر. فحين تلتقط هدفها، لا تفوّته أبدًا.

وفي ومضةٍ لا تتجاوز عُشر الثانية، نقلت فوهة مسدسها من الرئيسة إلى رأس تشوي دال سو مباشرة، وضغطت على الزناد بلا تردد.

بااااانق!

_______________________

ليه انتهى الفصل هنا؟ 🌝 فيه شي اكيد مستحيل ولا ليه انتهى هنا؟؟؟ 

سيان مستحيل جتها طلقه لأن تو الروايه باقي 18 فصل تقريباً فيمكن جوون امداه يجي؟ ولا الرئيسة مسكت المسدس واطلقت قبل احد ينتبه؟ 

المهم سيان خوفتني بس ذكيه قدرت تخلي الرجاجيل مايطلقون عليها وبسرعه قلبت عليهم 

بعد ذا الارك ابي ضمه للرئيسه ويعتذرون انهم شكوا فيها بعدين جوون يبكي عشانه خاف على سيان بعدين يجهزون لعرسهم وانتهت القصه😘

Dana