بل إن عملاء الأوتيس قضوا حتى على روحه تحسبًا لاستجوابها في هيئة شبح. و ذلك فعل لا يقوم به سوى أفاعٍ شريرة بحق.
“آه.”
في اللحظة التي أدركت معناها وارتجفت، اندفع جوون بقوة! فركل باب الحمام واندفع خارجًا.
وفي نفس الوقت تقريبًا، استدارت سيان بسرعة وانطلقت تركض نحو المدخل.
بينما كان جوون قد مزق بالفعل شريط الشرطة المزعج وانطلق الى سيارته.
عادةً عند ارتكاب جريمة قتل، لم يخطر ببال أحد أن عليه التخلّص حتى من الروح.
أن تقتل شبحًا؟ بالنسبة لغالبية الناس هذا مجرد هراء يثير السخرية.
ومع ذلك فقد استعدت الأفاعي لمواجهة أوتيس، وهذا يعني أن الأفاعي قد اكتشفت بالفعل أن من أحدث الفوضى في أراضي الخلاص كان أوتيس.
و الرئيسة الآن في قاعة العزاء وحيدة……
إن كانوا هم الفاعلين، فلن يفوتوا أبدًا فرصة وجود رئيسة أوتيس الحالية بمفردها.
كان جوون قد جلس بالفعل في مقعد السائق. أما سيان فأعطت تعليماتها للينكون “انطلق أولًا”، ثم جلست في المقعد الأمامي وأغلقت الباب بقوة.
***
كانت الرئيسة لا تزال جالسة عند الطاولة الخارجية أمام المتجر الصغير المطل على مدخل المشرحة بوضوح.
و كانت تتحدث مع أحدهم عبر الهاتف، لكنها حين رأت الاثنين يركضان نحوها ما إن توقفت السيارة، بدا عليها الاستغراب.
و لينكون الذي اندفع كالعاصفة كان قد وقف بالفعل بجانب الكرسي الكهربائي للرئيسة مثل كلب حراسة.
“لحظة. سأتصل بكَ مجددًا بعد عشر دقائق.”
أنهت الرئيسة المكالمة ثم سألت،
“لماذا جئتما بهذه السرعة؟”
ثم وقفت سيان بوجه متجهم أمام الرئيسة.
“الرئيس السابق كانغ وان كيو، لم ينتحر بل قُتل.”
“ماذا؟”
“لقد أُزيلت روحه. وجدنا أثر إطلاق مسدس مخصص لإزالة الأرواح فوق حوض الاستحمام.”
كانت الرئيسة هي رئيسة أوتيس. ففهمت كلام سيان على الفور.
“هذا يعني أن هناك عميلًا داخليًا للأفاعي ما زال موجودًا داخل أوتيس……”
لقتل شبح تحتاج إلى أمرين. أولًا، عيونٌ قادرة على رؤية الأشباح. ثانيًا، سلاح يمكنه قتل الأشباح.
وهذان الأمران معًا لا يملكه في هذا العالم سوى أوتيس.
بالطبع، هناك عددٌ لا يحصى من الأشخاص القادرين على رؤية الأشباح خارج أوتيس أيضًا.
لكن الشامان أو طاردي الأرواح لم يكونوا يطلبون سوى من الأشباح أن ترحل أو كانوا يطردونها بالقوة، ولم يكن بإمكانهم إزالتها نهائيًا.
فالـ”روح” هو كيانٌ موجود وغير موجود في الوقت نفسه. ولم يكن هناك سوى أوتيس يمتلكون تقنية توجيه ضربة مادية لتلك الأوهام وجعلها تتلاشى إلى الأبد.
تمتمت الرئيسة بعينين قاسيتين.
“يجب أن أكنس المنظمة بالكامل. فليس هناك ما هو أخطر من وجود عميل للعدو داخل البيت. أياً كان المكان الذي يختبئ فيه أولئك العملاء، فلا بد أن أمسك بهم.”
“ما رأيكِ يا رئيسة أن تعودي مباشرةً إلى مقر أوتيس الآن؟”
“أنا؟ الآن؟”
“حتى لو استدعينا فريق الحماية سيستغرق الأمر وقتًا……ولدينا المروحية التي أقلتنا، فلتستخدميها. السيد جوون سيرافقكِ ويؤمن وصولكِ إلى أوتيس.”
“لماذا؟ أتخشون أن يحاول قاتل الرئيس السابق اغتيالي أنا أيضًا؟”
“نعم.”
نظرت سيان إلى الرئيسة بعيون يملؤها القلق.
فقد كانت تخشى أن تسعى الأفاعي للانتقام من الرئيسة بسبب ما حدث في أراضي الخلاص.
فقد كان أوتيس من قتلوا الأفعى رقم 03 وسلبوا الشيطان الثمين وتوائمهم.
و كل ذلك كان من فعل سيان و جوون، لكنها خافت أن تُلقى بدمائهم على عاتق الرئيسة.
“يا للعجب.”
ضحكت الرئيسة ساخرة وهي تهز رأسها بدهشة.
“أيها الأغبياء. في وضع كهذا، صاحب الخبرة والسلطة مثلي هو من يجب أن يحميكم، لا أنتم العملاء التافهون من تحاولون حمايتي.”
“لقد كبرتِ فحسب. لم تعودي في عمر الشباب بل أصبحتِ في عمر الجدة. لم تعودي تحمي الأولاد، بل بلغت سنًا يجعلكِ بحاجة إلى أن يحميكِ أبناؤكِ.”
عندما سخر جوون ببرود، غضبت الرئيسة وتمتمت متذمرة.
“ذلك الوغد، لسانه هو المشكلة، نعم لسانه.”
ساد ضحك قصير أضفى قليلاً من الارتخاء على الأجواء. ثم نظرت الرئيسة إلى سيان بابتسامة على وجهها.
“هل كنتِ قلقةً عليّ، لذلك ركضتِ مسرعةً إلى هنا؟”
“بالطبع. لا أريد أبدًا أن تصاب الرئيسة بأي أذى.”
أجابت سيان بجدية وحزم وهي تضع صدقها في كلماتها.
فابتسمت الرئيسة ابتسامةً خفيفة مرة أخرى، ثم مدت يدها بهدوء وأمسكت بأصابع سيان تعبث بها قليلًا.
كانت لمسةً تنطق بشعور: “لا عليكِ يا ابنتي.”
لكن الرئيسة سرعان ما سحبت يدها من سيان، واستقامت في جلستها لتعود في لحظةٍ إلى هيئتها كرئيسة أوتيس.
بينما أدار جوون رأسه بسرعة وخفة إلى ما وراء كتفه.
وحين تبعوا نظرته نحو أسفل الطريق، رأوا سكرتيرَي الرئيسة اللذين وصلا لتوّهما إلى جزيرة جيجو، ومعهما سبعة من أفراد فريق الحماية بالأطقم الرسمية يقتربون نحوهم.
وقف السكرتيران على جانبي الرئيسة بخطوات ثابتة، فيما انتشر أفراد الحماية السبعة المزودون بسماعات الأذن بخبرة في وضعية حماية شخصية.
وكان منظر الرئيسة وسط أتباعها صورةً كاملة لرئيسة أوتيس بكل هيبتها.
ثم شبكت الرئيس أصابعها ووضعت يديها على بطنها وألقت تعليماتها بوقار.
“أقدر قلقكما، لكن إن كان الأمر جريمة قتل، فواجب معالجته يقع عليّ.”
أصدرت الرئيسة أوامرها لسيان و جوون.
“سأستدعي فريق التحليل الجنائي التابع لأوتيس إلى جيجو، أما أنتما الاثنان فاذهبا لترتاحا.”
***
لكن لم يكن الوضع يحتمل راحة.
فأمرت سيان لينكون أن يرافق الرئيسة بحماية لصيقة، ثم عادت مع جوون إلى منزل الرئيس السابق.
ثم أعاد الاثنان تعليق شريط الشرطة على الباب الخارجي بشكل عشوائي ودخلا إلى الداخل.
تحرك جوون مباشرةً نحو الفناء الخلفي. فنافذة الحمام كانت تطل هناك، ومن الواضح أنه أراد العثور على الرصاصة من ذلك الموضع.
كانت “الوحدات” في أوتيس تملك أرقامًا خاصة لأسلحتها، وكان على كل منهم أن يطلب عددًا محددًا من الطلقات من المستودع عند الحاجة.
وحين يتسلم الطلقات، تكون كل رصاصة منقوشة برقم الوكيل الذي خُصصت له.
لذلك إن وُجدت الرصاصة، فسيُعرف بالتأكيد من أي سلاح ومن أي وكيل خرجت، ومن هو الذي أطلق النار على روح كانغ وان فيو وقتلها.
تركت سان الفناء الخلفي لعهدة جوون، فيما اتجهت هي مباشرة إلى داخل المنزل.
***
لي سيان كانت الطفلة الوحيدة التي نجت من حادثة قتل أسرتها بأكملها بطريقةٍ وحشية وهي في السادسة من عمرها.
وكان معظم من يسمعون قصتها إذا رأوا سيان يعانقونها بدافع الشفقة أو يمدون أيديهم ليمسحوا على رأسها فجأة.
وكانت تكره ذلك بشدة في تلك الأيام.
ربما بسبب ذكرياتها حين كان رجال ونساء عدة يمسكون بأمها في غرفة مظلمة، لذا كانت تقشعر وتنتفض بالنفور كلما لمس أحدٌ جسدها على حين غرة.
وأثناء عملها كـ”وحدة” في أوتيس اضطرت إلى كبح ذلك النفور من الاحتكاك الجسدي قسرًا، لكنها لم تسمح لأي شريك بأكثر من اللمسة الضرورية لفتح البصيرة.
أما الرئيس السابق كانغ وان غيو فكان مختلفًا تمامًا عن الآخرين في هذا الجانب.
ففي يوم لقائهما الأول، انخفض كانغ وان غيو إلى مستوى نظر الطفلة وجلس مبتسمًا لها بلطف. ووضع يديه على ركبتيه دون أن يمدها نحوها قط.
“الآنسة لي سيان، سررت بلقائكِ. آمل أن تشعري في أوتيس وكأنه بيتكِ وتعيشي هنا بارتياح.”
حتى أنه استخدم أسلوب الاحترام في حديثه مع طفلة في السادسة. وكان ذلك التحفّظ منه مؤثرًا جدًا حتى في ذلك الوقت.
وبعدها وأثناء عملها في أوتيس، كانت تلتقيه أحيانًا عند تقديم تقارير قصيرة، لكن ذلك كان في إطار العمل البحت. و لم يحدث أن دخلت في حديث شخصي معه أبدًا.
لذلك حتى الآن تبقى صورة كانغ وان غيو في ذهن سيان مجرد “رئيس مباشر فحسب……”
مدّت سيان يدها والتقطت إطار صورة. وكانت بداخله صورة شجرة الدردار* الممتدة شامخةً نحو السماء.
*صورتها آخر الفصل
شجرة الدردار، كانت شجرةً مألوفة يمكن رؤيتها في أي مكان، طويلة القامة كعملاق باسق.
ويبدو أن الرئيس السابق كان مولعًا بها على نحو خاص، إذ كان يملك عددًا لا بأس به من إطارات الصور واللوحات التي تصور شجرة الدردار.
حتى إشارات الكتب وأكواب الشاي كانت جميعها بتصميم شجرة الدردار.
يُقال أن ما يأكله المرء ويلبسه وما يختاره من أذواق وامتلاكات يعكس شخصه الحقيقي.
فتأملت سيان الشجرة الواقفة كالعمود، ثم أعادت الإطار إلى مكانه وانتقلت إلى موقع آخر.
‘يا للأسف.’
لو كان لينكون قد دخل هذا البيت أولًا مباشرة بعد الحادث، لكان ميّز رائحة القاتل وتعقّبها فورًا……لكن الشرطة، وأفراد فريق التحليل الجنائي، وكثرة من دخلوا وخرجوا من المنزل جعلت الروائح تختلط وتضيع.
تشاك-
فتحت سيان باب غرفة النوم، فوجدت هي الأخرى مكدسةً بالكتب والإطارات.
لقد كان منزل الرئيس السابق يكاد يكون كله عبارةً عن كتب وصور مؤطّرة.
فالجدران، وخزائن الزينة، ومكتب المكتبة، وطاولة المطبخ، وحتى الممرات، كانت مليئةً بالصور والكتب، وكان معظمها صورًا عائلية، وأكثرها صور ابنه الوحيد الذي مات في الثالثة والأربعين.
وجاءت بعده صور زوجته الراحلة، ثم صور ابنته وحفيدها وزوجها، وصور الحفيد الصغير بكثرة.
أما الصور المتعلقة بأوتيس فلم تكن موجودة على الإطلاق. ومن بين جميع من ارتبطوا بأوتيس في حياته لم يكن في البيت سوى صورة واحدة فقط.
طَك-
التقطت سيان إطارًا من على الطاولة بجانب السرير.
كانت فيه صورة لثلاثة أشخاص يبتسمون ابتسامةً عريضة. ابتسامةً تشبه انفجار الضحك، أو لعل هؤلاء الثلاثة كلما اجتمعوا كانوا دائمًا يضحكون هكذا بمرح طبيعي وجو من الألفة.
‘يا له من مشهد يفيض نضارة.’
انفلتت من بين شفتيها ابتسامةٌ رقيقة.
فقد كانت الرئيس في ريعان شبابها داخل تلك الصورة. و ربما كان عمرها آنذاك سبعةً وعشرين عامًا تقريبًا؟
شعرت بالغرابة وهي ترى الرئيسة تبتسم بهذا الاتساع.
صحيحٌ أن تلك المرة حين جلست مع جوون والرئيسة يشوون اللحم معًا، ضحكت الرئيس بالمرح نفسه، وكان منظرها يومها منعشًا وجديدًا عليها. فربما كانت الرئيسة في شبابها دائمًا بهذا الوجه المشرق.
حرّكت سيان بصرها نحو الرجل الواقف بين الرئيس السابق كانغ وان كيو والرئيسة.
كان وسيماً. ولم يكن مجرد وسيم، بل رجلٌ ينضح بأناقة.
هل كان هذا الرجل أيضًا من عملاء أوتيس؟
لكن عملاء أوتيس لا يرتدون إلا اللون الأسود، بينما هو يرتدي بدلةً بلون البيج، مما يوحي بأنه قد يكون مدنيًا.
وحين رأت يده حول خصر الرئيسة، و رأس الرئيسة مستندٌ الى كتفه……بدا الأمر واضحًا، لقد كانا حبيبين. و ربما كانت فترة علاقة الرئيسة العاطفية؟
“إنها تضع خاتمًا.”
اقترب جوون ووقف خلفها، ثم ألقى نظرةً على الصورة فوق كتفها وتحدث.
أخذت سيان تحرّك الإطار قليلًا لتغيّر زاوية الضوء المنعكس عليه، حتى استطاعت أن تلمح بالكاد خاتمًا صغيرًا لا يتجاوز المليمتر في الصورة.
وإن كان كذلك، فهذا الرجل لم يكن سوى زوج الرئيسة.
لا تزال الرئيسة ترتدي خاتم الزواج في إصبع يدها اليسرى الرابع، تمامًا كما في الصورة. وكأن زوجها ما زال على قيد الحياة، وكأن حياتهما الزوجية لم تنقطع قط.
كم كانت سعيدةً في تلك الفترة……
وكم كانت الأيام التي جمعت بين هؤلاء الثلاثة مفعمةً بالسعادة، حتى يمكن رؤية ذلك بوضوح في وجوههم المشرقة بالضحك.
كانت صورةً تبعث على البهجة مهما نظرت إليها مرارًا وتكرارًا.
الثقة، الفرح، الألفة، الصداقة، ثم……ذلك الحب العظيم الذي راهنوا عليه بحياتهم، ظل يلمع إلى الأبد داخل إطار صورة واحدة.
“أنا عادةً أكره الصور.”
قال جوون ذلك وهو يحدق في الإطار دون أن يتحرك.
“لكن إن كانت صورةً مثل هذه، فأود أن أمتلك واحدة.”
___________________________
اطالب سيان وجوون والرئيسة يصورون صوره سوى 😭
كل ماجا طاري زوج الرئيسة دمعت😔
المهم الرئيسة هيبة تجنننننننن
ذي شجرة الدردار:
الصورة✨✨✨✨✨✨✨
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 121"
للمترجمه معلومه الرئيسة راجل مش امراء و دي معلومه مؤكده