عندما أدارت سيان زينة سنبلة القمح الذهبية بشكل مقلوب تمامًا، فُتح قفل المساحة السرية المخفية داخل غرفة زعيم الطائفة.
سحبت خزانة العرض التي كانت تعرض ادوات التعذيب على مسافات متساوية كما لو كانت بابًا، ثم دخلت خلفها.
“الظلام دامس…..”
و أدارت ضوء المصباح اليدوي في الداخل المظلم.
‘كنت أظن أني سأجد غرفة، لكن…..ممر؟’
كان مجرد ممر قصير لا يتجاوز خمس خطوات، وبجواره تمامًا درجٌ ضيق يؤدي إلى الأسفل، وأمامها بابٌ واحد.
‘إن دخلت…..هل سيعمل جهاز إنذار؟’
“لا.”
آمنت سيان بحدسها وتقدمت. خطوة…..خطوتان…..حتى وصلت بعد خمس خطوات بطيئة إلى باب حديدي فاخر بلون أسود كان يسد الطريق.
و الباب الحديدي كان يحمل ستة أقفال من الطراز القديم، تُفتح عبر تدوير أقراص الأرقام.
‘ستة، ستة أقفال؟…..’
“لابد أن هذه الغرفة هي جوهر هذا الجزيرة…..”
لا شك أن خلف هذا الباب الحديدي المتين، يكمن السر الذي أخفاه سادان.
لكن لفتح هذا الباب، كان لا بد من معرفة رموز الأقفال الستة كاملة. فرفعت سيان المصباح إلى مستوى وجهها وأمعنت النظر في الباب الحديدي بتأنٍ.
كان بابًا جميلًا لكنه يبعث على القشعريرة، وقد نُقشت عليه ملامح وجه إنسان بارزة. وجه رجل غربي مغمض العينين كأنه ميت أو نائم.
وكانت هناك أزهار وأعشابٌ محفورة بتفاصيل مذهبة تملأ الباب بأكمله – كانت تلك زهور الخشخاش وأوراق الماريجوانا*. آخر الفصل
‘إذاً هذا الرجل هو…..’
“هيبنوس، وجه النوم.”
لكن، لماذا وُضع وجه النوم زينةً على الباب؟
لا بد أن هناك سببًا واضحًا، لكنها لم تكن تملك وقتًا لتفكر فيه الآن.
استدارت فورًا واتجهت بحذر نحو السلالم التي لمحتها سابقًا. و أسفل تلك السلالم، كانت هناك غرفة الكنوز، ولا يمكن الدخول إليها إلا من خلال غرفة زعيم الطائفة.
تألقت غرفة الكنوز بلمعان الذهب: ضفادعٌ ذهبية، مفاتيحٌ ذهبية، سبائك ذهب – جميعها هدايا أُهديت للزعيم.
وعندما سلطت المصباح من جديد…..
“ثعبان.”
ظهر تمثال ثعبان أسود مصنوعٌ من الكريستال كان يلمع فوق الطاولة الدائرية بشكل غريب و مرعب.
وكان هذا الثعبان الشفاف الأسود، يلتف كأنه يحتضن شيئًا ثمينًا كالبيضة…..
“الخاتم.”
تقدمت سيان مباشرةً وسحبت صندوق الخاتم القاتم من بين الثعبان. بينما دق قلبها بشدة.
كان صوت خفقان قلبها يتسارع. حتى راحت تسمع دقات قلبها تصدح في أذنيها وهي تفتح غطاء صندوق الخاتم.
“لقد وجدته.”
مرّت قشعريرةٌ باردة بجسدها، لكنها شعرت بها كلذة الشمبانيا التي تُثملها.
أخرجت خاتم الأفعى ورفعته أمام ضوء المصباح لتتفحصه بعناية.
كان الخاتم يتكوّن من أفعى سوداء تمامًا تلتف لتشكّل الحلقة. وكانت الأفعى من نوعٍ سام، تمسك بين أنيابها عشبةً تُشبه زهرتين مزهرتين من الأوركيد.
الأفعى التي سرقت عشبة الخلود ثم اختفت في عمق الأسطورة. أفعى جلجامش.
لكن للأسف…..
“لقد كانت ماسية.”
تلألأ الماس الثمين تحت ضوء المصباح ببريق ساحر وخاطف. فأطلقت سيان صوتًا خفيفًا من أسنانها بامتعاض.
لا شكّ الآن في أن زعيم طائفة السنابل، سادان، هو أفعى جلجامش…..لكنّه لم يكن الأفعى السوداء التي توقعتها.
إذاً، أي رقم هو بين الأفاعي؟
أدارت الخاتم لتفحص النقش على الجهة الداخلية للحلقة.
“آه…..”
SOG 03، كان زعيم طائفة السنابل، سادان، هو الأفعى رقم 03.
***
كواااارررررررغ! كوااررررغ! كواااااررررر-
كانت الأمواج الغاضبة تضرب الرصيف بعنفٍ وكأنها ستدمّره تمامًا.
و عاد جوون إلى مركز التفتيش بعد أن ترك الجثث عند الرصيف، ثم أشار بطرف عينه إلى الطاولة.
فتقدمت المرأة في منتصف العمر المسؤولة عن غرفة تبديل الملابس فورًا إلى الطاولة، وأنزلت بسرعة صندوقًا عليه بطاقة اسم مكتوب عليها كيم تشول سو، ثم تراجعت إلى الخلف.
و كان الخوف والحذر يتصاعدان بوضوح من ملامحها المرتبكة.
تلك المرأة، وتلك الملابس الصفراء أيضًا…..لو كانت الكوابيس بصحبته لكان الأمر أسهل بكثير. لكن بعد انقطاع علاقته بهم، لم يعد قادرًا على استخدام السيطرة العقلية في حالة النوم المغناطيسي.
فتح جوون جوانب الصندوق بكسل، وأخرج منه هاتفًا محمولًا. كان هاتفًا مزيفًا أُعد خصيصًا للدخول إلى هذه الجزيرة.
ضغط بسرعة الرقم الذي حفظه في ذاكرته، وهو رقم الطوارئ الذي لقّنته إياه الرئيسة في طفولته وهي تقول له: “إذا حدث شيء، اتصل بهذا الرقم.”
• “أيها اللعين المجنون!”
بمجرد أن رنّ الهاتف تم الرد فورًا، وانفجرت الرئيسة بالشتائم من دون مقدمات.
• “أيها الوغد الحقير! ماذا عن سيان؟ هل أصيبت؟”
يبدو أنها كانت تنتظر الاتصال بقلق ولهفة، إذ بدا صوتها مبحوحًا ومنهكًا من التوتر.
“لا شيء خطير. كلانا بخير.”
• “وهل من هو بخير يتصل بهذا الرقم بالذات؟ سيان…..هل أنتَ متأكدٌ تمامًا من أنها بخير؟”
يُقال أن حب الوالدين يميل إلى ابنتهم أكثر من ابنهم.
فابتسم جوون ساخرًا حين لاحظ كيف كررت الرئيسة سؤالها عن سيان مرتين.
“لم تُصب حتى شعرةٌ من رأسها، لا داعي للقلق.”
• “ما الوضع؟”
“ليس سيئًا، لكنه ليس جيدًا أيضًا.”
• “هااااه.”
تنهدت الرئيسة بحرقة، ثم تبعها صوت أنفاسها الخشنة المتوترة.
• “بحق، بسببيكم أنتم الاثنين…..لا، لا، أنتَ أيها اللعين! من المؤكد أن الفتاة المثالية لي سيان لم تكن لتتورط في شيء كهذا لولا أنكَ أنت، أيها الحقير، همست في أذنها وجررتها معكَ!”
“أنتِ تعرفينني جيدًا.”
ضحك جوون ضحكةً خافتة ثم دخل مباشرةً في صلب الموضوع.
“متى ينتهي الإعصار؟”
• “يمكننا إرسال قارب بدءًا من الساعة الرابعة عصرًا اليوم. و من المتوقع أن يصل إلى هناك قرابة الساعة السادسة.”
“هذا سريع.”
• “يجب أن يكون كذلك. و قد تبقى بعض آثار الإعصار، لكننا سنُرسل خفر السواحل في ذلك الوقت مهما كان. لذا، عليكَ أن تحافظ على سيان حتى الساعة السادسة على الأقل، بأي وسيلة كانت، مفهوم؟”
خفر السواحل؟ التورط مع جماعة دينية…..لا بد أن الحكومة كانت تجد الأمر مزعجًا للغاية.
و إذا علم أتباع السنابل البالغ عددهم ثمانين ألفًا أن قوات الأمن اقتحمت أرض الخلاص المقدسة، فلن يقفوا مكتوفي الأيدي.
وكأن الرئيسة قرأت أفكاره، فأخبرته أولًا،
• “سنزعم أن خفر السواحل خرجوا في مهمة إنقاذ للمتضررين من الإعصار. لا بد من إيجاد سبب قوي ومشروع يسمح بإنزالهم في هذا المجتمع الديني المسالم، وذلك قبل الساعة السادسة من مساء اليوم بأي ثمن!”
أنهى جوون الاتصال، ثم بدأ على الفور بخلع ملابسه المبللة، وارتدى ما كان في الصندوق – طقمه الأسود الذي جاء به إلى الجزيرة.
وضع الهاتف في جيب بنطاله الخلفي، وأمسك بسكين القطع ثم مشى بخطى ثقيلة نحو المرأة.
“هـ….ههئ…..أرجوكَ…..”
كانت المرأة في الأصل شاحبة الوجه، لكنها الآن كادت تنهار من شدة الخوف، وركبتاها ترتجفان بقوة.
ثم سألها جوون بصوت خالٍ من أي تعاطف،
“كان يجب أن يكون في نقطة التفتيش ثلاثة رجال. أين ذهب الثالث؟”
“إلـ…..إلى القاعة الكبرى…..عند السيد الزعيم…..”
“لماذا؟”
“آه…..”
ترق-
أخرج نصل السكين ثم أعاده إلى مكانه، فبدأت المرأة تلهث وترد بأنفاس متقطعة.
“لـ…..لقد ذهب ليبلغه! و…..وصَل أمرٌ من اليابسة. أ… أُمِرنا بقتل مين سارا حتمًا.”
ماذا؟
“و……وكان عليّنا إيصال ذ…..ذلك الأمر إلى السيد الزعيم…..و كـ…..كان من المسموح إصابة كيم تشول سو، ولكن، و…..وجب أَسْرُه حيًّا.”
ضاقت عينا جوون قليلاً.
“قالوا: أَمسكوا الرجل، واقتلوا المرأة بلا استثناء!”
“المرأة! يجب قتل مين سارا!”
إذًا لم يكن ذلك أمرًا صدر من الزعيم، بل بلاغًا وصل من اليابسة؟
هذا يعني أن شخصًا ما في اليابسة هو من أمر الزعيم بـ”قتل مين سارا حتمًا والإبقاء على كيم تشولسو فقط حيًّا”.
“هل أنتِ من تلقّى تلك المكالمة؟”
“هـ…..ها؟ نـ….نعم….”
“من هو الشخص الذي اتصل من اليابسة؟”
“لـ…..لا أعلـ….لا أعرف. أنا لا أعلم شيئًا! المكالمات تُسلَّم دومًا للسيد تشوداي تو حين يصل، ولكن، و…..ولكن اليوم، انتظرنا طويلًا ولم يـ…..يأتِ السيد تشوي…..”
إذًا ذهبوا ليبلغوا الرسالة بنفسهم فقط، هكذا إذًا.
و حتى من ذهب لإيصال الرسالة لم يعد بعد.
نظر جوون إلى ساعة الحائط، و كانت الخامسة وعشرين دقيقة صباحًا. و يبدو أن الكوابيس افتعلت المشاكل أسرع مما كان متوقعًا.
ربما يكون عدد الكوابيس قد ارتفع إلى 1200؟ أو حتى 1500 مخلوق.
‘أنا فضوليٌ حيال ما يحدث في قاعة الاجتماع الآن…..’
لكن الوقت ما زال مشبعًا بطاقة الظلام، لذا من الأفضل التحقق بعد شروق الشمس الكامل.
و سأذهب لأسأل الزعيم بنفسي. من الذي أصدر الأمر بقتل مين سارا؟
***
3.
زعيم جماعة السنابل، سادان، كان الأفعى رقم 03.
وهذا يعني أمرين. أولًا، أن سادان يحتل المرتبة الأعلى في رتبة الألماس داخل السنابل.
ثانيًا، أن الأفاعي السوداء هي فقط رقم 01 و02.
اكتفت سيان بأخذ الخاتم، وأعادت الصندوق الفارغ إلى موضعه داخل تمثال الأفعى السوداء الكريستالي.
وبحركة سريعة عادت إلى مكتبها في الطابق الثالث، وانتقت الملفات السوداء الأكثر أهمية.
طق، فَرررر-
ثم سقط ملفٌ أزرق رقيق من بين الملفات السوداء، وتناثرت المستندات داخله. فالتقطت المستندات بيد واحدة وتفحّصتها، لتفاجأ بأنها تخص تشوداي تو.
‘إذًا تشويداي تو كان طبيب نساء وتوليد…..’
حسنًا، لا بد أن يكون بينهم طبيب.
تذكّرت ملامحه الطيبة وابتسامته الدائمة، فغمرها قشعريرةٌ مزعجة. و أخذت سيان ملف تشويداي تو معها أيضًا.
حين نزلت بهدوء إلى الطابق الأول، كان من يرتدون الملابس الصفراء في نوبة الحراسة يتخبطون في فوضى واضحة.
“ما الذي يحدث في قاعة الاجتماع؟ مـ…..ما هذا؟ ما بالهم؟”
“جميعهم قد تلبّستهم الأرواح الشريرة! حسبناهم يتضرعون، لكن ما الذي يفعلونه بحق؟!”
لا بد أن شيئًا ما قد حصل…..
لمحت سريعًا أن الباب الأمامي كان مفتوحًا على مصراعيه، وكانت تلك فرصةٌ مثالية للهروب بهدوء.
فأخرجت حذاءها الذي كانت قد خبّأته، وارتدته، ثم لفت الملفات المهمة بإحكام داخل معطف واقٍ من المطر، وانتهزت الفرصة لتفرّ سريعًا من مقر الزعيم.
فيووووو-
كان المطر يضربها من الأمام بعنف حتى أحسّت بوخز في بشرتها. بينما تحركت بخفة وسط الظلام.
تعمدت المرور قرب قاعة الاجتماع لتتأكد مما يجري، فرأت عبر النوافذ ظلالًا تهتز بشكل غريب، وكأنها كتلة تتحرك معًا…..أو ربما تتلوى ألماً؟
تلك الظلال الحمراء المتمايلة بدت وحشية، تبعث شعورًا وكأنهم ارواح هائجة.
ما الذي يحدث هناك بحق؟
هل أقترب قليلًا من قاعة الاجتماع وأتفقد الداخل عبر النافذة؟
كراااخ كراااااخ كرااااااااااااااخ-!
في تلك اللحظة، ومض برقٌ هائل أضاء السماء بياضًا بشكل صادم. وفي اللحظة نفسها، زمجر لينكون بخفة، وقد وقفت كل شعرةٍ في جسده.
وقد رأت سيان في الوهلة الحالكة التي تلت صاعقة البرق، شابًا واقفًا في ساحة قاعة الاجتماع.
وما إن وقع نظرها عليه، حتى تجمد جسدها من الرعب، كأنها صُعقت بخوفٍ يخترق العظم.
“ما…..مـ، ما ذاك؟”
تسمرت سيان في مكانها، تحدق بعينين متسعتين خلف خصلات شعرها المبللة التي انسدلت كالماء.
الذي كان واقفًا في الساحة أمام القاعة…..رجلٌ نصف عارٍ.
يملك نفس هيئة الرجل المرسوم في دفتر رسومات كيم يون وو.
_____________________
ياعمري الرئيسة بس شوي شوي على جوون طيب 😭😭😭😭😭
وجوون عادي متعود واضح
المهم مابي الكوابيس ترجع لجوون صدق عاجبني وناسته بدونهم
زهور الخشخاش:
اوراق الماريجوانا:
وجه النوم:
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 105"