“هاهاهاها! لقد فُتحت أبواب السماء لي! هل كان يظن أنه لن يُكشف وهو يرتدي ذلك المعطف الفاقع ويختبئ ساكنًا؟”
“تبا…..ذلك الوغد سينال مديح الزعيم وحده.”
“على أية حال، من حسن الحظ أننا انتهينا بسرعة.”
“قال الزعيم أن يُؤخذ الرجل حياً وتُقتل المرأة دون استثناء…..وذلك، رجلٌ أم امرأة؟”
“لا يمكن، هل أصبتهما الاثنين معًا؟”
“انتظر لحظة..…”
فش فش-
حين ضربت الرياح العاتية وجهه، اقترب أحدهم مترنحًا من معطف المطر كأنه يرفع كمّه ليحجب الرؤية.
ثم دفع معطف المطر الممزق بفعل رصاصة بندقية إلى الجانب.
“أه.”
و ما كان تحت معطف المطر لم يكن سوى قطعة ملابس.
قميصٌ أصفر عُلّق ببراعة فوق شجيرات كثيفة، وفُرِش فوقه معطف المطر. وقد كان تمويهًا.
“كه!”
خرج جوون من الظلام دون صوت، وكمّم فم الرجل بيده اليسرى، ثم قطع عنقه بسكين قاطع.
احتضنه كأنه يعانقه، ثم اختفى من جديد في الظلام…..
بببيرروم…-
دوّى الرعد طويلاً. ثم بدأ ضوء المصباح اليدوي يهتز ويقترب.
“من؟ رجلٌ أم امرأة؟ قلتُ لك، أيّهما؟!”
في الظلام الحالك، كانت خطوات تغوص في الطين وتقترب.
كانوا أربعة أشخاص يرتدون الأصفر. و سرعان ما أدركوا أن معطف المطر كان خدعة، فغمغموا مستنكرين.
“جعلونا نأتي لهذا الاتجاه ثم فرّوا من جهة أخرى. أي هراء هذا؟”
“وذاك الذي ذهب ليتأكد، أين اختفى فجأة؟! هيه!”
“ربما لاحقه لأنه رآه يهرب. فلننتشر قليلاً ونبحث. سأذهب من هذه الجهة.”
“إذاً سأبقى هنا…..آه، تبا.”
حين استمرت الرياح والأمطار تضرب عينيه، مسح أحدهم وجهه براحة يده ليزيل الماء.
و ذلك الذي يرتدي الأصفر هزّ رأسه بقوة، ثم فجأة اتسعت عيناه بدهشة.
“كه!”
فقد طعنه جوون مباشرةً في الشريان السباتي بسكين قاطع، ثم سحبه بسرعة ودقة.
وقبل أن يسقط الرجل المرتدي الأصفر على الأرض، تحركت أصابعه لا إراديًا، مما أدى إلى انطلاق رصاصة من بندقيته نحو السماء بصوت مدوٍ.
بانغ!
بيننا مرّر جوون يده خلال شعره المبلل بالأمطار ورفعه إلى أعلى جبهته بخشونة.
“استعمال البندقية غش.”
سحب الجثة وجرّها إلى الأدغال القريبة ثم دحرجها ليخفيها، ورمى البندقية نحو منحدر معزول.
ثم خلع قميصه، فبدا نصفه العلوي غارقًا بالماء.
انخفض بسرعة وعاد إلى الظلام متخفيًا. بينما تأرجح ضوء المصباح اليدوي واقترب، وظهر ثلاثة يرتدون الأصفر.
“سمعنا صوت إطلاق نار من هنا..…”
“لا. بسبب الريح لم نتمكن من تحديد المصدر بدقة. يبدو أن الاثنين ما زالا يركضان بجنون، أليس كذلك؟”
“آه، تبا! هذه الرياح..…”
“أين؟ إلى أي جهة ذهبوا؟ ابحثوا بسرعة! ألم يقل الزعيم أن من يتخلص من أولئك الشياطين الشريرين سيُمنح أعمق موضع في النعيم؟!”
كان الجميع متوترًا، وعيونهم محمرةٌ من القلق.
ثم بدأوا يتحركون وسط الطين بخطوات متسارعة، بينما جوون تبعهم بهدوء والتقط حجرًا عن الأرض.
“المرأة! يجب قتل مين سارا! الزعيم قال: الرجل يؤخذ حياً، والمرأة تُقتَل دون استثناء!”
“الظلام دامس، لا يمكن تمييز من هو الرجل ومن هي المرأة…..”
“الكبير رجل، الصغيرة امرأة. لكنهم أسرع مما كنا نظن. إن رأيتهم، أطلق النار فورًا دون تردد!”
توك-
استهدف جوون كتف اليسار لأحد المرتدين الأصفر من الخلف مباشرة، ورماه بالحجر. فارتجف الرجل والتفت بسرعة نحو اليسار.
و في تلك اللحظة، اقترب جوون بخفة من الزاوية العمياء على اليمين، واحتضن الرجل كأنه يعرفه، ثم ذبحه بقطعة سريعة في عنقه، واختفيا معًا في الظلام.
كروووم…كروورررونغ-
بسبب الرعد الهادر والرياح العاصفة التي تهز العالم، لم يلاحظ الاثنان في المقدمة أن الثالث قد اختفى. و تابعا السير بخطى متسارعة، يخطوان فوق الوحل دون توقف.
ثم التقط جوون حجرًا آخر.
كان سادان يتظاهر بأنه حاكم، لكنه في النهاية مجرد إنسان، لا شك أنه مشتعلٌ غضبًا وتوترًا من الداخل الآن.
و لا بد أنه يرغب في التخلص من هذه الفوضى قبل أن ينقضي الإعصار.
وفي خضم ذلك، كلما وردت تقارير عن تناقص عدد أفراد فرقة التتبع بشكل مريب، لم يكن أمامهم خيار سوى إرسال المزيد والمزيد من الأفراد.
وكلما أُبعد أولئك المرتدون الأصفر قدر الإمكان إلى خارج القرية، ازداد أمان سيان الموجودة هناك.
ثم…..
ارتسمت على وجه جوون ابتسامةٌ باردة وقاسية.
في هذه اللحظة، كان عدد لا بأس به من الكوابيس قد اندفع داخل قاعة الاجتماع. و أقل من مئتي إنسان محاطون بما يقارب ألف روح شريرة.
كان المشهد أشبه بألف نصل يتدلّى من سقف القاعة، يهتز في أي لحظة استعدادًا للانقضاض.
تلك الكوابيس ما زالت، في كل دقيقة وكل ثانية، تراقب مشاعر سادان وتحاول انتهاز الفرصة للانفجار.
كما أن ضعف تاي جوون جعل من حوله في خطر، فإن اضطراب الزعيم وتوتره الهستيري سيجعل أتباعه أول من يدفع الثمن.
طبعًا، ما إن تحدث مشكلة بين الأتباع، سيقوم سادان فورًا بإعادة “الصندوق الأسود” إلى مكانه الأصلي…..
لكن حينها ستكون الفوضى قد عمّت، وفلت الزمام بلا رجعة. و لن يتمكن الزعيم ولا سكان الجزيرة من رؤية أولئك الكوابيس وهي تتلذذ خوفهم..…
أما جوون، فلم يكن لديه أي نية للارتباط مجددًا بتلك الأرواح البغيضة. لهذا، لا أحد في هذه الجزيرة قادرٌ على السيطرة على تلك الأرواح المجنونة.
وإنقاذ الأطفال…..سيعتمد كليًا على استغلال تلك “الفوضى”.
***
وصلت سيان إلى أطراف القرية.
فيووووو هووونغ هووونغ-
كانت الرياح العاصفة والمطر الغزير يهزان القرية بأكملها. و المباني البيضاء الجاهزة ترتجف تحت وطأة الريح، مما أضفى على المشهد شعورًا بالكآبة والخطر.
كوا دانغ دانغ دانغ-!
ويبدو أن بعض الأبواب لم يُحكم إغلاقها، فبدأت تطرق بعنف وتصدر أصواتًا صاخبة.
وكانت الدلاء تتطاير من هنا وهناك، والنوافذ الزجاجية تتحطم وتنثر شظاياها.
كانت الأعاصير في هذه الجزيرة تختلف عن تلك التي تضرب اليابسة. فهي أكثر شراسة، و أكثر شؤمًا، وكأنك واقف داخل فم وحش ضخم يفتح فمه.
كانت تشعر بالقلق على جوون، الذي لا بد أنه يتنقل وسط هذه العاصفة العنيفة.
و كان أكثر من يستحق اللوم هو الزعيم الذي أرسل أتباعه لصيد البشر ببنادق وسط هذا المطر السوط، هو دون شك أحمقٌ مجنون.
اجتازت سيان الحقل بسرعة ودخلت إلى عمق القرية.
باستثناء ضوء الشموع الخافت المتمايل داخل قاعة الاجتماعات، كانت القرية غارقةً في ظلام دامس. وبسبب شراسة الإعصار، لم يكن هناك أحدٌ في الخارج.
“لينكون؟”
حين وصلت خلف مقر إقامة الزعيم، ظهر لينكون فجأة.
كانت سيان قد أرسلت لينكن إلى جوون فور سماعها صوت الرصاص المنبعث من الجبل، لكن يبدو أن جوون أعاده إليها.
ولأن سيان طلبت منه العودة، فقد جاء فورًا دون تردد.
رغم أن العلاقة بين جوون ولينكون لم تكن سيئة، إلا أن كليهما كان ينظر للآخر كأن لا شأن له به.
و بالطبع، كلاهما يضع لي سيان في المقام الأول، وهذا ما يجمع بينهما.
لحسن الحظ، لوّح لينكون بذيله بفتور إشارةً إلى أنه بخير. لكن صوت إطلاق النار لا يزال يتردد، مما يبعث على القلق…..
لكن، مجرد استمرار سماع الطلقات يعني أن جوون لا يزال ينجو ببراعة، رغم عدم وجود الكوابيس.
ركّزت سيان على مهمتها أولاً. و توجهت سريعًا نحو الفناء الخلفي الذي كانت قد عاينته مسبقًا أثناء طلاء الجدران.
ثم خلعت معطف المطر بسرعة، ووقفت تنتظر عند النافذة بينما تغطيها بذلك المعطف…..
ثم، بااااك-
عندما أخذ الباب يهتز من شدة الرياح، حطّمت الزجاج بكوعها دفعةً واحدة.
الآن، لو بدا الأمر وكأن غصن شجرة طار بسبب الإعصار وحطم الزجاج قليلًا…..فهذا يكفي كتمويه.
تشغرك-
مدّت يدها بهدوء عبر الزجاج المحطم، وفتحت القفل بصمت. ثم خلعت حذاءها المليء بالطين، وتسللت بخفة إلى الداخل متجنبةً شظايا الزجاج.
تشاك-
وما إن لامست الأرض داخل المبنى، حتى أعادت قفل النافذة إلى وضعه الأصلي، ثم ألقت المعطف والحذاء داخل أقرب خزانة وبدأت تتحرك بصمت.
أخيرًا، دخلت هذا المكان.
في الطابق الأول كان هناك صالة استقبال، وغرف نوم وبعض المرتدين الأصفر، إضافةً إلى مخزن لأغراض الزعيم.
أما الطابق الثاني فلم تكن تعرف وظيفته، لكن ما كانت متأكدةً منه أن الطابق الثالث يضم غرفة نوم الزعيم.
فتوجهت سيان مباشرةً إلى الطابق الثالث.
____________________
قوووووه بسرعه بسرعه توترت
جوون يجنن من وين طلع مواهب السفاح ذي 😭 وكل ذاه عشان سيان😔
وسيان ضحكتني يوم قالت دام في صوت طلق يعني جوون بخير هي صادقه بس يضحك 😭
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 103"