توقفت فجأة، وسارعت إلى كتم فمها حين شعرت بالغثيان يصعد.
كانوا الثعابين يُجرون “تجارب تزاوج”.
يُقال أن دم التوأم الجنيني له تأثيرٌ هائل على الصحة والشباب، لكنه لا يمنح الخلود. ولذا، لكي يصنعوا “دواء الخلود المثالي”، يجعلون التوأم الجنيني يُنجب توأمًا جنينيًا آخر.
كما يُزاوجون الفئران والكلاب، فإنهم يُزاوجون البشر…..
و يغسلون أدمغة الأطفال الأبرياء الذين لا يعرفون شيئًا، بطريقة شريرة.
كان عمر الزعيم 101 عامًا. فكم من الأرواح يا ترى قد ضحّوا بها في هذه التجارب المقززة طوال تلك السنين؟
“فلنتخلَّ بصرامة عما يجب التخلي عنه، ولنحمِ بعزم ما يجب حمايته! كما نميز بين التبن والحبوب أمام أبواب الهلاك!”
تحت سحب العاصفة المتشابكة، كان سادان يحثّ الأتباع بلا تردد.
لم يسبق لسيان أن حملت نية قتلٍ تجاه أحد…..لكنها حدّقت في الزعيم بعينين حادتين كالنصل.
هذا القذر…..يجب القضاء عليه حتمًا.
***
وووروررونغ-
بدأت بوادر الإعصار تهبّ مع تساقط زخات المطر. و اهتزت النوافذ بقوة، وانحنت أوراق اليقطين والخيار والسمسم الأخضر في اتجاه واحد وهي ترتجف.
سواااااه-
في لحظة، اشتدّ هطول المطر وضرب الأرض بعنف.
“لنأخذ استراحةً قصيرة!”
“هيا! خذوا كرات الأرز!”
كانت كرات الأرز توزَّع كوجبة عشاء.
نظرًا لندرة الممتلكات الشخصية، كان الانتقال إلى القاعة الرئيسية أمرًا بسيطًا، لكن المشكلة كانت في الحقول.
الجميع كان منشغلًا بمحاولة تقليل الأضرار التي لحقت بالمحاصيل. وبسبب العمل في الحقول، لم يُطفَأ النور بعد رغم تجاوز الساعة التاسعة، موعد إطفاء الأنوار.
كان سكان الجزيرة غارقين في شعور بالذنب، قائلين أن هذا الإعصار عقابٌ على تأثرهم بالكوابيس التي رأوها في الأيام الثلاثة الماضية.
“ادفعوا كراسي القاعة إلى الجدران! ادفعوها أكثر! سننام جميعًا في صف واحد!”
“من هنا! أحتاج مساعدةً هنا! فقط اثنين منكم!”
عندما كانت تنقل الأغطية إلى القاعة الرئيسية، لمحَت جوون وسط فريق كان يثبت باب المبنى بأشرطة، ويسدّ الفجوات في الأبواب اللاصقة بشريط زجاجي.
كانت الرقابة المفروضة على جوون مشددة لدرجة أن التواصل معه كان مستحيلًا في الوقت الحالي. لكن عليها أن تجد وسيلة لمقابلته والحديث معه مهما كلف الأمر…..
ووررررررونغ، ورونغ ورونغ-
اشتد الرعد ودوّى من مكان أقرب، وتزايد هطول المطر أكثر.
كان صوت الرعد في الجزيرة كان أثقل وأضخم من ذاك الذي يُسمع في اليابسة، وكأن له طابعًا أسطوريًا بدائيًا.
“مين سارا! اتركي تلك البطانية واذهبي إلى المخزن الغربي، حسناً؟ أظن أن هناك صندوقًا آخر من المعلبات التي جهزناها لمواجهة الإعصار..…”
“حسنًا، سأحضره حالًا.”
أمسكت سيان بهدوء الفانوس الدائري الذي بداخله شمعة.
“أوه.”
و ما إن خرجت حتى اجتاحتها الرياح العاتية، وطار شعرها الطويل مع صفير العاصفة. وفي اللحظة نفسها، هوى المطر الغزير فجأة وبلل جبهتها.
فرفعت الفانوس أمامها وأسرعت بخطواتها.
ماري…..لماذا؟
بشكل غير متوقع، كانت ماري تقف أمام المسكن رقم 6 وهي تبكي بشهقات متقطعة.
كأنها تتلقى عقوبة، فلم يبدو أن الطفلة قد تناولت العشاء حتى.
كل أطفال فرقة الترانيم كانوا قد دخلوا القاعة الرئيسية بأمان عند الساعة السابعة مساءً…..فلماذا ماري وحدها هنا؟
“آه.”
دمية الطائر الجديد اختفت. تلك الدمية البجعة التي كانت تحملها ماري بين ذراعيه طوال 24 ساعة.
لقد كانت برفقتها قبل قليل في دورة المياه وهي. تنظف بقعة الطين عنها بعناية و تجففها جيدًا…..لكن الدمية لم تكن الآن بين يديها.
نبض قلب سيان بقوة. و شعرت بقلقٍ ينذر بالسوء، وبدأ قلبها يدق بقوة داخل جسدها.
أزاحت سيان بصرها عن ماري مؤقتًا، وتابعت سيرها نحو المخزن الغربي.
كانت قد وعدت الطفلة سرًا بألا تخبر أحدًا بأنها غسلت لها الدمية، لكن يبدو أن الأخوة والأخوات في فرقة الترانيم، رغم انشغالهم بمواجهة الإعصار، استجوبوها قائلين: “من الذي غسل هذه الدمية؟”
لو كانت قد أجابت فقط بـ”الأخت مين سارا هي من غسلتها”، فذلك أهون، لكن إن سألوها عن تفاصيل الحديث الذي دار بينهما…..
دقّ دقّ…..
دقات قلبها كانت تصدح كالرعد في أذنيها.
“آهاهاها!”
“لا بأس، لا بأس. ممَ نقلق ونحن نملك زعيمنا المبجّل؟”
فجأة، سمعت ضحكات نسائية قريبة. كانت أصواتًا مألوفة، يبدو أن ثلاثًا من الأخوات اللواتي يزرعن الشمام كنّ ينقلن البطانيات. فأسرعت سيان خطاها محاولةً تفادي اللقاء بهن.
كانت الإضاءة موجودةً فقط قرب القاعة الرئيسية، لذا كان المخزن الغربي، حيث تقع المساكن، غارقًا في ظلام حالك حتى أن الأرض تحت قدميها لم تكن تُرى.
وفجأة، أطلق لينكون صوت تحذير وهو يحدق نحو العتمة.
“كررررر.”
فنظرت سيان بوجه خالٍ من التعابير نحو مبنى المخزن الذي بدأ يظهر في الضباب والمطر.
منذ أن رأت ماري تبكي، أحسّت أن شيئًا كهذا سيحدث.
“مين سارا! اتركي هذا واذهبي إلى المخزن الغربي، حسناً؟”
لابد أن هناك سببًا لاختيار مين سارا بالذات لإرسالها إلى أبعد مخزن في الجزيرة.
رغم أن طائفة “حقيقة مارس” تراقب المنطقة عبر الأقمار الصناعية، إلا أن سماء الجزيرة كانت مغطاةً بالكامل بغيوم الإعصار الكثيفة.
و الوقت كان ليلًا، وداخل المباني لا فائدة تُرجى من كاميرات الأقمار الصناعية.
وهكذا، إن مات شخصان في حادثة يُقال أنها ناتجة عن الإعصار….فسيُغلق الأمر بسهولة.
هووف-
أمسكت سيان بزجاج الفانوس ونفخت على الشمعة لتُطفئها، ثم اختبأت بخفة.
لم تكن تملك أي سلاح، ولا تعلم كم عدد الأشخاص في الداخل، وحتى لو خاضت قتالًا وانتصرت، فلن تكسب شيئًا.
ما قالته لها ماري كان من أسرار الجزيرة الأعلى سرية.
من الخارج، تبدو الجزيرة كأنها مجتمعٌ نقي من الطاهرين، لكن في الحقيقة، كانت مكانًا يجمع الأخوات من أجل الزعيم العجوز فقط.
بل إنه أنجب ابنةً من زوجته، ثم جعل تلك الابنة زوجةً له، وعندما أنجبت له حفيدة، بدأ في تربيتها كزوجة مستقبلية…..بجنونٍ تام.
سرٌ كهذا، بهذه الفظاعة، لا يمكن السماح بخروجه من الجزيرة.
خصوصًا إذا تعلق الأمر بالتوأم الجنيني المرتبط بـ أفعى جيلجامش.
تحركت سيان بين مباني المساكن المظلمة بخفة وكأنها ترى الطريق أمامها. فموظفوا “أوتيس”، صائدو الأشباح، كانوا يعتبرون الليل مملكتهم الخاصة، وهذه العتمة لم تكن كافيةً لإبطاء حركتها.
وفوق ذلك، كانت قد حفظت خريطة القرية بالكامل منذ يوم دخولها الأول. و كانت تعرف تمامًا حجم كل مبنى، وموقعه، وعدد الخطوات الفاصلة بين مبنى وآخر.
“آهاهاهاها!”
ضحكات الأخوات المبهجة صدحت من مكان لا يبعد أكثر من خمسة أمتار. فقد كنّ الأخوات الثلاث اللواتي يزرعن الشمام ما زلن يضحكن ويتبادلن الأحاديث عن الزعيم.
دارت سيان بسرعة حول المبنى السكني الطويل، ثم التصقت بالحائط تراقب الوضع عن كثب. و رأت الأخوات الثلاث واقفات في الظلام المعتم وهن يرتدين معاطف المطر.
“لأننا غرقنا في خيالاتنا ولم نتبع تعاليم الزعيم، تلقّينا هذا العقاب الصارم.”
“حين يجرف الإعصار كل القذارة، سنصبح طاهرات من جديد.”
كنّ يحدّقن بثبات في الاتجاه الذي توجهت فيه سيان نحو المخزن الغربي، وبينما كنّ يتبادلن الضحك واحدةً تلو الأخرى، كانت أفواههن تبتسم بوسع، لكن وجوههن خاليةٌ تمامًا من أي تعبير، مخيفة بجمودها.
وفي أيديهن، كانت هناك سلالٌ مبللة بالمطر.
انسحبت سيان بهدوء و اختفت مجددًا في الظلام.
العودة إلى القاعة الرئيسية مستحيلة. فجميع من في الجزيرة كانوا أتباعًا متعصبين لطائفة السنابل. و لا يمكن طلب المساعدة من أناس يظنون أن الإعصار ذاته هو عقوبة إلهية على مخاوفهم الدنيوية.
وما إن تُقفل أبواب القاعة وتُطفأ الأنوار، لا أحد يعلم ما قد يحدث هناك.
عليها أن تهرب من هذه القرية. الآن، فورًا. بسرعة.
بما أن الإعصار يقترب، فالهرب نحو الساحل أمرٌ بالغ الخطورة، والميناء ليس خيارًا كذلك.
إذاً، لم يبقَ سوى…..
‘الجبل؟’
استدارت سيان لتنظر إلى الجبل الأسود المهيب الذي كان يقف شامخًا خلفها.
المشكلة هي تاي جوون، هو بالتحديد…..
فما إن يكتشفوا أن سيان قد هربت، من المؤكد أنهم سيحاولون التخلص من تاي جوون فورًا. لذا، لا بد من إخراجه بأي وسيلة، لكن المصيبة أنه كان محاطًا بإخوة أقوياء من أتباع الزعيم.
أن تستدعيه سرًا من بين كل ذلك الجمع…..مستحيل. سيتم القبض عليهما معًا.
لكن لا يمكنها أن تتركه.
وبما أنه لا يستطيع استخدام الكوابيس حاليًا، فهو بلا أي وسيلة للدفاع عن نفسه.
“سنقوم الآن بإغلاق أبواب القاعة! أوقفوا كل ما تفعلونه وتوجهوا إلى القاعة فورًا! بسرعة، بسرعة!”
‘تباً.’
وفي تلك اللحظة، دوى صوتٌ ينادي السكان للتجمع.
هل فات الأوان بالفعل؟
دقّ… دقّ…
جفّ ريقها، وازدادت دقات قلبها سرعةً وحدّة.
‘ما الذي يجب أن أفعله الآن؟’
_____________________
قولي لجوون هييي بسبس ميو تعال ننحاش بسيطة
طيب وماري؟☹️ لايصير لها شي المسكينه توها نونو
المهم سادان ليته يطيح في يد اوتيس ويمردغونه
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 100"