نظر العجوز بين ليتسي التي أجابت بتوتر والجنية بالتناوب، ثم أطلق ضحكة ساخرة وكأنه لا يصدق ما يرى.
“على أي حال، يا لها من حشرة عجيبة. تندفع نحو محفظة الناس… كما لو كانت تنوي السرقة.”
بهتت فراء وجنتي ليتسي أكثر عند سماع رد العجوز.
‘يا جنية، ليتسي قالت إن السرقة ممنوعة!’
كأن الجنية سمعت أفكار ليتسي الداخلية، فقد أشاحت بنظرها وبدأت تُغني بصوت خافت.
“آ-آسفة… أخطأت.”
أرجوك لا تقتل الجنية!
كانت ليتسي تخشى أن يدوس العجوز على الجنية فجأة، معتبرًا إياها حشرة شريرة تريد سرقته.
حك العجوز ذقنه ببطء وهو ينظر إلى عيني الباندا الحمراء الصغيرة المتوسلتين باعتذار.
“وأنتِ أيضًا مخلوق غريب لم أره من قبل. هل أنتِ راكون؟ لا، تبدين أكثر استدارة من الراكون.”
أنا باندا حمراء!
شعرت ليتسي بالضيق من ظن العجوز أنها راكون، لكنها لم ترَ فيه سوء نية، فاكتفت بمد شفتيها في تذمر.
“لست راكونًا…”
“وما الذي تحملينه؟”
أثار فضول العجوز مظهر ليتسي الفقيرة التي تربي حشرة سيئة الأخلاق، فمد يده ليلمس اللافتة التي تحملها.
“نـ- نحل لكم كل شيء… ليتسي جديرة بالثقة.”
“حقًا؟ وبأي مهارة تحلين المشاكل؟”
سأل العجوز بحدة.
كان لحاجبيه الغليظين الكثيفين ارتفاع حاد، وأنفه المعوج قليلًا مرتفع وبارز، وعيناه الحمراوان الباهتتان تشبهان بركة دم راكدة، مما جعل ملامحه القاسية تبدو أكثر شراسة.
لا شك أنه كان وسيمًا جدًا في شبابه، لكن في عيني ليتسي، بدا كعجوز غريب الأطوار قد يفتح فمه الواسع ليبتلع طفلًا أو جنية في لقمة واحدة.
‘واضح أنه من ذوي الطباع الوحشية.’
“هيينغ…”
مخيف. مخيف جدًا.
“لماذا تبكين؟ سألتك فقط كيف ستحلين المشاكل.”
لم تستطع ليتسي الرد فورًا على إلحاح العجوز المرعب، فعضت شفتيها في تردد، بينما كان فراء وجنتيها المبلل قد بدأ يتدلى.
‘اهدئي ليتسي! عليكِ الذهاب إلى منزل الدوق الأكبر جريزلي!’
هناك سأعالج مرضي وألتقي بأمي.
نعم، أمي!
ما إن خطرت فكرة لقاء أمها في ذهنها، حتى استعادت ليتسي رباطة جأشها مرتبكة، وأجابت العجوز بكلمات واضحة.
“أ-أجد لكم الناس. أو أسترد الديون المفقودة.”
“همم، تجدين الناس، أليس كذلك؟”
ربما لم يسمع العجوز إضافة ليتسي الصغيرة عن استرداد الديون، فمال برأسه جانبًا وأطلق تنهيدة طويلة.
“حسنًا، لن يكون سيئًا أن أعهد بهذا للصغيرة. “
تمتم العجوز بكلمات خافتة، ثم فتح فمه موجهًا كلامه إلى ليتسي.
“إذن يا صغيرتي، هل يمكنكِ إيجاد الشخص الذي سأخبركِ عنه؟”
اتسعت عينا ليتسي بدهشة عند أول طلب عمل لها، ثم ابتسمت ببراءة وهي ترفع عينيها إلى العجوز، ممسكة يديها بفرح، كأنها نسيت خوفها.
“بالطبع يا عميلي العزيز! من تريدني أن أجده وكيف؟”
تذكرت كيف كانت أمها ترحب بالعملاء دائمًا بلطف وحنان.
***
[أنا أبحث عن ابنتي المفقودة.]
كان العجوز يقف باستقامة تامة، لولا شعره الأبيض ووجهه المجعد لما بدا في عمره الحقيقي.
وعندما تحدث عن البحث عن ابنته، بدا هشًا كمن قد ينهار في أي لحظة.
‘إنه مثل ليتسي، ينتظر عائلته.’
تذكرت ليتسي وجه العجوز الحزين، فضغطت بقدمها الأمامية على صدرها قرب قلبها.
شعرت بوخز مؤلم، كما لو أن كرة مليئة بالإبر استقرت في صدرها.
“ليتسي، تريد حقًا أن تجد ابنة ذلك الجد.”
عندما قالت ليتسي ذلك، كانت الجنية تطير حولها بخفة، ثم ضربت كتفها المشدودة برفق ونظرت إليها.
“ماذا؟ هل تنوين فعلًا إيجادها؟”
“نعم، لقد أخذنا المال بالفعل.”
أجابت ليتسي الجنية وهي تهز كيس النقود الصغير الذي أعطاه العجوز بصوت رنان.
“ماذا؟ ظننت أنكِ ستأخذين المال وتهربين.”
“تهربين؟”
“تأخذيه وتهربين. هذا المال يكفي لاستئجار عربة إلى عائلة الدوق الأكبر جريزلي، أليس كذلك؟”
قال العجوز إنه سيدفع ضعف المبلغ الأولي إن وجدت ابنته، لكن هذا المبلغ وحده كان كافيًا.
لكن ليتسي فتحت عينيها المستديرتين بذهول من وقاحة الجنية، وتجعد جبينها الصغير.
“يا جنية، لماذا تحاولين دائمًا فعل أشياء سيئة؟”
كانت ليتسي قد تحوّلت إلى شكلها البشري لتسهيل التجوال في القرية، وحدقت في الجنية بعينيها البنيتين اللامعتين.
‘تسرقين خفية ثم يقبض عليكِ، وتظنين أن بإمكاننا أخذ المال والفرار بعد قبول المهمة.’
“أنا الجنية الوحيدة السيئة؟”
وضعت ليتسي يديها على خصرها تقليدًا لأمها، ثم مالت برأسها في حيرة من كلماتها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"